صحتها ء فأن ذلك المصري الفارس الماهر كان من ابناء الاكابر , لذلك لم يحتمل الاهانة وسافر على
عن عشرة ملايين ) ٠
المسكوت عنه هنا هو ملابين الآآهات فى الريف المصي الناطقة باللغة القبطية , والتى لا تستطيع
فاذا حاولت ان تعرف حجم الظلم الذي تعرض له اجدادانا المصريون في الدلتا والصعيد في عصر
عمر والذي تجاهله الرواة , يقال لك : اسكت .. هس !1
وحدثت مجاعة الرمادة في الجزيرة العربية فاستفاث عمر بوالى مصر عمروبن العاص وكتب له يقول
وسرعان ما كتب له عمرو: لأبعثن لك بعير اولها عندك واخرها عندي ( فبعث له بالطريق البري الف
بعير بالدقيق والمؤن ؛ وبعث له بالطريق البحري عشرين سفينة محملة بالغذاء . والمسكوت عنه
هنا .. كيف تم الاسراع بجمع كل هذه الاغذية من المصريين في الدلتا والصعيد ..هل بالتبرع عن
طيب خاطر .. ام بالمصادرة والضرب ؟ .. اذا حاولت ان تعرف الاجابة قيل لك .. اسكت ..
وروي الاحنف في مناقب عمر: : كنا جلوسا بباب عمر فمرت جارية فقالوا : سرية امير المؤمنين (
في القيظ , وما احج عليه واعتمر , وقوتي وقوت اهلى كقوت رجل من قريش , ليس بأغناهم ولا
بأفقرهم ) - طبقات ابن سعد 3/ 197
الواضح هنا عدل عمر في أنه لا يميز نفسه عن باقي المسلمين ..
ولكن المسكوت عنه هو حكاية الجارية التى جئ بها ظلما من اهلها الاحرار في البلاد المفتوحة ,
واصبحت سلعة تباع وتشتري , او حسب قولهم وقولها ( من مال الله ) . فاذا حاولت ان تجد
توضحا قبل لك : اسكت ... هس !1
ويقول ابن سعد ان عمر كان لا يأذن للسبي من الاسرى من الرجال بدخول المدينة . واستأذن
المغيرة بن شعبة حتى سمح عم بأن بأتى للمدينة ابو لؤلؤة فيروز المجوسي , وكان من سبى
تهاوند , ويقول عنه ابن سعد ( كان خبيثا , اذا نظر الى السبى الصغار يأتى فيمسح رؤوسهم ويقول
ان العرب اكلت كبدي ..) وفى النهاية قتل عمر انتقاما .
والمسكوت عنه هم هؤلاء الأألوف من الصبية والأطفال أو الذراري الذين سباهم العرب المسلمون
من اهاليهم من ايران والرافدين ومصر , وفرقوا بينهم وبين اهاليهم وجعلوهم رقيقا بدون ذنب جنوه
هم واهليهم .. وهل يصح هذا في عدالة الاسلام .. اذا تحدثت تطلب المزيد من المعلومات , ولم
تجد شيئا عنهم وعن آلامهم قبل لك .. اسكت .. هس !1
سنبحث الموضوع المسكوت عنه .. لبس صطلبا للموضوعية العلمية فقط , ولكن لتوضيح الرفية
الاسلامية القائمة على القسط والعدل .. ولأن من بين اولئك المظليم اجدادنا المصربين , ونكاد
نتحسس صراخهم بين روايات تاريخنا الاسلامي , تلك الروايات التي تدور دائما حول الحاكم وتترك
المظاليم .. و اذا كان الله تعالى يتسامح مع المظلوم اذا رفع صوته جاهرا بالسب واللعن , بل ان
الله تعالى يحب ذلك , ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم : النساء 148 ) فكيف صادر
اولئك المؤرخون حق اجداتنا في الصاخ .. انحيازا منهم للظالم ؟؟11
تعالوا بنا الى بداية الموضوع : ماهو حكم الاسلام في الفتوحات الاسلامية ©
ان هذه الفتوحات كانت رد فعل لهجوم المرتدين على المدينة في اول خلافة ابي بكر , وقد هزمهم +
ثم طارد المرتدين الاخرين الى ان وصل الى اطراف الجزيرة العربية حيث تخوم الامبراطوريتين
الفارسية والرومية . وبعد اخضاع المرتدين اراد ان يتخلص من شوكتهم الحربية بتصديرها الى
الهجوم على ممالك وولايات الامبراطوريتين ,و هكذا بدأت الفتوحات أو الغزوات , والويل فيها للمغلوب
دولة او شعبا. وكان الشعار المرفوع وقتها لتسويغ الفتوحات هو تخبيرهم بين واحدة من ثلاث : اما
الاسلام واما الجزية واما الحرب , وهذا التخيير من جيش يقتحم حدود الاخرين متأهبا للهجوم عليهم لا
يعني سوى اجبارهم على الاسلام او دفع الجزية مع الذلة والعبودية او الدخول في حرب مع عسكر (
يحبون الموت كما يحب اولئك الناس الحياة ) .. وبذلك اكتسب الجهاد عند المسلمين معنى جديدا
يخالف معناه القرآتي الذي كانت عليه دولة الاسلام في عصر النبي عليه السلام +
فالجهاد ان تضحي بالمال والنفس دفاعا عن عقيدتك وعن حرية العقيدة لك وللاخرين , وليس بأن
تقتحم على الاخرين بلادهم لتجبرهم على الاسلام والا فالجزية , والا فالحرب . ان ما كتبوه فى
سيرة النبي يؤكد على الطبيعة الدفاعية للغزوات مع كثرة الاكاذيب فى الروايات , والتى تختلف عن
حديث القرآن عن غزوات النبي (ص) ؛ ثم ان هذه الفتوحات تتناقض تماما مع القرآن في تشريعاته
ان تشريعات الجهاد في الاسلام تبدأ بالكلمة والموعظة القرآنية , أي الجهاد بالقرآن ( فلا تطع
الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا : الفرقان 52 ) ويقترن ذلك بتحمل الاذى . و الطرد ومصادرة
المال والهجرة . ثم يضطر المسلمون للذفاع عن انفسهم مخافة الاستتصال ضد عدو يطاردهم حتى
بعد هجرتهم , وحتى لا تتهدم بيوت العبادة لكل المؤمنين من صوامع لليهود وبيع للنصارى وصلوات
لكل صاحب عقيدة , ومساجد للمسلمين ( الحج 40) وفي كل الاحوال فتشريعات القتال في الدولة
ويدون اعتداء عليهم , يقول الله تعالى ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم , ولا تعتدوا ان الله لا
14 ) .أي ان المسلمين حين يعتدون على من لم يعتد عليهم فانهم لم يتقوا
الله .11
الجزية , وذلك عرف مألوف في تاريخ العصور الوسطى , وفي التاريخ الحديث والمعاصر , ولنتذكر ما
غنائم تركها في ميدان المعركة , ولكن ليس من حقها ان تحتل ارضه لأن آبة الجزية ( التوبة 29 ) بما
ومعنى ان الدولة المعتدية تعطي الجزية بعد هزيمتها أي انها تظل قائمة علي ارضها وشعبها
ومواردها دون ان يحتلها المسلمون , بالضبط كما حدث حين دقع الروم البيزنطيون الجزية للدولة
الاموية والعباسية والعكس , في اطار الحروب وما تداولوه من نصر وبزيمة , وكل من الدولتين كانت
في موقعها وعلى حدودها .
ولكن كل ذلك كله يخالف ما جرى في الفتوحات العربية في عهد عمر ؛ لأن عمر بعد ان اسقط الدولة
بلى العكس هو ما حدث , فالعرب المسلمون هم الذين اقتحموا على الفرس دارهم , وبعد ان هزموا
الجيوش في مواقع متعددة داخل بلادها , سلبوا كنوز الفرس في كل مدينة , واسترقوا الذرية من
النساء والاطفال فيما بينهم , ثم بعدها فرضوا على المساكين اهل البلاد المفتوحة جزية على الرؤوس
وما حدث في مصر كان افظع ..
فالفرس كانوا اصحاب الملك , وكانوا احدى أقوى قوتين في العالم , لذلك حاربوا دفاعا عن النفس »
اما المصريون فقد كان البيزنطيون يحتلون ارضهم ويضطهدونهم في دينهم , لذلك عاونوا العرب في
فتح بلادهم نكاية في الروم , واسهب المقريزي في توضيح انواع المساعدة التى قدمها المصريون
عمر وعمرو بفرض الجزية عليهم !!
ايرات الى طرابلس ليبيا , قفي سنة 14 كانت فتوحات دصشق وحمص وبعلبك وموضع البصرة وهقى
الابلة , وفي سنة 15 تمت فتوحات الاردن وانتصر العرب على الروم في اليرموك , وعلى الفرس فى
القادسية , وفي سنة 16 تمت فتوحات الاهواز والمدائن والانتصار في جلولاء وبهزيمة الامبراطور
الفارسي يزدجرد وبقروبه , ثم فتوحات تكريت شمال العراق , ثم تسلم عمر بن العاص بيت
المقدس , وتمت فتوحات فُنسرين وحلب وانطاكية ومنسج وسروج وفريقساء , وفي سنة 18 تمت
فتوحات جندباسبور وجلوان و الرهاد وسميساء وحران ونصيبين والموصل والجزيرة فيما بين العراق
وسوريا ,وفي سنة 19 فتوحات قيسارية , وفي سنة 20 فتحوا مصر غربا , وتستر في ايران , وفي سنة
ليبيا .
وخلال هذه السنوات العشر سالت دماء مئات الالوف من الابرياء في كل تلك المناطق ظلما وعدوانا
تحت اسم الاسلام والجهاد , وتشتت مئات الالوف من العائلات والاسر فيما بين اواسط اسيا الي ليبيا +
ونهب العرب كنوز المنطقة بعد المعارك وقسموا بينهم الذرية والنساء .
ونأخذ مثالا على احدى المعارك التافهة , والتى سجلها الطبري في اربع صفحات وقام بتلخيصها ابن
كثير في ثلاثئة اسطر , تحت عنون ( خبر سلمة بن قيس الاشجعي والاكراد : بعثه عمر على سرية
الى عمر بالفتح والغنائم ) ( تاريخ ابن كثير 7/ 133 ؛ التفاصيل في تاريخ الطبري 4/ 186 : 190 ) لم
تكن للاكراد دولة , ولم تكن لهم علاقة بالعرب من أي نوع . وكل ما هنالك انهم فوجئوا بجيش لا
قتل العرب ( مقاتليهم ) اخذوا النساء والاولاد والبنات سبيا , واخذوا الأموال , وكالعادة بعثوا
بالخمس الى عمر ؛ واقتسموا فيما بينهم الاربعة اخماس من لغنائم المالية والبشرية . وتخيل نفسك
تعيش في قرية ثم فوجلتم بجيش يهزم المدافعين عن القرية , ثم يستبيح بيوت القرية ويستحل الدماء
, وارضك وانتاجك , ثم تكون بعدها مواطنا من الدرجة الثانية , وذلك تخت لافتة انك اهل ذمة البي +
والنبي عليه السلام لم يشهد هذه الفتوحات , ولم يكن يعلم الغيب حتى يعرف ما سيحدث بعده ويضع
له تشريعا , نااهيك ان النبى لا يملك التشريع , وانما يتلقي التشريع , و الا ما كان الله تعالى يقول له (
وسلب الاموال وسبى الذرية لم يكن قاصرا على البلاد التى يختار اهلها الحرب دفاعا عن انفسهم ؛
دعوا الى الاسلام فأبوا الا الجزية : تاريخ ابن كثير 77 71) أي تسلموها بدون حرب , ولكن على ان
الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ) ونرى انها رواية كاذبة .. لأن الواقع انهم استبعدوا الاحرار ...
الجنود العرب وهو *محفز” الذي شارك فى موقعة جلولاء سنة 16 ه ؛ فى ايران , يقول ( ودخلوا
سلمه للخيش .. الى ان يقول ( فاذا امرأة كالغزال في حسن الشمس فأخذتها وثيابها , فأديت
الثياب , وطلبت في الجارية حتى صارت لي , فاتخذتها ام ولد : الطبري 4/ 26: 27 ) ويذكر الطبري
عن غنائم العرب بعد فتح المدائن ما يفوق الخيال , من الذهب والجواهر وكنوز كسرى وعرشه , حتى
كانوا يجدون بعض البيوت مليئة بالذهب والجواهر , وجمعوا اطنانا من عطر الكافور وحسبوه ملحا
فخلطوه بالطعام فأصبح شديد المرارة ( تاريخ الطبري 20:3/19 ؛ تاريخ ابن كثير 7/ 66: 67) +
ونعود اليك ونطلب منك ان تتخيل نفسك شاهدا محايدا , ترى جيشا يستبيح مدينة آمنة في وطها لم
تعتد مطلقا على هذا الجيش الذي يعتدي عليها , ثم الدماء هنا وهناك , وبعدها استباحة البيوت
وتجميع الاموال في كومة كبيرة , وتجميع النساء والاطفال والفتيات فى صفوف اخرى , ثم بقسم
المال اخماسا , يبعثون بالخمس الى الخليفة , ويفرقون الاربعة اخماس بين المقاتلين , بالعدل
والقسطاس , ثم يلتفتون الى النساء والاطفال , فيأخذون منهم الاربعة اخماس يفرقونه على افراد
الجيش , ثم يبعثون بالخمس الباقي منها الى المدينة مع تنفيذ وصية الخليفة عمر الى امراء الجيوش +
بألا يبعثوا الى المدينة الا بالصبية الصغار ... وتخيل ما تسمعه من صرخات الامهات وعويل الاطفال
حين تتشتت الاسرة الواحدة , بين رجال قتلى امام بيوتهم حين كانوا يدافعون عن انفسهم , وروجة قد
القائد فاستأثر بها لنفسه . وما تتخيله هو ما حدث فعلا وتردد بين سطور التاريخ في الفتوخات .
ودين الله تعالى القائم على القسط والعدل والسلم بأبى ذلك .
ونعود الى ابن سعد وهو يقول عن عمر ( وضع الخراج على الاراضين , والجزية على جماجم اهل
الذمة فيما فتح من البلدان , ووضع على الغنى ثمانية واربعين درهما , وعلى الوسط اربعة وعشرين
درهما , وعلي الفقير اثني عشر درهما , وقال : لا يعوز ”أي لا يرهق ”رجل منهم ”أي
الفقراء” درهم في الشهر : الطبقات الكبرى لابن سعد 202/3).
وتأمل نبرة الاحتقار في صياغة الخبر في قوله ( وضع الجزية على جماجم اهل الذمة ) أي الجزية
على الرؤوس كالانعام , مع ان الجزية في شريعة القرآن الكريم هي مجرد غرامة تدفعها دولة معتدية
مهزومة جزاء عدوانها , ولا توضع الجزية على الافراد المساكين في بلاد احتلها العرب وعاملوا انهلها
بالظلم والاحتقار . ثم انهم فرضوا الجزية على الجميع , حتى الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم »
الا ان عمر يرى انه ليس من الارهاق عليه ان يدفع درهما كل شهر .اما الغنى والمتوسط الذي يملك
البلاد المنقولة واسترقوا افضل من فيها من نساء وذرية , وقتلوا الشباب الابي الذي حاول الدفاع عن
ارضه وعرضة .
والمحصلة النهائية ان الفقراء المعدمين في البلاد المفتوحة كانت تؤخذ منهم الاموال لاثرياء العرب
الذين تكدست لديهم الاموال من الغنائم والخراج والجزية . ذلك ان كل كنور وثروات الفرس
من الفقراء المعدمين لتصب في جيوب اولئك الاثرياء المتخمين بالكنوز . وذلك ليس مجرد تخمين
ولكنه استنتاج لما جاء في تاريخ ابن سعد عن عمر , فأبو هريرة جاء لعمر بخمسماثة الف درهم
يستطيعون , وفي موقف اخر يقول ابن عباس ( دعاني عمر بن الخطاب فأتيته فاذا بين يديه نطع
عليه الذهقب مثور حثا , قال : هلم فاقسم هذا بين قومك ) وبعث عمر الى ام المؤمنين زينب بنت
فأن أعياني حثوته بغير حساب ) ويقول في موقف اخر (واني لأرجو ان اكيل لهم المال
بالصاع ) : ( الطبقات الكبري لابن سعد 3 / 207 215:[ 218) أي ان الذهب اصبح لديهم اكواما
يوزعه عمر كما يوزع القمح والشعير , بينما يأخذون الجزية والضريبة من فقراء مصر والعراق والشام
وفارس , وهم - أي الفقراء - مستحقون للزكاة اصلا في شريعة الاسلام التى تنهى عن اكتناز
ومن الغريب ان شرع الله تعالى يوجب الزكاة على الصسامين لتذهب للفقراء والمساكين وبقية
المستحقين المذكورين في الاية 60 من سورة التوبة , واولئك المستحقون يستحقون الصدقة بالوصف
وليس بالدين او الجفسية والعنصر , أي يكفي ان يكون فقيرا او مسكينا او غارما ليأخذ الزكاة , سواء
كان مسلما او غير مسلم , عربيا او غير عربي , ولكن الفتوحات العربية وسياسة عمر اوجدت تشريعا
اخر كان فيه الفقراء هم الذين يدفعون الاموال لمن يكنزون الذهب و الفضة والجوهر بالساب والنهب
والظلم .
, بحيث كان لا يبقى منه شيئا للعام التالى ويدأ انشاء الديوان في محرم سنة 20ه بتسجيل اسماء
جميع العرب وفرض مرتبات لهم حسب قواعد معينة , وتراوح المرتب السنوي لكل عربي مسلم فيما
بين خمسة الاف لأأهل بدر الى اثنتى عشر الف لأمهات المؤمنين , ثم الفين الى ثلاثة الاف للباقين .
وكان يفرض للوليد الرضيع العربي ماثة درهم فاذا ترعرع فرض له مائتين , ويسبب غياب الرجال فى
الغزو , فقد تكاثر اللقطاء في الجزيرة العربية , فاضطر عمر ان يفرض للقيط ماثة درهم , ويجعل
رضاعته ونفقته على بيت المال , وكان من قبل لا يفرض للوليد حتى يفطم , فسمع بكاء طفل عربيى
فسأل امه فعرف انها تريد ان تقفطمه قبل الاوان , فبكى وقال : يا بؤيسا لعمر .. كم قتل من اولاد
المسامين , وامر بأن ينادى ( لا تعجلوا صبيانكم عن القطام فأنا نفرض لكل مولود في الاسلام
بجبل صنعاء حظه من هذا المال وهو في مكانه ) والتفت بعين الرعاية الى سفلة العرب ومجرميهم
يدع احدا من العرب الا فرض له مرتبا من الرضيع الى البعيد الى السافل . ( طبقات ابن سعد 3/
هذا العدل الرائع حرمه عمر على غير العرب من الفقراء و النساء والاطفال , اذ كانت تتعالى صرخات
اطفال السبى فى المدينة بالقرب منه دون ان يشعر بهم , وهو يعلم ان اهلهم قد تعرضوا للقتل
تعصب عمر للعرب والمسلمين :
ان الواضح في سيرة عمر انه كان لا يرى غير العرب المسلمين وغير الجزيرة العربية , لذلك اخرج
اليهود من الحجاز واخرج النصارى من نجران , واسكن اليهود في الشام واسكن النصارى في الكوفة ,
ومنع الرجال من سبى البلاد المفتوحة من دخول الجزيرة العربية , حتى تكون الجزيرة خالصة
للعرب . ثم قام بتمهيد الطريق بين مكة و المدينة واقام فيه محطات للمؤن لاستضافة المسافرين ,
وحين اصيب العرب بمجاعة عام الرمادة بلغ من شفقته بهم انه امتنع عن اكل اللحم والسمن
وهذا التطرف في العدل والشفقة بالعرب , يقابله تطرف اخر من عمر فى ظلم المساكين من ابناء
البلاد المفتوحة بلا ذتب جنوه , وكان الاولى بعدل عمر ان يتسع ليشمل كل الفقراء والجوعى »
خصوصا ضحاياه من اهل البلاد المفتوحة , ولكن عمر - الذي ما ترك الجزيرة العربية بعد الاسلام الا
مرة واحدة - لم يكن يعتبر نفسه خليفة مسولا الاعن العرب المسامين وحدهم , ويتردد هذا فى
أقواله , فهو القائل ( لا يسألنى الله عن ركوب المسلمين البحر ابدا ) أي يخاف عليهم من ركوب
البحر , ولذلك كانت وصيته الاخيرة تقول : ( اوصيكم بكتاب الله فأنكم لن تضلوا ما اتبعتموه , و
اوصيكم بالمهاجرين .. واوصيكم بالانصار , واوصيكم بالاعراب .. فأنهم اصلكم ومادتكم .. وفيى
رواية , فأنهم اصل العرب ومادة الاسلام , واوصيكم باهل الذمة فأنهم ذمة نبيكم وارزاق
عيالكم .. : طبقات ابن سعد 3/ 243 “) فالأعراب الذين وصفهم القرآن بأنهم (اشد كفرا ونفاقا )
يجعلهم عمر اصل العرب ومادة الاسلام . ويجعل اهل البلاد المفتوحة انهل ذمة للنبى عليه السلام »
ووصلت عناية عمر بأفراد الجيش الي درجة هائلة يحس بها من يقرأ وصاياه الى قادة الجيش , فقد
بينهم ) . ووضع عمر قواعد للتجنيد تقوم بها رعاية العرب المسلمين , فالافضلية للتجنيد للاعزب عن
المتروج , وللفارس عن الراجل أي المترجل . وكان يجعل لهم اجازات , وكان ينهى ان يحمل الغازي
معه ذريته الى الحرب , أي كان يخشى على ذرية العربية ويحتفظ بها ويحافظ علها داخل الجزيرة
العربية . وفي نفس الوقت لا يؤرقه ان تمتلى طرقات المدينة بصبيان السبى , وكلهم اطفال ايتام
المدينة وفارس او مصر او الشام او العراق .
وامتدت عناية عمر لتشمل نساء المقاتلين الغزاة, واثناء طوافه الليلى بالمدينة سمع امرأة تنشد شعرا:
فسأل عنها عمر فعرف ان زوجها غائب في الغزو منذ عدة اشهر , فكتب الى امراء الجيش الا يغيب
زوج عن اهله اكثر من اربعة اشهر , وجاءته شكوى بالبريد تتهم ( جعدة بن سليم ) بأنه يدخل على
نسائهم وهم في الغزو, فاستدعاه , وضبه مائة جلدة بدون اثبات اوبينة ونهاه ان (يدخل على
امرأة مغيبة ) أي غاب عنها زوجها في الغزو. ونفى نص بن حجاج بدون ذنب , لمجرد ان امرأة
عشقته , اذ كان يمر ليلا فسمع امرأة تقول :
هل من سبل الى خمر فأشريها.. ام هل سبل الى نصر بن حجاج
فأصبح عمر فاستدعى نص بن حجاج فرآه وسيما جميلا , فنفاه الى البصرة خوفا علي نساء المقاتلين
المدينة هو ابو ذثب , فاستدعاه عمر فاذا هو اجمل الناس , فقال له ( انت والله ذثيهن ) ونفاه لى
البصرة حيث نقى ابن عمه نصر بن حجاج من قبل .
هذا مع ان اولئك الغزاة كانوا بتمتعون فى البلاد المفتوحة بالسبايا الحسناوات من فارس و العراق و
الشام مصر ؛ وما كان يحدث من انتهاك لأعراضهن تحت شعار السبى ؛ لا يؤرق ابدا عص.
تمهد لها الطريق ؟) ويتخذون من ذلك دليلا على اهتمام عمر بالبلاد المفتوحة بأرضها وناسها ؛
ويتناسون ان عمر لم يمهد طرقا في البلاد المفتوحة .واصل الرواية كما جاء في طبقات ابن سعد -
اقدم مصدر تاريخي - هو قول عمر ( لو مات جمل ضياعا على شط الفرات لخشيت ان يسألنى الله
عنه ) ( طبقات ابن سعد 22073) ؛ أي ان عمر يهتم بالجمل العربي حتى ولو كان في العراق ,
ومبعث ذلك اهتمامه الاساسي بالعير , أي ابل الصدقة والغزو, لذلك ذكر ابن سعد مقالة عمر السالفة
ضمن اخبار اخرى عن عناية عمر بأبل الصدقة وابل الجهاد , حتى انه كان يحمل على ثلاثين الف بعير
سنويا للجهاد , وقد جعل لها اماكن محمية , أي نزع ملكيتها لترعى فيها تلك الابل وبقى مناطق الربذة
والشرف . وقد احتج اعرابي , فقال لعمر (يا امير المؤمنين بلادنا , قاتلنا عليها في الجاهلية ,
واسلمنا عليها في الاسلام , ثم تحمى علينا ) أي تمنع عنا نرعى فيها , يقول الراوي ( فجعل عمر
ينفخ ويقتل شاربه ) وكان يفعل ذلك اذا حمي غضبه .. أي بعد ان عمل للأعراب كل ما عمل يأتيى
الاهتمام الى ابناء البلاد المفتوحة .. ليته عاملهم كما عامل حيوانات العرب ..
تشريع السبي باسترقاق الاحرار :
لقد نزل القرآن بحقوق الانسان , الا ان خرق هذه الحقوق بدأ في عصر عمر الذي اعاد تشريع السبى
والاسترقاق من خلال الفتوحات , ثم جاء تراث المسلمين ليقيم تشريعا يجيز هذا وذاك , ونقول ان
الجاهلية هى التى عرفت تشريع السبى والاسترقاق ضمن ما تعارف عليه العصور الوسطى , ثم جاء
الاسلام فأبطل ذلك , الا ان عمر بفتوحاته اعاد عادات الجاهلية حين كانت تستحل الاموال والاعراض
حسب الاكثر قوة , وكان فارس الجاهلية اثناء ظهور الاسلام هو عمروبن معدي يكرب اشهر من سبى
النبوة في حركة الردة ثم عاد الى الاسلام , وقد بعت عمر بطليحة بن خويلد وعمر بن معدي يكرب
للمشاركة في فتوحات فارس وليمارسا نفس ما كانا يفعلان في الجاهلية , ويذكر المسعودي فى
مروج الذهقب (541:53871 ) ان عمر بن معدي يكرب روي لعمر بن الخطاب مآثره في سبى
النساء في الجاهلية وكيف لم يفلح في سبى زوجة الشاب ربيعة بن مكدم الذي غلبه في المبارزة
واضطره للهرب من امامه . وبنفس العقلية توجه عمر بن معدي يكرب للفتوحات يقتل ويساب ويسبى
. وذكر ابن حجر بلاءه في الفتوحات في ( الاصابة 18/73)
وبعد ان اصبح الاسترقاق والسبى والاستحلال شريعة لدى المسلمين في الفتوحات في تعاملهم فى
البلاد المفتوحة , انتقل هذا داخل المسلمين في الحروب الاهلية بينهم , حتي ان قتلة عثمان قد فكروا
في سبي زوجته , ثم تويسع المسلمون في ذلك في العصور الوسطي اللاحقة بنفس ما كان يحدث
بين العرب في الجاهلية قبل الاسلام , ثم جرى تدوين التراث في العصر العباسي على اساس تشريع
ذلك السبي وتسويغه بأدلة مصنوعة . ولكن يبقى كتاب الله تعالى حكما في هذه القضية , وأيجاز
شديد نقرر الآتى في موضوع السبي والاسترقاق :
1. لا يجوز استرقاق الاسرى , لأن الله تعالى يقول ( فشدوا الوثاق , فأما منا بعد واما فداء , حتى
تضع الحرب اوزارها - محمد 4) وفي ارض المعركة يشد وثاق الاسير وبعدها يتم باطلاق سراحه
أما بالافتداء بالمال وتبادل الاسرى واما بالمن عليه لاطلاق سراحه بدون مقابل . وان طابت نفس
الاسير بما يدفعه من مال الافتداء , فأن الله تعالى يعده بتعويض افضل وبغفران اشمل ان كان في
قلبه خير , وان خان الاسير المسلمين بعد اطلاق سراحه بدون مال , فالله تعالى هو لذي يتولى
عقابه ( الانفال 71:70 ) وبعد اطلاق سراحه يتحول الاسير الى ابن سبيل , له حقه على المسلمين
في الصدقة والزكاة والرعاية , طالما يسير في بلادهم . اذن فالاسر للمقاتلين ليس من منابع
الاسترقاق في شريعة الاسلام , خصوصا وان الله تعالى يقول ( وان احد من المشركين استجارك
فأجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه : التوبة 6) أي ان المقاتل في الجيش المعتدي اذا اسقسلم
ليكون حجة عليه , واذا كان هذا بالنسبة للمقاتلين المعتدين , فأنه بالتالي يحرم استرقاق المسالمين
الذين لا شأن لهم بالقتال اصلا وخصوصا الذرية والنساء . الا ان العصر العباسي كي يسوغ العرف
السائد في السبي والاسترقاق فقد افترى ان الني عليه السلام قتل اسرى بني قريظة وسبي ذريتهم
المؤمنين في موقعة الاحزاب ( وانزل الذين ظاهروهم من اهل الكتاب من صياصيهم وقذف في
المعركة انهزموا وقتل المسلمين بعضهم واسروا البعض الاخر , وعومل الاسرى حسب الشرع , وورث
المسلمين ارضهم وديارهم بعد الاتفاق على الجلاء , وجلا يهود بني قريظة عن المدينة وهم اولئك
الاسرى والنساء والذرية , دون قتل او سبي .
2. المصدر الوحيد لوجود الرقيق في الدولة الاسلامية هو الف الذي يأتي من الخارج بدون قتال
( الحشر : 6) وقد يأتي الفئ بهدية قد يكون فيها بعض الرقيق الاتى من الخارج , كما حدث حين
وملك اليمين طبقا لتشريع القرآن يوجب على المالك ان يعقد زواجه على من ملكت يمينه ويدفع لها
الصداق اذا اراد الزواج بها . ولكن لا يلترم بالعدل بينها وبين زوجته الحرة ( النساء 3, 25 الاحزاب 50).
3. وفي كل الاحوال فأن تشريعات القرآن تعمل على تحرير ذلك الرقيق الوافد من الخارج بعد
تجفيف منابع الرق في الداخل , وتعمل على حسن رعايته , وشرح ذلك يطول , وليس موضعه هنا ء,
ولكن نكتفي منه بتأكيد القرآن على حق الرقيق في ان يتساوى مع سيده في الرزق ( النحل 71
يكونون سواء , كما امر القرآن .
ان عمر اوصى عند موته بعتق السبى العربيى ومن اسلم من السبى فقط , قال ( انه من ادرك
وفاتي من سبي العرب من مال الله فهو حر ) واوصى ( ان يعتق من كان يصلي السجدتين من
رقيق الامارة , وان احب الوالي من بعده ان يخدموه سنتين فذلك له )( ابن سعد 2/ 264 ) والواضج
ان عمر يعتبر اولئك الصساكين ملكا خاصا له يتصرف في حياتهم كيف يشاء ؛ مع انهم لا يستحقون
السبي والاسترقاق اصلا ء
وقبل موته كان عمر لا يعطى احدا من الرقيق حقه من الزكاة , خلافا لتشريع القرآن في الامر بتحرير
الرقيق العادي وعتقه ( النور 33, البلد 13 ) فكيف باسترقاق الاحرار وظلمهم , وقد قال عمر (ما
من لناس احد الا له في هذا المال حق .. وما احد بأحق من احد الا عبد مملوك ..)(ابن سعد 3/
5 6 ) وحدث ان قسم عمر اموال الفئ بين اهل مكة فأعطى رجلا منهم , فقيل له انه مملوك
, فقال : ردوه .. ردوه , ثم قال : دعوه )(ابن سعد 3/ 218 ) أي انه في النهاية ترفق به
وهذا الظلم الشنيع للبلاد المفتوحة نتجت عنه كوارث هي افتيال عمر نفسه , ثم افتيال عثمان ودخول
السبب هنا هو السبي . يقول ابن سعد ان عمر كان يكتب الى امراء الجيوش ( لا تجلبوا علينا من
احدا فغلبتموني )( الطبقات الكبري 2/ 253 ) أي كان يصف ابناء البلاد المفتوحة بأنهم علوج جمع
علج , وذلك احتقارا لهم , وينهى عن احضار الشباب والرجال منهم الى المدينة خوفا من ان ينتقموا
يتجول حاملا الدرة يضب بها من يشاء تأديبا وهو آمن مطمئن وسط قومه , ورآه الهرمزان وهو اسير
فارسي سابق دخل في الاسلام - رأى عمر مضطجعا في المسجد - فقال : (هذا والله الملك
الهنئ )( ابن سعد 21173).
عمر. وجاءته الفرصة حين وفد الى المدينة اثنان من الموالي باذن خاص وهما جفينة وابو لؤلؤة
سيده المغيرة بن ابي شعبة .
ان يقدم لهم اساءة وبعد ان فقد كل شئى جئ به اسيرا الى المغيرة بن شعبة ليعمل لديه , ثم ارسلة
الى المدينة , حيث كان يؤرقه منظر الاطفال من السبى وهم يملأون طرقات المدينة , ولعله كان يبحث
فيهم عن ملامح اطفاله واطفال عائلته , يطوف بينهم يستمع الى بكائهم وصراخهم ويتخيل معاناتهم
حين كانوا يساقون ويحشرون على طول الطريق من بلادهم الى صحراء الجزيرة العربية حتى يصلوا
الى المدينة ,وهذه المعاناة ضمن المسكوت عنه , ويذكر ابن سعد ان ابا لؤْلؤة اعتاد ان يلتقى بأطفال
السب , وانه حين كان يراهم يبكى ويتحسس رؤوسهم ويقول ( ان العرب اكات كبدي ) ثم قتل
عمر انتقاما مما فعله بالسبي , وحين اغتيل عمر قال ( ما كانت العرب لتقتلني ) وسأل من حوله (
هي النتيجة الاولي .
النتيجة الثانية لظلم البلاد المفتوحة هى افتيال عثمان وما تبع لك من الفتنة الكبرى , واذا كان السبى
للاطفال والرجال هو السبب فى قتل عم ؛ فان المال الذي سلبه عمر والمسلمون من البلاد المفتوحة
كان السبب في النتيجة الثانية , وهى اغتيال عثمان والفتنة الكبرى . لقد حرص عمر على العدل فى
تقسيم الاموال بين العرب المسلمين , وجمع مع العدل الحزم في تعامله مع العرب , ولم يكن عثمان
بتكدسه لدى العرب سيوقع التنافس والاختلاف فيما بينهم , وكان حتما سيؤدي بهم الى الاختلاف
فالاقتتال . أي كان حتما مقتل عثمان بعد عمر , ولعل ذلك ما تنبأ به ابو عبيدة بن الجراح الذي مات
في طاعون عمواس قبل عم , اذ قال ( سترون ما اقول لكم ان بقيتم , اما هو أي عمر - فان
ضعف عنهم قتلوه )( ابن سعد 27173) +
وفعلا فقد تبرم العرب بحزم عمر اذ كانوا يريدون الانطلاق بالتمتع فيما امتلكوه من خزائن الدنيا
اليك ) وجاء عثمان لينا هينا مع اقاربه ضعيف الشخصية , فاتسعت عليه المشاكل وجرفته الاحداث
فقتله المسلمون واقتتلوا فيما بينهم , وكانت الاموال المكتنزة هى اساس الخلاف ,وريما نفهم من
توزيعها موقع كل منهم مع الحق او مع الباطل .
وهنا نرجع الى اشهر المصادر التاريخية في الفكر السنى لنتعرف على ثروات الصحابة التى جاءت منذ
من فتوحات عمر , ثم تكاثرت بعده:
الاصول .
الف درهم , بالاضافة الى مساكن وعقارات وخطط في الفسطاط والاسكندرية والبصرة والكوفة .
محالت ايدي الرجال منه .
سعد ابن ابي وقاص : ترك 250 الف درهم ؛ ابن مسعود : توفي 32 ه وكان من ضحايا عثمان وقد
طلحة بن عبيد الله : كان في يده خاتم من ذهب فيه ياقوته حمراء , وكان ابراده من ارضه في
.وترك مائة بهار مليئة بالذهب في كل بهار ثلاثة قناطير او اثنين من الارادب , أي ترك 300 اردبا ذهبا او
00 فنطار ذهبا ( طبقات ابن سعد 3/ 53 76 77 157 ) ( المسعودي مروج الذهقب
من سحت وظلم ( خطط المقريزي 1/ 140 564)
ويذكر المسعودي في مروج الذهب (1/ 544 ) ان زيد بن ثابت حين مات ترك من الذهب والفضة ما
كان يكسر بالفؤوس سوى الاموال والضياع , ومات يعلى بن امية وخلف خمسمائة الف «ينار وديونا
على الناس وعقارات تبلغ 300 الف دينار).
وهذه مجرد امثلة لأن الثروات الاكبر لم تقترب منها الروايات التاريخية , مثل ثروات معاوية ومروان بن
الحكم لأن ثرواتهم استغلوها في اقامة ملكهم الاموي لتتسيع هذه الثروات وتكون بيت المال الذي كان
قد تحول الى اطنان من ذهب لدي افراد قلائل , فمن المنتظر ان تسهم هذه الاموال في اشعال نار
الفتنة بين الصحابة الذين كانوا من قبل اصدقاء مناضلين في طريق الحق , فانتهى بهم الامر الى
العداء والاقتتال , خصوصا وان من بين الصحابة من رفض هذا السحت وذلك الظلم , وحاول ارجاع
اتى بعده خلال الفتنة الكبرى التى انقسم بسبيها المسلمون الى شيعة وخوارج وغيرهم ولا يزلون
المسلمون بعد النبي بما فعله النبي عليه السلام من ارسال الكتب للحكام المجاورين تدعوهم سلميا
للاسلام وتحملهم المسئولية امام الله تعالى , دون الفتوحات التى حملت اسم الاسلام واستهدفت
حطام الدنيا واشاعت سفك الدماء وظلم الاحياء ممن تبقى من ابناء الامم المفتوحة . لو اكتفى
المسلمون بذلك لدخل الناس في الاسلام - دين السلام - افواجا , كما حدث في عهد النبى -
ولنتذكر ان الاسلام انتشر بالتجارة في آسيا وافريقيا في العصور الوسطى اكثر من انتشاره بالسيف
والعنف والظلم .. بل بالعكس , ان احتلال العرب المسلمين للبلاد المفتوحة هو الذي اوجد المذهبية