ما العتّزلة
*العتلة أعظم مدرسة من مدارس الفكر والكلام”'" عرفها الإسلام » وأقدمها .
ظهرت فى بداية القرن الهجرى الثانى فى مدينة البصرة ال كانت فى ذلك العصر جما
وق دكان أفراد مدرسة امعنزلة بجمعهم روابط متبنة من وحدة العقيدة ووحدة
الهمدف الساى الذى ينزعون إليه ويقفون جهودمم عليه . بيد أنى » قبل أن أتعرض
لعقائدم وأخوض في تار يهم » أرى ازاما على> أن أذكر السبب فىتسميتهم بالمسّزلة ؛
وأن أعدد أسماءم الأخرى سواء منهاما ينسبها خصومهم إليهم وما يرضونها م لأنفسهم
(1) كلة مدرسة آية من الدرسسية أو على اكلام -- 60ا0:هة50001 - وانلك فإتا
نسمى الممتزلة مدرسة ولا دعوم فرقة ٠ لأن الفرقة هى الق تشكل لنفسها أنمة دينية خاصة
تعرف بهاء وعا أن الدين والدنياكانا فى الإسلام ممتزجين » وكان منصب الخلافة دينياً ودنيوياً »
فإن الفرق الإسلاميةكونت » علاوة على أنظمتها الدينية » أنظمة أخرى سياسية واجتماعيةكا فمل
الشيعة والخوارج ٠ أما المزلة فل تكن لهم مثل تلك الأنظمة » ولا كانوا مفترقين عن أهل السنة
والجاعة لكن المؤرخين السامين الأوائل لم يفرقوا بين الفرقة وبين الدرسة الفكرية . فكانوا
يطلفون لفظة فرقة على الشيعة والخوارج كم كانوا يطلقونها على مدارس الكلام كالمرجئة والممنزلة +
ذلك بأنهم -- وقد اعتقدوا بصحة الحديث النبوى الشرف : د ات بى إسرائيل_اترقت
حى جملوها اثنتين وسبعين مصداقاً للخبر الوارد عن رسول الله صاوات الل عليه وسلامه»
فإذا اقتضى الأسى استعال لفظة فرقة فى حديثنا عن المتزلة فإنما تقصد بها "مدرسة ولا تقصد المنى
الحقيق الذى تؤّديه ٠
من عقيدة ثانوية منعقائدم”" و بعضها أسماء مشقر ترك تصهم ينا . - وغنى عن البيان
أن ما يهمنا منها هى الأسماء العامة » تلك التى تتعلق بمبادئهم الأساسية » دون غيرها :
يا -١ معرب :
غلب على هذه الدرسة اسم المزلة حتى غدا أسمالها وأشهر أعلامها . وقد
كثر اطلاف فى منشئه . فالبغدادى يقول رت أهل السنة مم الذين دعوم ممتزلة
ولا كافر بل هو فى منزلة بين منزلق الإيمان والكفر”"" . وروى الشهرستاى سيا
آخرء وهو أن واصل بن عطاء مؤسس المدرسة حين اختلف مم الحسن البصرىق
فى مسألة مرتكنى الكبائر وأدلى برأيه فيها ؛ اعنزل مجلس الحسن هووبمض من
وافقه على ذلك الرأئ وجلس قرف إحدى اسطوانات المسجد يشرحه لم . فقال الحسن
( + 117 م جح هام . )7 وكان قنادة من علماء البصرة وأعلام التابمين »
ومن أحاب الحسن البصرى الختلفين إلى مجلسه . دخل يوم مسجد البصرة » وكان
: وردت هذه الأسماء مجوعة فىكتاب الخطط والآثار المقريزى » وأهمها ما يلى )١(
+ ب الرقية : لقولهم الكفار لا يحرقون إلا مرة ١
» - المفنية : لقولم بفناء الجنة والنار ء
؛ -- اقفظية : لفولم ألفاظ القرآن عخلوقة »
+ -- القبرية : لإتكارم عذاب القبر *
(©) الفرق بين الفرق س 4 6 8“ (©) الملل والتحل ج ١ س 6 *
(8) وفيات الأعيان لابن خلكانج ؟ س ؟*؟
ضريراً » فإذا بعمر بن عبيد ونفر معه قد اعنزاوا حلقة الحسن البصرى وكونوا هم حلقة
خاصة وارتفعت أصوانهم » فأمهم وهو يظن أنهم حلقة الحسن » فا صار معهم عرف
معقولة ولا وجه لها . إذ ورد نسمية هذه للدرسة أهل الاعتزال ومن قال بالاعتزال .
فل ركان معنى الكلمة ما زموه لمنا جاز مثل هذه التسمية . ثم إن لما عدة نظائر
فى عرف ذلك الزما نكالمرجئة يرادفها أهل الإرجاء وم الذين قالوا بالإرجاء » والرافضة
للسعودى من أ نهكلة « اعتزال » فى اصنطلاح مذهب الممتزلة هو القول بلمنزلة بين
المنزلتين » أى باعتزال صاحب الكبيرة عن المؤمنين والكافرين”؟ . وما لاريب
فيه أن خبر السمودى أقرب من غيم إلى الصواب وأدعى إلى الإنصاف .
ولدجرب بمض العلماء الحدثين أن مجدوالهذا الاسم تمليلات أخرى . فن رأى
جولدزير المستشرق أنهم سموا معزلة لأن رششاءم الأولي نكواصل بن عطاء وحمرو
ابن عبيد والردار والجف رين جعفر بن مبشر وجعفر بن حر بكانوا يعتزاون العلم وبحيون
حياة التقشف والزهد”"". و يميل الأستاذ أحمد أمين إلى الاعتقاد: أن قوماً مم أل من
اللهود أطلقوه عليهم ٠ والذى ننه إلى ذاك ما قرأء لكتاب اخلط من أن بين الفرق
البهودية الى ظهرت بعد العودة من السبى فرقة يقال لما الفروشم - ممع ةمعط
ومعناها المتزلة””". فيقول أحمد أمين إن لماج اللغوية الحديثة تثبت أن معنى فروشيم
هو 5600:3160 + هذا المعنى ينطبق على المعنى الذى تؤديهكلة ممثزلة . وقدكان
الفروشيم يتكلمون فى القد ركالعتزلة و يقؤلون لب كل الأفمال خالقها الله تصالى ٠
0 (ف) مقدمة كتاب الانتصار لأبى الحسين الخياط ص؟ *
() لاعن « شرح تخسر الفرق بين الفرق » لفيليب حق س 8+
(ه) الخطط اج 4 سن 8١؟
فلا يبعد والحالة هذه أن يكون بعض اليهود الذين أسلموا قد أطلقوا على الممنزلة هذا
لاسها وأن انفصال الف وشيم عن ساثر اليهود بط ريقة مخالفةبماما لاعتزال اممتزلة"؟.
هذه هى الأقوال الحتلفة التى وصلتنا عن من اسم الاعتزال . لق نا هوراق
المنزلة أنفسهم فى اسمهم هذا . ؟ يخيل إلى أنه مكانوا لا برتاحون إليه . ولا جب
فإنه يحتمل التأويل ويتعرض لسوء التفسير . فقد رأيناكيف اذ مخالفوم منه أداة
الأمة . لكن الممنزلة وقد رأوا أنه لصق بهم » وت كدوا ألاسبيل لهم إلى التخلص
« المنية والأمل » » وقال إن المتزلة مم الذين أطلقوا على أنفسهم هذا الاسم لاغيرم”؟
وأنهم م يخالفوا الإجاع بل لوا بامجبع عليه فى الصدر الأول من الإببلام ؛ وإذا
ل ببين أن اعتزالم البدع هو السب الحقيق فى تسميتهم المعتزلة . ويحاول ابن المرتضى
بعد ذلك أن يقنمنا بفضل اسم الاعتزال معتداً على بعض الآيات القرانية الكريمة
» - « من اعتزل الشر سقط فى الير » .
© روى سفيان الثورى عن ابن الزيير عن جابر عن ابن عبد الله عن الى
)١( آر الإسلام اج ١ اس 4م
(©) النية والأمل س ؟ (4) المنية والأمل س 4
(ه) سورة الزملآية ٠١
بول امعزلة 9 .
فواضح أن دفاع الممنزلة عن اسمهم هذا وسعيهم للبرهان على فضله وبركته
أعداءم من استغلاله فى التحامل عليهم وا والنيل منهم » لاسها وأن الاعتزال لم يكن
الاسم المفضل عند الحبب إليهم ٠
وذكر الإمام ابن المرتضى أنهم يسمون أنفسهم العدلية والموحدة ”" . وقد ورد ا
العداية فىكتاب القبلى أيضا ”*" . أما مؤرخوالسنة الذين قلوا إن الممنزلة يدعون
نفسيم أهل المذل والتوحيد فكثيرون ؛ منهم القدسى”* والشستا"" . وقال
الدميرى إن قسما من أهل السكلام دعوا أنفسهم أهل العدل والتوحيد”" » ١“ ولارجج
أنه قصد بذاك الممتزلة دون سوام ٠ . وأطلق عليهم السعودى” وابن قم الجوزية"
اسم أهل العدل والعدلية فقط . وجاء فى صبح الأعشى أن الممنزلة يسمون أنسمهم
أهل المدل والتوحيد » ويينون بالعدل ننى القدر والقول بأن الإنمان هوموجد
أفضاله تنزي له تعالى عن أن يضاف إليه الشر » ويعنون بالتوحيد نفى فى الصفات القديمة
والدفاع عن وحدانية الله عز وجل؟"؟
413-416 6700 المنية والأمل س ؟--+ (©) العم الشامخ سس )١(
411-416 2200 المنية والأمل س ؟ (ع) العم الشامخ سن )©(
* ٠ (ه) أحسن التقاسيم فى معرفة الأقاليم سن 7 (2) الملل والتحل ج١٠ سن
() حياة الحيوان الكبرى ج ١ س ١١ (/) مروج الذهباج .س١
0١ سن ١١ صبح الأعمى الفلقشتدى ج )٠١(
والمتزلة يفضاون أن يدعوا أهل العدل والتوحيد”؟) فق دكان الصاحب بن عباو '
المعنى الحسن الذى يتضمنه » والذ كان يحوز رضى الممنزلة وقبولم التاقين ؛ مشتق
من أم قاعدتين مرت قواعد الاعتزال التي نكانت تدور حولها أكثر تمالهم
العدالة الإفية والدفاع عن مبدأ الوحدانية -
يعتبر الممنزلة أنفسيم أهل الحق والفرقة الناجية ويدعون خصومهم بأسماء مختلفة
وأن خيرم على باطل . ويظهر أن هذه الفكزة كانت قدعة عندم فإن محروين عبيد
حين قال له النصور : « أب عثان أعنٌّ بأحابك » ؛ أجابه : < رفع عل الح
< يلقب المعتزلة أيضا بالقدرية*». وبقول البغدادى إن أهل السنة سمو قدرية
إن القدرية فرقة سبقت العتزلة وكان من رؤسائها الأوائل معبد الجينى وغيلان
() النية والأمل مس ؟ () جم الأدباء لياقوت الخرى ج دس تح جم؟
(©) العلم الفامخ سن 780 0 () العقد الفريد اج ١ س 06 :
() الملل والنحلج ١ سن 560 0 الفرق بين الفرق س 84
ابن قتيبة الدينورى”"* والبغدادى”" ىكلامهما عن القدرية والمعتزلة لا يفرقان بينهما
بل يتحدثان عنهم اكأنهما فرقة واحدة .
غير أن العتزلة لا برضون بهذا الاسم » ويقواون إنه أولى أن يطلق على القاثلين
القدر خيره وشره من لله تلى”"" . ذا أخبر اقب أن المتلة والأشاعرة جرى
كل منهما ع تسمية صاحبه بالقدرية ؛ هؤلاء لإثبات القدرة عبد » وأولئك لنفيهاأ*.
وقد حاول المعتزلة جهدم أن يتخلصوا من اسم القدرية ؟ فقال ابن المرتضى إن لفظ
القدري ةكان يطلق قديماً على القائلين بالقدر خيره وشره من الله تعالى » ودليله على
لمرجئة الذين أطمموا الفساق فى عنوالله”""» . ودافع القبلى عن الممتزلة فى هذه النقطة
دفاعا حاراً » ورد على شبهة الذين سمومم القدرية فقال : إذاكان المراد بالقدر نفس
القدر لله تعالى أحتى أن ينسب إليه من نافيه”*؟» ولكن ابن قتيبة يرى أن العنزلة نفوا
القدرعن الله وأضافوه إلى أنفسهم فوجب أن يسموا قدرية ؛لأن مدعى الشىء لنفسه
أول أن اى ب("
٠ - التنوية وامجوسي :
)١( الانتصارس ١77 والمنية والأمل س١ (9) كتاب العارف س 07
() الملل والتحل اج ١ س٠ * () العم الشامخ ص 7484
ب أيشاً إلى كتاب الإبالة عن أصول الديانة لألى الحسن الأشعرى س 83
() المنية والأمل س ١١ () الل الفامخ س لام ححة؟
(ه) الإبانس 73 (4) تأويل مخلف الحديث س ١8
وكان المتزلة الأقدمون يقواون إن الله تملى يخلق الير وإن الشيطان يخ الش 0
وأكروه بقوة وشدة تخلصاً من وصمة لقب المجوسية » إذكان البى قد ذم القدذرية
المج :
كذلك يلقب المنزلة باتلمية . والهمية”""فرقة لهرت قبل العتزلة وقالت بالجبر
أخذوا عن الجهمية أقوالما فى خلق القرآن وننى الصفات والرؤية » فأطلق عليهم أهل
السنة اسم الجهمية » وصاروا يمرفون به عند ,دويقول الشيخ جال الدين القادمى
* تأويل ملف الحديث س )١(
(؟) تأويل مختلف الحديث س 46 » 48 والإبانة س ٠77
(©) الملل والنحل ج ١ من 50 وصبح الأعشى اج ١١س 51"
(4) عرفوا بالجهمية نسية إلى رئيسهم الأول جهم بن صفوان (و عام جح مالام)
وكا تنصل المتزلة من اس القدري ةكذاك رفضوا بنفس الشدة اسم الجهمية »
وتبرأوا من جهم وأحابه الجبرية . فكان جهم عندهم فى سوء الحال والخروج من
الإسلا مكهشام بن الحك الرافضى”'". وف الانتفاء من الجهمية يقول بشر بن المعتمر:
ا_ الخوارج
الممتزلة ؛ ولاسيا شيخنهم الأولين واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد » كانوا بوافقون
إسحاق بن سويد العدوى هجوم :
ومرب قوم إذا ذكروا علي بردّون السلام على السحاب
ولكنى أحب بكل قلى وأعم أن ذاك مرت الصواب
رسول الله والصديق حب به أرجو غداً حسن الآب©
من أسماء العقزلة » غيرما ذكرت » الوعيدية » سماهم به أحد المرجئة فى شع ر قله
فى نجاء أبى هاثم الى :
)١( الانتمار ص١١١ (») الاتمار ص ؛ ١١ (©) مروج الذهب ج7س؟؟
(؛) النزال لقب واصل بن عطاء ٠ لقب كذاك لأنه كان بكثر اللوس فى سوق الفزالين
ليتصدق على من يفعى ذلك السوق من النداء الفقيرات المتعففات ( البيان والتببينج ١ س ٠0 )
0 (0) هوحمرو بن عبيد بن باب () البيان والتبينج ١س 7؟