الغاية المتوخّاة من خلقتهم. كما يصف البعض الآخر بالامتناع وعدم الجوازكإعطاء
المعجزة بيد المدّعي الكاذبه ويتّخذ الحسن والقبح أساساً لقضائه البات في المسألتين حيث
يحسنْ الأول ويقبح الثاني.
وليس معنى ذلك؛ فرض التكليف على الله سبحانه؟! بأن يحكم العبد عليه تعالى
بالإيجاب والامتناع كما ربما يتصوره بعض المنكرين للحسن والقبح العقليين.!'؟
وذلك لأن هناك فرقاً بين فرض التكليف على الله و بين كشف ما عنده من الحكم من
خلال صفاته وكمال ذاته, فالقائل بالتحسين والتقبيح العقليين لا يفرض على الله تكليفاً إذ أين
الأحكام المستكشفة من خلال دراسة
0060.0 175ه صل 11710717 للأستاذ جعفر السبحانى
لا التحسين والتقبيم العقليان و مكانتهما فى العقيدة والشريعة
الله في المستقبل.
هذا حال الباحث في علم الكلام وحاجته إلى تنقيح مسألة التحسين والتقبيح العقليين»
ومثله الباحث في الأخلاق حينما يطرح القيم الأخلاقية على طاولة البحث فيعتمد على تلى
القاعدة في تقييم الأفعال الإنسانية من حيث كونه فضيلة أو رذيلة.
وليست حاجة الفقيه إلى تلك القاعدة بِأَقلَ من حاجة الطائفتين. فانّ خلود الأحكام
الفقهية عبر الزمان وكون الشريعة الإسلامية, خاتمة الشرائع. رهن القول بالتحسين والتقبيح
والحكم المستَمَدٌ منه يكون كذلك فالاعتراف بالحسن والقبح يُضفي على
الأحكام الشرعيّة المستندة إليهماء وصفٌ الأبديّة.
0.0 1150ل 1711771 للأستاذ جمفر السبحانى
وأمَا حاجة الأصولي إلى القاعدة فواضحة جداً. حيث إن العقل أحد الأدلّة الأربعة التي
شك في حكم موضوع بعد الفحص عن مظائه في الكتاب والسنّة ولم يعثر فيهما على حكمه»
فعند ذاك يستقل العقل بقبح عقاب المكلّف إذا ارتكب مع احتمال الحرمة. أو ترك مع احتمال
الوجوب استناداً إلى قبح العقاب بلا بيان.
المسائل في العلوم الإنسانية كما عرفت نماذجها.
9 التحسين والتقبيم العقليان و مكانتهما فى العقيدة والشريعة
ولمّا كانت القاعدة أساساً لثبات القيم الأخلاقية, والقوانين الشرعية السماوية, المبئية على
التحسين والتقبيح العقلّين. عاد بعض المفكّرين من الغربيين الذين لا يروقهم ثبات القيم و
دوامهاء وبقاء الشريعة السماوية؛ يثيرون الشكوك حول القاعدة.
نعم سبقهم في إنكار القاعدة طائفة من المتكلّمين وهم الأشاعرة. وأهل الحديث لالهذه
الغاية؛ بل لاستنكارهم استطاعة العقل على إدراك حسن الفعل أو قبحه. وقالوا: إن المرجع في
تمييز الحسن عن القبح هو الشرع. وبذلك افترق المسلمون إلى طائ
.١ من يقول بالتحسين والتقبيح العقلتين تمثلهم الإمامية والمعتزلة.
من ينكر التحسين والتقبيح العقلّين ويقول بالشرعيين منهماء و هم الأشاعرة وأهل
الحديث» و سيوافيك ان من أنكر استطاعة إدراك الحسن والقبح من الأفعال لا يتسنّى له
إثبات التحسين والتقبيح مطلقاً حتّى الشرعي منهما.
هذا هو دور القاعدة في العقيدة والشريعة. وهذا خلاف طائفة من المتكلّمين وجماعة من
المفكّرين الغربتين. لكن تبيين الموضوع ومناقشة الأقوال والآراء» والقضاء بين
.111050020 111771 للأستاذ جمفر السبحانى
التحسين والتقبيح العقليان ع
أدلة الطرفين والثمرات المترتبة على المسألة على وجه الإيجازء يأتي في ضمن فصول:
15006.01 11171 للأستاذ جمفر السبحانى
ملاكات التحسين والتقبيح العقلّين
إن القول بأن العقل قادر على درك حسن الأفعال وقبحهاء يُفسَر على وجوه. فلابدّ من
ذكرها وتعيين ما هو محطٌ البحث بين المثبتين والمنكرين.
.١ التحسين والتقبيح الذاتيان
إذا كان الفعل الصادر عن الفاعل المختار - سواء أكان واجباً أم ممكناً - على نحو إذا نظر
قضائه هذا بالحسن أو القبح, لا ينظر إل إلى نفس الموضوع؛ دون ما يترتّب عليه من المصالح
والمفاسد العاقة, أو كونه موافقاً لفرض الفاعل أو الإنسان الحاكم أو غير ذلك
0.0 1150ل 111171 للأستاذ جعفر السبحاني
التحسين والتقبيح العقليان 1
من الأمور الخارجة عن ذات الفعلء فهذا هو المستى بالتحسين والتقبيح المقلتين
مثاله. الإحسان و الظلم فيستقل العقل بحسن الأول وقبح الثاني» من دون نظر إلى
مصالح الفعل أو مفاسده, أو كونه مؤْمّناً لغرض الفاعل أو الحاكم. فكأنَ الحسن والقبح داخلان
وسيوافيك انّ هذا هو محمطاً البحث بين المثبت والنافي.
؟. التحسين والتقبيح في إطار المصالح والمفاسد
تؤكد هذه النظرية على القول بالتحسين والتقبيح العقلتين» لكن بالنظر إلى المصالح
والمفاسد المترتبة على الفعلء ففي هذه النظرة لا يكون الفعل بما هوهوء موضوعاً الحسن
والقبح كما عليه النظرية السابقة بل باعتبار كونه مبدأ للمصالح والمفاسدء وريّما يعبر عن المصالح
سسا ملاكات التحسين والتقبيح العقلئين
بالأغراض والمقاصد.
والمراد منهاء هي الأغراض النوعية لا الشخصية وإلا يلزم المرج والمرج في وصف
الأفعال. فإنَ الظلم يؤْمّن غرض الظالم» دون المظلوم فيوصف بالقبح عند الأول دون الثاني»
بل المراد المصالح والأغراض العقلائية التي يدور عليها بقاء النظام و هذا كالعدل فانلّه حسن إذ به
قوام النظام» والظلم فانّه قبيح لأنّه هادم للنظام.
وسيوافيك انّ وصف الأفعال بالحسن والقبح باعتبار الآثار المترتّبة عليها وإن كان
صحيحاً لكنه يصلح لوصف قسم من الأفعال بهما وهو أفعال الإنسان الذي يحمل فغله
المصلحة النوعية أو مفسدتها ولا يشمل فعل الله سبحانه فإن فعله يوصف بالحسن والقبح
دون أن يكون هناك حديث المصلحة أو المفسدة كأخذ البريء بذنب المجرم» ونقض العهد
والميثاق وإساءة المحسن فانّه قبيح من دون أن يكون هنا أي فسادء فشمولية المسألة. لفهل
2060.01 75هصص ل 11710717 للأستاذ جعفر السبحانى
التحسين والتقبيح العقليان عا
يقتضي خروج هذا النوع من الحسن والقبح عن محط البحث.
وتمييز ما يجوز عليه عمّا لا يجوزء فلا محيص من القول بأَنَ الملاى لوصف الفعل بالحسن
والقبح في إطار عام حتى يشمل فعله سبحانه, هو الملاك الأول أي ما يكون الفعل بما هوهو
مجزّداً عن القيود التالية:
١ كون الفاعل واجاً أو ممكناً.
7 كون الفعل مما يترتّب عليه المصلحة أو لا
#قرف عرض أوالاء
موضوعاً لحكم العقل بالحسن أو القبح.
“. موافقة العادات والتقاليد
إن لكل قوم عادات و تقاليد تخصّهم. فملاى الحسن والقبح موافقة الفعل للعادات
والتقليد ومخالفتهاء وربّما يطلق عليه الحسن والقبح العرفيان. والتحسين والتقبيح بهنا
15060.01 هدص 11710717 للأستاذ جعفر السبحانى