من مصلحة الإنسانية أن ت
لاه ل
واحدة. لا تكشف عن كل جوانبهاء وأن تسودها فكرة خاطئة
لينشىء أخطاءًا عميقة الأثر . لا فى التصور والتفكير ولكن
فى علاقات الأمم بعضها ببعض» وفى علاقات الكتل الدولية
بعضها ببعض ؛ كما ينشىء أخطاء بعيدة المدى فى تكييف
سياسة كل أمة وتوجهاتها ؛ هذه الأخطاء ينشأ معظمها عن
سوء دراسة التاريخ البشرى ؛ وسوء تقدير الدور الذى قام به
الإسلام والذى يمثله العالم الإسلامى » هذا العالم يمثل وحدة
إنسانية شاملة لها كل خصائصها المستقلة ويمثل قوة إنسانية
الحقيقى وسوف يكون لهذا التصحيح قيمة فى حساب المصلحة
الإنسانية العامة .
فكم لأخطاء التاريخ من أثر فى إقامة الحواجز بين بعض
الذتج الإسلامى لمصر ِ او
سوء تقدير الجماعات للجماعات والأجناس للأجناس والآفراد
البشرية فى حاضرها ويؤذيها فى مستقبلها
ذرية الناجين من الطوفان مع نوح عليه السلام.
ثانيًا : شعب مصر يدين بالإسلام منذ أن وطأت أقدامه
أرض وادى النيل فى وقت لا يعلمه إلا الله رب العالمين +
وقبل ميلاد إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام بقرون
طويلة .
- وحينما حدث الإنحراف فى عقائد الناس تعهد الله
شعب مصر برسولين يدعوان إلى الإسلام هما يوسف وموسى
عليهما السلام . وعلى يد يوسف عليه السلام أسلم شعب
مصر وملك مصر وأخضعوا حياتهم لمنهاج الإسلام وشريعته .
يقول رب العالمين على لتسان يوسف الرسول المسلم عليه
السلام رب قد آتيتتي من املك وعلّمتي من تأويل الأحاديث فاطر
السموات والأرض أنت وليي في الدا والآخرة توفي مُسلما والحقني
وعلى يد موسى عليه السلام أسلمت امرأة فرعون آسية
بنت مزاحم وسحرة فرعون وغيرهم . يقول رب العالمين على
لسان موسى عليه السلام لقومه : «وقال موس يا قوم إن كنم
أهلك الله فرعون من أجل هذه الققلة المسلمة ومكن للإسلام
انوا شو 460 (الأعراف : 136 + 137
إذن الإسلام على أرض مضر أضيل أصالة شعبها
وبعد ثلاثة عشر قرنًا من الزمان من رسالة موسى بعث
واشهد بن سُلْمُونَ © 4 (آل عمران - 52) .
ثالقًا : وبعد رسالة عيسى عليه السلام بستة قرون بعث
محمد صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام الخاتمة إلى
العالمين ؛ تحقيقًا لبشارة الله على لسان عيسى عليه السلام :
بين يدي من السٌوراة
وبعدها وجه رسول الله الله عليه وسلم رسائل !!
الكثير من الزعماء والأمراء فى عصره يدعوهم إلى الإسلام +
(1) تاريخ الامة المسلسة الواحدة منذ اقدم العصور قى مصر والعراق د. وقاء محمد
رفعت - د. جمال عبد الهادق - ذار الوقاء للطباعة والنشر
ومن هؤلاء جريج بن متى"') الملقب بالمقوقس ملك مصر
(بسم الله الرحمن الرحيم ؛ من محمد عبد الله ورسوله
إلى المقوقس عظيم القبط (أى المصريين) ملام على من انيع
الهدى ؛ أما بعد فإنى أدعوك بدعاية الإسلام ؛ أسلم تسلم +
وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين ؛ فإن توليت فإن عليك إثم
القبط «ِكْل يا أَهْلَ الكتاب تَعالوا إلى كلمة سواء ينا بكم آل تعد إلا
رسلك وبعثت إليك بجاريتين لهما مقام فى القبط عظيم
وبكسوة ١ وأهديت إليك بغلة لتركبها والسلام ٠
والملفت للنظر فى هذه الرسالة أنها لم توجه إلى الحاكم
الرومانى الفعلى لمصر ؛ لأنه كان فى نظر الرسول محمد
العردف باسم قيرس » وكان معنا من قبل هرقل الحاكم الرومائى ضر
جه رسول الله صلى الله عليه وسلم
رسالته إلى أحد أبناء مصر (قيرس) وهو المقوقس عظيم القبط
سبعة قرون + وإنما بوجه ز.
رابعًا : إنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة :
كما أنه صلى الله عليه وسلم قد أوصى أمته بمصر
وبشرها بالفتح ونبّهها إلى أهمية تحريرها من قبضة الروماة
وإبلاغها دعوة الإسلام - وهذه من المبشرات ودلائل النبوة -:
استفتحون مصر ؛ وهى أرض يسمى فيها القيراط ؛ فاستوصوا
بأهلها خيرً . فإن لهم ذمّة ورحم » فإذا رأيتم رجلين يقتتلان
الأقباط (أى المصريين) إبراهيم عليه السلام الذى تزوج بهاجر
إسلامى لمر
خير أجناد الأرض» ؛ فقال أبو بكر : «ولم يا رسول الله ؟»
قال : لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة» .
وقد كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
حريصين على تحقيق توجيهات النبى محمد صلى الله عليه
وسلم ١ ولهذا كان الفتح الإسلامى!! لمصر عام 20ه / 641م
بقيادة عمرو بن العاص فى عهد الخليفة الراشد عمر بن
حياة الشعب القبطى (المصرى).
(الهيروغليفية) 0180 18 أن والتى تعنى معبد أو منزل الإله فَتَاح
(1) أصبحت مصر ولاية من ولايات الخلافة الإسلامية منذ عام 21ه/ 642 وحتى
المدينة المنورة أو دمشق أو بعداد
«دراسات فى تاريخ مصر الإسلامية» من إعداد أستاذين من
أساتذة جامعة الأزهر هما الأستاذ الدكتور محمد جبر أبو
سعدة ؛ والأستاذ الدكتور عبد الله إبراهيم راجح ء وكذلك
ما نشر فى مجلة المنار المجديد تحت عنوان «الفتح الإسلامى
لمصر بين سياسة الدولة ومسيرة الدعوة» إعداد الأستاذ الدكتور
عبد الحليم عويسن
المؤلف
المبحث الأول
حالة مصر قبل الفتح الإسلامو١!»
مصر تقع فى قبضة الاستعمار الرومانى لمدة سبعماثة عام
تقريبًا ١ والرومان (أجداد ١
لون رجالها وننساءها .
كانت مصر مستعمرة زومانية منذ عام 47 .م © يحكمها
حاكم عسكرى رومانى يقبض بيده على الشثون الإدارية
عذكرية رومانية يدفع نفقات إقامتها الأقباط (أى المصريون) +
أى أن مصر قد فقدت استقلالها السياسى .
على شعب مصر أن يكذ ويكدح لخدمة هؤلاء المستعمرين +
(1) بعد بعثة محمد صلى الله علية وسلم
حوالى 138 الف طن أى ثلث ما تحتاجه من القمخ سنويًا + بل كان على مضر أن
تطعم جيش الاختلال الرومانى المقيم بأرضها