يجال مو الاير
ثم انظر هل تقدر أن تفصل الخل عن الماء ؟ هذه الشام ومصر والعراق والبلاد
التى بلغها الفتح هل بز فيها الآن أبناء الجند الفاتحين » من أبناء البلاد
الأولين ؟
لقد جعلهم الإسلام أمة واحدة ؛ ليست أمة العرب » ولا أمة الفرس » ولا
أمة الترك » ولكن أمة محمد - ِل انما الْمؤْمنُون إِخُوة # [ الحجرات : 10]
الإسلام انتشر بالسيف ! إنها مقالة جاهل بالطبع البشرى » على قائلها أن
يخجل منها وأن يتوارى بها .
إن الإسلام عقيدة ؛ والعقيدة يج من عقل وعاطفة ؛ فمن سمع أن
العاطفة تجىء بالقوة والبطش ؟ إذا فَرَكَتْك امرأتك ( أى كرهتك ) فهل تحمل
العصا فتقول لها إما أن تحبينى وإما أن أكسر أضلاعك ؟ وهل تحسبها تحبك
بالإكراه ؟ ( لا إكُراه في الدين 6[ البقرة 6 . لقد عرف التاريخ حكامًا طغاة
جبارين » يكرهون الناس حتى يكونوا لهم تابعين طائعين ؛ يخضعون
أجسادهم وجوارحهم حتى يعملوا لهم ما يريدون ؛ ولكن هل يستطيعون
أقمت فى أندونيسيا شهراً ؛ نهارى فيه مع العلماء والأدباء ؛ وسهرى فى
جاوه » على قبر الرجل الذى حمل الإسلام إلى هذه البلاد واسمه إبراهيم +
وهم يعظمونه فيقولون : ( سلطان إبراهيم ) ٠
الكتب من عرف من هو ولا من أين جاء . فكيف إذن دخلت هذه البلاد فى
رجال من التاريخ
مسلم بالقيد الرسمى » مسلم بالإحصاء الجغرافى نسأل الله أن يخلصها من
مكر الملحدين ؛ والبانجاسيلا ( المبادئ الخمسة ) التى جاؤوا بها بدلاً من
الأركان الخمسة للدين ؛ ومن كيد المكثرين المنقرين المنصرين الذين يدعون
افتراء بالمبشرين .
إن فى تاريخ الإسلام فى أندونيسيا رجالا أبطالا ؛ ما تعرفونهم ولا سمعتم
إن عنوان ( رجال من التاريخ ) يمكن أ
مجلد . نعم وأكثر من ذلك ؛ لا أبالغ » ولا ألقى القول جزافاً ٠» صدقونى .
إن تاريخنا أعظم تاريخ » ولكننا أمة تجهل تاريخها . هذا التاريخ الذى
ليس لأمة مثله » هذا التاريخ الذى يفيض بالحب » والنبل والتضحية والبطولة
والإيمان .
القوم الذين باعوا نفوسهم مجاهدين فى ميدان الطروس » بأسنة الأقلام »
رغبات الغنى والجاه ؛ وكل ما يتزاحم عليه الناس » واستهانوا فى سبيله بكل
صعب ؛ حتى أنهم كانوا يرحلون الإبل أربعين ليلة من مشرق الأرض من
خراسان » أو من مغربها فى الأندلس » إلى مكة أو المدينة أو الشام أو مصر أو
بغداد؛ فى طلب مسألة مفردة » أو حديث واحد . أحرقوا أدمغتهم فجعلوها
الحكم فيه حكم مطلق ؛ وكانت حياة الناس معلقة بكلمة ينطق بها الحاكم “
فاستطاعوا أن يجعلوا لأنفسهم بإيمانهم وعدالتهم وأخلاقهم حصانة دونها
يجال مد التارير
الحصانة التى يعتز بها القضاء ويكفلها لهم القانون الآن 7 ؛ تاريخ المجاهدين
أداء لحق الله وإعلاء لكلمة الله ؛ ما كانوا عادين ولا باغين » ما كانت حربهم
حرباً هجومية ولا حربا دفاعية كما نفهم اليوم من كلمة الدفاع » فما كانت
دفاعا عن أرض ولا احتل الفرس أو الروم المدينة أو مكة ؛ قهدنا 2 داقع
عنها ؛ إنما هى حرب دفاع عن العقيدة .
وتقرؤونها فى الجرائد . . . إذا جاء من يحمل إليهم الماء والغذاء والدواء +
وما يدفع عنهم البلاء » فوقف ظالم فى طريقه يمنعه أن يوصل ذلك إليهم +
ألا تقاتله ؟
هذاما صنع المسلمون المجاهدون . نزل عليهم المصباح الهادى فى
(حراء ) والدنيا تتخبط فى الظلماء » فحملناه لينير لهم طريقهم » فاعترضنا من
يرة من مالك ؛ مقابل ما
رجال مر الناي ممسمسمٍسسسسسسه
فما الذى نصنعه معه إلا أن نقاتله ؟ هذا هو الجهاد .
إن تاريخنا السياسى أنظف من كل ما يماثله من خ الأمم ؛ ولايخلو
البشرالذين يخطئون ويصيبون ؛ ويحسنون ويسيئون ؛ ليسوا ملائكة لا يعصون
الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون
حتى المجتيع الذى كان أسمى مجتمع بشرى + الذى كان ( ظاهرة ) لم
تلبق ولم تتكرر » مجتمع الصحابة لم بَخْز ل من منازعات ومصادمات لم
يتعمدها الصحابة ؛ ولكن من دس الدسائس بينهم ؛ وفرق بالكذب جمعهم .
فلماذا ندرسها لأولادنا ؟ لماذا ؛ وقد كره علماؤنا الخوض فيها ؟ وكيف
نسمح لمدرس غر قد يكون قليل الدين ؛ أن يقيم من نفسه حكمًا بين عائشة أم
دمشق؛ ورئيس عمدة المدارس الشرعية التى تديرها الأوقاف (! . وكتبت
بذلك إلى الوزير !2 . فكلفنى وضع مناهج جديدة لهذه المدارس ؛ فوضعتها
ووضعت مكانه مادة سميتها : ( أعلام الإسلام ) . ندرس فيها مناقب
العظماء؛ ونكشف عن مواطن العظمة فيهم ١ وأمضى الوزير ما اقترحت »
أنا مدمن القراءة يومى كله إلا ساعات العمل ٠ أمضيه فى المطالعة
ومحادثة الكتب » من يوم أتقنت القراءة ؛ قبل سبعين سنة » وأنا أقرأ . وأكثر
(() أى رئيس مجلسها الأعلى
(2) عبد الحميد السراج
يجال من الفريٌ
ما أولعت به التاريخ » وذلك بعد إقامة لسانى بتعلم العربية ؛ وضمان
آخرتى_-وما تضمن إلا بزحمة منه _ ممعرفة الشرع . فأنا أقرأ كل ما أصل إليه
من تواريخ العرب وغيرهم » ومن المذكرات والرحلات والمشاهدات ؛ ولقد
كتبت كتاب ( قصص من التاريخ ) وما ضم كل ما كتبت ؛ ( ورجال من
التاريخ) و (حكايات من التاريخ ) التى حسب قوم أنى كتبتها للأطفال فعدوها
من أدب الأطفال مع أنى لم أكتبها لهم ؛ وأسلوبها يعلو كثيراً- عن
(فتى العرب ) » بل لقد بدأت » فى الفتح والزهراء سنة 1347ه ؛ وهذا
الكتاب ثمرة باقية ؛ مما فقد .
قبل فى مجلة ولا صحيفة ولا كتاب ؛ بل لم يذع من الإذاعة ؛ لأنه لم يكمل +
وقد آثرت أن أنشره ناقصاً قبل أن يضيع ٠
يردعهم عنه الدين ؛ ولا اتخلق المتين ؛ حتى صار همهم دنياهم لا يفكرون إلا
دجال من التاديخ
الكاسر » وهذه تذكرة لمن شاء أن يذكر ؛ ما سميت فيها أحداً ولا أشرت إلى
أحد .
أما ( دار المنارة ) التى تنشر هذا الكتاب اليوم » فهى منَّى ليست غريبة
عنىء وصاحبها دين أ بين قلت فى الناس الأمانة » وأنا لا أزكيه على
الله ولكن أزكيه للناس . وأنا أعلم أن هذه التزكية شهادة أنا مسؤول عنها .
ما جودة الطبع ونفاسة الورق وحسن الإخراج فإنك تراه أمامك .
وبعد : فما أردتها مقدمة للكتاب » ولكن تعريفًا بهذه الطبعة استرسل فيه
القلم » وانبسط المجال فطال المقال .
على الطنطاوى
»سيد رجال التاريخ 1
»سيد رجال التاريخ 2
٠ معامة الرجال
من سيدات المجتمع الإسلامى
* من صور الهجرة *
نحن الآن فى مكة والحرب قائسة بين التوحيد والشرك » بين الإصلاح
والجمود » بين محمد وقريش » وبذلت قريش قوّها ؛ وبذلت قريش مالهاء
وقدمت دنياها كلها ؛ فى شىء واحد: هو أن تمنع هذاالخير عن الدنيا .
قال محمد : « افتحوا لى الطريق لأخرج إلى الأرض الفضاء ؛ فأنصر
الضعيف,وأنجد المظلوم ؛ وأعيد للبشرية كرامتها , وللعقل سلطانه » » قالوا: ا
قال : ١ افسحوا لرسالتى لتتطلق فى الزمان » فإنها ليست لبلد واحد ؛ ولا ليوم
ونجعلك سيّد هذا البلد كلة . وسخر التاريخ من قريش . . يدعوهم محمد
ليعطيهم سيادة الأرض + .وزعامة الدنيا يضع فى أيديهم مفاتيح الكنوز :
كنوز المال ؛ وكنوز العلم , ويمنحهم ماء ك كسرى وقيصر ؛ وهم يدعونه
ليعطوه إمارة هذه القرية » النائمة بين جبلين » وراء رمال الصحراء .
الترغيب . رموا فى طريقه الشوك وهو ماش » وألقوا عليه أحشاء الناقة وهو
ساجد » ورموه فى الطائف بالحجارة وأسالوادمه؛ وهزءوا به » وسلطوا عليه
فلم يثر هذا كله غضبه ولكن أثار إشفاقه ؛ إشفاق الكبير على الأطفال
يجال مو الدي
المؤذين؛ والعاقل على المجانين ؛ وكان جوابه : ؛ اللهم اهد قومى فإنهم لا
ولم يصرفه عن وجهته شىء » إل إن صرف القمر عن مسيرة فى قب الفلك
وآذوا المسلمين الأولين ليفتنوهم عن دينهم ؛ وعذبوهم » وكانوا ييطحون
المسلم عارياً على الرمال الملتهبة التى يشوى عليها اللحم ؛ ويضعون عليه
الصخرة الهائلة » ويلوحون له بالماء » ويقولون : اكفر برب محمد حتى
شقوة الألم فى
وا لاقي الهم ألسري لبق 3
والجوع» والسهر » واستحْلوا فى سبيل الله المراثر » واستحبوا أبغض المكاره
إلى النفوس إن كان فيها رضا الله ٠
ودعاهم الرسول إلى ما هو أشد من هذا كله » إلى فراق الوطن ؛ وترك
ونصارى الحبشة أ ولى بهم من مشركى العرب » ولتجدن أقرب الناس مودة
ومشوا إلى الحبشة فلحقهم أذى قريش إلى الحبشة ٠
وأوغلت قريش فى كفرها وصدها وعنادها » ولكن هل تقدر قريش أن
رف سبب نزولها تعرف من هم النصارى المقصودون.