المقاومة أو ضعفها أو انتحارها على أبواب الاحتلال ؛ ولد وسط حالة إحباط وقنوط
أولوياتها ؛ وفى البقاع الغربى » تحديداً قى مدينة (بعلبك) تشكلت النواة الأولى لهذا
الحزب الفتى ومقاومته المسلحة ؛ تلك المقاومة التى بدأت فى العمل قى الأيام الأولسى
التى تلت سقوط بيروت ؛ وارتبطت المقاومة بالسلاح ؛ مع نشأة الحزب ؛والذى لم
يعلن عن اسمه إلا بعد سلسلة من العمليات البطولية الفذة وعلى رأسها كانت عملية
فاتح عصر الاستشهاديين الشهيد أحمد قصير يوم )١987/11/1١( حين فجر نفسه
وهو يقود سيارة محملة بمئات الأطنان من المتفجرات ؛ مقر الحاكم العسكرى
الإسرائيلى فى صور » فاهتز الجنوب لدوى انفجارها ١ بما فى ذلك قريته المجاورة
وقرح اللبنانيون بما فى ذلك والد الشهيد (الذى التقاه كاتب هذه السطور لاحقاً) والذى
حين أبلغه قادة الحزب الجديد الذى أعلن عنه قبل أيَام بذلك ونقصد به (حزب الش) +
* إذن تشكل الحزب ء وتشكلت مقاومته المسلحة أو جناحه المسلح (والذى مثمى
بالمقاومة الإسلامية) فى أتون الحرب + ووشط القصف والدماء وكان من بين أبرز
المؤسسين فى الاثنين الحزب والمقاومة ؛ السيد حسن نصر الله ؛ والذى لفت الأنظار
الشيخ راغب حرب شيخ المقاومة فى الجتوب الذى استشهد عام )١1384 والشهيد السيد
عباس الموسوى الأمين العام السابق لحزب الله والذى استشهد فى فبراير / شباط
7 ؛ لقد غرسا فيه قيم التضحية والفداء ٠ والوعى المبكر بخنادق الأعداء
والأصدقاء ولعبت نظرية التحدى والاستجابة التى أسسها العالم والمؤرخ الاتجليزى
الأشهر أرنواد توينبى © دورها ؛ فحينما يوجد تحدّ تخلق الاستجابة له © ولبنان وقت
الاسنتقلال ؛ لحظة الاحتلال الكامل لبلاده وسقوط عاصمته والتى كانت أول عاصممة
عربية تسقط تحت أقدام الاحتلال فى العصر الحديث 9
من قبل أمام هذا الاحتلال لم يكن بد من أدوات جديدة ؛ فكانت العقيدة والإيمان بالل
والثقة فى نضره والترتيب الصحيح للأولويات واشتعداد القادة للاستشهاد والتضحية +
فى القلب منها © مقاتلاً فى إقليم التفاح ؛ ومجاهداً متجولاً على كافة جبهات الققال +
وقتها ارتفع الشهيد الشيخ راغب حرب شهيداً (فبراير / شباط 1586) بعذ أن وقف
بصلابة ضد قوات الاحتلال فى الجنوب ؛ وقال قولته الشهيرة عندما أراد القائد
الإسرائيلى الذى احتل قريته أن يتحدث معه أو يصافحه فرفض وسط جموع الشعب
وقال " الكلمة موقف والمصافحة اعتراف *
وتوالى الشهداء والاستشهاديون من أبناء هُذه المقأومة النقية ؛ الى حاولت قدر
المستطاع أن تنأى بنفسها عن فتن الحرب الأهلية وأمراضها ؛ فاكتسبت الاحترام
والتقدير من الأعداء قبل الأصدقاء ٠ وبعد سلسلة من الخلافات داخل الصف الشيعى
الذى انقسم إلى فريقين : فريق حركة أمل بقيادة نبيه برى وفريق حزب الله بزعامة
السيد عباس الموسوى ؛ وبدأت الكفة العددية والجهادية تميل تدريجياً ناحية حزب الله
محاصرا من الأهل ومن الأعداء معاً ٠ فكان فضل الله عليه عظيماً حين انقلبت
المعادلات الإقليمية لصالحه وبدأت سوريه تنشغل بحرب الكويت ؛ وتدخلت إيران
على الخط ؛ فأنقذ حّب الله من صراعات الأهل والأعداء وتدريجياً وبدأ يستعيد قوته
الضاربة ليصير الجنوب كله تحت سيطزة هذه المقاومة ؛ التى زادتها دماء الشهداء
ة وتصميماً ٠ وكان لاستشهاد الأمين العام للحزب وقتها السيد عباس الموسوى
(فبراير / شباط )٠547 الدور الأكبر فى إشعال روح الجهاد وتوسيع دائرته » كان
اليهود ساعتها يتصورون - بحكم غبائهم الدنيوى المعتاد - أن قتّل رأمن المقاومة
قال الشهيد الدكتور فتحى الشقاقى مؤسس الجهاد الإسلاتى فى فلسطين حين بلغه نبأ
استشهاد السيد عباس الموسوئ + وفوجئ العدو » بأن الذى تولى أمر الحزب والمقاومة
بعده كان الأقوى والأبرز والأشد حمية وجهاداً ٠ لقد كان فتحاً من الله أراده لهذة البلاد
يمتلك خبرة الجهاد والقتال العملى من )١١97 - ١987( وخبرة الفهم الدينى المستنير
منذ تتلمذ على أيدى السيد موسى الصدر مؤسس حركة أمل الأولى النقيسة؛ ويمتلتك
وعياً متجاوزاً لفتن الطوائف وصراعاتها المميتة ٠ جاءهم " التنيد ” المعمم وقد
* إذن جاء السيد ..
أت مرحلة جديدة لا فى تاريخ حزب الله فحسب + بل فى تاريخ لبنان والمنطقة
برمتها؛ فالرجل القادم © كان © وكما يقولون ؛ على موعد مع القدر © قدر التحولات
الكبرى. والصدامات الكبرى فى المنطقة والعالم والتى كان مخورها دائماً ' الضراع
مع إسرائيل "© ووقعت فى عهده عدة معارك موسعة © كان أبرزها حتزب يولييو /
تموز ؛ وحرب نيسان (أبريل )١597 التى فيها اعترف العدو صراحة بهزيمته أمام
الخطوط الأمامية مع العدو اكد غيم فك سه ريه )١47( التى قتل
تراجعت قدرة إسرائيل وجيش انطوان لحد العميل 7١( ألف جندى) على صد هجمات
رجال المقاومة ١١( ألف مقاتل) ؛ وعجزت إسرائيل والولايات المتحدة عن إيقاف
تنامى شعبية وكاريزمية حسن نصر الله ء وذلك الالتفاف الشعبى الواسع - داخل لبنان
وخارجه - حوله ؛ الأمر الذى جعل من انتصار ©" أيار / مايو +700 قدراً لا فكاك
منه ؛ وأن يصبح المانشيت الرئيسى لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية عشية الهروب
الإسرائيلى الذى تم فى الليل هو الأصدق فى التعبير عن لحظة الانتصار ؛ انتصار
حزب الله فى عهد حسن نصر الله .. حين. قالت الصحيفة تعليقاً على الهروب
واليوم ونحن على بعد مسافة زمنية تزيد على الست سنوات يوم الذل لإسرائيل » يوم
انتصار حزب الله نسأل ٠ بكل موضوعية وهدوء لماذا انتصر نموذج حسن تصر الل
فى المقاومة ٠ فى حين هزم غيره ؟ ٠
الإجابة المباشرة والبسيطة : لأن حسن نصر الله امتلك ما يمكن أن نسميه ب(فقه
صغيرة من الشباب المؤمن بضرورة مقاومة العدو الصهيونى وتحرير لبنان منه
وكانوا وقتها يتهموا من قبل (الكبار) ؛ شيوخاً أو ساسة يأنهم فتية مجانين ؛ أو أنهيم
غير واقعيين (نفض الأقوال يقولها الآن أبؤ مازن ومبارك والملك عبد الله لقادة الجهاد
والمقاومة فى فلسطين !) فكان يرد عليهم السيد ورفاقه : " إنى أرى نصر الله كما
أراكم ” + هذا الإيمان والثقة ترجما على الأرض واقعاً حيّ » فكان الجهاد والاستمرار
فيه بلا توقف ١ رغم دعوات الانهزامية (الطريف أنه رغم النتائج الإيجابية الى
تحققت فى الانتصار النقى لحزب الله لا يزال هناك من يرددها ؛ سواء على مستوى
الساسة فى لبنان من الذين تاجروا عن عمد بدماء الحريرى الذى استشهد يوم
١ 4 أو الصحفيين من الكارهين بالفطرة للعروية والإسلام) . لقد تجاوز
نصر الله له ؛ أليس هو القائل سبحانة وتعالى ” إن تتصروا الله يتصركم ويثبت أقدامكم
* [سورة محمد - آية ]0
ثانياً : القدوة وضرب المثل بالتضحية ؛ لقد كان حسن نصر الله قدوة لشياب حزبه
ومقاومته ١ فكان مقاتلاً وسط صغوفهم قبل أن يتولى أمر الأمانة العامة » وحين تولى
القيادة ؛ كان متقدماً للصفوف + ومضحياً + وكانت قمة تضحيته حين قدم ابته الأكبر
(هادى) شهيداً )٠941/( فضرب المثل وزلزل الموروث من قيم أرباب السياسة فى
يعدونهم - ومثلهم أغلب القادة العرب - ليرثوهم قى الجاه والمنصب » فإذ ب (السيد)
يقدم ابنه شهيداً فى مشهد قل مثيله ؛ كان بإمكان حسن نصر الله أن يضع (هادى) فى
الأعمال الإدارية للمقاومة ؛ وساعتها لم يكن أحد ليلومه ؛ فابئه عملياً سيكون فى
المقاومة ء ولكنه ترك له حرية اختيار المكان والزمان فى الجهاد فكان اختياره أن
ايكون فى الصفوف الأولى + فى التخبة المجاهدة ١ وأن بستشهد داخل الحدود مع
فلسطين ؛ وأن يظل جثمانه أسيراً لدى العدو لأكثر من عام إلى أن يتم استبداله مع
مئات الأسرى وجثامين الشهداء اللبنائيين مقابل رفات جندى إسرائيلى تل في معركة
وتجاوزها ثم الانتصار عليها ثم القصاص والانتصار لها وللبنان وللعروبة والإسلام
ثالث : الترتيب الصحيح للأولويات ؛ فكان الاتجاه الصحيح للرصاص هو قلب العدو +
وليس إلى قلب أى لبنائى ؛ وكان الصراع - ولا يزال - مع المشروع الأمريكى -
الصهيونى ؛ هذا الترتيب للأولويات هو الذى جمع اليسارى والإسلامى والقومى أحزاباً
وقوى حول " السيد " الرجل الوحيد الذى لا خلاف عليه أو معه » اللهم إلاامع المرضى
نفسياً من أمثال أولئك الساسة (التجار) أو الاعلاميين الانتهازيين الذين يتقلبون على كل
الموائد ويضعون رأسهم وأقلامهم تحت أقدام من يدقع أكثر +
يحضي لود لحي ذا الفقه
وهو ما لن يكون بإذن الله . وي
الناعقون من دعاة الهزيمة و فلا تهاكى بلاننا اين
* إنه كتاب ليس ف
عربى ومسلم
أساس ) كتاب لنا لكل
لأمريكى اليهيم . هذا هو الأمر ء
) عن الميلاد والنشأة)
- ولد السيد حسن نصرالله في © آب/ أغسطسن 1477 وهو من بلذة البازورية في
جنوب لبنان؛ والده السيد عبد الكريم نصر الله؛ اليد حسن هو الأكبر سنا في الأسرة
المكوّنة من ثلاثة أشقاء وخمس شقيقات.
وكانت الولادة والسكن في حي” الكرنتينا"؛ أحد أكثر الأحياء فقرأ في الضاحية الشركية
المتوسطة في مدرسة” الثائوية التزبوية" في منطقة سن الفيل.
- عند اندلاع الحرب الأهلية في لبنان (نيسان / أبريل 14978) عادت عائلته إلى
- تعرّف خلال فترة وجوذه في جنوب لبنان على إمام مديئة ضور سماحة السيد محمد
الغروي؛ الذي ساعده في ترتيب التحاقه بالحوزة العلمية في النجف الأشرف أواخر العام
7 قغادر إلى النجف الأشرف ومعه رسالة. تعزيف من السيد الغروي الى المرجع
آلديّني الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رض) الذي أبدى اهتماماً لاقت به ولف
سماحة السيد عباس الموسوي (رض) مهمة الإشراف على الطالب الجديد والعناية يه على
الجور والاضطهاد التي مورست ضند الحوزات الذينية (علماء وطلاب)؛ وَفَي لبان
التق بحوزة الإمام المنتظر (عج)؛ وهي المنرسة الدينية التي أسسها الشهيد السيد
السياسي والتنظيمي في حركة أمل بمنطقة البقاع؛حيث ثم تعيينه سئة 1974 مسؤولاً
سياسياً لمنطقة البقاع وعضواً في المكتب السياسي للحركة +
- في عام 1487؛ انسحب مع مجموعة كبيرة من المسؤولين والكوادر من حركة أمل
إثر خلاقات جوهرية مع القيادة السياسية للحركة آنذاك حول سبل مواجهة التطورات
السياسية والعسكرية الناتجة عن الاجتياح الإسرائيلي للينان.
- تولى مسؤوليات مختلفة في حزب الله منذ بداية تأسيسه عام ٠7 عقيب الاجتياح
الصهيوتي وانطلاق حركة المقاومة الإسلامية في لبنان.
- واصل نشاطه العلمي في المدرسة الدينية في بعلبك الى جانب توليه مسؤولية منطقة
البقاع في حزب الله حتى العام ٠988 حيث ائثقل الى منطقة بيروت؛ وتولى فيها
- في عام 1987؛ تم استحداث منصب المسؤول التنقيذي العام لحزب الله حيث جرى
تعيينه في هذا المنصب الى جائب عضويته في شورى القرار (أعلى هيئة قيادية في
حزب الله)ء
- في عام 1945 غادر إلى مديئة قم المقدسة للالتحاق بالحوزة العلمية مجدداً وإكمال
دراسته؛ ولكنه عاد بعد عام واحد ليكمل مسؤولياته بتناءً لقرار الشورى وإلحاح
في لبنان آنذاك.
- في عام 997 تم انتخابه بالإجماع من قبّل أعضاء الشورى أميناً عاماً لحزب الله
خلفاً للأمين العام السابق الشهيد السيد عباس الموسوي الذي اغتالته القوات الإسرائيلية
في ١٠١ شباط / فبراير ١697 في بلدة تفاحتا خلال عودته من بلدة جبشيت في جنوب
لبنان حيث كان يشارك في احتفال بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد شيخ شهداء
المقاومة الإسلامية الشيخ راغب حزب»
بتفاهم نيسان / أبريل الذي كان أحد المفاتيح الكبرى لتطور توعي لعمّل المقاومة
الإسلامية أتاح لها تحقيق الإنجّاز ا القسم الأكبر من
الاراضي اللبنائية في أيار/مايو من العام ٠٠
بشكل واسع؛ وشارك في الانتخابات النيابية عام 497؛ ؤهي أول انتخابات تيابية
تجري بعد انتهاء الحرب الأهليّة في لبنان؛ فحقق فوزاً مهماً تمثل بإيصال ١ نائباً من
- في ١١ أيلول / سبتميّرَ ٠947 استشهد تجله الأكبر محمد هادي في مواجهة
بطولية مع قوات الاحتلال في منطقة الجبل الرفيع في جنوب لبنان.
- فى ١5 مايو / أيار عام 7006 تم على أيدى رجاله ؛ أبناء المقاومة الإنتلامية فى
لبنان ٠ تحرير الجنوب اللبثانى وإجبار العدو الصهيونى على الرحيل (باستثناء مزازع
- كان له مواقف سياسية وجهادية بارزة طيلة الفترة من عام 7000 - 7006 أبرزها
تحرير الأسرى اللبنائيين وعلى رأسهم (الشيخ عبد الكريم عبيد - الحاج مصطفى
- أدئ دوراً متميزاً قى الوقاق الوطنى اللبتائى إثر استشهاد ريق الخريرئ يوم
١4 واستطاع بحكمته ووعيه السياسى أن يفرغ القرارات الدولية الأمريكية