9 [ مقدمة التحقيق ]
بتحقيق الكتاب المذكور وتكفل من جهته أن يحضر إل كل ما يلزمني من
المصادر والمراجع لإخراج هذا الكتاب الجليل فاستجبت لهذا الطلب
التخصص الأول والتي أنا مقيم من أجلها في القاهرة « حرسها الله »
وبين العمل في هذا الكتاب فخرج الكتاب ليأخذ مكانه من مكتبة الُنّة
وقد حصل الأخ « شرف » على خطوطة هذا الكُتاب بواسطة الشيخ
حماد بن محمد الأنصاري فجزى الله الشيخين : حماد الأنصاري ؛ وشرف
حجازي خبر ما يجزى به المؤمنين على عمله الصالح ...
وعملي في هذا الكتاب تكن من قسمين تسبقهها مقدمة .
وصل الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه .
القاهرة : م ججمادى الآخرة 1665 ه
أبو عبد الله إبراهيم سعيداي
خطة التحقيق
مقدمة :
* عناية أهل العلم بالسئة وََلَتها .
*« أهمية الإستاد .
* مذاهب علماء الجرح والتعديل .
* منهج الذّهبي في هذا الكتاب .
* منهج التحقيق في الكتاب .
* الأدلة المثبتة لصحة نسبة الكتاب إلى الذهبي .
# التعريف بالمخطوطة ؛ وعدد التراجم المطبوعة متها .
# جوانب من ترجمة الذهبي :
مع تسجيل أغلب المصادر والمراجع المعروفة لترجمة الذهبي + كما
دراسة كتاب معرفة الرواة .
- ترجمة أئمة الجرح والتعديل والفهارس .
مقدمة
« عناية أهل العلم بالسنة وحملتها »
هنا أسجل بشكل سريع بعض أسباب عناية أهل العلم بالسئة
النبوية وآثار السلف الصالح فأقول وبالله التوفيق :
جاء اهتمام أهل العلم بِالسُئةِ النبوية من منطلقات عدة : أهمها
أنهم أيقنوا أنَّ طاعة الرسول َي والتأسي به لا يتأتيان إلا من القرآن
والسنة الثابتة الصحيحة .
واشترطوا أن يكون التمسك بها على ضوء مفهوم السلف الصالح
خاصة .
وعند هذا الشرط تكمن الحقيقة التي تميز بها أهل السنة عن غيرهم
من العاملين في نشر الإسلام .
أولاً من القرآن الكريم :
قال تعالى : يإ من بطع الرسول فقد أطاع الله 0# .
85: سورة النساء )١(
“1 [ مقدمة التحقيق
أن يكون هم الخيرة من أمرهم » 09 .
وقال تعالى : لإ فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول » .
وقال تعالى : قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله »0 .
وقال تعالى : ف( فلا وربك لا يؤمنون حتى يُكمُوكَ فيا شجر بينهم
قوله َي : « كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أب ؛ قالوا : يا رسول
الله » ومن يأب ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ؛ ومن عصان دخل
النار 0 ,
حكم الله ورسوله فيه . واشترطوا أن تكون النصوص المبتة لهذه الأحكام
لاب من ثبوتها عن طريق الإسناد الصحيح إلى رسول الله كَل سواء كانت هذه
++ : سورة الأحزاب )١(
(؟) سورة النساء : 94+
(©) سورة آل عمران : 71 +
(4) سورة النساء : 98
(ه) رواه البُخاريٍ في كتاب العلم : 144/1
ري في كتاب الأيمان : 8/١ .
بُخاريٍ في كتاب العلم :144/1
عناية أهل العلم الث وملتها ] 1
اللصوص قرآن أو سَُّة مع التفاوت المعروف عند أهل العلم بين إسناد
القرآن الكريم وإسناد السئة النبوية
وحيث إَّ السنة النبوية بيان لما أجل في القرآن » فتفصل مجمله »
وتقيد مطلقه » وتخصص عمومه » فقد اعتنى أهل العلم » بدراسة الُنة
النبوية بجانب القرآن الكريم » فمتهم من آلف على طريقة المسانيد »
ومنهم من َب كتبه على الكتب والأبواب » ومن العلماء من اعتنى مع
رواية الحديث بيان أحوال الرجال من حيث الجرح والتعديل +
وعل سبيل الإجمال تأمل فيا يتعلق بدقة قواعد الجرح والتعديل ما
كتبه الإمام مسلم رحمه الله في مقدمة الصحيح ؛ وما كتبه الإمام أبو داود
ومن هنا يتضح لطلبة العلم المخلصين دقة منبج المحدثين ؛ وكيفية
تطبيق أهل العلم له من بعدهم » وكان يشد من هممهم أنهم كانوا
موقنين » أن طاعة الرسول فق وحبه هما محور الفلاح في الدنيا والآخرة »
وللوصول إلى هذا الطلب لا بُّ من تمييز كلامه من كلام غيره من البشرء
وعلى ذلك جاء اهتمامهم [ بالإسناد ] .
أهمية الإستاد
وهنا بحسن تسجيل بعض النصوص لعلماء هذا الشأن تبين لنا مقام
الإسناد ] عندهم في خدمة الله لنبوية ؛ وتدوينها » والدفاع عنها ومن
هذه النصوص » قول عبد الله بن المبايك رحمه الله تعالى - : [ الإسناد من
٠" [ مقدمة التحقيق
بقي ]0
وكذلك قول ابن سيرين رحمه : [ إن هذا العلم دين » فانظروا
المؤمن ؛ إذا لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل ؟ ]0 .
وذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله - تحت ترجة [ أي إسحاق
الفزاري ] ما حدث بين هارون الرشيد » وبين الزنديق الذي أمر بضرب
عنقه » والدعيّ الزنديق في سبيل إبقائه ؛ أنه وضع أحاديث ؛ من عنده في
أسانيد إلى رسول الله ل » فقال هارون الرشيد : [ أين أنت يا عدوٌّالله
من أبي إسحاق الفزاريٍ » وعبد الله بن المبارك ينخلانها نخلا فيخرجاها
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله : [ الإستاد من خصائص
هذه الأمة ؛ وهو من خصائص الإسلام ؛ ثم هو في الإسلام من خصائص
أهل السُنة ]© .
(ا) رواه مُسلم بسنده في مقدمة الصحيح : 089/1 وشرح علل الرمذي لابن رجب :
() رواه مُسلم بسنده في مقدمة الصحيح : ١4/1 ؛ وروا الرمذي في الشمائل المحمدية
باختصار الألباني : ص 7٠١ +
©) المجروحين من المحدثين لابن حبّان : 14/1 0 وشرح علل الرمذي لابن رجب :
المع
(8» تهذيب التهذيب : /١ 157 وتذكرة الحفاظ للذهبي : 397/١ » والموضوعات
للقاري : ص 214
(ه) منهاج السنة لابن ثيمية : 11/4
عناية أهل العلم الس وملتها ] 1
ومن هنا ظهر اهتمام أهل العلم برجال الإسناد وذلك بضبط
أسمائهم » وكُناهم والقابهم » وأنسابهم لآبائهم وأمهاتهم © وذكر بعض
شيوخهم » وطلابهم » وتسجيل رحلاتهم في البلدان ولقائهم مع العلماء +
من مروياتهم » وضبط سني وفاتهم .
كتب تفنننّ المصنفون في تنويعها وترتييها ؛ مثل كتب معرفة الصحابة وكتب
الطبقات ؛ وكتب الجرح والتعديل ؛ وكتب الوفيات » وكتب الأسماء
والكنى والألقاب » وكتب في الأسماء المشتبهة » وغير ذلك من كتب الرجال
وهنا تجدر الإشارة إلى انقسام علماء الجرح والتعديل في ذلك إلى مذاهب .
مذاهب علماء الجرح والتعديل
أما مذاهب علماء هذا الشأن في أصول الجرح والتعديل فتنقسم إلى
ثلاثة أقسام :
قسم منها متشدد » وقسم متساهل » وقسم متوسط ؛ وذلك في غالب
وعل سبيل المثال يمثل القسم المتشدد في التجريح المتثبت في التعديل
يججى بن سعيد القطان » والنَّسائيٌ رحمهما الله فأما يجبى بن سعيد فذكر
الذهبيّ تمت ترجمة [ سُفيان بن عيينة ] بعد أن ضَعُف مستند يجى بن
سعيد القطان الذي عول عليه في تحديد زمن اختلاط سُفيانَ بن عيينة
قال : -[ يحبى بن سعيد القطان متعنت جداً في الرجال » وسُفيان فثقة
مطلقاً والله أعلم ]0 .
0 [ مقدمة التحقيق
وللمؤلف رحمه الله - رسالة في هذا الشأن اعتمد عليها كل من كتب
يستفيد منها طلبة العلم .
والنّسائِيّ ره الله قال الحافظ ابن حجر في شأنه تحت ترجمة
أحمد بن عيسى التستري : [ عاب أبو زرعة على مسلم تخريج حديثه ولم
يبين سبب ذلك واحتج به النسائيّ مع ت
وكذلك سجل ابن حجر تحامل النسائيٌ على أحمد بن صالح المصريّ
تحامل » وقال الذهبيّ آذى النسائيّ نفسه بالكلام فيه ]7
وقد سجل كل من الحافظين : الذَّهبيّ وابن حجر رحم الله
الجميع تحفظات على جرح بعض العلماء لتأكدهما أن جرحهم ليس
بقادح » وعلى سبيل المثال قال ابن حجر في شأن الجرجاني : [ فقد قلنا غير
مرة أن جرح الجرجانيٌ لا يقبل في أهل الكوفة لشدة انحرافه ونصبه ] .
كما سجل الذهبيّ تحفظأ عن منهج محمد بن الحسن الأزديٍّ أبو الفتح
تحت ترجة أبان بن إسحاق فبعد أن نقل تعديل الأثمة فيه قال : - 1 قال
أبو الفتح الأزدي : متروك » « قلت » لا يترك فقد وَنْقَهُ أحمد والعجلّ
وأبو الفتح يسرف في الجرح ؛ وله مصنف كبير إلى الغاية في المجروحين +
جمع فأوعى ؛ وجرح خلقاً بنفسه فلم يسبقه أحد إلى التكلم فيهم ١ وهو
عناية أهل العلم بان وملتها ] ن
وكذلك بالنسبة ليعقوب بن سُفيان الفسويّ ؛ فقد بين الحافظ ابن
حجر منهجه في معرض الدفاع عن زيد بن وهب الجهتي ؛ فقال : [ وَنْقهُ
جمهور الأئمة » وشذ يعقوب بن سفيان الفسويٍّ فقال : في حديشه خلل
عند الخوف ؛ وعدم الأمن من المكر ؛ فلا يلتفت إلى هذه الوساوس
الفاسدة في تضعيف الثقات والله أعلم اللي
ويمثل القسم المتساهل : الحاكم كما يتضح ذلك في مستدركه ؛ لأنه
وأسا القسم المعتدل هو أجل من أن يحصىْ في مشل هذه المقدمة وفي
مقدمته » أحمد بن حنبل » ومحمد بن إسماعيل البخاري » ولا يُفىْ أن
هذه الأقسام بين علماء الجرح والتعديل جاء من خلال مواقفهم المذكورة
نحو الالتزام بقواعد هذا العلم في أدقّ صورها ؛ وللتوسع في هذا المجال
تراجع الموسعات التي دون فيها أقوال أئمة الجرح والتعديل رحمهم الله
ولعل بهذا الإجمال أكون القيت الضوء على » عناية أهل العلم بال
النبوية » وأهمية الإسناد في المحافظة على اله والدفاع عنها وجوانب من
مناهج علماء الجرح والتعديل .