تصدير
نادرًا ما يمر يوم دون أن ترد فيه أخبار عن هجوم جديد على خصوصيتناء ومنذ ما
المثير للجدل. وعندما أقرأ كتابي «حماية الخصوصية» الآن. أصاب بالذهول الشديد
التغيرات وضوحًا بالطبع هو مدى تعرض المعلومات الشخصية للخطر على شبكة الإنترنت
وتكثر التهديدات الأخرى التي تولدت من رحم العالم الرقمي؛ فالابتكارات في علم المقاييس
الحيوية. والمراقبة باستخدام الدوائر التا المغلقة. وأنظمة تحديد الهوية باستخدام
موجات الراديو. والبطاقات الذكية لتحديد الهوية. وتدابير مكافحة الإرهاب المتعددة
في الوقت ذاته؛ فإن الانتشار المزعج للبيانات الشخصية من خلال تنامي عدد المدونات»
ومواقع شبكات التواصل الاجتماعي - مثل ماي سبيس وفيسبوك ويوتيوب وتويتر -
وبقية ابتكارات عصر امعلومات يجعل من التعميمات البسيطة بشأن أهمية الخصوصية
وسائل الإعلام امروجة للإثارة والفضائح التي كثيرًا ما تحط من مفهوم التطاق الخاص
للتدخل في حياة صاحبها. 0
الخصوصية
وقد تغيرت الطريقة التي يجرى بها جمع المعلومات وحفظها وتبادلها واستخدامها
إلى الأبدء وتغيرت معها طبيعة التهديدات التي تتعرض لها الخصوصية الفردية. ولكن في
وقد علمت خلال هذا الأسبوع فقط أن هناك اقتراحًا في الفلبين باستخدام رقاقات «تحديد
الهوية باستخدام موجات الراديو» - التي تستخدم على نحو واسع في تتبع ١
والبيانات الطبية للمرضى - من أجل حماية تلاميذ المدارس من الخطف فزرع ر؟
في تتبع الأفراد المفقودين. بما فيهم أولئك الذين يعانون الخرف. ولكن هل الثمن الذي
عام 1485 لم تتغير تغيرًا جوهريًا. وفي ١ إنه لأمر مطمئن نوعًا ما أن أكتشف
أنني لا أستطيع أن أعثر إلا على القليل مما يمكتني الاختلاف معه في تحليلي للقضايا
خلال العقود الثلاثة امنصرمة! ربما أكون مخطفًا بالطبع. ولكن بالرغم من مضي أكثر
من ثلاثين عامًاء فإنني لا أزال أعتقد أن التوسع السخي للخصوصية بحيث تشمل
الأمور «القراراتية» (الإجهاض» منع الحمل؛ التفضيل وجي والخلط (المفهوم) بين
القراراتية» التي تتسرب
مستوى القسوسية نادرًا ما تذكر هذه ا امن الأمور ,
غالبًا إلى منطقة الخصوصية.؛ ومناصرو قضية الخصوصية نادرًا ما يتجشمون عناء
التعرض لتلك القضايا - على الرغم من أهميتها - عندما يحذّرون من المخاطر
المتعددة التي يجسدها مجتمعنا المعلوماتي؛. هل هذا إقرار ضمني بأن المعنى ١
في الأساس اهتمامًا بحماية المعلومات الحساسة؟ وعندما نتألم لضياعها. ألسنا تحزن
لفقدان السيطرة على حقائق شخصية بشأن أنفسنا؟ وجوهر هذه السيطرة هو الممارسة
الصريحة للاستقلال فيما يتعلق بتفاصيل حياتنا شديدة الشخصية؛ سواء تلك التي
يتطفل عليها الآخرون أو التي تنشر على الملأ دون مبيرء
الخصوصية التباينة أن توجد معًا كأبعاد مختلفة - ولكن متصلة - لنفس الفكرة
الجوهرية؟ لماذا لا تسمح ل «الخصوصية المعلوماتية» أن تعيش في سلام مع «الخصوصية
القراراتيةه؟ المفارقة هي أنني أعتقد أن التجاهل السافر للأولى. والتسارع الدستوردي
نحو الثانية من قبل المحكمة العليا للولايات للتحدة الأمريكية. ريما يكونان قد دارا دورة
للحاجة الملحة لتوفير الحماية القانونية للمعلومات الشخصية على الخطوط الأوروبية.
كما هو مبين بالصفحات التالية. ومن الأهمية بمكان أن أوضح أن مقاومتي لمعادلة
الخصوصية والاستقلالية لا تنبع من إنكار لأهمية الحقوق أو حتى صياغتها في عبارات
عامة تيسر الإقرار القانوني بهاء وبدلً من ذلك فإن اعتراضي يتصب على الاعتقاد بأنه من
خلال معالجة المشكلة على أنها حماية للمعلومات الشخصية. فإن الصعوبات المتغلغلة
التي غادة ما توضع عنوة داخل تطاق الخصوصية ريما تصبح أكثر قابلية للحل, لقد
صار مفهوم الخصوصية أكثر غموضًا وصعوية بحيث لم يعد يصلح كمفهوم يؤدي
ذا. وقد أضعف هذا الغموض من أهمية تلك القيمة وجعل من الصعب
ولكن على الرغم من كون القانون أداة لا يمكن الاستغتاء عنها في حماية الخصوصيةء
فمن الواضح أن الموضوع تتشارك فيه عدة أبعاد أخرى؛ اجتماعية. وثقافية. وسياسية؛
ونفسية, وفلسفية. وإنني أحاول في هذا الكتاب أن أتناول هذه القوى - وغيرها من
- التي تشكل فهمنا لهذا اللفهوم صعب الإدراك.
نادرة على أرض الواقع. وكان الجيل الأول من قوانين حماية البيانات ما يزال في مراحله
الأولية. ومتذ تلك الأيام البريئة, تغير الوضع بالطبع
بالانفجار لا يعد من قبيل المبالغة. وقد بدأت انطلاقتي في هذا المجال كمحاولة أكاديمية
لتوضيح فكرة الخصوصية اللحيرة للغاية. ولكن الأبعاد التطبيقية لهذا الحق المتزايد في
الضعف لم تكن يومًا بعيدة للغاية عن تفكيري. وما كان لها أن تكون كذلك؛ ففجر عصر
المعلومات كان يلوح في الأفق. وقد تسبب ميلاد الكون الثنائي بكل تجسيداته الرقمية
إشارات بسيطة توحي بوجود إدراك متأخر
ات مذهلة. ووصف هذه الظاهرة
الخصوصية
المتنوعة, إلى جانب أجهزة المراقبة الإلكترونية الجديدة والتطورة؛ وظهور الصحافة
المتهورة في جعل أي رضا ذاتي عن أمن المعلومات الشخصية مجرد سذاجة؛
علاوة على ذلك. أسعدني الحظ بأن أكون عضوًا بعدد من لجان الإصلاح القانوني واللجان
من هذه الفرص تأثير شديد على فهمي للخصوصية وحماية البيانات وحكمي عليهماء
وإنني ممتن للغاية لأعضاء اللجنة الفرعية لقوانين الخصوصية المنبثقة عن لجنة الإصلاح
حملة الدفاع عن خصوصيتنا والمحافظة عليها تشنها دون كلل مجموعات بحثية
مهتمة بللصلحة العامة ومجموعات مناصرة لقضية الخصوصية في جميع أنحاء العالم؛
ويحرس الخطوط الأمامية لهذه الجبهة الضطرية مجموعة متنوعة من الأفراد الرائعين
الإلكترونية في الولايات المتحدة الأمريكية؛ ومنظمة الخصوصية الدولية في بريطانيا - لا
تناصر فقط قضية الخصوصية. وإنما تجري أيضًا أبحانًا دقيقة وتقدم معلومات دورية
عن أغلب الجوانب المحتملة لموضوع الخصوصية. بما فيها حالة الخصوصية في العديد من
روتينبرج: ومن بين الثمار المتعددة للجهد الذي بذله هؤلاء وغيرهم من الأفراد والمجموعات
هو إعلان مهم وحديث عن الخصوصية وفع عليه في مدريد في نوفمبر من عام
108 أكثر من مائة منظمة غير حكومية وخبير في الخصوصية من أكثر من © 5 دولةء
ومع أن المسودة النهائية للإعلان قد صدرت بعد طباعة هذا الكتاب. فقد تمكثًا من إدراج
نص الإعلان كملحق بنهاية هذا الكتاب.
وخبراء آخرون. التشجيع. والتصح. والمساعدة بطرق لا تحصى. وتقديم الشكر أمر
موضع آخر.
وكما هو الحال دائمًاء فقد كان أعضاء مطابع جامعة أكسفورد معاونين رائعين في
وكيرستن ديماتاء وديبورا بروتهيرو. وأود أيضًا أن أشكر كارتيجا رامليتجام وفريق عملها
بمؤسسة (إس بي آي) على العمل الرائع الذي قاموا به - وهذه ليست المرة الأولى - في
تحويل الملفات النصية والصور الخاصة بي إلى هذا الكتاب الأنيز
ومنذ وضع اللمسات النهائية لمسودة الكتاب -- وحتى أثناء قراءة النسخ ١
- تزايدت التقارير الخاصة بحالات انتهاك الخصوصية بشكل حاد؛ أيها القارئ. كن على
الشخصية تنتظرنا جميعًاء والسعي نحو حماية هذه القيمة الديمقراطية التي لا غتى
عنها يتطلب الحيطة والتصميم. - ِ
يديك شديد التقا
كلمة يدنكة11 في الإنجليزية تستخدم لوصف «سعال»؛ ريما يسبب فيروس (وليس
بمعنى «القرصنة على جهاز كمبيوتره)؛ وكانت كلمة 0001685 تستخدم يمعتى «كعك
أمرًا يثير الدهشة؛ فقد أصبح تجميع البيانات القابلة للنقل في القطاعين العام والخاص
بواسطة «تكتولوجيا متخفضة» مسألة مألوفة للجميع. فبجانب المراقبة الروتينية بواسطة
كاميرات المراقبة التليفزيونية الموضوعة في الأماكن العامة. انتشرت وسائل مراقبة الهواتف
المحمولة. وأماكن العمل. والمركبات. والاتصالات الإلكترونية؛ وأنشطة شبكة الإنترنت
الخصوصية بمعناها الواسع تمتد إلى ما هو أبعد من هذه التدخلات بمختلف أنواعها
وهي تسعى في الأساس إلى الحصول على المعلومات الشخصية. فهي ريما تشمل عددًا
وافرًا من التعديات على النطاق الخاص - ويخاصة من قبل الحكومة - ذلك التطاق
الفكرة الشاملة. التي تحمل عبق ذلك الإعلان الشهير الذي أطلقه السير إدوارد كوك في
القرن السابع عشرء وصرح فيه بأن «منزل الرجل هو قلعته». تشتمل على نطاق واسع
من التدخلات التي لا تتعدى فقط على خصوصية «الحيز» و«الموقع». وإنما تتصادم أيضًا
الحملء واميول الجنسية. -
الخصوصية
في مسألة المراقبة؛ فإن لحظة من التفكير سوف تكشف بعضًا من مفارقاتها المتعددة
«الأخ الأكبر يرا تمثل تهديدًا »١ أم تصريحًا بحقيقة واقعة. أم مجرد تخويف أجوف؟
هل تحدث هذه الفكرة ا ا يذكر؟ هل معرفتي بأنني مراقب من خلال كاميرا مراقبة
تليفزيونية هي التي تنتهك حرمة خصوصيتي؟ ماذا لو أن الكاميرا مجرد تقليد (وقد
صار هذا النوع متاحًا الآن على نطاق واسع) يحاكي بواقعية طريقة عمل الكاميرا الأصلية:
شيء؛ ولكنني غير مدرك لحقيقة كونها غير مضرة. ما اعتراضي إذن؟ أو ماذا لو أن
الكاميرا حقيقية. ولكن معطوبة؛ وليس هناك صور تسجل أو تخزن. أو تستخدم؟ إن
أفعالي لم تُراقب. ومع ذلك فقد تعرض اتزاني الذاتي للاضطراب, فمجرد وجود جهاز
يظهر للعيان أنه يراقب ويسجل سلوكي هو بالتأكيد معادل موضوعي لإحساسي بعدم
هل تخضع بالفعل للمراقبة أم لاء إذن فاعتراضي ليس على كوني مراقبًا - فأنا لست
كذلك - وإنما على إمكانية أن أصبح كذلك.
من هذا المنطلق. كون المرء مراقبًا بكاميرا مراقبة تليفزيونية ظاهرة للأعين يختلف
أجهزة التنصت الإلكترونية. عندما تزرع أجهزة التنصت في منزلي أو مكتبيء أو يراقب
هاتفي؛ فأنا - بحكم كوني ضحية للتجسس - عادة ما أكون جاملًا بهذا التعدي
في الحالة الأولى لم تُلتقط أي معلومات شخصية. أما في الحالة الأخيرة فقد حدث
ذلك؛ لكنني قد لا أعلم به مطلقًاء كلتا المارستين تصنف ضمن ممارسات «انتهاك
هذه المشكلة (المهملة). أصبح موضوع «انتهاك الخصوصية» أقل تماسكًاء فكل نشاط
من هه النشاطات يتطلب تحليلًا مستقلًا. وكل منها يحتوي على مجموعة منفصلة من
الهجوم
الشخصية للأقراد. م بارا ترقت.
المخاوف. مع أنها جميعًا تتحد لتكون قلا عامًا من أن مجتمعنا ربما يقترب من - أو بدأ
المسألة في جوهرها تتعلق بالإدراك وما يترتب عليه من تبعات؛ فعلى الرغم من أن
اقتناعي بأني مراقب بكاميرات المراقبة التليفزيوتية مبني على دليل ملموس؛ وأن جهلي
بما يحدث لمراسلاتي ومحادثاتي من اعتراض بالتأكيد غير مبني على دليل. فالإحساس
الخصوصية
المرء تعديل سلوكه. بناءً على افتراض أن كلمات المرء أو أفعاله تُراقب. خلال أحلك سنوات
القمع في جنوب أفريقيا العنصرية؛ على سبيل المثال. كانت الأجهزة الأمنية تُراقب هواتف
تجرى وسط حذر شديد وشعور بالذعرء مما أدى بالتأكيد إلى جعل الحوار الدائر فيها
متكلفًا وغير طبيعي؛ ؛ وتعد هذه الحاجة إلى تكييف أو تعديل سلوك المرء في الأماكن العامة
(في حالة كاميرات المراقبة التليفزيونية) أو الأماكن الخاصة (على الهاتفء أو في المنزل. أو
على شبكة الإنترنت) هي المحصلة المقلقة لدولة تفشل في إدارة عملية المراقبة وتنظيمها
والاستخدام المتزايد لوسائل المراقبة في مكان العمل. على سبيل المثال. لا يغير فقط
أنشطتنا تخضع للمراقبة - أو ربما تكون معرضة لذلك -- يضعف استقلالنا النفسي
عادة ما تتسم المحادثة الحرة بالمبالغة. والبذاءة. والأكاذيب للقبولة. والتعبير
عن رغبات معادية للمجتمع أو وجهات نظر لا يفترض أن
ولا شك أن الانزلاق نحو المراقبة الإلكترونية قد يحدث تغيرًا جوهريًّا في علاقاتنا
وهويتناء وفي عالم كهذاء من غير الرجح أن يؤدي الموظقون واجباتهم بفحالية؛ وإذا حدث
ن صاحب العمل المتطفل سوف يجني في نهاية المطاف؛ نن
مراقبة خطوط الهاتف
الخطوط الأرضية؛ فإن الاتصال دائرة طويلة تتألف من زوج من الأسلاك النحاسية
يكونان حلقة كهربية. وتتدفق الدائرة التي تحمل محادثتك إلى خارج منزلك من خلال
محطات تحويل متعددة تنتشر بينك وبين جهاز الهاتف الموجود على الطرف الآخر؛ وعتد