المقدمة
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
فقد كانت عناية ربنا عز وجل بهداية البشر أن بعث فيهم رسولاً منهم
يجمل لهم القرآن الكريم» وكذا السئة ية كمصدر ان للتشريع بعده؛ وقد
اعتتى الرواة بتبليغ سنة نيهم صلى الله عليه وسلمء إلا أن وجود الشرق وما
قامت به من الوضع في الحديث وجه اهتمام المسلمين إلى كتابة الحديث حفاظاً
عليه من الضياع» فأمر الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز بكتابة الحديث»
فكتب الزهري وغيره الحديث والآثار, واستمرت الكتابة وتطورت من مجرد
التدوين إلى التصنيف على الأبواب الفقهية؛ فكانت المصنفات والجرامع
والموطآت» ومعرفة مناهج مؤلفات هذا العصر أمر في غاية الأهمية لما قد يكون
له من أثر على مناهج ما جاء بعدها من الكتب الستة؛ ومن هذه المؤلفات
مصنف عبد الرزاق» وهو أحد الجهود الي شارك بها أهل اليسن في تصنيف
الأحاديث والآثار للحفاظ عليها من الضياع؛ وقد اخترته لدراسة منهجه لما
-١ اهمية الكتاب في الفقه والحديث معاً؛ وهو خزانة علم كما وصفه
7 أن دراسة منهج مصنف عبد الرزاق يفيدنا في معرفة مدى إفادة
أصحاب الكتب الستة من منهجه ذلك أن عبد الرزاق شيخ لشيوخ الأئمة
٠7 ندرة الدراسات المنهجية في الحديث الشريف رغم أهميتهاء
© وقد خلت المكتبة الإسلامية من دراسة حول منهج مصنف عبد
أهداف البحث:
ويهدف البحث إلى تحقيق ما يلي:
١ التعريف بعبد الرزاق» والتعريف بمصنفه.
بيان منهج عبد الرزاق في مصنفه.
*_ بيان أثر المصنف في كتب الحديث التي جاءت بعده.
عملي في البحث (منهجي فيه):
١ - القيام بدراسة عن المؤلف خاصة فيما يتعلق بانتقادات العلماء
7 دراسة المصنف خاصة فيما يتعلق بإسناده.
7 دراسة منهج المصنف (دون جامع معمر)؛ وذلك باستقراء كتاب أو
مجلد معين من المصنف أشير إليه عند كل قضية أود معرفة منهجه فيها ليان
حجم المنهج المذكور؛ ثم إيراد أمثلة للتوضيح ول أتبع طريقة ذكر أمثلة فقط
عند ذكر منهج ماء لأن هذه الطريقة لا تعرف بحجم المنهج عند المؤلف» وكما
أن الباحث قد ينتقي أمثلة شاذة ليست على منهج المؤلف حقيقة ولكنها وفق
ما يرى هو لأنه توفرت له عدة أمثلة توضح ما يريد» وهذا يتحقق له خاصة في
كتاب حجم أحاديثه كبير كالمصنف» فتكون الدراسة قد سارت وفق اختيار
الباحث لا وفق المنهج الموجود.
4 - بعد تحديد مناهجه بالطريقة سابقة الذكر» ساتبع طريقة مقارنة مناهج
مصنف عبد الرزاق بمثيلاتها من مناهج الكتب الستة» وبيان أثر عبد الرزاق في
شيء منها.
© أما منهج التوثيق» فإني أذكر اسم الكتاب ومؤلفه في المرة الأول
وقد اعترضتي أثناء العمل هذه الصعوبات:
١ عدم الكتابة عن منهجه على الإطلاق لدى العلماء.
7- أن مقدمة الكتاب مفقودة؛ ووجودها يفيد في بيان سبب الكتابة
وموضوع الكتاب ومنهجه.
7 وكما ذكر الناشر أن محقق الكتاب حبيب الرحمن الأعظمي قد وضع
دراسة عن المصنف ومخطوطاته في جزء مستقل» ولذا لم يضع مقدمة للتحقيق في
ليساعدني في الوقوف على منهجه.
+ أن الدراسة وفق المشهج المذكور من الاستقراء كلفني الكثير من
الوقت والجهد معاً.
الجهود السا
أما الجهود المبذولة للعناية بمصنف عبد الرزاق من قبل العلماء؛ فهي
بعيدة عن منهجه كما ذكرت في أسباب الاختيا, وهذه الجهود هي:
١ صدرت في الأزهر رسالة دكتوراة بعنوان (المكانة العلمية لعبد
بن همام الصنعاني).
١ وصدرت مؤخرا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية رسالة
بعنوان (زوائد مصنف عبد الرزاق)!".
وقد اخترت عنوان الرسالة (منهج الحافظ عبد الرازق الصنماني في
مصنفه)؛ وقسمتها إلى مقدمة وبابين وخاتمة:
الباب الأول: التعريف بعبد الرزاق ومصنفه.
الفصل الأول: التعريف بعبد الرزاق»
الفصل الثاني: التعريف بالمصنف.
وفيه عرفت بالمصنفات التي وضعت في الحديث وما عرف منهاء وأسباب
تصنيفه وتاريخ ذلك» ثم إسناد الكتاب؛ وموضوعه؛ عدد أحاديثه؛ آراء العلماء
في المصنف» الصحف والكتب التي حواها المصنف (مصادر عبد الرزاق فيه)»
(1) إلا أني لم اطلع على الرسالتين المذكورت
الباب الثاني: شروط عبد الرزاق ومناهجه في مصنفه:
الفصل الأول: شروط عبد الرزاق.
إسنادية متنوعة.
الفصل الثالث: منهجه في الاهتمام بالناحية الففهية.
الفصل الخامس: أثر المصنف في الكتب الستة.
وفيه مقارتة مناهج عبد الرزاق مع مثيلاتها من مناهج الكتب الستة.
- بيان لأهم نتائج البحث.
- وملاحظة مدى تحقيق الأهداف التي أشرت إليها في البداية.
اقتراحات في الدراسة المنهجية في علم الحديث.
الباب الأول
التعريف بعبد الرزاق؛ ومصنفه
الفصل الأول
التعريف بعبد الرزاق
ويتكون هذا الفصل من ثمانية مباحث:
المبحث الثالث: شيوخه وتلاميذه.
المبحث الرابع:
المبحث الأول
اسمه؛ مولدهن
هو عبد الرزاق بن همام بن نافع» أبو بكر الحميري؛ الصنعاني.
ونسبته إلى صنعاء؛ وهي من أشهر مدن اليمن» والنسسبة إليها صنعاني+؛
يفتح الصاده وسكون النون وفتح العين المهملة؛ وبعد الألف نون» وزادوا
النون في النسبة إليهاء وهي نسبة شاذة'".
حدث عنه الإمام أحمد بن حنبل أنه قال: ولدت سنة ست وعشرين
عبد الملك الذي ولي الخلافة في سنة خمس وعشرين ومائة!".
نشا عبد الرزاق في بيت علم» فقد كان أبوه محدثاً؛ كما ذكر ابن حجر في
+! «معجم البلدان» لياقوت الحسوي» ج7؛ ص 477؛ «وفيات الأعيان» لابن خلكان» ج )١(
(1) «العلل ومعرفة الرجال» للإمام أحمده ج١ء ص 177
(7) «طبقات فقهاء اليمن» للجمدي:؛ ص 37
ترجمة والد عبد الرزا
(همام بن نافع روى عن عكرمة مولى ابن عباس+
ووهب بن منبه؛ وميناء مولى عبد الرحمن بن عوف؛ وقيس بن يزيد الصنعاني؛
وذكره ابن حبان في الثقات”'"» وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ"")".
وقال يحبى بن معين: همام والد عبد الرزاق ثقة".
للعلم عام 7ه فتلقاه عن شيوخه في اليمن وكان أكثره عن معمر بن
راشد؛ (قال عبد الرزاق: كتبت عن معمر عشرة آلاف حديث)"" وقال:
فقد رحل إلى عدد من الأمصار الإسلامية؛ وهي الحجاز والشام والعراق
(قال الذهبي: ارتحل إلى الحجاز والشام والعراق» وسافر في تجارة)*.
)١( «الثقات» لابن
(©) «تهذيب التهذيب» لابن حجر ج١1 من 94
(؟) «الجرح والتعديل»» لابن أبي حاتم الرازي» ج4؛ ص 1٠١7
10) «الجرح والتعديل» ج71 ص ه7.
(ه) «سير أعلام النبلاءه للذهي» ج4؛ ص 973