صور عدة وضروب كثيرة » حرصاً واحتفاظاً واعتزازاً بسنة الحبيب المصطفى يخ ركان
لابد من ظهور مؤلفات بين مصطلحات المحدثين في كتبهم ودروسهم ؛ تكشف عنما
يريدون من إطلاقاهم وأقواهم . فظهر عددٌ من المؤلفات في القرون الي تلت عصر الرواية
عَبْد السَّحْمَانَ الشهرزوري المشهور ب :ابن اللا (0100- 143 ه) المسمى : " مُعِْفَة
ولِمًا ميز به كتاب ابن الصاح من أهمية يعرفها المختصون بهذا الشأن ؛ إذ اشتهر
هَذَا لتاب ما اشتهار » وذاع صيته بَيْنَ الأتام ؛ وحرص على تحصيله القريب والبعيد .
لخدمة هَذَا لكاب النفيس الخَافِظ زين الدين أو الفضل عَبْد الرحيم بن الْحُسَيْن العراقي
(ت0 80 هيفنظم كتاب ابن الصاح في أرجوزة ربت عَلَى ألف بيت من الشعر"".وَكَانٌ
لهذا النظم من المزايا والمنافع الشيء الكثير لما احتواه من زيادات وإيضاحات واستدراكات,
وقد كتب الله لهذه الأرجوزة القبول فتسابق الناس في حفظسها ؛ وأحذوا في شرحها
نفيس للغاية إِذْ امتاز بشرح وبيان المسائل اللغوية والصرفية والعروضية والتبيه على
تكب - الباري عز وجل - لهذا الكِتَاب أن يطيع من قبل محققاً يقاً علا
يسر كُلّ بحب لسنة المصطفى ب
أنواع علم الْحَدِيْتْ
+ طبعة الشعب
" وهي مشهورة معروفة باسم : " البصرة والتذكرة )1(
وَقَدْ قدّمنا بَينَ يدي الكِتَاب دراسة ضمّاها ثلاثة أبواب : الباب الأول : العراقي
ونظمه " التبصرة والتذكرة "» والباب الثاني : الأنصاري وكتابه " فتح الباقي » ولباب
الثالث: التحقيق » واشتمل عَلَى ثلاثة فصول : الأول : التعريف بالكتاب » والثاني :
وصف النسخ المعتمدة ؛ والثالث : منهج التحقيق ٠
وبعد :
فهذا كتاب " فتح الباقي " تُقدمه لِمُّحِي المصطفى و السائرين عَلَى هديه
وكان الوقت الذي قضيناه فِيْهِ كله مباركا .
وصحبه والتابعين لهم بإحسان إِلَى يوم الدين .
المحققان
الْقِسْم الأول
الدراسة
الباب الأول
العراقي ؛ ونظمه "التبصرة والتذكرة"
الفصل الأول
لا بد لنا وقد خضنا غمرة تحقيق كِتّابٍ "فتح لباقي بشرح ألفية العراقي" أن نعرّج
على تعريف موجز بصاحب النظم » ليس بالطويل المملّ ولا بالقصير المخل؛لاسيّما أن
هذا العمل يُعدَ مفتاحاً للولوج ممعرفة أكثر بالناظيتعين القارئ على تكوين صورة بحملة
عنه؛ وتوضح مكانته العلمية والمدة الزمنية الي عاشها.
ويشتمل هذا الفصل ثمانية مباحث نوردها تباعاً +
اللبحث الأول
هو عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمان بن أبي بكر بن إبراهيم الكردي!"
الرازياني '' العراقي الأصل ”" المهراني '*" المصري المولد الشافعي المذهب . كنيته
الفضل » ويلققب ب( زين الدين )!". ولِدَ في اليوم الحادي والعشرين من شهر جُمَادَى
104 / نسبة إل أقوام يقطنون شمال العراق ؛ إذ أن أصل امرحم منهم. الأنساب4 )١(
643 نسبة إلى رازيان: قرية من قرى إريل (أربيل:محافظة في سمال العراق). طبقات الحفاظ )1(
نسبة إلى عراق العرب ؛ وهو القطر الأعظم الذي يضم قرية أبيه . الضوء اللامع 171/4 ؛ وطبقات )©(
.6 47 نسبة إلى منشأة المهراني:موضع بين مصر والقاهرةحيث ولد المترجم. طبقات الحفاظ )4(
الأولى سنة ( هلم )!".
المبحث الثاني
أصرتة :
أقام أسلاف الحافظ العراقي في قرية رازيان - من أعمال إربل '" - إلى أن التقسل
والده وهو صغير مع بعض أقربائه إلى مصر '""؛ إذ استقر فيها وتزوج من امرأة مصرية !9
ولدت له الحافظ العراقي . وكانت أسرته ممن عُرفوا بالزهد والصلاح والتقوى » وقد
كان لأسلافه مناقب ومفاخر *' وكانت والدته ممن اشتهرن بالاجتهاد في العبادات
والقربات مع الصبر وا
أمّا والدّه فقد اختص - منذ قدومه مصر - بخدمة الصالحين "" » ولعلّ من أبرز
الحافظ نور الدين الهيشمي ورزق منها بأولاد» وأشارت بعض المصادر أن له ابنتين أخريين:
+ 784 / ١ والبدر الطالع » ١771 / 8 ؛ والضوء اللامع 33١ لحظ الألحاظ )١(
(1) طبقات المفسرين 708/1 2
(©) طبقات الحفاظ : 847 .
(4) لحظ الألحاظ : 170 ؛ والضوء اللامع 4 / 1101 +
(ه) الضوء اللامع 4 / 1701 +
797١ ؛ والضوء اللامع 171/4 ؛ وذيل تذكرة الحفاظ للسيوطي: 33١ : لحظ الألحاظ )١(
(1) طبقات الحفاظ : 847 .
(4) هو الشيخ الشريف تقي الدين محمد بن حعفر بن محمد القناوي الشافعي » كان عالي الإسناد من
الموصوفين بالصلاح ؛ توفي سنة (37 ه) . الدرر الكامنة 38/4 ؛ والضوء اللامع ٠4/7 وحسن
لمحاضرة 411/١ 2
(9) ستأني ترجته في مبحث تلامذته .
107 : نظم العقيان )٠١(
+ 1701 / 4 ؛ وانظر : الضوء اللامع ١18 : نظم العقيان )١١(
المبحث الثالث
٠ ود الحافظ العراقي - كما سبق - في مصر ء وجمله والسده صغفياً إلى الشسيخ
ولكنّالوالد لم يقم طويلاً مع ولده » إذ إن يد امنون تخطفته والطفل لم بزل بَعْدُ طري
العود » غضٌ البنية لم يُكمل الثالثة من عمره '" » وَلَمْ نقف عَلَى ذكر لِمّن كفله بُعْدٌ
وذلك لأن أقدم سماع وجد له كان سنة 1131 ه) بمعرفة القناوي '* » وكان بُتُوقَمْ أن
يكون له حضور أو ماع من الشيخ » إذ كان كثير التردد إليه سواء في حياة والده أو
بعده » وأصحاب الحديث عند الشيخ يسمعون منه ؛ لعلو إستادة !"© .
وحفظ الزن القرآنٌ الكرجٌ والتنبيه وأكثر الحاوي مَعَ بلوغه الثامئة من عمره !"© +
واشتغل في بدء طلبه بدرس وتحصيل علم القراءات » وَلَمْ بن عزمه عَنْهُ إلا نصيحة شيخه
العزّ ابن جَمَاعَة ؛ إذ قَالَلَهُ : إنه علم كَبِيْر التعب قليل الجدوى ؛ وأنت متوقد الذمن
ولازم العماد مُحَمَّد بن إسحاق البلبيسي '*" » وأخذ عَنْ الشمس بن اللبان » وجمال
الدين الإسنوي الأصول '" وَكَانَ الأخير كير الثناء عَلَى فهمه ؛ ويقول : « إن ذهضه
+ 847 : لحظ الألحاظ : 330 - 171 » وطبقات الحفاظ )١(
(©) الضوء اللامع 4 / 1101 +
(4) لحظ الألحاظ : 2711
(ه) الضوء اللامع 4 / 1701
+111: لحظ الألحاظ )١(
(*) لحظ الألحاظ : 371 » الضوء اللامع 4 / 1177 +
(ه) الضوء اللامع 4 / 177 .
(9) لحظ الألحاظ : 711+
لا يقبل الخطأ » ”" وكان الشيخ القناوي في سنة سبع وثلاثين - وهي النة
الي مات فيها - قد أسمعه على الأمير سنجر الحاولي ؛ والقاضي تقي الدين بن الأخنائي
المالكي ؛ وغيرهما ثمن لم يكونوا من أصحاب العلو"".
ثم ابت الطلب بنفسه ؛ وكان قد سمع على عبد الرحيم بن شاهد الجيش» وابن عبد
الهادي » وقرأ بنفسه على الشيخ شهاب الدين بن البابا "" » وصرف ممه إلى التخريج
وكان كثير اللهج بتخريج أحاديث " الإحياء " وله من العمر -آنذاك- عشرون سنة 9"
المصري - آخر من روى حديث السَلفِي عالياً بالإجازة '*' - والكثير من أصحاب ابن
عبد الدائم والنحيب بن العلاّق "' » وكان أوّل من طلب عَلَيْهِ : الحافظ علاء الدين بن
التركماني في القاهرة وبه تخرّج وانتفع '" » وأدرك بالقاهرة أبا الفتح الميدومي » فأكثر
ناصر الدين محمد بن إجماعيل الأيوبي””'"» ومن ثم شد رحاله - على عادة أهل الحديث-
وثالثة في سنة (4 هل ه) "9
)١( الضوء اللامع 4 / 117
(1) الضوء اللامع 4 / 1901
(©) شذرات الذهب 11 فم
(4) الضوء اللامع 4 / 217
(ه) الضوء اللامع 4 / 17/1 +
(1) شذرات الذهب 17/ 5ف .
() الضوء اللامع 4 / 1177 +
(ل) شذرات الذهب 1/ 1م .
(9) الضوء اللامع 4 / 1777
)٠١( الضوء اللامع 4 / 217/7
)١١( لحظ الألحاظ :177
(1) المصدر السابق .
مدن بلاد الشام ''"؛ ومنذ أول رحلة له سنة (4 75 ه) لم تل سنة بعدها من الرحلة ما
في الحديث وإما في احج" » فسمع بمصر" ابن عبد الادي» ومحمد بن علي القطرواني »
وممكة أحمد بن قاسم الحرازي » والفقيه خليل إمام المالكية بها ؛ وبالمدينة العفيف المطري +
وببيت المقدس العلائي » وبالخليل خليل بن عيسى القيمري » وبدمشق ابن الخباز »
وبصالحيتها ابن قيم الضيائية » والشهاب المرداوي»وبحلب سليمان بن إبراهيم بن المطوع »
والجمال إبراهيم بن الشهاب محمود في آخرين هذه البلاد وغيرها كالإسكندرية وبعلبك +
وحماة » وحمص ؛ وصفد » وطرابلس » وغرّة » ونابلس ... تمام ستة وثلاثين مدينة .
وهكذا أصبح الحديث ديدنه وأقبل عليه بكليته '* » وتضلّع فيه رواية ودراية وصار المعول
حجر : « صار المنظور إليه في هذا الفن من زمن الشيخ جمال الدين الا. ... وهلم
جر » ول نر في هذا الفنّ أتقن منه » وعليه تخرج غالب أهل عصره » !©
المبحث الرابع
مكانته العلمية وأقوال العلماء فيه :
مما تقدّم تبيّنت المكانة العلمية الب تبّأها الحافظ العراقي » واليج كانت من توفيق
الله تعالى له » إذ أعانه بسعة الاطلاع » وجودة القريحة » وصفاء الذهن ؛ وقوة الحفظ +
وسرعة الاستحضار » فلمْ يكن أمام مّن عاصره إلآّ أن يخضع له سواء من شيوخه أو
تلامذته . ومما يزيد هذا الأمر وضوحاً عرض جملةٍ من أقوال العلماء فيه ؛ من ذلك :
+ 17/9 / 4 لحظ الألحاظ : 337 ؛ والضوء اللامع )١(
.01173 / 4 الضوء اللامع )١(
(©) انظر : الضوء اللامع 4 1 11-1176
(ه) إثياء الغمر 2 / 317-3116 +
زين الدين العراقي » !" .
7. قال ابن الجزري : ز« حافظ الديار الصرية وَمُحَدَنّهَا وشيخها » !9 .
. قال ابن ناصر الدين : « الشيخ الإمام العلاّمة الأوحد ؛ شيخ العصر حافظ الوقت +
. قال ابن قاضي شهية: (ر الحافظ الكبير الفيد المتقن المحرّر الناقد» محَذَّت الديار اللصرية +
ذو التصانيف المفيدة »!© .
. قال التقي الفاسي : « الحافظ المعتمد » ... كان حافظاً متقناً عارفاً بفنون الحديث
وبالفقه والعربية وغير ذلك » ... كان كثير الفضائل وامحاسن م!"".
. وقال ابن حجر : (« حافظ العصر» ! ؛ وقال : (« الحافظ الكبير شيخنا الشهينم!".
. وقال ابن تغري بردي : (« الحافظ » ... شيخ الحديث بالديار المصرية ؛ ... وانتهت
. وقال ابن فهد: «الإمام الأوحدءالعلاّمة الحجة الخبر الناقد.عمدة الأنام حافظ الإسلام +
فريد دهره ؛ ووحيد عصره » من فاق بالحفظ والإتقان في زمانه ؛ وشهد له في التفرّد
+ 1177 / 4 الضوء اللامع )١(
27117: لحظ الألحاظ )١(
(©) غاية النهاية ١ / 787 +
(ه) طبقات الشافعية 4 / 34 .
(؟) فيل التقيد ؛ 116-1116 / ب
(0) إثياء الغمر 7 / 7715
(ه) المجمع المؤسس ١1/84
(*) النحوم الزاهرة 4/16 +
في فنه أئمة عصره وأوانهم"'". وأطال النفس في الثناء عليه.
.٠ وقال السيوطي: الحافظ الإمام الكبير الشهير +... حافظ العصر» !" .
وييدو أن الأمر الأكثر إيضاحاً لمكانة الحافظ العراقي نقولات شيوخه عنه وعودقم
إليه ؛ والصدور عن رأيه ؛ وكانوا يكثرون من الثناء عليه ؛ ويصفونه بالمعرفة » من أمثال
السبكي والعلاثي وابن جماعة وابن كثير والإسنوي !" .
ونقل الإسنوي عنه في " المهمات " وغيرها " ؛ وترجم له في طبقاته !*©
لم يترجم لأحد من الأحياء سواه !"" » وصرّح ابن كثير بالإفادة منه في تخريج بعض
الشيء 9 .
ومن بين الأمور الي توضّح مكانة الحافظ العراقي العلمية تلك المخاصب الي
تدريسه في العديد من مدارس مصر والقاهرة مثل: دار الحديث الكاملية ا
والظاهرية القدعة '*" ؛ والقراسنقرية !*"" » وجامع ابنطولون !"© والفاضلية !"8م
)١( لحظ الألحا:
(1) طبقات الحفاظ : 849 +
(©) الضوء اللامع 4 / 2177
(4) المصدر السابق .
(*) طبقات الشافعية » للإسنوي 1/فلا .
(7) الضوء اللامع 4 / 17/9 .
(1) المصدر السابق
(ه) طبقات الشافعية ؛ لابن قاضي شهبة 4 / 37 . وهي مدرسة تنسب إلى بانيها الملك الكامل محمد بن
الملك العادل زات 177 ه ) . انظر : خطط المقريزي © / 05؟© .
() الضوء اللامع174/4.ونسبتها إلى بانيها الملك الظاهر يبوس.انظر:حسن امحاضرة 174/7
3517/7 .وتنسب إلى بانيها الأمير مس الدين قراستقر . انظر : خطط المقريزي ١74/4 الضوء اللامع )٠١(
21174 / 4 الضوء اللامع )١١(