كم ذكرت مقدمة ذكرت فيا هذا التقسيم عند المحدثين» ثم
ذكرت خلاف علماء الأصول من المدرسة الخنفية حيث قسموا
الحديث باعتبار طرقه إلى ثلاثة أقسام ( المتواتر » والمشهور » والأحاد )
أشرت إلى معنى المشهور عند الحنفية رحمهم الله ) لأنه يختلف عنه عند
أسأله تعالى المبتدىة لنا بنعمه قبل استحقاقها ؛ المديمها علينا
بإفضاله مع تقصينا » الجاعلنا في خير أمة أخرجت للناس ؛ أن يأخذ
جوارحنا ؛ عما يخالف طاعته » وأن لايكلنا إلى أنفسنا » وأن يحضرنا
بالعصمة والتوفيق » وينطق ألستتنا بالحتى الذي لا تخلطه الشبه 2 ولا تميل
به الأهواء » ولا تخونه الغفلات » وأن يكسبنا التوفيق والسداد » ويغفر لنا
وصل الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه .
المدينة المنورة 74 رجب الفرد 464 ١ه .
خليل إبراهم ملا خاطر
نزيل المدينة المنورة
المبحث الثاني
أقسام حديث الآحاد
الأحاد » أو خبر الأحاد » ويقال تحبر الواحد : الخبر
مبلغ الخبر المتواتر ؛ سواء كان المخير ابه واحداً ؛ أو
اثنين » أو ثلاثة » أو أربعة أو خمسة ؛ أو ستة » إلى غير ذلك من الأعداد
التي لا يشعر بأن الخبر قد دخل في حيز المتواتر .
الواحد » ولكن كل خبر عن جائز ممكن » لا سبيل إلى القطع بصدقه ولا
الأحاد » سواء نقله واحد » أو جمع متحصرون .
قال : وقد يخبر الواحدُ » فيعلم صدقه قطعاً كالنبي عله ؛ فيما
يخبر به عن الغائبات » ولا يعد من أخبار الأحادل' ...
فقد قسمل" الأخبار إلى ثلالة نقله عمن سبقه من الأكمة
غالفة المعقول ضرورة أو نظرا» وما يجري على وجه يكذيه حكم
) 33 ( وانظر توجيه النظر ) ١74 : ١ ( جامع الأصول ) ١
+ ) 848 - 587 :1( انظر البيعان في أصيل الفقة )7(
العادة .. والثالث : وهو الذي لا يقطع فيه بالصدق ولا الكذب وهو خبر
الأحاد .
وقد قسم علماء الحديث وكثرٌ من علماء الأصول خبرٌ الآحاد إلى
ثلاثة أقسام : المشهور » والعزيز ؛ والغريب
قال الحافظ ابن حجر في النخبة'؟ : الخبر إما أن يكون له طرق بلا
فوق الاثنين » أو بهما » أو بواحد
: أو مع حصر
فالأول : المتواتر المفيد للعلم اليقيني بشروظه .
والثاني : المشهور ؛ وهو المستفيض عل رأي .
والفالث : العزيز وليس شرطأً للصحيح » خلافاً لمن زعم .
والرابع : الغريب . وكلها سوى الأول أحاد . اه .
وقال ملا علي القاري؟ نقلا عن غينِ : إن الخبر ينقسم إلى متواتر
مشهور وعزيز وا
وأما جمهور الخفية م مر في مقدمة المتواتر وسيأتي في
المشهور ا فإنهم يقسمون_الأخبار إلى ثلالة ا ؛ متواترء ومشهورء
واحاد 06
) ثخبة الفكر بشرح النزهة ( 18 35 )
(1) شرح شرح النخبة (ا© ) وانظر توجيه النظر (60© ) تتوضيح الأفكار
:409-101 ) وتنهج ذوي النظر ( 477 ) ومقدمة القسطلاني ( ١6 ) وانظر
نباية السول ( 7 7303© - 39٠ ) وإرشاد الفحول ( 44 ) +
( © ) انظر إرشاد الفحول ( 44 ) ومايأني في بحث المشهور عند الحنفية +
لذا سأجعل هذا المبحث في أبعة مطالب .
المطلب الأول : الحديث المشهور -
المطلب الثاني : الحديث العزيز .
المطلب الثالث : الحديث الفرد والغريب .
المطلب الرابع : حجية خبر الواحد وإفادته .
أسأل الله تعالى التوفيق والإعانة والإحلاص في القول والعمل ؛ إنه جواد
كرم وصل الله تعال على سيدنا وملانا محمد على آله وصحبه
وسلم .
المطلب الأول
اللشهور
وسمي بذلك : لظهون ؛ ووضوحه .
قال الجوهري في الصحاح!") : والشُهرة : وضوح الأمر » تقول منه :
وقال ابن فارس!" : الشين والاء والراء : أصل صحيح ؛ يدل على
وضوج في الأمر ء وإضاءة . ثم قال : والشهرة : وضوح الأمر » ... وقد
شُهر فلان في الناس بكذا فهو مشهور » وقد شهروه ؛ اه .
وقال ابن منظورل : الشهرة : ظهور الشيرء في شنعة ؛ حتى يُشهَرهِ
الناس » وفي الحديث « من لبس ثوب شْهْرَةٍ ألبسه الله ثيب مذلة » ثم
2) 38 1 7 ( الصحاح : ( 705 ) وانظر القاموس المحيط ) ١
( 7 ) معجم مقاييس اللغة ( © : 3773 ) وانظر : مجمل اللغة له أيضاً ( 3 :014 )2
) لسان العرب (؛ :431 437 ) والحديث : واه أحمد في المسند ( ١ : 47
1*4 ) وأبو داود : كتاب اللباس : باب في لبس الشهرة رقم ( 4074 6 8070 )
وابن ماجه : كتاب اللباس : باب من لبس شهرة من الثياب » رقم ( 7106 +
7 ) والبغوي في شرح السنة ( ١3 : 49 ) وكلهم من حديث ابن عمر رضي الله
عنما .
قال : ورجل شهير ومشهور : معروف المكان مذكور » ورجل مشهور
واصطلاحاً : للمشهور عدة ت
تعريفات أخرى عند الأصوليين ؛ لذا سأذكر ماورد عند المحدثين أولا » ثم
يفات عند المحدثين ) كا ورد له
أشير إلى تعريفاته عند علماء الأصول إن شاء الله تعالى .
أولا : قال الحافظ أبو عبد الله ابن منده الأصيباني رحمه الله تعالل .
كا نقله عنه ابن الصلاح رحمه الله" : الغريب من الحديث ) كحديث
الزهري وقنادة » وأشباههما من الأكمة » ممن يُجمع حديهم » إذا انفرد
الرجل عنم بالحديث » يسمى « غرياً » فإذا روى عنم رجلان وثلاثة ؛
فقد جعل للمشهور قيدين اثنين :
أولاهما : أن يرويه جماعة ؛ إلا شك أن هؤلام أكثر من ثلاثة 6
الحديث .
ثانيهما : كون من روى عنه ؛ هو إمام يُجمع حديثه » كالزهري
وعليه رحمه الله تعالل في هذا التعريف مؤاخذات ؛ إذ هو غير
١ ( ) غلم الحديث ( 3247 ) وذكره ابن دقيق العيد في الاقتراح ( 304 - 7٠١ ) +
منضبط » فلم يحدد عدد الجمع ؛ م يدخل فيه المنواتر لأنه رواية
جماعة ثم إنه رحمه الله قصّر المشهور على رواية الأئمة » وترك
ماسواهم ؛ كا إنه لم يجعل طرق المشهور محصورة بعدد معين ؛ ولعله
جارى في ذلك أهل الأصول » كا أنه لم يشترط تعدد الطرق ووجود
العدد في جميع طبقات السند ؛ إذ مارواه واحد وهو إمام ا إعنه
جماعة ؛ فهو مشهور عنده » بيها هو غريب » وانظر مايأتي ؛ والله أعلم .
الخلاصة! : المشهور هو ماشاع عند أهل الحديث خاصة دون غيرهم +
بأن نقله رواة كثيرون » كحديث أنس رضي الله عنه ؛ أن رسول الله عله
قنت شهراً بعد الركوع » يدعو على رعّل وذكوان » .. أو عندهم وعند
غييهم .. أو عند غيرهم خاصة . اه .
رواه كثيرون , لكن طرق المشهور محصورة ؛ وطرق_المنواتر غير
حصورة . والله أعلم .
وما قاله الإمام الطيبي رحمه الله هو قول عدد من الأئمة أيضاًا" .
ثانيا : تعريف الإمام الميانجي يرحمه الله .
قال رحمه الله : وأما المشهور : فهو مااشتهر عند العلماء »
١ ) الخلاصة في أصول الحديث ( 57 7 )2
7 ) انظر : شرح الدبياج المذهب ( 35 6 36 ) وتوجيه النظر ( 35 ) وغيرما
) مالا يسع المحدث جهله ( ١١ )+
واستفاض بينهم بالنقل » وتلقي بالقبول ؛ ولم يُرد ؛ لأمور اعتضد با © من
عمل أئمة الصحابة ؛ وموافقة الأحاديث الصحيحة . اه .
فقد عمم رحمه الله ؛ ثم قيد في هذا التعريف الذي انفرد به رحمه
بالقبول » واعتضاده بعمل أئمة الصحابة » وموافقة الأحاديث الصحيحة له +
وهذه شروط لا أعرف من المحدثين من ذكرها سواه كم جعل من
شروطه استفاضته بالنقل بين العلماء + فلم يحدد عدد طرقه » وهل هي
مخحصورة أم لا فدخل المنواتر فيه » كا أخرج منه ضمنا ماأدخله
في أوله حيث شط قبوله وعدم رده » بيا أطلق فى أول التعريف اشتبارةه
بين العلماء » ولم يخصص أهل الحديث ؛ بل شمل غيرهم . وعلماءٌ
الحديث لم يشترطوا في المشهور الاعتضاد والموافقة » لأنه أصل مستقل »
لايحتاج إلى عاضد » الله أعلم .
ثالغا : تعريف بعض لين وهو مازواه أكثر من ثلاثة .
قال شيه
يخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله في شرحه لألفية
العراقق! : فعلم من كلام الناظم أي العراقي رحمه الله ب أن ماوقع في
سنده راو واحد : فغريب ؛ أو اثنان أو ثلاثة : فعزيز » أو فوق ذلك :
فمشهور . اه .
قلت : كلام الحافظ العراقي رحمه الله صريخ بأن مازاد على اثنين
فهو المشهور » خلافاً لما ذهب إليه فهم شيخ الإسلام زكريا رمه الله
.) 34: 7( فتح لباقي ) ١
تي قول الحافظ العراقي رحمه الله .
وقال صاحب البيقونية رمه للها" .
عزيز مروي اثين أو تلاثة مشهور مروي فوق ماثلاثة
فقد جعل المشهور مارواه أكثر من ثلاثة + يعني أربعة فأكثر .
عند علماء الأصول من المدرسة الشافعية ا سأي إن شاء. الله
تعالى .
رابعاً : مارواه ثلاثة فأكثر ول يلغ ربة المنواتر ,
وهذا هو اختيار بل قول الحافظ ابن حجر
قال الحافظ العراقي رحمه الله في ألفيته :
وما به مطلقا الراوي انفرد فهو الغريب ؛ وابن مندة فحد
من واحد واثنين فالعزيز © أو فو فمشهور من عم
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في النخبة) : الخبر إما أن يكون له
طرق بلا عدد معين » أو مع حصر بما فوق الاثنين » أو بهما ؛ أو بواحد .
فالأيل [ بلا عدد معين ع المنوائر المفيد للعلم ال
الثاني [ من له طرق خصورة بما فوق الاثنين ]: المشهو
( ؟ ) ثية الفكر ( ١8 7 )