تقدمة القائم على طبع الكتاب:
ونبيّنَا محمد أفضل الأنبياء؛ وعلى آله وصحبه الأخيار الأطهار الأمناء؛ وعلى
من تبعهم بإيمان وإحسان إلى يوم اللقاء» أما بعد:
فهذا كتاب «لسان الميزان» للحافظ الجِهُذ الشهيرء والإمام الناقد
التحرير؛ شيخ الإسلام أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلانيّ المتوفى
)١( تقدمت طائفة من ثناء فحول العلماء عليه؛ لكن اعلم أن كلمتي الإمام اليُلقيني
والحافظ العراقي العاليتين الاليتين صدرتا منهما والحافظ في شبابه (في حدود الثلاثين من
(7) أذكر من ذلك قوله لي» وهو طريح الفراش في مستشفى العيون» بشأن إحضار
نسخة ابن قمر التي هي مسوّدة الحافظ ابن حجر للكتاب: لا تهتم بأمر التكلفة؛ فإنه ينبغي
الكناء
لطلاب العلم والباحثير
وأحمد الله عزّ وجل أنه لم يغادر هذه الدنيا القانية الزائلة؛ إل وقد
فيه نظرةً أولى ويهيّته للطبع» ففارق الحياة وهو قرير العين إذ أنجز هذا العمل
فاللهم أنزل على قبره الضياء والنور والفسحة والسرور» وأمظر جَدَثْه
وبعد وفاة والدي رحمه الله وجدت نفسي أمام مجموعة من الكتب معلقة
في المطبعة تنتظر الإخراج والنظر والتنقيح؛ فضلاً عما لم يدفع للطيع
وكان واسطة العقد فيها هذا الكتاب الضخم الفخم؛ المبسوط
(1) تأمل رحمك الله أنه كتب مقدمته قبل عشرين يوماً من وفانه! فهي كتابة من
كان يعاني الآلام ويتحرَّق على كتابة كلمة أو سطر زيادةً في خدمة هذا الكتاب!
(7) وعنوانها: «الكامل في ضعفاء الرجال» للحافظ ابن عدي الجرحاني 7700
8©) من أرل ترجمة عبد الله بن معاذ الصنعاني إلى آخر ترجمة عبد الرحمن بن سعد
امعد تحقيق وحزائئة. ٍ
أقتنص أوقات فراغي في أثناء عملي بالرسالة؛ فأعمل فيه؛ قراءة وتنقيحاً
وكان من منهج الوالد رحمه الله في إخراج الكتاب قراءله مرتين على
الأقل+ فلذا قمت بإعادة قراءته وتصحيح ما وقفت عليه من أخطاء مطبعية لم
ة الصوارف والعوالق» ودوام الإلحاح والطلب
والاستحثاث من المحبين على سرعة إخراجه!"؟
وأملاً في خروج الكتاب على نحو تقر به عين الوالد رحمه اللهء وأسأل الله أن
وقد قمت بمقابلة الكتاب مرة
صدور أهل الحديث» وتقرّ به أعين العلماء والطلبة؛ وما ذكرت ذلك إل رغبة في
دعوة بظهر الغيب ولو مرة واحدة من المنتفعين به» والله يجزي المتصدة
وقد تمت متاقشتها وإجازتها بدرجة ممتاز بفضل الله تعالى في 1470/1/17ه-
14 4444م من كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياذ
)١( أذكر منهم: ربحانة الحجاز
الشريف الهاشمي المكي منصور بن ع
والمدفون في البقيع الشريف قدّس الله روحه.
مكة المكرمة سيدي الشيخ العالم النقي الصفي
ألي؛ المولود سنة 1316 والمتوفى سئة 1414
وأشير إلى أن الوالد غمر الله قبره بالرحمة والمغفرة جعل جل مه في
التعليق» من تنبع الأحاديث وتخريجها وبيان مراتبهاء أو الترجمة للأعلام
المذكورين في أثناء التراجم؛ أو تحرير حال الرواة المترجمين ودراستهم بشكل
مفضّل» أو استبعاب الأقوال فيهم» أو الاستدراك على الحافظ ما فاته ونحو
وإن كان وقع له شيء من ذلك فهو قليل وتادرء والنادر لاحكم له
ولذلك أمرني رحمه الله أن أكتب على الغلاف: (اعتنى به) لا (حققه)؛ وكان
يقول: هذا الكتاب يمكن أن يخدم على ثلاثة أوجه (درجات)ء وخذمته له
كانت على نهج الإيجاز لا البسط أو التوسط .
كما أودُ أن أشير إلى أن هذا الكتاب المكنوز المليء بالفوائد والفرائد
يحتاج لفهارس موسعة تخدمه وتُظهر درره المكنونة؛ وقد أراد الوالد رحمه الله
اخترمته دون أن يفعل شيئاً من ذلك وقد قمت - بعون الله بإعدادها
وإخراجهاء راجياً من الله التوفيق والسداد» ومن المنتفعين بها صالح
ولقد كانت حياة سيدي العلامة الوالد رحمه الله خَلْة متقنة من العلم
والعمل والدعوة والأدب والبحث والتحقيق والتأليف» وأسأل الله العلي القدير
أن يوفقني ويسددني لإخراج ما بقي من كتبه المؤلفة أو المحققة مما أنجزه قبل
وقد أت بعد هذه المقدمة ترجمة موجزة للوالد طيّب الله ثراه» مرجئاً
وفي الختام أسأل الله أن يتقبل خير قبول من مؤلف الكتاب الحافظ ابن
خير جزاء من ساعد في إخراج هذا الكتاب وأعان عليه؛ وأخص بالذكر منهم
أخي الكبير الأستاذ محمد زاهد؛ وأخي الكريم الطبيب أيمن أكرمهما الله بالرضا
والقبول» وفتح عليهما أبواب العلم والخير؛ وصرف عنهما أبواب السوء والشر
اللهم انفعني وارفعني بالقرآن العظيم» ووفقني لاتباع نهجك القويم وسنة
طالب العلم الفقير إليه تعالى
سلمان بن عبد الفتاح أبو غدة
الرياض * ربيع الأول سنة 091470
الكتاب وكتابة مقدمته في هذا التاريخ؛ ثم أنهيت الفهارس في
غرة رجب 147١ كما هو مذكوز في آخرها. ثم ضاعت التصحيحات الأخيرة المرسلة إلى
المطبعة لأمر يريده الله! وشغلت عن إعادتها فتعطل الكتاب نحو ستة شهور؛ حتى منَّ الله بإعادة
ترجمة المعتني بالكتاب : الشيخ عبد الفتاح أبو غدة
فأضيع في لحل من الأرض نيما
لبن تمتك المراثي وذكرها
هو أبو زاهد وأبو الفتوح عبد الفتاح بن محمد
سيدنا خالد بن
ولامغربٌّ أله يه ماد
ولابسروربعدموتكَ فارع
ولد رحمه الله في منتصف رجب عام 1777اهء؛ الموافق 1417م كما
سمع من والدته رحمهما الله تعالى؛ وذلك بمدينة حلب النَهْبَاء .
)١( الأبيات للأشجع بن عمرو السُلمي بتصرف يسيرء كما في «الحماسة» لأبي تمام
اليسر المحدود لا الغنى الطافح المشهود؛ وكانا من أهل السُتر والعفاف وأهز
التمسك بالدين وشعائره والمواظبة على الذكر وقراءة القرآن ونَشَّأوَا أبناءهم
على ذلك» فجزاهم الله عنهم خير الجزاء .
وبعد كساد صناعة (الصَّايَّات) بسبب تحول اللباس عند الأتراك من الثياب
إلى (البدلة) الإفرنجية؛ تحوّل والده إلى متجر في سوق الزَّهْر بحلب المتفرع
(دَرْجّة) ففرحا كثيراً. وأطلقا على المولود اسم عبد الفتاح لما فتح الله عليهما به
يوم مولذه.
دار متواضعة وهي بالأصل لآل غدة وبعض أقاربهم وز فأخذ جده بشير
وقد كان من الوجهاء العقلاء الفصحاء النبلاء الفطئين الرزينين هذه
مراضاةً؛ حيث أتى بكاتب شرعي من المحاكم الشرعية؛ وبعضٍ الوجهاءء ثم
أثَْاء (جمع قبو وهو الغرفة التي تكون تحث مستوى الأرض)؛ وكان وامعاً
أدرك والدي عملية التملك هذه وهو بين 8-7 سنين
وقد قال والدي عن جده بشير : إنه كان أبعد نظراً من ابنه محمد
وتوفي والده رحمهم الله جميعاً ليلة الامتحان وهو في المدرسة الخُسْرُوية
أزهر بسنتين» وعمره قرابة 78 سنةء أي اسلة 1*71ه
وكان لجدي رحمه الله خمسة أولاد: ثلاثة أبناء وابنتان» فأما الأبناء فهم
الدكتور عبد الستار له مؤلفات ومشاركات في العلم الشرعي» وبخاصة في
قضايا المعاملات والبنوك الإسلامية.
وعبد الغني ومن أولاده الدكتور حسن صاحب كتاب «أحكام السجن
ومعاملة السجناء في الإسلام» أول مؤلف في هذا الباب» وغيره من الكتب
ووالدي رحمهم الله جميعاً.
وأما البنات فهما شريفة وزوجها الحاج محمد سالم بيرقدار رحمه الله
وزوجها الحاج علي خبّاطة متعهم الله بالصحة والعافية
نشأ والدي في حجر والده الذي كان كثير تلاوة القرآن والمحافظة على
قراءته في المصحف؛ والمحب للعلماء المتقصد لحضور مجالسهم ودروسهم
والاقنباس من علمهم وإرشادهم .
ثم لما دخل في السنة الثامئة من العمر أدخله جده رحمه الله المدرسة
ذات سمت عال؛ وإدارة حازمة؛ ومتانة في التعليم والأخلاق» فكان لا يدخلها
سهراتهم الأسبوعية الدورية ليقرأ لهم من كتاب «تاريخ فتوح الشام؛ المنسوب
للواقدي وغيره من الكتب التي كان الناس يسمرون على قراءتهاء فحظي بصحبة
الكبار الوجهاء والتخبة العقلاء الفضلاء» وهو في سن العاشرة وما بعدهاء يعد
من صغار أولاد الحي.
سنه)ء ورفعة مقام جده ووالده في الحي
محمد علي الخطيب بحلب؛ وكا
خا صاحب مدرسة خاصة تُعُلّم القرآن
الاستمرار في تعلم تحسين الخط طويلاً» فترك المدرسة بعد أشهر