وهم فى دراستهم لهذه الاديان والممل » عرضوها عرضا موضوعيا
الاسلامى » قد لا يكون لها صلة مباشرة بذلك الفكر ؛ فاتسع نطساق
موضوعه وتطور وتعمق +
من ناحية موضوعه أو منهجه +
غير أن الباحث المنصف نسرعان ما يتبين له أن ماخاض فيه المتكلمون
من موضوعات تدخل فى لطيف الكلام » ودقيقه وجليلة اثما هى
موضوعات فرضت عليهم فرضا من قبل خصومهم ل
بد من مواجيتها لأن لها صلة وثيقة بعقائد الخصوم © فضلا عن أ
لكثير منها أصسول نقلية فى الكتاب والسنة ا بدآ اليو
اض المتكلمون فى جدالهم مع اليهود فى أبحاث دارت حول
الدفاع عن نبوة محمد بي » وعن شرعية النسخ فى الأحكام وغايته
وبحث فى التشبيه والتجسيم +
وأنتجت لنا مواجيتهم للديان
وا فى بحوث حول العدل الالمى م والصلاح والاصلح واللطف +
ا م والتكليف 066 » وآدت مقاومتهم للمُنوض الى أن يخوضوا
فى مسائل تتعلق بجوانب عميقة من نظرية المعرفة +
اشا ممتازا دار حول
تطرق الى بحوث عميقة فى نظرية
كله عقائد الصابئة من جانب والبراهمة والسمنية
تقدح فى أصالة علم الكلام سواء
دلائل النبوة ؛ وانكار الخ » والة
المعرفة هوا.
وهكذا خلف لنا المتكلمون من خلال مواجيتهم للديانات المخالفة
تراثا لم يتعلق فقط بالعقائد » بل امتد ليشمل جوائب آخر ىميتافيزينية
ومن شأن هذا الصراع الجدلى أن يحدث ثوعا من التتسرب لأفكار
الخصوم واستخداما لأسلحتهم وأدواتهم + من هنا تسرب الى بعض
جمهور المتكلمين من أصحاب المدارس الكلامية الكبرى موقف الحذر
الشديد من هذا التسرب » وقاوموه مقاومة عنيفة لا هوادة فيها +
أننا نجد معظم المتكلمين يبر الى الله من كل ما يخالف ااقرآ
توحيدك ؛ ولم أعتثد 3 من الذاهب اللطيفة الا لأشد به التوحيد +
فما كان منها يخالف التوحيد ؛ انا منه برى» » اللهم ان
أيضا أبو الهذيل العلاف الذى خاض فى دقيق الكلام وجليله يعان
براءته وانحلاله عن كل ما يخالف منهاج الاسلام ويعتذر بأن خوضه
انما كان لنصرة الاسلام "م وهذا ما نجده عند الأشعرى © +
() ابو الحسين الخباط : الانتصار والرد على ابن الرواندى ص ١
() نفس المصدر :اص ١6
(؟) الاشعرى : مثالات الاسلابيين واختلاف المصليين ) ج ١ 6 ص 147
(ه) السبكى : طبقات الشائمية الكبرى © تحقيق عبد الفتاح محمد
الحلو ؛ ومحود محيد الطناحى » مطبعة الحلبى © 1476 م ج اص 17
)١( الغزالى : الاقتصاد فى الاعتقاد ؛ مص 1# +
كافح علماء الكلام هذه العقائد الخالقة للاسلام + وما ارتبط بها
من زندقةٌ والحاد » وهم فئ سبيل ذلك استعانوا بكل مصدر ممكن فلسفيا
الدينية ؛ فلا يقدح فى اصالتهم تسرب بعض مصطلحات القلسفة اليهم +
ذلك لانهم وهم فى مجال الدفاع عن الدين استعانوا بيعض الجوانب
الفلسفية كوسيلة للوصول الى غايتهم © وفرق كبيد بين الوسيلة والغاية :
باوكا سوف نتبين لقد وقفوا من الفلسفة موقت العداء في
الواضع
بالفلسفة واستخدموها ضدهم فى صياغة هجومهم على الاسلام ونقده/
تؤيد أدلتهم الدينية +
وفى اعتفادنا أنه لا يقدح مطلقا فى اصالة علم الكلام ان
هذه الجوانب والمصطلحات بعد أن خلصوها مما يتعاق بها من -أمون
قد تخالف ١
لكل ما تقدم ؛ ادرك مؤرخو العلم ومصتفوه فى الاسلام + مكادة
علم الكلام ؛ فوضعوه فى دائرة العلوم الشرعية التقلية © وآنزلوه
منزلة عالية من علوم عصرهم +
الزمخشرى : اباس البلاغة © دار صادر 6 دار ببروت 186 ه
النص المنزل قرآنا أو سنة وما صدر من نقاش ذاتى حول هذه النصوصض
الدينية » ذلك النقاش السذى اندفع اليه المسلمون يفمل تطسور
حياتهم » وتلبيه لمشكلات مجتمميم ؛ فصدر علم الكلام ملبيا لحاجات
المجتمع الاسلامى ٠ فى صدر الاسلام » فى المشاركة بالرأى على أساس
من هدى القرآن الكريم واللسنة الصحيحة فيما تعرضوا له من مشكلات»
فقد كان ضرورة ملحة استدعتها ظروف مجتمع الصدر الأول *
ومع اختكاكه مع الأديان والتيارات الأجنبية يقل علم اكلام
فى جوهره معبرا عن فلسفة الالام ١
حاول هذا البحث ان يقدم الادلة على اصئالة ذلك العلم » من ناحية
موضوعة وتطوره"" » والتمس هذا البحث الأدلة فى فصول ثلاثة هى :
الفصل الأول : بجنوان ( مدخل عام لبيان أصالة علم الكلام) جاء
هذا الفصل بمثابة مدخل عام ؛ يلتمصى بيان هذه الأصالة الاسلامية
لغلم الكلام من جو الأول : تعريفات علم الكلام وتسمياته
الثاني : الموقف من علم الكلام + فأبان عن أدلة المعارضين لعلم الكلام »
مناقشا اياها + ومبينا ادلة المؤيدين لعلم الكلام » وكيف كان للفقهاء
الدار المصرية للتأليف والترجمة » القاهرة/ء لي 17 » مادة اصل ) بص 13 16
والمصباح المنير فى غريب الشرخ الكببر للرائعى ؛ تاليف ؛ الفيوس » المكتبة
العلمية » ببروت مادة اصل » والزبيدى ؛ تاج العروس من جواهر اللقاموس +
دار مكتبة الحياة 6 بيزوت © بدون تاريج + ج /ا 6 مادة اصل امس 08 +
وافظر © مختار الصحاح + المحتمد بن ابى بكر بن عبد القنادر الرازى +
القاهرة » الطبعة التاسعة + 1137 م + مادة اصل © ص 18 © والمعجم
الوسيط؛مجمعاللغة العربية ) الطبعة الثانية 6 11971 4ج 1 6 ص +
مادة اصل .. ٍ
0 ركز هذا البحث عن بِيانَ إصالة علم الكلام من ناحية الموضواع
فى المنمج الذى انتهجة هذا العام فى معالجة موضوعاته +
المماجمين لعلم الكلام ' آراء كلامية ؛ والثالث : بيان كيف أن عل
الكلام علما شرغيا ؛ وبيان منزلته من العلوم الشرعية +
ابنت فى هذا 'الفنل موضوعات علم الكلام الرئيسية » وكيفية التماس
أصوله من اللقرآن الكريم والسنة الصحيحة لهذه الموضوعات ) فلا
عن أن علم ,الكلام جاء فى مجموعه ملبيا لحاجات عصر نشآته فحاول
حلولا م مما أدى الى اجتهاد فى مجال الأصول الاسلامية فشا علم
الكلام .
"أما الفصل الثالث : فهو بعنوان ( المصادر الأجنبية وأثرها فى
تطور علم الكلام ) تتبعنا فى هذا الفصل مجموعة المصادر الأجنبية
والتى كان لها أثر فى تطوز موضوع علم الكلام » وتعميق مباخثه وصقل
مناهجه » وتتمثل هذه المصادر الأجنبية فى أثر- الاديان السماوية من
اليهودية ؤالمسيحية ؛ ومجموعة المل والاهواء والنحل المخالفة للاسلام؛
بالتكلمين الى دراستهما ومناقشتها » وكانت نقاط الخلاف بين الأسلام
وبينها من أهم مشكلات علم الكلام م ولقد استعانت هذه الملصادر
واستخدامها فى الرد على اصحاب هذه الديانات فليس اقوى من سلاح
الخصم للقضاء على اسلوبه » طالما كان هذا السلاح مشروعا +
وهذا لا يقدح فى اصالة علم الكلام الاسلامية ؛ فان احتواثه على عه
عض اساليب الخصم او اشتماله على بعض مباحث الفلسفة وطرائقها
ينية وهى الدفاع عن الاسلام وتوكيد اصوله +
كما الا يقدح ذلك فى كونه علما دينيا من جملة العلوم الشرعية +
هذه هى فصول البحث الثلاثة م قصدت من خلاها ان اكشف عن
اصالة علم الكلام الاسلامية + وبيان انه على رأس العلوم الشرعية
يكون بحثى هذا لبنة فى بناء فلسفة اسلامية أصيلة بها ندافع عن
الاسلام خد التيارات الوافدة ؛ ولعل بيان هذه الاصالة يكون دافها
لتحقيق هذا الهدف +
والله الموفق وأليه يرجع الأمر كله +
محمد صالح محمد السيد
«الفصل الأورنك
مدخل عام لبيان أصالة علم الكلام
7 تعريف علم الكلام وتسمياته +
الموقف من علم الكلام ٠
© منزلة علم الكلام من الطوم الشرعية *
الأول : تعريفات علم الكلام وتسمياته ؛ والتى دلث على مدى
الثانى : الموقف من علم الكلام » فابان عن ادلة المعارضيين اغا
الكلام من الفقهاء والمحدثين والضوفية » مبنيا أسس هذه المعارضة 2
وقد قمت بالرد عليها ؛ مبنيا أن مذاهب الفقهاء لم تخل من آراء كلامية؛
بل ونسب لبعضهم مؤلفات فى علم الكلام +
وعرضت فى الجانب الآخر لأدلة المؤيدين لعلم الكلام 4 مبنيا مدى
الحاجة انية » من خلال الغاية أنتى يحفتها ببحثه فى العقائد ؛ وهى
الثالث منزلة علم الكلام من العلوم الشرعية أوضحت كيف أن
علم الكلام يعد من إلعلوم الشرعية + بله هو أهمها على الاطبلاق به
يتم الاعتقاد ؛ وتصمح العقائد ؛ فمهمته توكيد العتائد بدليل التقئل
والعقل » فهو المتكفل بالجانب النظرى من الدين الذى .هو أساس العمل
فلا عمل بدون اعتقاد ولقد تنيه مصنفو العلوم من العرب 6 فوضعوه
فى قائمة العلوم النقاية الشرعية +
علم الكلام تمهيدا لبيان هذه الأصالة بشىء من التفصيل فى الفضول
لا يستثنى عنها فى أى عبر من
ونبدآ بتفصيل هذه المداخل العامة على النحو التالى :
ولاب تمريف طلم 050و وتسميا.
علم الكلام التى قدمها علماؤه ومؤرخوه من الشواهد
الثى تشهد على انناف + فجل تعزيفاتهم تسند علم الكلام الى الدين
وأصوله غ وتشير كلها الى أن ير هو الأصول الاعتقادية 9
تكون المعرفة النظرية بالدين +
وعلم الكلام يتناول هذه الأصؤل الاعتفادية ؛ بالاثبات والدفاع
النظر العقلى وسيلة لاثبات التقائد التى جاء بها الاسلام أو الدماع
برهانية حتى يمكن فهم العقيدة ؛ وعرضها ؛ والدفاع عنها 09 +
+ الفارابى : احصاء العلوم تحقيق الدكنور عثمان آمين » القاهرة )١(
ص 173 + والشسهر ستاتى : الملل 17١ الطبعة القالثة © 1178 6 ص
والنحل + على هايشن الفصئل فى الملل والاهواء والنحل © لابن حزم © دار
المعرفة © ببروت. الطبعة الثائية بالاوفست 1746 ام لت ولاقام 6 جا
اص 8ه » والغزالى : 'المنقذ من الضلال ؛ مكتبة صبيح رالقاهزة5 179 له
م ؛ صم + ص + وابن خلدون : المقدمة دار الكتب العلميسةء 717
: الطبعة الرابعة 1798 ه فصل الكلام + ص 58 ؛ والايجى توربب
وسعد الدين التفتازاني : شرح © 1١ الواقك + اسطنبول + 1185 هص
زادة : مفتاح السعادة ومصباح السيادة فى موضوعات العلوم © بتحتيق
كامل بكرى ؛ وعبد الوهاب ابو النور > مطبعة الاستقلال الكبرى 6 دار
من .180 © والامام محمد عبده : رسالة التوحيد ١ الكتب الحديثة + ج
دار النصر للطباعة © القاهرة 6 1454 م © ص 1 .2 وغيرا
() ابو حيان التوحيدى : ثبرات العلوم ل الادب © والانقضاء
فى الصداقة والصديق + المطبمة الشرقية +" القاهزة 1727 م ص١١
ص 001١ وغيرها © على ان هناك من المؤرخين وعلماء الكلام من زرأي