الحميدي! »أصله من قرطبة ٠ ولد في جزير ميورقه!" بالاندلس قبل مسنة
عشرين واربعماثة للهجرة النبوية؛ وسمع علماء عصره في الأتدلس وآفاد منهم؟
ثم ارتحل إلى المشرق سنة ثمان وأربعين+
تلمذ أبو عبد الله في الأندلس وفي البلاد ١١ اا الودائي سي علماء اء عصره
في مختلف مناطق العالم الإسلامي» وكان من أشهر الشيوخٌ الذين أفاد منهم: أبو
القاسم أصبغ بن راشدء وأبو عمر بن عبد البرّء وابن حزم الظاهري ص لازمه
الحميدي وأكثر عنه؛ وروى كتبه؛ كما أخذ عن أبي العباس العذريء والخطيب
البغدادي» وابن ماكولاء وأبي القاسم سعد بن على الزنجاني» وأبي جعفر بن
المسلمة؛ وأبي الغنائم محمد بن علي بن الدجاجي» ويحبى بن محمد بن الحسن
الواسطيء وأبي غالب بن بشران؛ وعبد العزيز بن الحسن الضرابء والمحدثة
)١( للحميدي ترجمة في عدد كبير من المصادره وقد اعتمدت
-تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر /1١ - 1-40م8.
-الصلة لابن بشكوال 810/7
-المتظم- لابن الجوري 043/4
بنية اللتمس- للضبي 177
-معجم الادباء- لباقوت 14/ 140-181
-الكامل- لابن الأثير 184/1١
-رفيات الاعيان- لابن خلكان 8/ 144-141
-لسير- للذهبي 14/- 179-11
-المستقات لابن الدمياطي 31-74
-البداية والنهاية- لابن كثير 7/17
- سنفح الطيب- للمقري 7/ 118-117
- شذرات الذهب لابن العمادا؟/ ؟34. وننظر ايض مقدمة كتايه جذوة امقتيس
() نسبة إلى «حُميد» أحد أجناه.
(©) ينظر معجم البلدان 747/8
هذه الترجمة للختصرة على:
الشيوخ؛ منهم أبو عامر العبدري؛ ومحمد بن طرخان؛ وإسماعيل بن محمد
وأبو محمد بن الاكقاني+ وصدقة بن السباقء وأبو عبد الله الحسين بن نصر
الموصلي؛ وغيرهم كثير, كبا زوى رحلا عد تاه الخطيب البغدادي وابن
ماكولاء
والعربية» ومن أشهر مؤلفاته: أدب الأصدقاءء والأماني الصادقة» وتسهيل السبيل
إلى تعليم الترسيل» وتفسير غريب ما في الصحيحين (مخطوط)؛ وجذوة المقتيس
في تاريخ الأندلس (مطبوع)» وجمل تاريخ الإسلام» وحفظ الجار» وذم النميمة؛
والذهب المسبوك في وعظ الملوك» ومن اذعى الأمان من أهل الإيمان» والمؤتلف
والمختلف» ووفيات الشيوخ. وأشهر مؤلفاته الجمع بين الصحيحين الذي هد له.
وكان الحميدي شاعراء ذكرت المصادر أن له ديوانّاء و
كلام اللهلا؟ عر وجل قولي 7 وماصحتا به الأثلأديني
طريق الزهد افضل ما طريق .. وتقوى الله تالية الحقوقء
)١( ويورى اتاب الله
واحقالأنام بالمدل ملم ينْتَقَصْهُم بمنطق منفيه
وإذا القلبُ كان بِالإدٌمنهم | «لّلَّالهدى تكامل فيه
فَافلل من لقا اناس إلا الاحذ العلم أو إصلاح حال
من لم يكن للعلم عند فشائه
بالعلم يحيا لموءُ طول حياته . وإذا انقضى احياه حسن ثشائه
وقال الحميديً:
فلم أخص كم من مُرافقٍ
فلا بد لي من أن أوافي تَصْرعا
إن تاه ذو مذهب في قفر مشكلة لاح الحديث له في الوقت كالعلم
وآخر ما نذكر من شعره:
من كان قولٌ رسول الله حاكمّه . قلا شهودٌ له إلآ الأولى أُكروالا)
مكانة الحميدي:؛
نعت العلماء الحميدي بنعوت كثيرة طبية؛ تتعلق بدينه وسلوكه وخلقه وعلمه
فقد قال معاصره ابن ماكولا: «صديا
والفضل وا
وقال السلماسي- أحد تلاميذه» وكان ممن لقي العلماء والأئمة:«لم تر عيناي
مثل أبي عبد الله الحميدي في فضله ونبله؛ وغزارة علمه؛ ونزاهة نفسه؛ وحرصه
ومعرفة فنونه ورواته؛ محفْقًا في علم التحقيق والاصول على مذهب أصحاب
الحديث بموافقة الكتاب واللّة؛ فصيح العبارة» لطيف الإشارة» مُتَبَْرا فى علم
علماء الأندلس»9.
أبو عبد الله الحميدي؛ من أهل العلم
(7) تاريخ مدينة دمشتى؛ والسير,
(8) السير
وقال ابن عساكر : «وكان يواظب على سماع الحديث وكتابته؛ يخرجه مع تحرير
وصفه السمعاني بأنه من أهل الخير والفضل .
ونعته ابن الجوزي بالحفظ والدين والنزاهة والعقة؛ وقال:«وصتف فاحسن
معرفة وإتقان؟ .
ومثل هذا كثير» ولا يخلو كتاب من الكتب التي ذكرنا في مصادر ترجمته من
عبارات المدح والثناء والتقدير» والإقرار له بالدين والفضل والورع والعلم.
أما كتاب الجمع» فقد تبوًا مكانة خاصة في الحديث عن المؤلف» وعداوه من
اشهر مؤلفاته؛ وارتبط ذكر المؤلف بالكتاب؛ قنعته أكثر المورخين بصاحب- أو
مولف- الجمع بين الصحيحين.
قال تلميذه محمد بن طرخان: «فاشتغل الحميدي بالصحيحين إلى أن مات»0.
وقال ابن بشكوال في الصلة: «ولابي عبد الله كئاب حسن جمع بين صحيحي
البخاري ومسلم أخذه الناس عنه) .
وقال الذهبي : «ورتبه أحسن ترتيب؟.
وسنذكر في حديثنا عن أثر الكتاب ما ناله من تقدير العلماء له؛ لكتي أشير هنا
إلى عبارة لابن الجوري- وهو قد شرح مشكل الكتاب؛ فقال في تقديمه: «قصار
في ذكر طرقه؛ واستقصى في إبراز رواياته؛ وإليه المشتهى في جمع هذين
وأخيرً؛ وبعد حياة حافلة بالعلم والعمل» والخير والصلاح» كان ما كتب الله
على كل نفس+ ب بغداد» في ذي الحجة عام ثمانية وثمانين وأربعماثة
رحمه الله وعلماء المسلمين أجمعين.
الجمع بين الصحيحين:
قبل الحديث المفصّل عن الكتاب؛ وعمل المؤلف فيه؛ نسوق بعض حديث
فقد بدأ مقدمته بالحديث عن السْنّة ومكانتهاء وعن جهود العلماء في جمع
الحديث؛ وعن الإمامين البخاري ومسلم وتقامهماء ويّن أنه أراد: تجريد ما في
الكتابين من متون الأخبار» ونصوص الآثار. . . . وتلخيص ذلك في كتاب واحد
مع جمع مفترقهماء وحفظ تراجمهما .
اثم ذكر اهم الأسس التي قام عليها الكتاب: من تجريد الإسناد إلا ما تدعو
ونوضح هذه الأمور فنقول:
سعى الحميدي إلى جمع أحاديث الصحيحين في كتاب واحد مرتّب على
أحاديث كل صحابيٌ من الصحيحين في موضع واحد. وقد
() ينظر ص14 من هذه الماذمة
الأول : مسانيد العشرة المبششرين بالجئة؛ بداء بمسند الصديق» ثم الخلفاء الثلاثة
الثاني : مسائيد ١
مين بعد العشرة؛ بدآه بمسند عبد الله بن مسعودء وختمه
بمسند سلمة بن الاكوع» وعدد الصحابة في هذا القسم أربعة وستون
عباس؛ وعبد الله بن عمزء وجابر بن عبد الله؛ وأبو سعيد الخدري؛ وأنس بن
وفي آخر هذا الققسم ذكر مسانيد الصحابة الذين أخرج لهم البخاري دون
عسلمء وهم خمسة وثلاثون؛ ثم الذين أخرج لهم مسلم دون البخاري؛ وعددهم
خمسة وخمسون.
أما القسم الخامس: والأخير من الكتاب فهو لمسانيد النساءء بدأه بمسند عائشة أم
المؤمنين- أطول المساذ
أزواج النبي كَيةٍ ثم الصحابيات التي اتّفق الشيخان على الإخراج لهنّ؛ وعددمن"
كلهنَ أربع وعشرون» وبعد ذلك أورد الحميدي ست مسانيد للصحابيات اللاتي
انفرد بهن البخاري دون ملم ثم سبع صحابيات أخرج لهن مسلم دون
وداخل كل مسند من المسانيد السابقة يبدا المؤلف بذكر ما افق عليه الإمامان»
ثم ما انفرد به البخاري؛ ثم ما انفرد به مسلم من ذلك المسندء
+ ثم بمسند فاطمة بنت رسول لَه ثم مسانيد سائر
وفي كلّ قسم من هذه الثلاثة يجمل الحميدي كل معنى حديئًا- وإن اختلف في
روايات الشيخ نفسه.
وهو يراعي في ترتيب الاحاديث داخل القسم الخاص به أن يجمع أحاديث
ترتيب يرتضيه المؤلف ويلتزم به فإذا قدّم رواية سالم عن عبد الله في المتفق
عليه» قدّمها أيضًا في أفراد البخاري+ وفي أفراد مسلم.
وإذا كانت أحاديث التابعي عن الصحابي كشيرة؛ فإنه يراعي في ذلك رواية
الاختلاف بينهما فيها قليل»؛ وهو ينقل الحديث بلفظ أحد الشيخين إن اخطلفاء
في الحديث نفسه من الروايات الأخر عن الراوي نفسه بزيادة أو نقصان أو
اختلاف. ثم ما جاء من الحديث عن رواة آخرين» ومع التنبيه إذا كانت الرواية
لهما أو لاحدهماء ويسكت أحياناً .
(1) وقد خالف المؤلف ذلك أحيثا, يظر 040717267174 4474م
مسلم. وجمع المؤلف روايات حديث الصحابي؛ مع الاختلاف في بعض المعاني
والألفاظ» أو اختلاف الرواة عنه» جعله يختلف عن كتب الاطراف: ففي تحفة
الأشراف للمرّي مثلاً نزى الحديث الواحد يرد سي مواضع متعددة من المسند
الواحد؛ تبعًا للرواة عن صاحب المسند. فحديث لعائشة قد يرد في ترجمة عبد الله
ابن عباس عن عائشة»؛ وفي ترجمة عروة عنهاء والأسود عنها. . وهكذا. ولكنًا
ن الأحاديث» أو يجمعون المسانيد» فقد يجعل معاني
يعد غير حديثين» أو يقرد
أن يُحكم على حديث بأنّه فق عليه؛ أو من أفراد أحدهماء ويكون الحكم عند
ومتهاج أبي عبد الله ففي جمع المتون المتقاربة جعله يحذف كيرا من الأحاديث
المسلك على أن يجمع أحاديث طويلة جد في مكان واحد: كحديث السقيفة؛