والموصلي - صاحب جمعنا هذاء الذي تقدم لتحقيقه - يبين لنا
الدافع لعمله بقوله في مقدمته: «وقد جمع الحميدي والجوزقي وغيرهما
وما انفرد به كل منهما. وقد فعل.
وني إذ أقدم هذا الكتاب؛ بعد تحقيقه وبذل الجهد في إخراجه؛ مما
5 رمضان المبارك سنة ١416 ه.
هو عمر بن بدر بن سعيد الوراني الموصلي الحنفي» ضياء الدين؛
وصفه الذهبي في سير أعلام النبلاء فقال: الإمام المحدث المفيد
ولد بالموصل سنة 001 ه» وتوفي بدمشق في شوال سنة 377 ه.
سمع من أبي الفرج ابن الجوزي وطبقته» وحدّث بحلب ودمشق
وبيت المقدس؛ واستمرٌ في طلب العلم حتى وافاه الأجل.
وله تصانيف منها:
-١ المغني عن الحفظ والكتاب بقولهم لم يصح شيء في هذا البابء وقد
طبع الكتاب» ثم طيع مع نقٍ له بعنوان «جنة المرتاب ينقد المغني عن
الحفظ والكتاب» وقد قام بهذا النقد السيد أبو إسحاق الأثري؛ وطبعته
دار الكتاب العربي في بيروت عام 1457 ه.
استنباط المعين في العلل والتاريخ لابن معين.
4 - اختيار أخيار الأخبار.
9 - الانتصار والترجيح للمذهب الصحيح (مذهب أبي حنيفة).
+ - الوقوف على الموقوف. وقد طبعته دار العاصمة بالرياض» بتحقيق
أم عبد الله بنت محروس العسلي عام 1467 ه.
7ا- الجمع بين الصحيحين.
التعريف بالكتاب:
رأى المصنف إعراض الناس عن علم الحديث في زمانه» ورأى أنَّ
سبب ذلك يعود إلى أربعة أشياء:
الثاني : كثرته.
يسأم من طول الأسانيد والمكرر من المتوث.
ولمعالجة هذا الإعراض جمع كتابه هذا متبعاً الطريقة التي بينها
وطلباً للاختصار - أيضاً- وعدم الإطالة. حذف بعض الأحاديث
رضي الله عنهم مساهمة في الاختصار .
وقد رتب موضوعاته على حروف المعجم؛ ليكون سهل المتناول
كتابه (جامع الأصول) فبحث الصلاة في حرف الصادء وموضوع الطهارة
ولم يبين المؤلف المصادر التي اعتمد عليها في هذا الجمع؛ ونتيجة
لتحقيق الكتاب تبين لي أنه اعتمد جمع الحميدي أساساً لعمله؛ كما فعل
ابن الأثير عندما ألف كتابه جامع الأصول.
يدفعني إلى هذا الظن اتفاقه الكامل مع ابن الأثير في طريقة العرض
وممًا ينبغي التنبيه إليه: أنَّ المصنف قد سمى كتابه (الجمع بين
الصحيحين مع حذف السند والمكرّر من البين) ويتبادر إلى الذهن للوهلة
الأولى أنَّ المصنف حذف المكررات من روايات الحديث الواحدء إذ من
المعلوم أنه قد يكون للحديث الواحد أكثر من رواية. . فاقتصر المُؤلف
وقد فعل المصنف ذلك» ولكنه سار في هذا الاتجاه شوطاً أبعد»
حديث في موضوع ماء عن عائشة؛ ومثله عن ابن عمرء وآخر عن
ابن عباس - رضي الله عنهم - إن يكتفي بواحد منهاء وإذا كان في
الأحاديث الأخرى من زيادة ذكرها بقوله: وفي رواية.. دون أن يبين
اختلاف الراوي. . الأمر الذي يتعب الباحث لو أراد الرجوع إلى الحديث
في البخاري أو مسلم. .
ولو كان ذلك كلمة واحدة؛ وفق الترتيب الذي ألّفه الناس في كتاب جامع
عمل المحقق في الكتاب:
١ - بذلت جهدي أن أخرج الكتاب بالشكل الذي تؤدى فيه أكبر خدمة
للقارىء بحيث أضع يده بسهولة على مكان كل حديث أو رواية من
- تحقيق الكتاب على مخطوطتين سيأتي وصفهما في الفقرة التالية.
* - ترقيم الأحاديث
؛ - تميز الآيات القرآنية الكريمة بوضعها ضمن قوسين ( 4 وضبطها
١) ( حصر اللفظ النبوي الشريف ضمن قوسين - ٠
+ - تشكيل بعض الكلمات» التي يحسن فعل ذلك فيهاء لإزالة التباس
محتمل
- رمز المصنف لحديث البخاري بالحرف (خ) ولحديث مسلم بالحرف
(م) ووضع هذا الرمز في أول كل حديث. وإذا كان الحديث عندهما
وضع الحرفين معاً (خ م). ولكن هذا لا يعني أنَّ الحديث «متفق
عليه»؛ لأنَُّ ربما أورد حديث البخاري عن صحابي؛ وحديث مسلم
عن صحابي آخر.
لا يكون مما اتفق عليه؛ وضعته هكذا (خ/ م).
الرقم في آخر الحديث.
وذكرت في الحاشية موضع ما كان معلقاً في تراجم الأبواب.
4 - للدلالة على موضع الحديث في كل من البخاري ومسلم وضعت في
نهاية كل حديث؛ بل وكل رواية رقمه عند البخاري ومسلم وفقا
لترقيم فؤاد عبد الباقي لهما. هكذا [خ ب ]ا
وعندما يكون للحديث روايات متعددة؛ فإنَّ رقم كل رواية
يذكر بجانبهاء فإن كان رقم الرواية الثانية هو الرقم نفسه الذي ورد
في الرواية الأولى» فإنّي أكتفي بالحرف دون ذكر الرقم هكذا: [خ]
أو [م] أو [خ؛ م] فهذا يعني أنَّ رقمها هو الرقم السابق. وهذا الأمر
سيكون كثيراً بالنسبة لأحاديث مسلم. لأنّه يذكر روايات الحديث
كلها في مكان واحد.
وما كان من أحاديث مسلم المكرّرة فإنّي أضيف الحرف (م)
بعد الرقم إشارة إلى أنَّ الحديث مكرّر هكذا [م 16١ م].
-٠ أورد المصنف بعض الأحاديث وبعض الروايات مما ليس في
النووي» أو ما جاء في جامع الأصول.
١" - ذكرت أنَّ المصنف في بعض الأحيان يجمع الأحاديث المتعددة ذات
الموضوع الواحد في حديث واحد؛ على اعتبار تلك الأحاديث
روايات للحديث الذي اختاره.
وقد بينت في الحاشية راوي كل رواية.
بحيث تحمل أرقام الأحاديث. وأمًا الأحاديث المعلقة - وهي غير
ذات رقم في التسلسل - فإنَّها تحمل في الحاشية؛ رقم الحديث الذي
قبلها مع ذكر كلمة (مكرّر) بعد الرقم.
8 - وضعت بعض العناوين الفرعية لأبواب أو فصول. وما كان كذلك
تم تحقيق الكتاب على مخطوطتين:
الأولى: وهي الأصل الذي اعتمدت عليه في التحقيق ورمزت له
بالحرف (أ) وهي نسخة ممتازة؛ كتبت بقلم نسخي ممتاز مشكول في سنة
41 ه»؛ وهي مجدولة وبهامشها تعليقات وتصحيحات. كما أنّها مقابلة
وهذه المخطوطة موجودة في مكتبة آيا صوفيا باستانبول برقم 447 .
وهناك نسخة عنها في فيلم في جامعة الإمام محتّد بن سعود
وقد جاء في نهايتها: «تمٌ كتاب الجمع بين الصحيحين بحمد الله
وسلامه؛ في المحرم سنة إحدى وتسعين وستماثة؛ والحمد لله أولاً وآخراً
على نعمه»
«قابلت هذه النسخة بنسخة مقروءة على المصنف رحمه الله وخطه
ببلاغ السماع عند كتاب صلة الرحم» وباقي النسخة مصححة محشاة بخطه
النسخة المنقول منهاء فصح ووافق.
ومن عثر في مطالعته على ما تجاوزه الطرفء أو تعداه القلم»؛
فأصلحه بعد التأمل والاحتياط فهو مئاب مأجور
وكتب أضعف عباد الله تعالى: أحمد بن الساعاتي حامداً ومصلياً»
وتاريخ السماع الذي يخ الصف رحمالله» صفر سنة ثمان وستمانة؛
طبقة؛ وفي آخرها: وقد أجزت لمن أدرك عصري وزماني أن يروي عني
حادي عشر رمضان من سنة ثلاث عشرة وستمائة بالمدرسة المعظمية من
بيت المقدس»
ثم تلى ذلك بيان مفصل بقراءة الناسخ الكتاب» وعدد المجالس التي
مقدمتهاء قال:
«قرأات هذا الكتاب وهو: الجمع بين الصحيحين مع حذف السند
والمكرّر من البين» جمع الإمام الحافظ الفقيه؛ ضياء الدين أبي حفص؛
عمر بن بدر بن سعيد الموصلي رحمه الله؛ عدا الحواشي المكتوبة عليه من
الفوائد والغريب» في ثمانية عشر مجلساًء آخرها يوم الجمعة غرة
جمادى الأولى من سنة اثنتين وتسعين وستمائة؛ على الشيخين الكبيرين
العالمين الأوحدين: كمال الدين عبد اليحمن بن عبد اللطيف بن محمّد
المقري البزازء والشيخ شمس الدين علي بن محمد بن عبيدالله
الأسد أباذي الخالديء أطال الله بقاءهماء بحق إجازتهما من المصنف
وقد سجلت هذه المجالس على هامش المخطوطة. . أيضاً.
ونقرأ على صفحة الغلاف إضافة إلى عنوان الكتاب واسم مؤلفه
رواية الكتاب عن مؤلفه؛ وهناك بيان بوقف هذه المخطوطة؛ وفي الجانب
الأيسر من الصفحة ذكر اسم الكاتب؛ واسم ابنه. . ممّا سيكون واضحاً في
وهذه المخطوطة كاملة باستثناء لوحة واحدة ذات الرقم 1797 وقد
أمكن تحقيق ما فيها من النسخة الثانية ص 137- ١174 وفيها من
الأحاديث بحسب الرقم المسلسل من الحديث 113١ بعد ذكر الراوي؛ إلى
الحديث 7147 إلى قوله (أما علمت أنك لوعدته). وقد تم ضبط النقص
أيضاً على ما ورد في جامع الأصول.
المخطوطة الثانية: موجودة في مكتبة تشستربتي؛ وهناك نسخة عنها
في فيلم في مكتبة جامعة الإمام محمّد بن سعود الإسلامية بالرياض
برقم 7418 ف. وقد زمزت لها بالحرف: ب.
ونشاهد على غلاف هذه المخطوطة: عنوان الكتاب؛ واسم
نعم الله على العبد الفقير نجم الدين بن خير الدين الحنفي عفا الله عنه»
وتحتها ختم بالاسم المذكور.
صورة