وهذا معنى معهود .عند العرب » استعمله المُسَدُنُون فى المهمة الى تصدوا
لها فى دراسة الأحاديث وناقليها
من ذلك مدلول الجرح والتعديل عندهم ؛ الذى اقتصر على بياذ
أحوال الرجال . والحكم عليهم جرحاً أو تعليلا .
وتناول الأحاديث وما يعرض لها من اختلاف + مدلول آخر عندهم
أيضا هو د علل الحديث 6 .
مهمة الناقد :
أما الهمة التى يتصدى لها الناقد © فهى عملية جمع الأحاديك وفحضها
ونقدها وتتبع أحوال ناقليها -
ما فيها من علة واختلاف ؛ كما يقوم بدراسة حال الراوى وما يعرض له +
ليستخلص بذلك الحكم على الراوى وما روا ٠
فهى مهمة دينية بحتة يدفع إليها الشعور بالمسئولية تجاه هذه الأمانةااتى
* 817/1 تاج العروس )١(
قال عمرو بن قيس ؛ ينبغى لصاحب الحديث ان يكون مثل الذى بنتق
الدراهم . فان الدراهم فيها الزيف والبهرج وكذلك الحديث . الجامع .17 ١
وانظر أيضًا .ه18 . وقال الاعمش : كان ليراهيم 3 يمنى النخى ) صيرفيا فى
الحديث . الجامع 118 1 +
راع عم دم احج كم
الشخصية فيها مطمع ؛ ولا لعواطفهم وميولهم فيها مدخل . ولذا يقرر كل
دوافع الثقد وعوابل ظهورة :
اختلفت العوامل التى أدت. إلى ظهور النقد فى مراخله الأول والتالية :
ففى مراحله الأول : وهن تمثل الفترة الى سبقت ظهور الفشن والبدع ©
ويقف وراء هذه الفترة عامل واحد جبل الإنسان عليه من الوهم والنسيان
والخطأ . وا
الحفظ واليفظة والتذكرء كدا تعترى الإنسان حالات من التغير من النشاط
والضعف» والقوة وكبر السسن .وما يدساحب ذلك أحيانا من الذهول والنسيان +
دن يختلفون ف ذلك » ويتفاوتون بحسب مامنحهم الله من نعمة
وى المراحل التالية : يقف إلى جانب العامل الأول عامل آخر كان وراء
حركة النقد فى هذه المرحلة » وهو الكذب!" .
وقدهياً الله لهذه المهمة رجالا يقومون بها خير قيام ؛ فقد وجد بكل قطر
من الأقطار جهابذة قاد من التابعين وأتباعهم ؛ يأخذ فيهم الخلف عن سلفه
ما تجمع لديه من هذه المادة + ويضيف إليها ما توصل إليه من دراسته
+ من التقاد
وبحثه ؛ حتى أفضت هذه السلسلة إلى يحى بن معين “و
المعاصرين
1/17 © انظر امثلة لذلك :ات بقداد 561/17 4 ه/71 )١(
واهمها : التعصب بانواعه © وحب الانتصار لمذهب أى بدعة 6 أو حثق على الاسلام
من الموتورين ومن هؤلاء الزنادقة ٠ أو من كان يتكسب بلك » كالقصاص التملقين
للامراء © وغيرهم +
طبقات الثقاد فى الأمصار المختلفة :
النقاد والمحدثين فى الأمصار المختلفة ؛ وتشألف من كبار التابعين وصغارهم »
النقاد عن الصحابة » أرب طبقات يمن
وكذلك أنباع التابعين .
فقد أخذت هذه الطبقة عن بعض كبار أتباع التابعين » وعن صغارهم ٠
قمن الكبار » نُفيانَ بن غييئة ( 144-1١7 )
ومن صغارهم بالكوفة : وكيع (147-177 ) وابن نير (144-116)
بى بن سعيد القطان ١148-1700 ) وابن مهدى -١5(
وبالشام أبو إسحاق الفزارى( 188 ). وأبو مسهر ل 718-1546
وبخراسان : عبد الله بن المبارلة ( 118 181) .
وبالكوفة : الفورى ( 47 - 16١ )
وبالبصرة : شعبة ( 87 - 160 ) وحماد بن زيا ( 8 - 174 )
وأخذت هذه الطبقة عن صغار التابعين :
وبالبصرة : قتادة ( ١١8-71 ) وأيوب (171-4176)
وأخحذت دفي الطبقة عن كباوهم :
سعيد بن المسيّب ( 1 - 41) وعزوة 46-190 )
وبالبصرة : محمد بن سيرين ( #* - 11٠١ )
بهم فى التحفظ والحيطة فى تلقى الأحاديث وروايتها :فقد عاصرت هذه الطبقة
ظهور الفتن » وتعدد المذاهب والشيع ؛ فقلم كل منهم فى مصره بالبحث
والتنقيب والتشديد فى الرواية خير قيام » وصارت الأقطار تعجاوب: « بينوا
الذين عنهم يسندون !؟
نشاة النقد وتطوره ومراحل تدويثه :
وقد ساير تدوين النقد نشأته وتطوره © وهو يمثل فى شكله البدائى
التلاميذ من شيوخهم .
أخذت تنمو بتشعب الطرق ؛ وتعدد الرو
وقدمر التدوين بالمراحل التالية :
المرحلة الاولى :
وييدو أن المسانيد الملل - فى صورنها البداثية هذه - هى أول علوم
الحديث ظهورًا ونشأة ("" . لأنبا تضم خليطا من المعارف الحديشية من توثيق
. انظر الكفاية 116 118 . الجامع ك1 به )١(
+ 118 - 51 أنظر امثلة مستفيضة لذلك فى النقد عند المحدثين )(
+ قال الخطيب : معرفة العلل أجل انواع الحديث . الجامع 166 به (
للرواة أو تضعيف أو بيان وفاة أو بط غربب »أو يان مشكل :أو توضيح
إل غير ذلك من المعلومات .
خاصة » كسؤالات فلان فى الرجال أو أقواله فى الرجال ءوكان طابع. التدوين
هى فى الحقيقة مؤلفات شيوخهم ؛ أو ماجمعه شيرخهم فى مادة علوم الحديث .
وكما قام
يتقل مؤلفائهم . أو جمع معارفهم على شكل سؤالات توجه إليهم ويجيبون
يحبى بن معين » وابن المدينى ؛واحمد بين حنبل ؛ وأقرا
وقد كان طابع التلازم بين نقد الرجال والكلام على اختلاف الحديث وعلله
واضحا ء فقد غلب ذلك على مؤلفات يحبى واحمد وابن المننى .
المرحلة الثانية :
وتمثلها بكتب هؤلاء التقاد أو الروايات عنهم » وهى وإن اختافت صْسْمياها »
أفكلها تدور ى فلك واحد ؛ هو نقد الرجال وعلل الحديث لجاب سنارف"
فالروايات عن يحى أخذت عدة مسميات فى :( التاريخ!'" - معرفة
1/١ معرفة علوم الحديث )١(
الرجال ١! _ سؤالات("" ) . وعن أحمد بن حتبل ( العلل... ومعرفة الرجال(") -
التاريخ (* ) . وعن على بن المدينى ( العلل (*) . الممسند بعلله!؟! . التاريخ!" ) .
تجدها صورة لتلك المعارف المختلطة التى أشرت إليها . وقد أوردت عدة أمثلة
من رواية ابن محرز عن ابن معين وغيره © توضح تلك الطريقة ى التدوين
فى الفقرة الآنية :
وعلى الرغم من ذلك فقد ظهرت كتب متخصصة فى هذدالفت,
فدون » منها : الأمياء والكنى » والضعفاء والمدلسون » وأجزاء مستقلة لعل
أحاديث شيوخ معينين » وى الوهم » وتفسسير الغريب » والإخوة والأخوات ©
ومن عرف باللقب أو الاسم .. وهذه وغيرها ذكرتها المصادر فى مؤلفات على
ابن المدينى ( _.
وأحسن ما ألف فى هذه المرحلة من حيث التنظيم والترتيب ( طبقات ابن
سعدا"!" ). وتغلب عليها الصيغة التاريخية +
كما أن مدلول كلمة التاريخ » كان يتسمل علم الرجال والنقد *
+ كرواية الدورى هذه ورواية الدارمى انظر بحث تدوين الروايات )١(
+ انظر بحث تدوين الروايات ٠ سمى بها ابن محرز وابن الجنيد )(
+ كسؤالات ابن الجنيد . انظر بحث تدوين الروايات )(
(4) من رواية عبد الله عنه © طبع جزء منها فى تركيا © انظر قائمة المراجع +
(ه) انظر الرسالة المستطرفة 969 +
(7) حفقه الدكتور محمد مصطفى الاعظمى + انظر قائمة المراجع +
انظر الفهرست لابن النديم 337 +
ام) انظر معرفة علوم الحديث 0/1
() فى الباب الأول من القسم الثانى فى الدراسة .
+01 168 معرفة علوم الحديث ١لا . الجامع للخطيب )٠١
)١١( محمد بن سعد كاتب الواقدى . بصرى نزل بقداد . صدوق فال
مدلوله بعدذلك على الأحداث الناء
يخية . فقد استعمل ثىالروايات عن يحى +
وقد أخذ التدوين فى 65 ومعرفة الرجال فى هذه المرحلة اتجاهين
أخذ البعض منه صبغة الجزح والتعديل وأحوال الرجال » وضمت إلى ذلك
مادة علل الحدي فى مناسبات تتصل بتراجمهم وبمثل هذا الاتجاه
وأخذ البعض منه عكس تلك الصبغة »حيث يبدا بعرض الأحاديث الى
تطرقت إليها العلل » أوورد فيها غريب ثم يعطف على ذلك ببيان حال
الرواة » وجرحهم أو تعديلهم على توسع فى ذلك - مع التطرق إلى ذكر أوطائهم
أحيانا ؛ وتمثل هذا الاتجاه » المسند المعلل ليعقوب بن شيبة السدونى!! .
قسما من التاريع واللسسيرة ٠ ففى طبقة المكيين يداها يمن آمن بالتبى صل الله
عليه وسلم - وأورد جانبا من السيرة - ثم تسمية من نزلها من الصحابة + ثم
اعقب ذلك بالتراجم ٠ أنظر ١١ ب - ١١١ *
ثم ذكر اهل المديئة وبدا الطبقة بالآثار التى جاءت فى المدبنة وبمناسبات
اخرى مذكر رؤية عبد الله بن زيد الاذان انظ 80 أب - 14 ابه ١
وهكذا فى الطبقات التالية اهل الطائف واهل اليمن واليمامة .. الخ فقد
مزج السيرة والتاريخ العام بمادة النقد وعلل الحديث +
() الحافظ العلامة ابو يوسف الدوبنى البصرى نزيل بغداد صاحب
المسند الكبر المعلل ٠١ صنف مسند احسن من ؛ ولكنه ما أتمه + روى عن على
ابن عاصم ويزيد بن هارون وروح بن عبادة ومن بعدهم_فأكثر حتى أنه
اصحاب . محمد بن أحمد ويوسف بن_بعقوبالازرة
وجماعة . وثقة الخطبب وغيره من كبار علماء الحديث له دنيا واسعة قيل : كان
المسند . مات اسئة 1 ها .
ولذلك جاء مسنده فى غاية من الترتيب والجودة والتوسع » فلم يؤلف كتاب
مثله في العلل ويشهد له الجزء , الذى بقى منه فى مسند عمر بن الخطاب رغ الله
وهذان الانجاهان فى الحقيقة هما امتداد للمرحلة الأول التى تكونت
المرحلة الثالثة :
وتمثل”هذه المرحلة مؤلفات ابن أبى حاتم ؛ فقد عمد إلى تلك المؤلفات
التى وصلت إليه وسار فيها منهجا جديدا؛ يعتبر نقلة فى تدوين كتب النقاد +
فبعد أن كانت مادة العلل متداخلة فى مادة نقد الرجال جرّدهما وجعل كل
واحذة متههدا مستقلة عن الأخرق
وقد أخذ بعض التقاد على ابن أبى حاتم + أنه أتى على كتاب التاريخ
(والجرح والتعديل)لابن أدحاتم يجزم بذلك لأول وهلة +فهو يسير على نهجه فى
التبويب وسردالتراجم ؛ بل ويورد تراجم كاملة ؛ أحيانا ؛ ولذا قال أبو أحيد
الحاكم : إنه ورد الرى » فسمعهم يقرءون على ابن أبى حاتم كتاب الجرحوالتعليل
قال : فقلت لابن عبدويه الوراق : هذه ضحكة + أراكم تقريون كتاب
(ا) تذكرة الحفاظ 9978/9 © وأنظر مغدمة المحقق لكتاب تقدمة الجبرح
والتعديل + وقد نقل الذهبى القصة من تاريخ الحاكم#)وسمعها الحاكم من ابي احمد
الحاكم مباشرة قمى لابتة من جهة النقل +
الرواة وعلل الحديث ؛ إلا أنه فى مقياس الجرح والتعديل لم يبلغ الغاية الى تنشد
فى الكتب المؤلفة لهذا الغرض ؛ فقد وقف البخارى - عليه الرحمة - بكتابه
+ وهذا العمل فى
حشد له من أقوال التقاد فى الجرح والتعديل ما تمم به فائد:
الحقيقة بمثل نقلة عظيمة عادة الكتاب .
عندها ءولم يبعد عنهاء فسماد الداريخ » وهذا كما سبق - مسمى واسع الدائرة »
غير محدد الغاية
أن استخلص التراجم من كتاب التاريخ للبخارى . وأضبح كتايه مصدرا
هاما فى بابه » أَقرّ له النقاد بالفضل والجودة
القيامة وصفة الجنة والنار © وفى فضل الكون والامطان
آباه وابا زرعة » ويضيف اليها بعض التفسيرات احيانا + ق
ابن ابى حاتم قد تلقى مادته عنهما » كما نسب الجرح والتعديل اليهما أيضا للعلة
نفسها . انظر شرح العلل م ابه
(؟) الامام الحافظ © ابو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذى 6 صاحب
الجامع . اخ الحديث عن خلق كثير وطاف البلاد وصنف الكثير افيد . منهما
الجامع والشمائل + وله كتلب العلل الكبير © وهو مفقود . وكتاب العلل الملحق
بجامعه . وقد جمل الأول فى علل الاحاديث الموقوفة © والثائى فى علل الأحاديتث
عند نقله قول الترمدى ( وقد بينا هذا على وجهه فى الكتاب الذى فيه الموقوف
لكن المادة التى اوردها الترمدى فى علله الصغيرة تختلف عما درجت عليه كتب ح