آي عصر. إذ النص» أي نصء بُمَذّ - طبقاً لتلك الشروح - ذو معنى ثابت مطلق يمكن
متجدد يعيش في «قلب التجرية التاريخية» التي نتصف بالضرورة بأنها متجددة هي
بوصفه عملية عقلية محضة بل من تجاوزه إطار «الشرح» إلى «التفسير البنيوي»؛ وأعني
الإلتقاء بها يتحقق عبر النص» إل أنها تقوم خارجه على نحو جوهري ولذا فإنها تفسر
فقط يتلوه التغسيره بل إن ثمة (مراوحة) مستمرة بينهما. الأماثة الإقرار بأن
خاصة ولكن ذلك لا يعني أن الفائدة المنهجية قد تأنت من «جولدمان» وحده. فالحق أن
أصداء عد هيجيلية وفويرباخية وغيرها - تردد في البحث بقوة.
ولا بد من الإشارة إلى أن البحث أو الباحث لم يكن له الخيار في ذلك كلم
فالحق أن هذا النهج يدو كاحد التاجات الموضوعية لمعاناة (موقف حضاري منأزم). وإ
الحضارة؛ فإن هذا النهج قد بدا كضرورة موضوعية لمحاولة إجلاء ما غاب وإيراز باه في
الوعي؛ وذلك عبر مبحث خاص» زهو البوة)» في علم يُعدُ - إلى حد كبير- التاج
التاريخي والإنساني في الوعي الراهن لثلك الحضارة؛ لا يتحقق بإستعارتهما من
«الآخره؛ بل عبر اعادة بنائهما في ماضي «الذات». وهكذا يكون التجديد «وصاام لا
+١ وتبدو أيضاً من أعماق القديم.
بدا أو ضرورة إجلاء اطبيعة الأتثروبولوجية (الإنسانية والتارية) للثة على العموم»
» التجديد في كونه إن
الأنثروبولوجية. وهكذا اختصٌ الباب الأول برصد البناء الانثروبولوجي العام للنبوة؛
مستفيداً من مقولتين تكشفت في الفكر المعاصر أهميتهما القصوى - وهما ذال
لتقديم تحليل تكريني لذلك النسق» وبالتالي تتكشف انسانيته وتاريخيته في مواجهة تجريد
النسق وصوريته الذي تتكشف عنه اللغة.
بالنظر في نشأة البحث العقائدي «الكلامي» في النبوة؛ تلك النشأة التي لا تفصل عن
تبلور النظرية الشيعية في «الإمام»؛ وكذا عن تيار إنكار النبوة. وقد كان لزاماً إعادة بناء
من أجل الكشف عن الطبيعة غير السوية التي تبلور في إطارها ذلك؛ وبالتالي البحث
العقائدي في النبوة. وآمًا الفصل الثاني من هذا الباب فقد إختصٌ بالنبوة عند الأشاعرة+
وقد اجتهد الباحث؛ هناء في قرامة دلا شعوره النسى الأشعري» ورصد البنية العميقة التي
يتكشّف: رغم كل شي»: عن زبنية) يستحيل فهمها بمعزل عن «التاريخي والإنساني ++
ذلك هو قصد البحث وغايته.
واخيراً فإن علي الإقرار بأمانة - بأنه ما كان لهذا البحث أن يتحقق على صورته
الراهنة» لولا رحابة عقل وصدر وعون صادق لاقاه الباحث من أستاذه الكريم
الباب الأول
في اللغة والتاريخ
تمهيد
يُعْدَ مفهوم «اللغةه بوصفها مدخلا لتكوين نسق شامل - ومفهوم «التاريخ» - بوصفه
اطااً للفعل الإنساني - من أهم المفاهيم التي زؤدنا بها هذا القرن والقرن المافي
فلا ارتبط ابداً بنشاط الإنسان - تحيل ككل فعل - إلى ما يتجاوزها ويتداها؛ فإنها
تُظهر شان كل فعل إنساني - من خلال نظامها والعلاقات القائمة بين عناصرها - والتي
تخضع للتطور المتلا. وبناءاً شاملا للوجود الإنساني . ولذا فإنها اللغة ليست
وجود «الكتيكي وشامل»". وإذ تملك اللغة تلك القدرة على الإحالة إلى وجد شامل
العلمية لن تقنع - من اللقة- بمجرد المعنى الذي يشير إليه اللفظ
(1) والحق أن إصرار فريق من التحليليين على ضرورة اصطتاع الفلسفة لغ خاصة غير اللقة العادية؛ لا
لها فيما اعتقد ابنائيون.
(0) روجيه جارودي . نظرات حول الإنساا؛ ترجمة يحى مريدي؛ (المجلس الأعلى للثقفة). القاهرخ
بالمثالة لكانطية - وجوداً خارج الوعي . ولكن ذلك يعد تطرفاًثاياً اصبح غير ممكن فيما بعد كائط
بتمامها تعد بثابة مسيرة تحقق
(8) ميشيل فوكو. مقدمة الترجمة الفرنسية لكتاب نتشه, الفلسفة في المصر المأساوي الاغريقي» ترجمة:
سهيل القشنه بيروت» 1841 مص +.
الالفاظء!*), واللافت أن هذا الوجود الديالكتيكي الشامل» أو هذا (الخطاب الجوهري)
البتة بعيداً عنهاء بل لعله بالاحرى لا يتكشف في نموه وتطوره إلا من خلال علاقته
الجدلية باللغة ذاتها. وبالمثل يتكشف نمو النظام اللغوي ذاته وتطوره من خلال علاقته
ينتج المعنى اللغة. وذلك يكشف عن قصور نظرة (المدرسة العقلية) 9"© إلى معنى اللفظ
اللغوي وكأنه شيء مخزون في الذهن أو العفل» فإن المعنى لا يقوم في العقل أو الذهن
فقط؛ ولكن في تلك المنطقة التي يلتقي فيها العقل بالبناء اللغوي ذاته؛ ولذا فإنه من غير
المجدي النظر إلى المعنى وكانه شيء مخزون في الذهن» يتم معه اللقاء خارج البناء
اللغوي» ذلك أن اللفظ أو العلامة اللغوية هي «عبارة عن اتحاد- بالمعنى الصوفي -
ل «صورة صوتية» ألا وهي (الدال) (اممكتهية ع1) ب «تمثل ذعئي» أو «تصور - ألا وهو
علامة أو ربز لأحد المعاني» بلى هي تجسيد وحلول للمعنى» بحيث لا يستطيع الإنسان
أن يهجر البناء اللغوي ويثر على المعنى في مكان آخرء وذلك يؤدي بالباحث إلى أن
يركز اتباهه على المعنى المحايث أو الباطن في البناء اللغوي04©.
9) نقلاعن: محمود رجب: الاغتراب. (منشأة المعارق الاسكتدرية» 01438 عن ا
اولمان: دور الكلمة في اللغة. ترجمة: كمال محمد بشر. القاهرةء الطيعة الثاية 01434
فكرة عقي ثم عبر عنها لغ أي أن اللقة تعد فعا لي للفكير وإذ أن للشي» وجوداً في اأعيان
طبعة حسين شرارة؛ يروت 1434 ص +*-51. ويّن أن هذه النظرة تتجاهل أن التفكير قعل
الفكير اطلاقاً. ركذلك فإنه يستحيل دون اكير - ول في أبسط صوره بناء نظام لوي . وهكذا فإن
انظر إلى المنى الباطن خلف اللغة من جهة؛ واللغة ذاتها من جهة اخرى» على أن أحدهماتابع
0 ذكريا إيراهيم: مشكلة البنية؛ (مكتبة مص القاهرة. بدون تاريخ؛ ص 44
(8) دويرت ماجليولا: اللتاول الظاهري للأهب» ترجمة عبد النتاح الديدي؛ مسيلة فصول؛ المجلد
وقد بت مله التوطئة في اللغريَات القستقية ذات ارال في تلام قياد الباثة
من البده؛ وأعني أنها وجهت - من الوهلة الأولى إلى رصاد (الجوهري والضروري) القار
المعنى المعجمي الفقير الذي يتبدى أمام الذهن مباشرة؛ بل آثر تركيز الاتياء على
(الفكر) إلى حد يمكن معه - من خلال التحليلات اللغوية فهم طبيعة الأنساق النظرية
المختلفة بصدد النبوة؛ وتفسير اختلافهاء بل والكشف أيضاً عن ودور النبوة ذاتها.
اللغوية تضع المرء في مواجهة النسق أو الوجود الشامل الجوهري» فإن المتحدر الخطر
لاني على أنه يمثل
الخطوة التي لا غنى عنها لإلتماس العلم وبناله - إلى ضرب من ضروب الميتافيزيقا
المعادية للعلم ويدو أن ذلك تناقض لن يفكه غير الإلتجاء إلى مفهوم (التاريخ) الذي
يكشف الآليات والشروط الإنسانية التي تتحكم في عملية تكوّن النسق. وإذن؛ فإ
(التاريخ) هو عامل الإنتقال من صورية النسق إلى إظهار الفاعلية الإنسانية التي تحككمة-
وهكذا تصنع الدراسة اللغوية في مواجهة (نسق شامل) يطرح التاريخ (تحليلا تكوينا) له
من بحث ما تعنيا إلى بحث تاريخها؛ أو الانتقال - في هذا الباب - من (الفصل
(9) روجيه جارودي: نظرات حول الإنسان؛ ترجمة يحبى هويدي؛ م 308
الفصل الأول
«النبوة والنبي. . . دراسة الغوية»
هي الكلمة وحدها. . في اللغة وحدها تصيح الأشياء وتكونء!".
هدج
المنىء؛ وقد سمي به لإنباله عن الله تعالى» فهو حيت فعيل بمعنى فاعل مهموز اللام!"" +
وقال ابن بري: صوابه أن يقال فعيل يمعتى مفعل مثل نذير بمعنى منذر. كما يصح فيه
'أو أن يُخفف ويدغم 9" ومعروف أن الإبدال والإدغام لغة فاشية عند العرب0». وجمع
(ه) نفلا عن: مارجوري جرين: هينجرء ترجمة مجاعد عبد المنعم مجاهد؛ بيروت 43د من 110٠
(ا) التهائري: كشاف اصطلاحات الفنون؛ (طيعة كلكه) الهند 188: مجلد 1 من 1988
جاء ماقا
(1) محمد بن أبي بكر الرازي: مختار الصحاح؛ ترتيب محمود خاطره القاهرة 1879: عن 141.
0 السيد السند: شرح المواقف (للإيجي)؛ (طيعة بولاق؛ القاهرة 1199 ها م 846
(/) أحمدين محمد الفيومي : المصباح المنيرء تحقيق عبد العظيم الشتاوي» (دار المعارف ينصر)ء
يكون أصل لفظ (النبي) غير الهمزء فهو مأخوذ من (النبوة أو النباوة) وهي الإرتفاع عن
الأرض!"'"؛ يقال تنى فلان إذا ارتفع وعلاء وهو فعيل من النبوة بمعنى مفعول؛ والجمع
أنبياء؛ وحيتتذ يكون معناء الذي يشرف على سائر الخلق» والرفيع المنزلة عند الهلا
رفعة؛ و (لكنها) صارت في الشريعة والتعارف مستعملة في رفعة مخصوصة؛ حيث لم
ُو السمع حصولها إلا للرسوله9!"7.
وقد تبلين موقف المتكلمين من هذين الإحتمالين» فاجمع الأشاعرة - إتساقاً مع نسق
(4) ابن منظور المصري: لسان العربء جد ء من 156
344 محمد بن ابي بكر الرازي: مختار الصحاح :ص )٠١(
(17) القاضي عبد الجبار الهمذاتي: المغتي في أبواب التوحيد والصدل جد 16؛ (التبزات
«الممجزات)؛ تحقيق محمود الخضيري. محمد محمود قلسمء القاهزة 1438 ص 15-14
على الكلمة إذا ما اتصلت بالمقدس «:70؛ وهذه العادة ليست مقصورة يحال على المجتمعات
في ديانات مختلفة منها البرهمية واليهودية والإسلام والمسيحية؛ إذ تُِضسٌَ حظر الاستعمال هذاء على
اللفظ الإتيني 1888 - أي الكلمة - وذلك بمجرد اكتسابه صبغة دينية في الفصل الإفتاعي من
الإنقسام بين الله والإنسان قد نشا عن (العرف) - بما هو خيرة انسانية مشتركة. ولا وجود له على
الحقيقة؛ وهذا ما تؤكده تجربة اللغة العذراء التي لم تتقلها خيرة العرف يعد .
عامل ييتظم ينادمم النظري على تأكيد اشتقاق لفظ زالنبي) من الام أي الخبره آذ
(النبي) - عندهم - هو المنبى» واشتقاقه من الباا"'؟. وقد غالى (الجويني) في تأكيد ذلك
الإشتفاق حين أطلق على (البوةم اسم (النبوبة)""؛ باعتبار أن النبي هو المنىء من
النبا. ولا يعني ذلك بالطبع - أن الاشاعرة قد منعوا البنة الإحتمال الثاني للإشتقاق من
(النباوة. إذ الأمر غير ذلك تماماً؛. وجل ما في الأمرء أن الأشاعرة قد ثب
الأول من النبا- لأنه ينسق ورؤيتهم الشاملة للنبوة. أو النسق القار خلف الاستخدام
اللغوي. ولا يتضح ذلك إلا في مواجهة الممنزلة الذين لم يوافق غالبيتهم - خضيعاً
ني بالهمزء لانها ظاهرة كظهور القراءة من غير همز. . فاعلم أن لفظة (البي)
من التعريف الاصطلاحي للنبوة. ذلك أنه يمكن- قياساً على الاين اللغوي بين
والآخر يرى فيها (رفعة وارتقاء)"». وقد ذهب كل فريق إلى تبني رؤية اصطلاحية للنبوة
(17) البتدادي: اصول الدين» ص 0167 الاصفياني: شرح تطوالع الأنوار عى :2188 السيد الله
شرح المواقي؛ من 848+
(ا) الجويني: الإرشاد؛ تحقيق محمد يوسف مرسى؛ علي عيد المنعم عبد الحميدة (مكتبة
(ا) القاضي عبد الجبار: المفشي» جد ع1 ص 14+
(11) أظهر كل من الفكر المسيحي والفكراليهودي في العصر الوسيط - وضعاً مشابها لهذا الويع الثاني
لمسألة النبة عند المتكلمين. بل وقد لاح قدر من التعائل بين رؤية كل منهما بصند هله المسألة-
والرؤية الاعتزالية؛ فقد تساءل القديس توما الأكويني عما إا كانت النبوة معرفة أم معجزة؟ واتتهى
الحضاري بين الشرق والغرب - فقد اتهى بصدد المسأل ذاتها إلى آراء 0ل تكاد أن تكون رجماًح