وات الاك
رآ الزقالإسلدئة أل الاين
ليث
* التوزيع
بيروتء شارع تدحت باشا د
بناية كريدية تلفون؛ 11117 -
شارع يتن - بثاية اسكتدراني
دثم © غري جامعة بيروت
تمهيد: الأشعرية والفكر الإسلامي.
١ - خصائص الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري.
7 © تطور علم الكلام ودور الأشعرية فيه
* - من هم أسلاف الأشاعرة؟ .
؛ - عوامل انتشار مذهب الأشعرية.
الفصل الأول: مرحلة النشأة والصياغة.
١ - أبو الحسن الأشعري (في جليل الكلام).
أبو بكر الباقلاني رفي دقيق الكلام).
© عبد القاهر البغدادي: أ الجانب السلبي: تشويه فكر المعتزلة
ب الجانب الإيجابي: الصياغة العقائدية لمذهب
الخلف عن أهل السنة.
؛ أبو المعالي الجويني.
الفصل الثاني : مرحلة اكتمال العقيدة.
١ - أبو حامد الغزالي: أ الأشعرية تصبح عقيدة أهل السنّة (مذهب الخلف)
في المشرق الإسلامي.
ب - الأشعرية تتحالف مع التصوف.
جد الأشعرية ترد عن الفكر الإسلامي تسلل الفكر
الحيليني ممثل في فلاسفة الإسلام.
؟ ابن تومرت ومهدي الموحدين»: الأشعرية تصبح عقيدة أهل السنّة
(مذهب الخلف) في المغرب.
٠ الشهرستاني: مؤخ القرن ومتكلم أشعري ومعارض للفلاسفة.
الفصل الثالث: مرحلة علم الكلام الفلسفي.
١ - فخر الدين الرازي.
عضد الدين الإبجي .
الفصل الرابع : الأشعرية في دور التقليد.
الأشعرية!*» والفكر الإسلامي
في القرن الرابع الهجري
في كل حضارة كما هو في كل إنسان مكامن قوة ومواطن ضعف؛
مكامن القوة في الإنسان مواهيه التي بها ينفرد فرد عن سائر الأفراد والتي
يسيبها ينبغ النابغون» ومواطن الضعف هي تلك التي تسترها مكامن القوة
فيه إن كان من العظاء النابغين» وتتغلب هي على مكامن ١ إن كان
فرداً عادياً من عامة الناس. كذلك الحضارة تتلازم فيها مكامن قوة ومواطن
ضعف. بالأول تتصدر الحضارات وبالثانية تنهار الحضارات.
(*) نستخدم لفظ «الاشعرية» للدلالة على المذهب ولفظ «الأشاعرة؛ للإشارة إلى الشخصيات:
ازدهارها وعزها ويجدها فيا انتشرت حضارة الإسلام ولا سادت إلا بالدين
وما تصدرت مرح الحضارات في تلك القرون التي أعقبت ظهور الإسلام
إلا بالدين بل كان الدين تلك الطاقة المتفجرة التي أمدت جميع مظاهر الفكر
التجريد في الزخرفة الإسلامية في المساجد معبر عن تصور المسلمين المجرد لله
تسمح بتجسيم الله.
وكان في الحضارة الإسلامية موطن ضعف ينخر كالسوس في بنيائه؛ إنها
السياسة؛ يقول عليه الصلاة والسلام. لتنقضنعرى الإسلام عروة عروةء
أول نقضها الحكم. . ولقد بان هذا الضعف في تاريخ الإسلام منذ وفاة
الرسول. إذ كانت السياسة أول مصدر للخلاف والشقاق؛ ومن الم جاءت
عبارة أبي الحسن الأشعري: إن أول خلاف بين المسلمين بعد وفاة نبيهم كان
حول الإمامة» ولم يمض على وفاة الرسول ربع قرن إلا واقتتل المسلمون
يسبب السياسة؛ ثم استقر هذا الضعف في البنيان الإسلامي كجرثومة
مستوطنة ولا أقول كسرطان منذ أن أقام معاوية الملك العضوض «الخلافة
كانت مظاهر القوة في الحضارة الإسلامية تشع كلها من نبع الدين ونور
الإيمان. وكانت مظاهر الضعف تفرخ كلها في الحضارة الإسلامية من السياسة
التي أورثتهم العداوة والبغضاء بها انشق المسلمون إلى شيع ومذاهب: اسنة
وشيعة وخوارج؛ وبها كانت ردة إلى عصبية الجاهلية منذ أن أقامت الدولة
الأموية البناء الطبقي على العصبية: عصبية العرب على العجم؛ وعصبية
عدنان على قحطان. وعصبية قريش على سائر ولد عدنان» وعصبية بنى أمية
على سائر بطون قريش» انعكس هذا الداء على الأدب العري - ولا أقول
الإسلامي!". فكان الشعر العربي في العصر الأموي معبراً عن العصبية في
الفخر والحجاءا**. 0
وقد أدرك الأولون خطورة هذه الآفة - أعني انحراف السياسة - التي
حين يقدر لها السقوط والانهيار- «ولكل أمة أجل» إنما سيكون من انحراف
دعوة مستجاية لجعلتها للسلطان فبصلاحه تنصلح الرعية؛ وحين أمل الناس
الخلاص من الداء بالتخلص من بني أمية وبتولي بني العباس فقد كانوا كمن
استجار من الرمضاء بالنار حتى قال قائلهم.
يا ليت جور بني مروان عاد لنا .يا ليت عدل بني العباس في النار
في ذلك إلا ولا ذمة؛ وأي خبر يتوقع ممن أقام سلطانه على الغدر
ونقض العهود (***» حتى إذا أفتى الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان ببطلان
نقض العهود جلد أمام المسلمين وسجن» فلا غرابة أن تثور الفتن - كفتئة
ملكهم بالجند وتحكم فيهم الجواري, كانت الحضارة الإسلامية في أدج
ازدهارها ومع ذلك كان يكفي أن يعاصر إنسان متوسط العمرثمائية أو تسعة
من الخلفاء؛ منهم من قتل كالتوكل وثلاثة خلعوا وقتلوا بعد خلعهم
() العروية للعراة عن الإسلام جاهلية. وهذه في الإسلام ردة لم تثمر خيراً وما كانت مظهر
ضعف روحي وخلقي . . . . والكلام موجه إلى من شوهوا المسميات ومسخوا الأسماء قسموها
حضارة عربية.
(* *) مظاهر لا نمت إلى الإسلام فضلاً عن الاعلاق - بسبب
عبد الله الملقب بالنقس الزكية من العلويين ولكن السفاح والمنصور نقضا العهد وقتلاه
كالمستعين والمعتز والمهتدي» ول يخل عصر خليفة أسعده الحظ فمات على فراش
ملكه من فتنة أو غارة أو تمرد.
وكان الوزراء يصلحون للمجالسة والمفاكهة والمسايرة قبل أن يصلحوا
لسياسة الدولة» إذ أصبحت المادمة باب السلوك إلى الملوك وسبيل الوصول
إلى الحظوة عندهم» وما أمثال هؤلاء بالذين يؤتمنون على أرزاق الداس
ومصالحهم. إذ شاركوا العمال وأصحاب الوظائف في معاشاتهم» فكانوا لا
اغتيالهم وكل ما في أيدي الولاة من أموال الجباية وأعملوا فيهم القتل
واستصفاء الأموال ومصادرة الأملاك والتعذيب للاعتراف بمكامن المخباآت.
وهكذا أصبحت الكتابة والوزارة وما إليهما من وظائف الدولة كأنما هي رخصة
بالظلم والغصب ريثا يحتاج الخلفاء إلى ما ججعه الوزراء والكتاب من مال
حرام - والحرام لا يدوم - فيحصل الخلفاء على المال من هذا الطريق» ومن
خلص منهم من بطش الملوك لم يخلص من سطو الجند أو كيد
الجواري في القصور ذلك إن أمنوا على أنفسهم دسائس الطامعين والحاقدين
لا جرم أن الفتنة وتفرخ في بيئة كهذه بين جند يشغبون وعمال
يذلون ووزراء يختلسون ورعية تمزقها براثن الرعاة وملوك ولا يؤتمنون على
الملك ولا على مصالح الناس ولا يأمنون هم أنفسهم على الحياة
والناس على دين ملوكهم؛ فإن استشرى الفساد في القصور فهو لا بد
أن يسرى إلى الرعية» فكان أن انتهى فساد السياسة إلى العسر والخراب بين
جميع الطبقات أعلاها وأدثاها على السواء
إحساس بالخطر على العقيدة يزعج القلوب المؤمنة إلى المنافحة عن دينهاء وكما
سبق أن أشرنا بصدد نشأة المعتزلة أن نقراأ من خلص الاتقياء سادهم أن
يتولى الأمر معاوية وهو الطليق ابن الطليق ممن أسلم بأخرة وليس له في
الإسلام سبق جهاد فكان أن طلقوا السياسة واشتغلوا بالعلم والعبادة» منذ
ذلك الحين حدث ذلك التباين العجيب بين خير ما في الحضارة الإسلامية
الذي انبشق عن نبع الدين ونور الإيمان وبين شر ما في الحضارة الإسلامية
ينبون عن الفساد في الأرض لحوت دولة العباسيين قبل ان تقضي عليها
جيوش التتار.
الصورة القاتمة التي عرضناهاء ففي القرن الثالث الهجري والنصف الأول من
القرن الرابع - أزهى عصور الإسلام - اكتملت المذاهب الأربعة في الفقه؛
وظهرت آثار أقطاب الحديث كالبخاري ومسلم وابن داود وابن ماجه
والترمذي والنسائي؛ وفي علوم الأدب والنحو واللغة كان الفراء وابن
السكيت والجاحظ والزجاج والمبرد وابن الانباري والسجستاني والصولي
أما في التصوف فقد أخرج العصر خير طائفة من الصوفية أخرجت
للناسء فيهم الحارث المحاسبي وأبو القاسم الجنيد بن محمد البغدادي وعمرو
ابن عثمان المكي وإبراهيم الخواص وأبو تراب النخشبي وسري السقطي
وسهل بن عبد الله التستري وأبو سعيد الخراز وأبو حفص الحداد وغيرهم
لا عجب إذن أن يقدم الباحثون عن الحضارة الإسلامية صورة تنطري
على تناقض مظاهرهاء يقول الأستاذ أحمد أمين'»: كانت الدولة أشبه بالمرج
)١( أحمد أمين: ظهر الإسلام.