تستطيع بموجبها عزل القيادة الكوردية عن شعب كوردستان, بعقلية
إجرامية ويأساليب أمنية ومخابراتية؛ لإعتقادها نجاح مثل تلك الأساليب
في إحداث الفرقة والخلل بين أبناء الشعب الكوردي. وبالتالي التقرد في
ضرب قيادته وتصفيتها؛ بعد أن كسبت عددا من الجحوش ورؤوساء
تجد غير أن تعلن صراحة عداءها السافر للشعب الكوردي؛ بشوفينية
واضحة وبالغة الخطورة, حين حولتها الى حرب شعواء وعمليات
عسكرية قاسية, وأن تصف المطالب الشعبية والحقوق التي يطالب بها
الكورد بالتعجيزية والخيائية» وأن تصف جماهير الشعب الكوردي
بالاتفصاليين والعصاة والخونة والعملاء والخارجين عن الصف الوطنيه
وشنّت في سبيل ذلك حملات عسكرية شاركت بها دول وجيوش عربية
ساندت تلك السلطة في الحملات العسكرية متنسجمة معها في النظرة
الشوفينية العمياء لقمع انتفاضة الشعب الكوردي, وصاحبت غملها
العسكري حملة إعلامية شوفينية كبيرة من اجل تشويه صورة الحقوق
الخاصة والمطالب الشعبية للكورد, وما بقيت الثورة مشتعلة تكسرت
قرون السلطة وقشل مسعاها حين سقطت في انقلاب ١8 تشرين الأول
177 الذي قاده حليقها عبد السلام خااف ال متستهد السلطة من
تجربة معاداة قضايا وحقوق الشعوب واستخقافها بحقوق الإنسان
وبالمواثيق الدولية. و بقي منهج القتل والجريمة سائداً على تفكيرها
الحقوق الكوردية منهجاً وموققا ثابتا لهذه السلطات التي تحجر عقلها
الشوفيني في فهم حق الشعوب في تقرير مصيرها .
بقيت حتى عودتها للسيطرة على الحكم مرة أخرى في تموز من العام
8 على نفس التمط من التفكير. ولأن السلطة كانت في أضعف
حالاتهاء ألجاها ذلك الى الخنوع وقبول التفاوض مع القيادة الكوردية
على أساس مرحلي وإخفاء الخنجر وراء الظهر؛ حيث كانت طبيعتها
الكامثة في عقلها المريض تلع عليها بالانقلاب على الشعب الكوردي
ومحاربته بأساليب بالغة القسوة إعتقادا منها أنها تستطيع القضاء على
أرادته وتجبره على التخلي عن حقوقه المشروعة.
الأكراد الحكم الذاتي في آذار 1917١ وحتى خلال تلك الفترة كانت
السلطة تمارس المنهج الإجرامي في مسماولتنها القنضاء على الحركة
الكوردية وتصفية العديد من القيادات و المواطنين الأبرياء سراً أو تحت
زعم اختلاق الأفعال المخالفة للقواتين, وتعد العدة وتخطط بخفاء وسرية
داخل أجهزتها القمعية والأمنية من اجل تحقيق هدقها الإجرامي الذي
تركيها للتغطية الإعلامية عند الحاجة وكدليل على عدم أيمانها بأي حق
قانوني ودستوري للشعب الكوردي في العراق, حيث اعتقدت أنها
تستطيع أن تلجم الشورة الكوردية بتطويع منفهوم الحكم الذاتي الى
العديد من القضايا الوطنية, وعلى أساس أن القيادات الكوردستانية
ستقبل بالأمر الواقع وترضخ له؛ أو تقبل بعض المناصب الهزيلة التي
عرضتها السلطة؛ يغيب عن بالها القاصر توحد الهدف الأسمى وثبوت
حق الشعب الكوردي في نفوس الكورد شعبا وقيادة ورموزاً.
وحين لم يتوقف الأكراد عن النضال و لم يملوا من المطالبة بحقوقهم
المشروعة. والأصرارعلى انتزاع تلك الحقوق. واستعدادهم لمنازلة
السلطة الشوفينية وتقديم التضحيات الجسام من أجل هذه الحقوق
لإنسانية التي تقرها الشرائع والقوانين الدولية والإنسائية؛ لجأت
السلطة الى الأساليب الخبيثة بتشكيل أقواج الجحوش, وشراء نمم
بعض ضعاف النفوس من الأكراد لإعتقادها أنها تستطيع أن تعمي
الأبصارء وأن تقضي على الانتفاضة المسلحة بمثل هذه الأساليب
البائسة؛ حيث وظفتهم كبديل للشعب الكوردي. وكانت تدفع بهم حين
تريد التبجح والزعم بتحقيق كامل حقوق شعب كوردستان في العراق»
وبالنظر للموقف الدولي والعربي المتهاون مع سلطة صدام, وبالنظر
لظروف ذاتية وموضوعية؛ وللموقف المشين الذي اتخذته السلطة المتمثل
بموقف الدكتاتور حين كان ثائباً للمقبور البكر بالاتفاق مع شاه إيران
بعقد الاتفاقية المهينة في الجزائر (اتفاقية الجزائر 1475), وا
صدام خلالها عن الكثير من حقوق العراق السيادية والوطنية, مقابل أن
يقوم الشاه بمساعدة السلطة في القضاء على الثورة الكوردية المسلحة
قي العراق, وبالتظر لحدوث الانتكاسة في صقوف المقاتلين الكورد في
العام 141/6, فقد عادت السلطة الى منهجها في القتل والتصفية
والتنكيل بالشعب الكوردي, في أساليب متنوعة بين الحجز والنفي
والفصل من الوظائف وتقييد الحريات في المعسكرات والمخيمات وتنفيذ
استغلال لتجسيد تلك الكراهية والحقد البربري الواضع.
بدأت بانتكاسة الثورة. مارست سلطة صدام
أساليب وطرق منظمة في سبيل تغيير الهوية الكوردية؛. سالكة سلوك
متعدد الوجوه والأساليب؛ يتمثل في الضغط لتغيير القومية وترحيل
القرى الكوردية المتاخمة للحدود أو التي تشخز المنلطة بخطورتها
الأمنية. ومحاولة تجريد المقائل الكوردي من قواعده والمناطق التي يلجة
اليهاء فلجآت الى طريقة إسكان المواطنين العراقيين العرب بديلا عتهم؛
وترغيبهم للسكن في مناطق عديدة من كوردستان؛ لإحلال قومية بدلا عن
الأخرى, بالإضافة الى تحويل المنطقة الى دائرة أمنية تعج بقروع
الاستخبارات والمخابرات والأمن والأجهزة الحزبية التابعة لهذه الأجهزة.
والتي تنشر الإرهاب والخوف والرعب وعدم الاستقرار بين الناس-
ومارست السلطة داخل أقبية وغرف هذه الأجهزة أعتى وأقسى أنواع
العذاب الإنساني, ووصلت الى حد القضاء على حياة البشر, والتخلص
وقامت بدفن الضحايا في مقابر مجهولة لم يتم اكتشافها حتى اللحظة.
ولم يستكن الكورد ولم يتراجعوا عن المطالبة بحقوقهم الإنساء
المقاتلين وإبعاد أعداد كبيرة منهم الى الصحراء العراقية القاحلة.
والتضييق على تلك المجاميع البشرية بعدة وسائل بعيدة عن أبسط
حقوق الإنسان, وإسكان العديد منهم في مجمعات تشابه معسكرات
ارتكاب تلك الجرائم؛ وتحت طائلة القوانين التي تقضي بمعاقبة مرتكبي
جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والتي تعني إيعاد
السكان أو النقل القسري أو الهجوم الموجه ضد أي مجموعة سكانية من
المدنيين, وقرض أحوال معيشية بقصد إهلاكهم, كالحرمان من الحصول
على الغذاء والدواء؛ أو نقل الأشخاص المدنيين قسرا من المنطقة التي
يقيمون فيها بصفة مشروعة. بالطرد أو بأي فعل قسري آخر دون
مبررات يسمح بها القانون الدولي. وكذلك الإخفاء القسري المتعمد
والشديد من الحقوق الأساسية بما يتناقض مع القانون الدولي يسبب
هوية الجماعة أو المجموعة.
وأنيطت بدوائر مهمة متابعة قضية أمن كوردستان العراق» والتي لم
تقتصر فقط على الأجهزة الأمنية ودوائر الموت المتعددة في العراق؛ وإثما
صار لها دوائر متابعة في أعلى المستويات سميت بلجنة شؤون الشماله
تمنحه السلطة الحزبية الى أبن عمه علي حسن المجيد الملقب - بعلي
ومصان على كامل منطقة كوردستان العراق.
وكان النظام الصدامي قد خطط لعمليات إبادة جماعية الشعب
الكوردي. ولكن نشوب الحرب العراقية - الإيرائية حال دون إتمام ذاك
1 الفرق والفيالق والتجمعات المساندة لتلك الحرب الظالمة. غير أن
أ؛ ما أن شعرت بقدرتها الاستمرار في
الجماهير الكوردية؛ كنوع من أنواع الانتقام ولعكس أفكارها الحاقدة
والشوفينية عملياً. وإذ يحاول صدام أن يستغل سور القرآن الكريم
ليحولها الى غطاء للأفعال الإجرامية بحيث يقرن الجريمة المنظمة
والجينوسايد الكوردية باسم الأنقال.
وإذ يتم اختيار الآية القرانية الأنفال (وأعتذر عن إستعمال لفظة
الأنفال بديلاً عن الجينوسايد في كوردستان في هذه البحث) فأن القصد
الحقيقي منها تبرير عمليات القتل الجماعي, باعتبارها ضرباً من ضروب
تنفيذ الإرادة الإلهية بالإبادة الجسدية لكل ماهو حي في المنطقة التي
تشير الى تمسك الطاغية بتسخير الآيات القرآنية لإضفاء المسحة الدينية
الأجهزة الأ.
الأكراد, وبهذا الأمر يمكن أن يتم التشابه ِ
حقوق إلهية لم تكن مطلقاً من حق البشر وبين اتعكاس رغبة الدكتاتور
إن هذا الأمر يذكر يما حصل لاحقاً في تمنوص قانون الإثيات
العراقي حينما ألغى الدكتاتور كلمة الجلالة (الله) من اليمين. فأصبع
اليمين سائباً دون ذكر اللهء كمسعى ارفع أسم الله من اليمين وإحلال
صفة الطاغية الذي يحاول أن يفرض نفسه كإله آخر موجود على الأرض
والأنفال لاتعني فقط عمليات الإبادة الجماعية والقتل الواسع الذي وقع
على الشعب الكوردي في العراق؛ إنما يشمل الغنائم والشروات التي
سيتم تقاسمها بعد جهد القتل نتيجة الغزو والحرب الذي سيتم تتفي
ضد عموم الكورد دون تمييزء فتموال المقتولين مشاعة القاتلين ومباحة
للفاغلين المتتصرين, وهذه الاستباحة والمشاع ليس بسبب نص مقنس»
أو قرار قضائي أو تشريعي ولو شكلي وحتى منطقي يجد له الحد
الأدنى من القبولء إنما يتم بإرادة ورغبة من الطاغية صدام الذي أباح
للقاتلين الأرض والعرض والمال والأرواج.
قرر الطاغية في عقله المريض أو هكذا زين له الأمر انه يتمكن من
إبادة الشعب الكوردي في كوردستان العراق تدريجياً؛ وقرر أيضاً أن
يوعز الى تابعه علي حسن المجيد الحاكم المطلق للمنطقة أن ينفذ رغبته
المريضضة والمجنوة ' في إبادة الآلاف من البشر المدنيين الأبرياء بجريرة
قوميتهم الكوردية لا ل
وليس غريباً أن يصر صدام على عدم قتل البشر بالرصاص أو
إعدامهم؛ وإنما يتلذذ مع ابن عمه في دفنهم كمجموعات أحياء في حفر
تعد من قبل سواق مكائن الحفر (الشفلات) أو أجهزة الجهد الهندسي
العسكري أو المدني؛ حيث يتم رميهم داخلها ومن ثم إعادة التراب عليهم
ودفنهم ليلقوا حتقهم في اليل البهيم مع التلذذ بصراخهم وعويلهم
واختلاط الامهم ودموعهم مع التراب الذي يكتم أنفاسهم ويملً أفواههم.
غير أن الحراس وجهاز الأمن الخاص تخلصاً من صراخ وبكاء
الأطقال والنساء يبادروا في العديد من الحالات الى رمي الجميع
برشقات البنادق الأوتوماتيكية. جميع الضحايا كانوا مكتوفي الأيادي
الى الخلف و معصوبي العيون, يتم دفنهم في مكان القتل تسهيلاً لإيادة
أكبر عدد ممكن من الشعب الكوردي. 0
ربما اعتقد هؤلاء أن عدالة السماء قد توقفت., أو قد زين لهم أن
لاسلطة ولاقوة فوق سلطتهم وقوتهم, إلا أن السماء كانت شاهدة؛ والله
أرواحهم ضمائر بشرية أو إنسانية قباتوا يتلبسون بضمائر متوحشة
وحيوانية مستكلبة وغاية في الشراسة.
كان العديد منهم قد نزع ضميره حين قضى حاجته وعاش بلا ضمير
ملام الرجولة والشرف فلم يعد يشعر برجولته أو بإنسانيته. قباتوا
لم يكن يعرف أيا منهم غير أن يقول أقتل أ
الدماء كلما عطش أو احتاج الهواء
من محتواها الإنساني تقتل بأطلاقات وترمي الجثث في الحفر وتكديسها
مع بعضها ليتم جرقها بالشفلات والأليات العسكرية, غير أن بعض
الأطفال بقوا يبحثون عن أثداء أمهاتهم فلقمهم بعض الحرس الخاص
اقترقوه سوى كونهم من الكورد.
أنفال وأنفال تنتشر في كل منطقة؛ مع جرائم مستمرة وأفعال جرمية
ومنتظمة بالدفن أو بالكيمياوي. وقوافل من البشر تمشي دون اعتراض
أو مقاومة بشكل هادئ ورتيب الى موتهاء وصمت مريب غير أن
الإنسانية تسجل صفحة شائئة .ة من تأريخها بقتل تلك الآلاف من
كانت البنادق الآلية من نوع كلاشتكوف الروسية تحصد الصدور
وتخترق الرقاب والجماجم فتطيح بها يمنة ويسرة. لكن تلك الجثث
موسم الأتقال.
يالطهارة الأرض التي ضسَت الأجداث التي لم تتعرف على قائلها ولا
عرفت سبب موتهاء ياللزمن المرّ الذي أبدل بالصمت المريب الهمس
والصراخ والدموع؛ التي كانت أصوات المكائن والحقارات والشفلات
ولم تسمع معها صوت ١ ل أن لاإله الاالله وأن محمداً رسول
الله, ولم تلحق أن تسمع نطقاً خافتاً للشهادة والبسملةة أو خطبة
الجمعة التي يحرص عليها رجال الدين في جوامع الله مع أن العمليات
لم يشل الله الأيادي ولا أوقف بإرادته القتل الكوردي اليومي
ولاشاهت وجوه القتلة. ولا صارت المعجزة حين طمرت المكائن الثقيلة
جسد الطفل الرضيع, الذي بقي حياً بعد موت أمه؛ وصار يبحث بكلتا
يديه عن جسد يتمسك به ومصدر يبلل شفتيه اعتقاداً مته أنه مصدر
تحجرت١ في الكون فالمقتول كوردياً والقاتل عربياً وتلك هي
وما تحيط به من جبال بالقنابل المحملة بغاز الأعصاب سوى البداية التي
ترق للطاغية, قالموت في نيسان 14717
ات لم يشف غليل صدر
القائد الأوحد؛ فتوعز أن يتم اعتقال الأحياء؛ أي أحياء منهم دون تحديد
فتم له ما أراد, هو السلطة والقائد الضرورة والحاكم والرصاص الذي
ينقذ في الصدور.
: آ لتنهي معها اكبر جرائم العصرء
بصحوة فقد أدمنت النوم؛ ولا سجدت قيم العروبة معتذرة وراكعة لجثث
الأطفال الكورد.
وعجائزها المعصوبي العيون والمقيدين بحزامهم أو بخرقهم البالية. ومع
الطاغية كيف أنهم يحتضنون الترابء ولم ينتبه القتلة أن الضحايا
تتوسد تراب كوردستان. وبإصرار الكورد يتعلقون بالتراب مهما كان
دماء تملأ الحفر تطهر التراب و تزيده طهارة؛ وماساة تغص فيها
تتلمس العظام وأربطة القماط ومصاصات الأطفال والشظايا التي
تركتها الرصاصات المتكسرة. وآمل بأن يتعب القاتل فيوقف القتل
اختراقها للأجساد الطاهرة. وللصلاة التي لم تتم عند الغروب ولاعند
الفجرء وللمسابع المدقونة مع الأطفالء للدماء المتيبسة قوق التراب
المطمور. للمواشي المسروقة والمذبوحة طعاماً للقتلة والتوحشين»
وللحاجيات التي تقاسمها الفرسان من أبناء العروبة الخالدة كأسلاب
من المتهزمين المذبوحين أو من جحوش الفرسان. ولهدأة الليل الذي
يستر الموت فيه القاتل والقتيلء غير أنهم يموتون كما تموت الزنابق في
بعد ربيع الأنفال لكنهم يعودون في الربيع القادم كشقائق
التعمان متالقين وتابعين من ثراب كوردستان رغم انف القتلة.
كانت الشمس تبحث عنهم دون جدوى فقد طمرتهم المكائن الثقيلة
بعد أن امتلاً القم تراباً وحاول الصراخ فلم
يقدر فكتمت أنقاسه. وحاول أن يتململ أو يتحرك فلم يقدر وأنقطع
الهواء وأزبد وانتفخ ثم سكت تحت مرأى العروبة المزيّقة المنتصرة على
أجداث الضحايا الكوردية المدنية البريئة.
ومن أغرب ماسجلته الذاكرة في أنفال الكورد؛ أن القتلة لايستحون
وأضحكتهم توسلات النسوة وعلى صدورهن الأطفال الكورد. يقلن لهم
خذوا الأطفال لكم ماذنبهم!! ياللجنون فكل شيء كوردي يجب أن يؤتفل
فكر البعث الصدامي يتجسد في الأنفال دون رتوش, و قسوة السلطة
ماكياج أو ستائر أو تزويق. وهاهو المسلخ البشري وموت الكورد
الجميلء وتاريخ مليء بالفجائع والنواح والنكبات. وأطفال يموتون دون
التاريخ بخط عريض في تاريخ البشرية وبخط اسود بشع في تاريخ
البعث وعلامة مجللة بالسواد والعار في تاريخ العرود
وقوات تتجحفل مع بعضها وعناصر من الأمن الخاص والحرس
وفرق مدججة وفيالق عسكرية وطيران, تتكالب كلها ضد مدنيين عزل
ومقيدون الى الخلف ومعصوبي العيون, وعلى صدور بعضهم أطفال لم
يعرقوا طعم الرصاص, وضربات خاصة وبالعتاد الكيمياوي الخاص»؛
وأسلحة كيمياوية لها رائحة التفاح والفواكه التالفة. ووحدات عسكرية
تتجحفل مع بعض ضد مدنيين عزل لاحول لهم ولا قوة.
غريب أمر هذا العالم ومريب قوق غرابته؛ حين يساهم بصمت لم
يتشابه حتى مع الصمت عند الموتىء حين يحرم الإعلان عن موت الكورد
الجميلء فقد اتسعت الكارثة وامتدت المقابر التي احتوت بشر دون أن
دون انتظام ودون أن تتوقر قرصة لهم أن ينتظمواء
ليس فقط الأنقال وحدها الاسم إنما سميت بالتطهير من الرجس
والخيانة. فحق عليها أمام العالم الإبادة الجماعية بصمت دولي أبكى
الصخور والتراب قبل البشر» وأبكى السيارات والضجيج وحبال القيود
والأضوية والأسلحة التي تصرخ مزمجرة حين تنطلق صلياً أو مفرداً
متقطعاً. دون أن يبكي القتلة فلم تعد لهم وجوه مثل البشر ولامشاعر
إنسانية تحفزهم للشعور, وهم يفرغون مخازنهم ويبدلونها بأخرى. ولم
فصار بالوعة لنقايات الشوقينية كلهاء
وأطفالهم؛ وهي ١ أسمها الى الأنفال, ربما يكون الاسم
ثقيلاً ولكنه المسلخ والمجزرة وآثار تختفي بعد أن يتم دقن الشقوق
أكداس من العظام دون أن نعرف عائدية عظام الصغار منها من
الكبارء النساء مثها من الرجالء ودون أ دموعهم المسفوكة فوق
تراب الشقوق التي طمرتها القوة العسكرب اختلط الدمع بالترابه
إنهم لم يعطوا الشقوق أرقام ولاتسلسل في تاريخ الموت؛ فقد اختلطت
المقابر, وما عاد للتاريخ معنى وصار الزمن للمسالخ والمجازر الكوردية.
إن حياتهم أضحت محرمة ومناطقهم محرّمة وأغراضهم محرّمة لذا
أوجب الطاغية أن يتم تطبيق الأنفال عليهم دفعة واحدة, فعكس المنهج
الحقيقي لفكر البعث الصدامي, و: القائد الطاغية و الدكتاتور
الحياة. ولكنه نسي وتجاهل قول الله تعالى (وسيعلم الذين ظلموا أي
يالعار الإنسان حين يصمت عن موت الإنسان الكوردي أو العربي أو
حين لم تدفن معهم حقوقهم القومية والإنسانية والدينية التي يستحقون
بالعار رأس الرئيس الضرورة والحاكم الظالم؛ أو كلما صار للعرب
مناسبة للتصر أو الفرح.
وسويت الأرض بهم؛ وتم كل شيء بصمت دون ضجة ودون عويله فلم
يبك القتلة ولا الدز » وابتلعت المكائن صوت النواح
والتحيب وصراخ الأنفال ليس من الموت؛ وإنما هم كانوا جوعى ولم تعد
أثداء الأمهات تدر الحليب, فقد جفت كل دروب الحياة.
نستمع لشهودها ولم نكلف أنفسنا عناء الاستماع لقصص الموت
الكوردي في الأتفال. ولم يطالع العالم طرائفها ونوادرها التي عرفها ليل
كوردستان البهيم, ولا أستطاع الكورد أن يقيموا لها محكمة وف
وربما داخ بها العقل العربي والمتابع العربي, فقد أضحت تؤرق من
آثر من ضميرء
شقوق في الأرض ومقابر تحتوي على عظام الموتى مختلطة بشيابهم
وحاجياتهم يوحدهم الموت الكوردي؛ لم يكن بينهم من ارتكب جرماء
والله يدري أنهم لم يرتكبوا ذنباً سوى أنهم أكراد؛ اجل أن تهمتهم
الكبرى أنهم أكراد. وفي الزمن البعشي الصصدامي الرديء يموت الكوردي
لمجرد أن جطه آللة كوربياً
كلاويز وحسيبة وعمر وعصمت وخوله وبيمان وليلى وسروة وكاروان
ومحمد وبخشان ونرجس وقتاح وووو........ وتختلط الأسماء والحروف»
وتختلط العظام والأسمال, وتختلط الصرخات والآلم والوجع البشري
وتختلط الأجناس والأعمار وصمت رهيب وكرامة مهدورة وشرف يتمرغٌ
الأرض ممتلئ بالبصاق والصراخ وعرق يتصبب من وجوه
أرض المقابر والضحايا والفجائع والموت. الأرض التي انتشر فوقها
وباء البعث الصدامي فاكل أعمار أولادها وأحرق خيراتها وأحالها الى
هشيم. ودمر مستقبل من نجا من قدره. أرض المقابر التي لم يكتشقها
يسم الله الرحمن الرحيم
(يسآلونك عن الأنقال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله
أخرج النبي من مكة مهاجرًا بسبب مكر المشركين وتدبيرهم أمر قتله»
الجهاد لدفع الاعتداء لكيلا يُفْتنَ أهل الإيمان. فكانت غزوة بدر الكبرى»
وكان فيها النصر المبين والغنائم, وكان وراء الغنائم بعض الاختلاف
والتساؤل فى توزيعهاء
ربه يتولى تقسيمها, فاتركوا الاختلاف بشأنهاء واجعلوا خوف الله
وعدلاء فإن هذه صفة أهل الإيمان.
هذه الأنفال للرسول الكريم وأمراً من الله وقسمة في سبيل الله فأين
يكون موقع الطاغية؟؟ بل أين موقع علي الكيمياوي؛؟
وأين تكون مواقع المخابرات والاستخبارات والأمن والحرس الخاص
والجحوش في هذا النصر المبين على العزل من أبناء شعب يسبق الأمم
في تقديم الضحايا من أجل الحق؟
ربما إنهم الرضع والنسوة اللواتي يحملن وجع فقدان أولادهن من
شباب البيشمركة؟ ربما هو بين ثنايا لحى الشيوخ الذين يرطنون بلغة
كوردية سورانية أو بهدنانية؟ سيان فكلهم أكراد؛ ريما هو بين ثنايا
الأغنيات الحزيثة التي ترددها بعض النسوة حين يهدهئن الاطقال
جند القائد الضرورة ويده التي شلت بآمر الله.
وهي الأتفال التي لم تلتفت اليها الأمة العربية وهي الأنفال التي ما
لغة الكورد المستلثة بالأنين والحنين والحزن. وفوق رؤوس الكورد وجع
الدنيا ولهم صبر الجبال فقد تحملوا عذاب الأمة الواحدة ذات الرسالة
صدورهم قلوب ارق من التين الكوردي وحلاوة الجوز والتوت وخبز
حشرجة الموت التي تتيبس في الحناجر فتشخر مع نفثات الدماء التي
القرائص حين يختض طفل لم يتعدى أصابع اليدين من العمر وآه من
العمر الكوردي. وثمة دماء تتيبس في مدخل القم فتسد الهواء؛
وإطلاقات تثقب الصدر غير أنها تنفذ من الظهر تصل حتى التراب
الكردي, ثمة إطلاقات تخترق الظهر والجمجمة ولاتخرج وقاءاً للموت
الكردي الجميل فتستقر داخل الجسد الكوردي, إنها الأنفال.
مجاميع من البشر جمعتهم ( الممتلئة بالحكمة والضرورة)؛
مجاميع من البشر ريما كانوا يختلفون قي الأعسار والطول والقهم
والجنس ومن مدن عدة, لكنهم جميعاً من الكورد, وحين يتم حشرهم في
(العصاة بيشمركة)؛ وليس هذه الأثقال سوى أول الدرب معهم.
جحوش أو فرسان, مخبرين أو عملاء. مقاتلين أو جيشاً شعبياً أو
والفنادق والفرق المدججة بالسلاح والعار والمخابرات والأمن والعسس
تكتقي بتزيين صدورها بأوسمة النصرء وسيوف المعارك ونياشين
خطورتها إنها متهمة تريد أن تمزق العراق. وأنها كوردية ربما تكبر
وتطالب مثل غيرها يما تعتقده حقاً لها وهي التي تهتف للانفصال. وهي
جزء خطير من جيب عميل في خاصرة الوطن العربي, لكنه الوطن
الواحد الذي يجب أن يتوحد ويكون عربياً وواحداً وخالداً وجزء من أمة
عربية واحدة. وأنها ينبغي أن تشملها الأنفال قبل أن تكبر وتصير في
صقوف العصاة. وان يتم طمرها بالتراب مع أمها في حفرة واحدة؛ تلك
إذن مكرمة أخرى من مكارمنا فماذا يريد الكورد منا بعد كل تلك
انه الزمن الصدامي الردي» وزمن الجبناء حين يمثلون دور الشجعان
عجوز لم يعد يستطيع الكلام تيبس حلقومه عطشا نازقاً كل روحه
انه زمن الموت في الأنقال التي قررها القائد الضرورة ونفذها جند
السلطان برغبة عارمة وشهية كبيرة. في دوائر الأمن و الاستخبارات
والمخابرات والحرس الوطني؛ قي المسالخ أو المجازر, بالطلقات الكاتمة
الرصاص المنتظم» أو في المدافن التي نبشت أو التي لم
أجسادهم وخلطت أرواحهم بالتراب, لم تخطر على البال أنه لايمكن أن
ينفصل الكوردي عن تراب كوردستان؟
ثمة من يجمع الأعداد قتصير ألفا واحداً؛ ثم ثلاثة وتتعداه الى الأربعة
ثم الى عشرة وريما الى عشرين لايهم؛ ثمة من يتابع الأسماء فتتعبه
القوائم التي أعدتها أجهزة الأستخبارات. وثمة تجارب مختبرية ينتصر
يريد وطناً دون أن يجد فيه من يتحدث بلغة العصاة أو لايخضع له أو
يسجد إليه.
أنهم ياكلون البشرء وينتقمون من المقاتل الكوردي المسلح بأن يضعوا
أهله في حفر طويلة وبرصاصهم يرشقونهم ويهيلون عليهم التراب»
ويملأون القضاء بضحكاتهم الماجنة, وصعت القبور قوق أماكن دفن
الضحاياء وسكوت الرضيع من الصراخ جوعاً أو من أثر الرصاصة.
هو الموت الكوردي المباح للحاكم دون سواه؛ وهو الموت الذي يتقبله
الإنسان بصمت العارف بقدره؛ وهو الموت الكوردي في الزمن الصدامي
والمتجسد لفنتازيا العراق. وهو موت البساتين والأزهار والطيور وشجر