يسم الله ارمس الرحيم
شىء عليم؛ والصلاة والسلام علي النبى ١هربى المبعوث رحمة للعالمين
مبحث الوجود ينناول بالدراسة والبحث الوجود الطبيعى والوجود الإلهى
والعلاقة بينهماء
القيلسوف ينظر فى الوجود المطلق وما يقتضيه لذاته ويبحث عن
الحقيقة لذاتهاء بيد أن المتكلم ينظر إلى الوجود الطبيعي من حيث دلالتهة
على الله بالعالم؛ وهذا ما يسمى باندليل الكوزمولوجى. بخلاّف الفلاسفة
يجعلون الإلهيات قبل الطبيعيات لأنهم يستدلون على وجود الله بالدليل
فى تناولى لموضوع: "الوجود والعدم بين المعتزلة والأشاعرة"؟؛
عرضت بداية للجانب الإلهي؛ ليس من أجل الاستدلال على وجود الله
بالدليل الأنطولوجى كما هو الحال عند الفلاسفة؛ ولكن بغية توضيح
تصور المعتزلة والأشاعرة للذات والصئات الإلهية؛ مما سيكون له دلالته
فى إطلاق الإرادة والقدرة الإلهية فى الوجود.
موجود سوى الله تعالى.
ولتفسير حدث العالم عرضت لنكرة الجزء الذى لا يتجزاء والتى
وجد علماء الكلام السبيل فيها لتنسير فكرة الخلق وحدوث العالم«و عرضت
لذلك من خلال فكر المعتزلة والمتمثل فى أبى الهذيل العلاف والذى تبني
نظرية الجوهر الفرد؛ وفكر إبراهيم النظام الذى أنكر فكرة الجزء الذى
ثم عرضت مشكلة شيئية المعدوم والتى انبثقت من قسمة المعتزلة
المعلوم إلى: موجود ومعدوم.
ثم تناولت معتقد الأشاعرة بصدد مذهب الجزء الذى لايتجزاً
وعرضت لذلك من خلال فكر: مؤسس المذهب الإمام الأشعرى»
الباقلانى؛ وحجة الإسلام الإمام الغزالى.
ثم عرضت لفكرة العليّة أو السببية لما لها من ارتباط بنظرية الجوهر
الفرد وأظهر البحث إنكار الأشاعرة لفكرة الضرورة في العلاقات
قدي" صدق الله العظيم.
وعلى الله قصد السبيل
د. وجيه عبد الله
تعريفك الوجود والعدم لغة واصطلاحاً:
أولاً: تعريف الوجود:
وأوجد الله الشئ؛ أنشأه من غير سبق مثال١".
بالوجود؛ ومالا يوصف بالوجود لا يوصف بكونه شيئاً؛ والمعدوم منتف
من كل الوجوه ومعنى تعلق العلم به؛ العلم بانتفائه!.
والوجود هو الثابت بالعين؛ لأنه رؤية حسية ومشاهدة عيانية؛ فهو ما
يُعلم ويُخبر عنه؛ ولا يوجد إلا من خلال المعرفة. والوجود لفظ مشترك
بين عديد من الموجودات كالإنسان والأشياء والعالم والله فالإنسان موجود
والشئ موجود والعالم موجود والله موجودء وهذا الاشتراك بالاسم. أما
المفهوم فهو متباين بين هذه الموجودات. والوجود أمر بديهي ولايتكر؛
لأن إقراره في إنكاره؛ والدليل على ذلك؛ أن الذى ينكر الوجود موجود؛
وأنصار المذهب الواقعى يقولون؛ العالم الواقعى موجود حتى ولو لم
ندركه؛ فالوجود تصور وتصديق في أن واحد. والموجود هو المعلوم
وليس المجهول؛ وهو موضوع المعرفة؛ ونظرية الوجود تتناول المعلوم
من حيث الموضوع؛ وتبدأ من قسمة المعلوم إلى معدوم وموجوده ثم
قسمة الموجود إلى: قديم؛ وحادت؛ ثم قسمة الحادث إلى: جوهرء
؛ عرض
ويرى معتزلة بغداد أن الوجود صفة تضاف إلى الجوهر؛ وبهذه
وعرضاً؛ حتى أن الله يخلق بإضافة صفة الوجودا'!.
ويقول الشهرستانى: الوجود المستفاد أى الوجود العيني لن يتحقق إلا
بأن يكون ممكناً في ذاته؛ متدراً فيه تردد بين طرفى الوجود والعدم
ويحتاج إلى مُرجح لولاه لما حصل له الوجوده فيكون مُبدعاً لا من شئ؛
ويكون ممكناً فى ذاته ولايستدعى إمكانه مادة وزماناً؛ فهكذا ينصور معني
حيث وجوده ويلزم ذلك أن يسبق العدم والإمكان في الموجد سبقاً
ويقول محمد عبده: معنى الوجود وإن كان بديهياً عند العقل لكنه
يتمثل له بالظهور ثم الثبات والاستقرار؛ وكمال الوجود وقوته بكمال هذا
ثانياً: تعريف العدم؛
عدم مطلق وإنما يضاف إلى شىء معين؛ والعدم نقص صفة كان الأصل
فيها أن توجد؛ كالعمى بالنسبة للإنسان ويقابله الملكة؛ ولفظط عدمى هو
اللفظ الذى يدل علي الخلو من صفة كان من شأن الموضوع أن توجد فيه
وقت النظر إليه. وقد ذهب الوجوديون إلى أن العدم متضمن فى
'" عمد على أو
هرسثان : لا الخدام فى علم الكلاب ملز
فإذا قيل العدم موجود فقد يعني الوجود هنا السلب أو الحرمان أو
النتص أو الغياب أو الفراغ أو العدم الخالص وهى كلها أنماط وجودء
وهناك ميتافزيقا للعدم؛ واعتبار المعدوم موجوداً وموضوعاً للعلم يجعل
العلم صورياً ولا حدود له؛ وإذا جُعل المعدوم عدماً فلا يكون موضوعاً
للعلم؛ فهو إيثار للعلم الموضوعي الذى يتتاول الوجود.
أو غير متحقق فى الخارج وهو المعدوم.
فالوجود هو الثابت؛ والمعدوم هو المنفى.
فالثابت أعم من الموجود؛ والمنفى أعم من المعدوم.
إذن الوجود والعدم يدخلان فى نظرية الإثبات والنفى!"'.
ويقول الشهرستانى: العالم ممكن الوجود باعتبار ذاته والممكن معناه
أنه جايز الوجود وجايز العدم؛ فيستوى طرفاه أعنى الوجود والعدم
استحق إلا العدم؛ فهو إذن مستحق_ الوجود والعدم بالاعتبارين
وذهب المتكلمون إلى أن ماعدا الله مسبوقاً بالعدم سبقاً زمانياً؛ بيد أن
الفلاسفة ذهبوا إلى أن ماعداه غير مسبوق بالعدم إلا سبقاً بالذات(. ا
ويرى الإمام الغزالى: أن الله ينعل الوجود والعدم؛ وأن الإيجاد
والإعدام بإرادة القادرء فإذا أراد أوجده؛ وإذا أراد أعدم وهكذا معنى كوته
ويضيف الغزالى: المعدوم المستمر العدم يتبدل عدمه بالوجود إذا تحقق له
أمر من الأمور برجح جانب الوجود على استمرار العدم؛ وإذا حصل فى
الذهن هذا المعنى كان العقل مضطراً إلى التصديق بها").
'؟ لوريل: الأوضام في ال قا هيل #مد
أقسام الوجود
اختلف فلاسفة اليونان في قسمة الوجود:
-١ قسم افلاطون الوجود إلي مقولثين: العالم المعقول (!
والعالم المحسوس (الفيزيقا).
"- قسم أرسطو الوجود إلى مقولات ثلاث: العالم المعقول؛ وقسمه إلى:
وقد أطلق فلاسفة اليونان لفظ الكون على الوجود.
وينقسم الوجود عند متكلمى الإسلام إلى: قديم ومحدث؛ أى إلى وجود
إلهىء ووجود طبيعى وهو ينقسم بدوره إلى: جواهر وأعراض.
والوجود جانبان؛ الأول يقى؛ يتناول الألوهية ويبحث في الذات
الأجسام الطبيعية؛ والبحث في الجانبين داخل نسق متكامل يربط الألوهية
بالعالم الطبيعى١.
ويقول الجوينى: إن العقل يحتم بالضرورة والبداهة انقسام الموجودات
إلى قسمين: موجود حادث؛ وهو مالوجوده أول مفتتح وهو جائز وجوده .
وانتفاؤه؛ وموجود قديم؛ وهو الذى لا أول لوجوده. وإن السلف والخلف قد
جعلوا الموجود مسبوقاً بالعدما"".
وقد حدث تطور فكرى عند المسلمبن منذ عصر الترجمات مما جعل
المسلمين يقومون بمخاطبة الخصوم بطرقهم ووسائلهم؛ لذلك اعتبر الخلف
من المسلمين_العالم عبارة عن الجواهر والأعراض تشياً مع
المصطلحات الفلسفيةا".
وقد اختلف فلاسفة الإغريق متذ طاليس حتى المدارس الفلسفية
المتأخرة فى طبيعة العنصر أو العناصر التى صننع منها العالم الطبيعى»
لاثفنى ولاتستحدث؛ ولم يتوصل أحد منهم إلى فكرة الخلق من العدم التى
جاءت بها الأديان المنزلة» وحذا قلاسفة الإسلام حذو أسلاقهم اليونانيين
إلا فيلسوف العرب الكندى الذى صرح بأن العالم "أيس عن ليس" أى
موجود من العدم؛ وأن صلة الل تعالى بالعالم هى الإبداع؛ لأنه بديع
المتكلمون على اختلاف فرقهم فكرة قدم العالم؛ وعدها أبو حامد الغزالى
أحد المسائل الثلاث التي ينبغى تكفير الفلاسفة فيهاا".
واقد فسر متكلموا الإسلام ظواهر الطبيعة على أنها صادرة عن فعل
الله الخالق ولم يفسروها على أنيا فعل للطبيعة لأنهم لم يعتيروا العالم
أنهم قالوا بحدوث العالم بعد أن لم يكن؛ وتعتبر نظرية الحدوث أو الخلق
من أكبر عقائد علم الكلام منذ الصدر الأول؛ ققد رفٌض المذهب القاسفى
القائل بقدم العالم أو أن للطبيعة فعلاً من ذاتها.
غة الأعلاقة الافلاطونية ند اذكرى الإسلا
)١( تصور المعتزلة للذات الإلهية:
لاشك أن فكرة الألوهية عند المعتزلة فكرة مجردة صرفة وعقلية
مطلقة؛ سمت عن كل ما هو مادى وجسمى"". وهم ينزهون البارى جل
له ولا ولد؛ لا تدركه الأبصار ولا يُسمع بالأسماع؛ لا يشبه المخلوقات
القدم الذى هو أخص وصف له لشاركته في الإلهية؛ وإن المعتزلة تتفق
جَميغاً علي أن الإرادة والسمع والبصر ليست معان قائمة بذاته؛ لأن
وإنكارها ليس للإرادة ولا للسمع ولا للبصرء وإنما إنكارها لوجودها
فالمعتزلة تفرق بين صفات الذات وصقات الفعل بأن صفات الذات
لايجوز أن بوصف البارى بأضدادها ولا بالقدرة علي أضدادها؛ كالقول
عالم لا يوصف بالجهل ولا بالقدرة على أن يجهل؛ وصفات النعل يجوز
أن يوصف البارى سبحانه بأضدادها وبالقدرة على أضدادها كالإرادة