و« العلل المتناهية»؛ وقد تصدى لهما الإمام الحافظ شمس الدين أبو عبدالله محمد
ابن أحمد بن عثمان الذهبي أحد الحفاظ المبرزين والأذكياء المعدودين وآخر النقاد
المعتبرين. والذي يكفي في ذكر فضله وعلمه ما حكي عن شيخ الإسلام أبي الفضل
ابن حجر العسقلاني رحمه الله أنه قال : شربت ماء زمزم لاصل إلى مرتبة الذهبي
والعراقي» وابن حجر . وصدق والله .
والحافظ الذهبي رحمه الله أشهر من أن يُتَرجَّم له؛ وله ترجمة واسعة في مقدمة
كتاب «سير أعلام النبلاء» .
وقد تصدى هذا الإمام الناقد لكتابي ابن الجوزي « الموضوعات » و« العلل المتناهية»
فاختصرهما وهذبهما ونقحهماء وتعقب ابن الجوزي فيما وقع فيه من أوهام فزاد من
« تلخيص العلل المتناهية» منذ فترة وجيزة؛ ووعدت بإتمام الفائدة بإخراج صنوه كتاب
« تلخيص الموضوعات» مما ييسر الانتفاع بهماء وتحقيقًا لرغبة كثير من إخواننا طلاب
هذه الصورة؛ فتسأل الله - عز وجل - أن نكون قد وفقنا في خدمته وإخراجه؛ وأن
يغفر لنا ما وقعنا فيه من وهم أو خطاء وأن يرزقنا الإخلاص بعد ذلك في القول
والعمل . إنه سميع عليم .
منهج المصدف:
كنت قد تكلمت على منهج الحافظ الذهبي في تلخيصه لكتابي « العلل المتناهية»
و« تلخيص الموضوعات » في مقدمة الكتاب الأول» وأسهبت في التفصيل بما يغني عن
إعادته هناء حيث إن منهجه في الكتابين واحد؛ ولكن نذكر أهم معالم المنهج في هذا
الموضع ونحيل من أراد الاستفاضة إلى مقدمة « تلخيص العلل ».
* فالحافظ الذهبي يقوم في تلخيصه بسرد الإسناد؛ ويتجاوز عن شيوخ ابن الجوزي
ومن بعدهم إن كان الحديث مشهورًا من طريق أعلى أو يحيل إلى من أخرجه
كالخطيب في تاريخه أو العقيلي في ضعفائه أو أصحاب السنن والمسائيلا؛ ويبدأ
تعقب عليه ذكره بعد انتهائه من سرد المتن.
* ولم يلتزم الذهبي بعبارة المؤلف في الجرح والتعديل» بل يحكم على الراوي بلفظ
وخفف من طول أسانيده ابن الذهبي محمد ؛ واختصر بعض المتون الطوال وبعض
القول في الرجال؛ والحمد لله على كل حال .
وقال في آخر ١ تلخيص العلل المتناهية»: لخصه الذهبي وما التزم عبارة المؤلف» بل
غالب التجريح من كلام الذهبي .
* ويترك الذهبي بعض الأحاديث ولا يذكرها في تلخيصه. ولا يلتزم التعليق على
كل أحاديث الكتاب وطرقهاء بل يهمل كثيرً منها
لرواية الحديث من غير طريقهما أو لخطأ وقع فيه ابن الجوزي في تعيين الراوي أو
عدم تسليمه لابن الجوزي بجرح هذا الراوي.
آفة الحديث فينبه الحافظ الذهبي على هذا.
بموضوعات؛ وقليل حسان» كما أنه أتى في كتاب الموضوعات بيسير حسان وَليْئّة.
هي نسخة مصورة عن نسخة المكتبة الأزهرية ضمن مجموع يحمل رقم 1401
حديث] وعدد أوراقه ١8٠ ورقة؛ كل ورقة تنقسم إلى وجهين؛ في كل وجه 7١
ويتضمن هذا المجموع كتاب « تلخيص العلل المتناهية » للحافظ الذهبي» ويقع في
الكتاب .
ويتلوه الكتاب الذي بين أيدينا وهو ؛ تلخيص الموضوعات » للحافظ الذهبي أيضاء
ويبداً من 31 1/85] إلى ١7713[ /ب] من هذا المجموع .
ويتلوه « جزء فيه أحاديث مختارة من الاباطيل للجوزقاني» تلخيص الحافظ الذهبي
أيضاء ويبدا من 17131 /ب] إلى ١7931 /1] ويتلوه بعض الفوائد من [31 174 /1]
وكُتب هذا المجموع بخط نسخ معتاد؛ وقام بنسخه: محمد بن أحمد بن عبدالحق
فاخطاؤه تدل على عدم معرفته بعلع الحديث ورجاله؛ فقد أكثر من التصحيف
والتحريف في المتون والاسانيد. فكثيرا ما يكتب «بن» بدلا من « عن » و«أبي » بدلا
من «ابن» أو العكس؛ وكثر ذلك منه وتكرر . مثل « أبي الزبير» يكتبها « ابن الزبير»+
وله أخطاء فاحشة غيرت من معاني الكلام؛ نبهت عليها في مواضعها من
ومن عادته أيضًا أن يكرر الكلمة التي تقع في آخر الوجه «1» في أول سطر من
الوجه وب
ويضع أحيانًا علامة 41١ فوق الحرف المهمل مثل السين المهملة ليميزها عن حرف
الشين العجمة
وكُتب على هامش بعض الورقا تعليقات بخط مغاير لخط الناسخ ولا يعلم
وكُتب على أول ورقة من هذا المجموع: وقف من الشيخ سيد بن محمد بن الشيخ
حسن الشهير بالكريمي؛ على طلبة العلم بالأزهر الشريف .
وكتب في آخره: وكتبه بخط يده الفانية العبد الفقير إلى الله تعالى .محمد بن
إثبات نسبة الكتاب للمصدف :
-١ كُتب على الورقة الثانية من المجموع الذي يحتوي على هذا الكتاب : تلخيص
كتاب العلل المتناهية في الأحاديث الواهية للحافظ المحرر شمس الدين أبي عبد
الله محمد الذهبي» ويليه تلخيص موضوعات ابن الجوزي له
*- كتب في آخر الكتاب: آخر كتاب الموضوعات للشيخ أبي الفرج بن الجوزي؛
نقحه وهذبه وخفف من طول أسانيده ابن الذهبي محمد .
*- كتابا « تلخيص الموضوعات» و« تلخيص العلل المتناهية» مشهوران بين أهل العلم
بانهما للحافظ الذهبي» وفيهما نفسه وأسلوبه في تعليل الأحاديث والفاظه في
الجرح والتعديل.
؛- ذكره ابن عراق الكناني المتوفى سنة 773 8ه في مقدمة كتابه « تنزيه الشريعة
الجوزي» و« العلل المتناهية» وتلخيصهما للحافظ الذهبي .
وأكثر ابن عراق من النقل عنه في كتابه؛ كما في الجزء الأول ص و0138 6141
منهج التحقيق:
* اتخذت من نسخة المكتبة الأزهرية أصلاً في تحقيق وضبط الكتاب؛ فقمت بقراءتها
* اعتمدت على النسخة المطبوعة من كتاب «الموضوعات» الكتاب الأصل طبعة
كثيرة التصحيف والتحريف والسقط.
* قمت بتنظيم النص وكتابته بما هو متعارف عليه في عصرنا من صورة الإملاء ورسم
الكلمات؛ وغيرت ما اصطلح عليه النساخ من تسهيل الهمزات؛ وحذف الألف
الوسطية في بعض الأسماء مثل «سفين» و« صلح» فكتبتها: «سفيان» و«صالح».
* قمت بوضع أرقام مسلسلة لأحاديث الكتاب؛ حتى تسهل الاستفادة من نصوضصة؛
والإحالة عليها بيسر عند الحاجة.
* قمت بوضع أرقام أوراق المخطوط بين معكرفين هكذا [ / ] حتى يسهل الرجوع إلى
* قمت بالتنبيه على ما ظهر لي من أوهام أو أخطاء للحافظ الذهبي؛ أو لابن الجوزي
* قمت بعمل مقدمة علمية للكتاب اشتملت على وصف المخطوط؛ وإثبات نسبة
الكتاب للمصنف» ومنهج المصنف في كتابه .
+ وفهرس لاطراف
* قمت بعمل فهارس للكتاب اشتملت على فهرس للآيات القرآنيا
الأحاديث والآثار» وفهرس للموضوعات والكتب والأبواب.
هذا وما كان من توفيق فمن الله .عز وجل وحده؛ وما كان من عيب أو تقصير فمني
أبو ميم
ياسر بن إبراهيم بن محمد
بدار المشكاة القاهرة حلوان
في الأول من جمادى الأولى 418 ١ه
#الورقة الأولى من الكتاب»
أخهر محم
لاع ار 0