إليه بعض المذاهب اليونانية فى هذا الصددء مؤكدة على أن العقل
القيم قيم ثابتة فى الأفعال المتصفة بهاء فالواجب واجب لذاته؛ لصفات
غير أنهم خالفوه فى قوله إن ال
شرط ماء إذ ال
التشريع الديتى
ا : العقل؛ الحرية
الإنسان ممتحن بالنعم والنقم معاء وما عليه إل
يجزع عند البلاء +
والقاضى عبدالجبار
شخصيات القرن الرابع والخامس الهجريين؛ فهو معلم المذهصب
المسهب لأصوله. ودفاعاته القوية. وتصحيح مساره؛ وإقضاء الآراء
بين بعش رجاه فساهم ب
ومهماً فى تفريب المذهب إلى الرأى العام الإسلامى حتى أضحى
التقريب بين المعتزلة وأهل السنة. أمراً ليس بعيد المنال.
تق الكلام ونشره؛ ووضع فيه الكتب الجليلة التى سارت به
لام وجليله ما لم
٠ وبلغ الشرق والغرب. وجمعها من
اعتماد على كتبه ومسائله؛ حتى نسخ كب من تقدم من
ابن المرتضى حيث يقول : "فلم يعد
صبوت يعللو على صوته المقتدر فى مواجهة الخصوم ومحاجة
المخالفين. مناظرة وجدلا؛ فعظم قدره؛ لا بين المعتزلة وحدهم؛ وإثما
تجمع علماؤها فى حلا
العلمية"'" "وقال عنه الصاحب بن عباد : ' أفضل أهل الأرض؛
وأعلم أهل الأرض”". ولقد أجمع سائر من أرخ له على علمه
وترجع أهمية القاضى عبدالجبار فضلا عما تقدم إلى أنه يمثل
الحلقة الأخيرة من الاعتزال الخالص؛ حقيقة لقد تسرب التشيع إلى
الاعتزال ممثلا فى معتزلة بغداد فى عصر سابق؛ ولكنهم كانوا
معتزلة فى المقام الأول؛ أو بالأحرى كانوا معتزلة متشيعين؛ أما بعد
القاضى عبدالجبار فقد أصبح التلاميذ شيعة فى المقام الأول؛ أو
(7) الحاكم الجشمى : الطبقة الحادية عشرة والثائية عشرة من كتاب؛ شرح
(؟) انظر على سبيل المثال +
الداودى : طبقات المفسرين؛ تحقيق على محمد عمرا مصر 14907: جد
5 ص 757و الذهبى : العبر فى أ.
المنجد الكويت؛ 437 جا ص 15 والصبكى
لمان الميزان؛ الهندا ١305 هه ج ؟؛ ص +87 والدكتور عدالكريم
عثمان :
القاضى عبدالجبار ومصنفاته؛ وكذلك مقدمة تحقيقه
لكتاب شرح الأصول الخمسة؛ مكتبة وهبة؛ مصر؛ 4715٠؛ والدكتور
عبدالستار الراوى : العقّل والحرية - دراسة فى فكر القاضى عبدالجبار
ومابعدهاء
بالأحرى شيعة معتزلة؛ ومن ثم فالتاريخ لفكر المعتزلة وأهم رجالهم
ينتهى عادة بالقاضى عبدالجبار .©
وقد توافر للقاضى عبدالجبار جيل من التلاميذ والرفاق من
وبقوا هؤلاء جميعا يحملون بصمات فكره
ويعد أبو رشيد النيسابورى
(*) الدكثور أحمد صبحى ؛ فى علم الكلام؛ دراسة فلسفية لآراء الفرق الإسلامية
فى أصول الدين؛ مؤسسة الثقافة الجامعية؛ الإسكندرية؛ الطبعة الرابعة»
(7) هو أبو رشيد سعيد بن محمد
وابن المرتضى على رأس الطبقة ١
الطبقة الحادية عشرة والثانية عشرة من كتاب» شرح العيون؛ ضمن كتاب
فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة؛ ص 8#" وابن المرتضى : طبقات
عبدالجبار شيخ المدرسة البصرر َ ٠
عبدالجبار (5١؛ ه )؛ وتعد الترجمتين اللقين وردتا عند الحاكم الجشمى
وابن المرتضى أوفى الترجمات عنه؛ وهناك ترجمة له أوردها ابن حجر فى
لسان الميزان (ج ؟ ص 4)؛ وينسب له ابه ( المسائل فى الخلاف
بين البصريين والبغداديين ) خمسة كتب وردت فى مخطوطة الكتاب هى
كتاب النقض على أصحاب الطبائع. -١ كتاب الجزء ©-كتاب
زيارات الشرح. 4- كتاب التذكرة . *- كتاب مسائل الخلاف بين
المعتزلة والمشبهة والمجبرة والخوارج والمر.
( ديوان الأصول فى التوحيد ) الذى
والذى حققه الأستاذ الدكتور محمد عبدالهادى أبو ريده ورجح أن
تدوز معدد عيدالهادين
لثقافة؛ القاهرة؛ ١١79 ص ١١ من المقدمة يقلم المحقق وما بعدها) وانظ
أيضا (النيسابور رى : المسائل فى الخلاف بين البصريين والبغداديين» ين
والثاقية اعدرة
بن المرتضي (باب ذكر المعتزلة من كتاب المنية والأمل فى
حير
شرح الملل والنحل؛ اعتلى بتصحيحه توما
أبناء أهل الزمان؛ القاهر:
لسان الميزان؛ طبعة الهندء ١٠8 ها اج ١# ص 4)784
تعويلا كبيرا فى كتابه ' المعتمد فى أصول الدين * على مؤلفقات أبىالحسير
البصرى؛ ونقل عنهاء فقد نقل نولا كشيرة من كتاب يدج أنظر ص
لاك من «اك سن 7 16د شن 18 أل عل 170 لأ قل » لاض كدان
لكتاب "العمد" للقاضى عبدالجبارء أنظر على سبيل المثال ص ١4 1
على قاضي القضاة؛ وكان من متقدمى أصحا
وله كتب كثيرة؛ وكلام حبن؛ منها كتاب 'النكت'
متويه" أ؛ وأبو يوسف عبدالسلام محمد الملقب بالقزوينى!" وأبو
(9) هو الإمام محمد الحسن بن أحمد بن متويه على بن عبدالله بن عطية بن
محد النجراتى (تك 4< كد ار سنة ا ا وقد عدم الحم
الطبقتان الحادية
ضمن كتاب فضل الاعتزال و:
تكون هذه أول إشارة لهذا الكتاب لابن متريه؛ حيث أم يرد فى ثبت مؤلفاتة
البحيط في لصول الدين ' وكتاب ' التذكرة فى لطيف الكلام"؛ ولقد
افق الكتاب الثاني تحت عنوان التذكرة فى أحكام الجواهر والأعراض.
سامى نصرء والدكتور قيصل عون؛ دار الثقافة للطباعة
التفسير» وله تفسير كبير يصفه السبكى بأنه لم ير فى التفاسير كلهاء
تفسير أكبر حجما من»؛ ولا أجمع منه للفوائد؛ السبكى : طبقات الشافعية
الكبرى؛ مصر؛ 6١"٠هناج ؛ ض ١؟؟. ولمزيد من التفاصيل أنظر من
7ص ٠١ جا ١ ص "7٠١ وانظر أيضا زهدى جارالله : المعتزلة*
القاهرق 447 اص 704
)١١( يصفه ابن المرتضى بأته وحيد عصره فى علوم الكلام؛ والفقه؛ والحديث؛
الديلم؛ ويذكر الحاكم أن له كتبا كثيرة ( أنظر ابن المرتضي المنية والأمل
اص ١١ والحاكم الجشمى الطبقة الحادية عشرة والثانية عشزة من شرج
العيون ص 785 ) وذكره ابن حجر فى لسان الميزانء جا 6+ ص 87١
امال لالد لقا م حب
وابن شروين”"' والسيد أبو عبد اللها*"' والشريف المرتضى من
الشيعة الإمامية ,!*')
عالم متكلم أديب فصيح زاهد؛ وله كتب فى الكلام حسان؛ ومواعظه اث
كلام الحسن. قرأ على قاضى القضاة (أنظر الحاكم الجشمى : الطبقة الحادية
عشرة والثائية عثمرة ضمن كناب فضل الاعتزال وطبقات المغتزلة»؛
إجانى؛ يذكر الحاكم أنه يميل
المعتزلة ص 985 اذكره
صاحب تاريخ بغدااء ج ١7 ص 1373) توقى 48 9ه
)١©( هو على بن الحسين بن موسى بن أحمد بن موسى بن جعفر بن على بن
الحسين بن على أبو القاسم العلوى الحسينى الشريف المرتضى؛ توفي فى
ربيع الأول سنة ١؟؟ هه ودفن فى داره ثم تقل إلى المشهد الحسيد
بكربلاء (أنظر ياقوت_ الحموى : معجم الأدباء؛ القاهرة؛ 01477 جب ١17
ص 147- ص لا5٠١ وابن خلكان + وفيات الأعيان وأنباء وأبتاء أهل
الزمان؛ ج ١٠ ص 7١ . والخطيب البغدادى : تاريخ بغدادء ج ١١ ص
الطبقة الثانية عمرة؛ درس على القاضى عبدا لجبار؛ وكان يميل إلى
ويعد نموذجا للاتصال بين التشيع والاعتزال؛ لكن تفوق ولاله الشيعى على
ولائه للمعتزلة فيما يتعلق بالإمامة فرفض رأى القاضى فى الإمامة؛ حيث
نقض آراء القاضى فى الإمامة والتى أودعها الجزء العشرين من المغنى فى
أبواب التوحيد والعدل فأنشا كتابه "الشافى فى الإمامة؛ وطبع هذا الكتاب
طبع حجره قزوين ٠١7١1ه - ١885 م وقد آلف الطوسى (ات 410 ه)
'تلخيص الشافى"؛ طبع بالنجف؛ بدون تاريخ وألف أبوالحسين البصر
نقض الشافى".
ة (فضل الاعتزال وطبقا؛
المعالجة الى تعد تطوراً مهما لآراء المعتزلة فى هذا الصددء
استطاع من خلالها أن يواجه اعتراض خصومهم من الأشاعرة
والظاهرية؛ فضلا عن مواجهة معالجات الأديان المخالفة من الأديان
على أن أهم مواجهة قام بها القاضى عبدالجبار فيما يتعلق
ان الفارسية المتأخرة القائمة على فكرة التثنية؛ وهى أديان نشأات
فى بدايتها نشأة غير غنوصية كالكيومرثية"'! والزروانية!"!
)١١( الكيومرثية : (بالكاف الفارسية وتنطق ع في الإنجليزية). ترى أن أصلى
العالم هما النور والظلمة؛ غير أن النور قديم أزلى؛ والظلمة محدثة من فكرة
والأهواء والتحل لابن حزم؛ ج١ ص 4-73 والاكتور على سامى
النشار: نشأة التفكير الفلسفى فى الإسلام؛ جا ص 190
(1) الزروائية : ترى أن أصلى العالم هما النور والظلمة وهما أصلان قديمان؛
وحدث الامتزاج_بينهما؛ والذى سوف ينتهى بانتصار الور على الظلمة
انظر : الشهرستاني الملل والنحل؛ ج؟ صن 7١-74 والدكتور النشارء
نشأة التفكير الفلسفى فى الإسلام؛ ج١ ا ص377 )
كبير - على الأسطورة . ولقد انعكس هذا التفكير الأسطورى على تفسيرهما
للوجود . انطلاقا من تفسير الشر فى العالم؛ وقد مهد التفكير الأسطورى إلى
'ظهور الدين الفارسى الكبير (الزرادشتية) +
)١١( الزرادشتية : هو ذلك الدين الفارسي الذى استمر فى وجوده حتى دخول
الإسلام بلآد فارس ويمى الدين البارسى نسبة إلى بارس" وهي كلمة فار
ملي
معناها التقوى أو الورع أو العدل (انظر ؛ حامد عبدالقادر زرا
القرن السابع قبل الميلاد . ولد حوالى سنة 178 قى< م . وتوقى 577 قلم.
وعمره لالا سنة ولد في
عند قدامى الإنرانيين؛ وهنالد أساطير
(الشهرستاني : الملل والنحل؛ ج؟. صن 77) وقد شاعت عقيدة الحلولء ولي
غلاة الشيحة فيما بعد !!؛ أحيطت بنشأة زرلاثلث الأولى وجياته بوجه غام كثير
من الأساطير والمعجزات ( انظر ؛ الشهرسثائى : الملل والنحل؛ جا" من
7) وانظر تفصيلا : حامد عبدالقادر : زرائشت الحكيما ص 40 -4؟
المصدر السابق+
بأن المسيح تعلم من الزراد:
غير قارين +
اب مقدس فيه أمس عقيدئه وأحكامها وشريعتهاء ويسمى
(ابمتا). وقد ل
واتئمت عقيدته بعبادة النار. والقول الاثنينية
ان (المصدر السابق» ص 17 وما بعدها)
ويرى الدكثور اللشار أله قد شاب معرفة ماب ور
لاضطراب والغموض عند المسلمينء الأمر الذى جعل بعضهم يصوزه على
عرض الشهرستاتى لمذهب زرادشت فى لفلل والتجل؛ ج؟ من 88
ادشقية أتباع قلائل فى العالم
ارسي أو للز
وكل ما هو جميل وخبر ونافع من الأشياء فهو ما
اضار وقبيح ومفضد ناشئ عن الظلام وكان
إن الظلام
اح لأن النور خير بطبيعته فلا
صدور الخير عن أحدهما والشر عن الآخر
'وأوجب مانى على أثباعه أربع صلوات أو سبع كل يوم وصوم سبعة أيام فى
. ويمكن الرجوع إلى مزيد من
التفصيل فى المصادر التالية : ابن النديم؛ الفهيرست: ٠ مكتبة خياط ببيروت؛
(طبعة فلوجل ) صن 777 - 331 وفيه ته
والقاضى عبدالجبار : المغنى فى أبواب التوحيد والعدل؛ ج*؛ "الفرق غير
الإسلامية ص -١ ص ١5 "وفيا شديد فى ذكر عقائد المانوية فقد
اعتمد على ما كتبه رؤساء المانوية وأتباعها؛ وانظر أيضا عرض
البيرونى : تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة فى العفل أو مرذولة؛ ص +7١
ص 7؟؛ ص١؟؛ ومن المصادر ١ حامد عبدالقادر ؛ زرادشت
الحكيم؛ ص ١174 - ١١ والدكتور النشار : نشأة التفكير الفسفى فى
الإسلاب جا ص 141-146
الخامس فذكر البعض أنه ولد عام 147م ويذكر البعض الآخر أنه ولد فى
أوائل القرن السادس الميلادى حيث هناك من ذهب إلى أنه ولد قبل عام ؟ 87م
كان مانوياء ثم خرج عن المانوية حيث قال أن الامتزاج بين المبداين (الذور -
اختلطت؛ فحدث من اختلاطها على نسب متساوية مدير النور وعلى نسب غير
امادة الشرء مادة كدرة +
ويدخل المذهب فى غنوصية شديدة فيذهب إلى القول بأن الإنسان لكى يعود
ربانيا لابد أن تكون بين يديه أربع قوى : قوة التمييز؛ والفهم؛ والحفظ؛
فهما سبب كل حرب وبلاء؛ فجعل الناس فيها شركة كاشتراكهم فى الماء؛
"المجوس" ""؛ إلا أن مؤرخى الملل والنحل - كالقاضى عبدالجبار
- أحسوا بما بينها من فروق؛ فكانوا يميزون بين مذاهب أصحاب
التى صدرت فى الأصل من فكرة أخلاقية بحتة وهى تفسير الشر فى
أصحاب هذه الديانات_فيما بينهم فى : هل المبدآن قديمان ؟؛ وهما
وكيف حدث الامتزاج بينهما ؟؛ وكيف يتم الخلاص؟؛ يقول
الشهرستانى فى وصف مذاهب الثنوء
أثبتوا أصلين اثنين مدبرين قديمين؛ يقسمان الخير والشرء والنفع
والضرر؛ والصلاح والفساد؛ يسمون أحدهم النورء والثائى الظلمة»
وبالفارسية يزدان وأهرمن؛ ولهم فى ذلك تفصيل ومذاهب؛ ومسائل
المجوس كلها تدور على قاعدتين: بيان سبب امتزاج النور بالظلمة؛
والنارء والكلاً (انظر : القاضى عبدالجبار : المغنى فى أبواب التوحيد
جص 4١ - 7د والدكتور النشار ؛ نشأة التفكير القلسفى فى الإسلام»
النظام الطبقى وتؤازره (انظر : الدكتور أحمد صبحى ؛ فى علم الكلام؛ جا
الكريم (أنظر سورة الحج آية ١١ )؛ وهذا يدل على أن التسمية
القرآن الكريم؛ أى أنها من تسمية العرب قبل الإسلام
فى القرآن
ت نزول
والثانية : سبب خلاص النور من الظلمة؛ وجعلوا الامتزاج مبدأء
الخلاص معاداً!"").
قول أصحاب الاثنين فى تفسير الخير والشر على هذا الا
أثار لدى متكلمى الإسلام الشعور بضرورة البحث عن حل إسلامى؛
لتفسير الشرء يتناسب وخيرية الله تعالى وإرادته وقدرته؛ وعلمه
المسبق وحكمته. فكان من أكبر الدوافع التى _دفعت بالمعتزلة عامة
والقاضى عبدالجبار خاصة إلى البحث فى مشكلة الخير والث
ويبدو أن مذاهب أصحاب الاثنين قد عرفت طريقها إلى العالم
الإسلامى ذلك لأن فتح الإسلام لبلاد فارس إلى العالم
أرجاء العالم الإسلامى؛ فظهر عدد من الغنوصيين زاد فى بعض
الجهات زيادة كبيرة؛ ومنهم من أظهر الإسلام وأبطن الزندقة و يذكر
ابن النديم منهم : ابن طالوت وابن أخى شاكرء وابن الأعدى
الحريرى؛ ونعمان الشورى؛ وابن أبى العوجاء؛ وصالح بن
عبدالقدوس؛ ولهؤلاء جميعا_فيما يقول ابن النديم كتب مصنفة فى
نصرة الاثنين و مذاهب أهلهاء وهذا عين ما ذهب إليه القاضى
عبدالجبارا” كما انتشر المذهب الثنوى بين الشعراء والأدباء
(7) الشهرستانى : الملل والنخل؛ على هامش كتاب ' الفصل فى الملل والأهواء
أن الرهاوى وابن المقفع؛ ومن الشعراء
اب التوحيد والعدل؛ جا ص 17-٠٠
النديم أيضا ممن اشتهر بنصرة المانوية؛. عيسى الوراق وأبا العباس
الفارسية؛ فالبرامكة بأسرها - كما يقول ابن النديم - ما عدا محمد بن
أمثال الفضل وأخيه الحسن؛ ومحمد بن
عبدالله كاتب الخليفة المهدى
وهكذا انتشرت المذاهب الغنوصية وبالذات المانوية فى أجزاء
من العالم الإسلامى؛ بفضل الكتب التي كتبت فى نصرتهاء وفى ظل
على ابن الراوندى الملحد وما قصد به من الطمن على المسلمين". تحقيق
وتعليق وتقديم الدكنور تيبرج؛ مطبعة دار الكنب المصرية ؛ القاهر
4ه - 475 ام. انظر : ابن طالوت ص 747ص ١٠8 وأبوشاكر
اني؛ ص 7؛ اص 18 ؟). وانظر كتاب الإمتاع والمؤائسة لأبى حيان
وأيضا مثالب الوزيرين؛ أخلاق الصاحب بن عباده وابن العميد؛ تحقيق
(©") ابن النديم : الفهرست. طبعة فلوجل؛ مكتبة خباطه بيرو
لثنزية ( أنظر ؛ كتاب الأنتاج والمؤاادسة؛ ج 7+ ص؟ ١ وأيضا مشالب
العميد. تحقيق الدكشور إبراهيم
الكيلاني؛ دمشق؛ ١1557 ص ١2 - ص ١١9 . وقد روى الملاحمى عن
رؤساء المذاهب الثنوية؛ أنظر : الملاحمى : المعتمد فى أصول الذين؛ ا حققة
امسن
الوزيزين؛ وأخلاق الصاحب بن عباذ ؛ وفن
الحركة بعبد الله بن المقفع والذى قضى أكثر سنى حياته فى الدولة
فلقد ترجم كتاب مزدك المعروف ب أديستاوا؛ والذى من خلاله
المزدكية وكتب كتابا فى الطعن على القرآن الكريم
بعنوان "الدرة اليتيمة فى معار ارضة القرآنز وترجم كتاب 'كليلة
باب برزويه'" ا يعد من أخطر ما قيل
فى نقد الأديان عامة؛ متناولاً تعارض الأديانء واستحالة الوصول
فيها إلى اليقين وينتهى إلى اعتبار العقل وحده أعظم وسيلة وأفضلها
05 عن ابن المقفع أنه اشتغل بمعارضة القرآن الكريم مدة؛ ثم مزق ما
جمع واستحيا لنفمه من إظهاره؛ وقالوا إن المفارضة كانت ب "الدرة
البلاغة. (انظر : مصطفى صادق الرافعى : إعجاز القرآن والبلاغة النبوية؛
ويذكر الإمام الباقلائى أن هذا الكتاب أى الدر:
فيه القرآن بل يزعمون أنه اشتغل بذلك مدة؛ ثم مزق ما جمع واستحيا لا
من إظهاره؛ فإن كان كذلك؛ فقد أصاب وأبصر القصد ولا يمنع أن يشتبه
اليتيمة منسوخ من كتاب
عليه الحال فى الابتداء؛ ثم يلوح له رشده؛ ويتبين له أمره؛ وينكشف له
عجزه ؛ ولو كان بقى على اشتباه الحال عليه؛ لم يخف علينا موضع عفلته
ولم يشتبه لدينا وجه شبهته . (انظر ؛ الباقلانى : إعجاز القرآن؛ تحقيق
(17) بروزيه هو الاسم الفارسي القديم لعبدالله بن المقفع»
(7) الدكتور النشار : نشأة التفكير الفلسفي فى الإسلام؛ جا ص 3١4
فإنه لا يؤمن تغييرهم إياه كعبد الله بن المقفع فى زيادة باب
"برزويه” فيه قاصدا تشكيك ضعيفى العقائد فى الدين وكسرهم للدعوة
نقل”*"". ويقول أيضا : "ثم جاءت طامة أخرى من جهة الزنادقة
"مانى” كابن المقفع وكعبد الكريم بن أبى العرجاء وأمثالهم
فشككوا ضعاف الغرائز فى الواحد الأول من جهة التعديل والتجوير
الإسلام, تنبه أيضا الخليفة
إلى زندقة ابن المقفع: فيروى ابن خلكان قول المهدى "ما وجدت كتاب
زندقة قط إلا وأصله ابن المقفع"!""!.
وهكذا كانت المانوية خطراً يهدد الإسلام؛ وينشر التحلل
الدينى؛ والزندقة!'”"؛ فهذا عبدالكريم بن أبى العرجاء عندما أتى به
(70) البيرونى : تحقيق مآ للهند من مقؤالة مقبولة لي الفقّل أو مزذولة؛
(19) المصدر ننه من 144 :
(") ابن خلكان : وفيات الأغيان. وأنباء أبناء أهل الزمان بتحقيق إحسان عباس+
)7١( يذهب المسعودى إلى أن كلمة زنديق كلمة معربة عن الفارسية ويوضح لنا
ريخ ها الفظة فيل ( وفى أي ملى طبرم الزندقة الذى أضيف إليه
ما لقعب يه ابن بكم (مرح العيوده القافرة 817 ماس از :
اص 17-77 وهكذا أطلقات في
- مسلوكهم ملك التأويل فى
شرح الكت از
اوداك رأى أغر في الثقاق كلمة زنديق عرض حامد عينالقادر (فى كتابة
زرادشت الحكيب ص 188 - ١ ) تقلا عن المستشرق براون (إصاحب
كتاب تاريخ الأدب الفارسى)
وليس فارسيا وذلك أنه كان من بين طبقات المانوية طبقة تسمى طبقة
السماعين وهم طبقة الأحرار؛ الذين لم يلزموا أنفسهم بالتسك بتعاليم دينهم
القاسية التى تقضى بالزهد والتقشف والرهبئة؛ وطبقة أخرى تسعى طبقة
وكلمة صديق كلمة عربية الأصلء وتستعمل فى العبرية يلفظها ومعناهاء
وهى بالآرامية والسريانية زديق؛ ويرجح أن الفرس أخذوا الكلمة فى
صورتها الآرامية وحرفوها بعض التحريف فجعلوها زنديق ثم أخذ العرب
الكلمة عن الفرس بعد أن كسروا زايها لتنسجم مع الدال المكصورة وجعلوها
زنديق مثل عربيد وقنديل +
وكانت تطلق فى عرف المانويين بمعناها الأصلى على المؤمن المخلص من أتباع
المعنى الذى ظل يفهم منها فى العصور الإسلامية
وفى
("©) البيرونى : الآثار الباقية. ص 68-31
(*©) الدكتور النشار : نشاة التفكير الفلمقى فى الإسلام جداء من 728 2
(؛) بكر : تراث الأوائل فى الشر
الحضارة الإسلامية؛ مكتبة النيضة المصرية. القاهرة ١14870 اص 49 ١