وقد اختلفت أقوال الجهابذة العلماء الذين تصدوا لهذا الأمرء فمنهم
المتقدد ومنهم المتساهل» ومنهم بين ذلك. حتى أنك تجد في الراوي
على الرواة ينعكس على الحكم على الحديث صحة أو حسناً أو ضعفاًء
بل قد يحكم عليه بالوضع .
وهذا الاختلاف دفع بعض علماء هذا الفن - علم الجرح والتعديل -
إلى النظر بدقة في أحوال الرجال. والبحث عن الأسباب التي أدت إلى
جرحهم أو تضعيفهم؛ هل هي مانعة للأخذ عنهم؟ أم هي أسباب بسيطة
لا تمنع من قبول أحاديثهم؟ .
من هؤلاء العلماء الأعلام الإمام الذهبي في كتابه هذا. حيث نظر
في أربعماثة من الرواة الذين تكلم فيهم» وهم ثقاة ورأى أن ما قيل فيهم
لا يؤثر على عدالتهم؛ فقال عن حديثهم: «إن لم يكن في أعلى مراتب
الصحيح؛ فلا ينزل عن رتبة الحسن» اللهم إلا أن يكون للرجل منهم
أحاديث تستنكر عليه وهي التي تكلم فيه من أجلها فينبغي التوقف. .62
وقد حصلت على نسختين مخطوطتين لهذا الكتاب:
الأولى : من مكتبة شيخنا الفاضل بديع الدين شاه الراشدي - حفظه
الله تعالى - في سعيد آباد - باكستان.
والثانية: من مكتبة أخيه الشيخ محب الرحمن شاه حفظه الله تعالى .
وهاتان النسختان مأخوذتان عن نسخة جدهما أبو محمد زين العابدين
اللاروي رحمه الله تعالى» عن نسخة في خزانة الكتب السلطانية النظامية
في البلد حيدر آباد الجنوبي. والنسختان متطابقتان تقرياً. واخطاؤهما
وقد تتبعت أسماء الرجال في مظانها الاساسية من كتب الرجال
والجرح والتعديل حتى اعتقدت أني أصبت الحقيقة في ذلك - «وفوق كل
في علم عليمه.
كما ذكرت في الحواشي نبذة موجزة عن حياة كل رارٍ من هؤلاء
الأقوال التي ذكرت إتماماً للفائدة. كما ذكرت بعض المواضع التي توجد
فيها ترجمة لذلك الراوي.
ثم كتبت ترجمة موجزة للمؤلف الإمام الذهبي رحمه الله تعالى»
وترجمة موجزة لرواة هذا الكتاب.
فأقول ونا العبد الفقير إلى عناية ربه تبارك وتعالى» الغني ببركته؛ وفضله
حصلت على إجازة من شيخنا الحافظ أبي عبدالله محمد
ل لوِيّ - حفظه الله تعالى عن الشيخ عبد المَنّان الوزير آبادي؛ عن
شيخ الكل. عن الشاه محمد إسحاق الدهلوي» عن الشاه ال
التخلري, عن والده الشيخ ولي الله الدهلوي» عن الشيخ أبي الطاهر
وكذا أجازني الشيخ أبو محمد بديع الدين شاه الراشدي البِنِْيٌّ -
حفظه الله تعالى - عن الشيخ الأستاذ المفسر المحدث حجة الله على
الارض أبي الوفاء ثناء الله الأمر تسري؛ عن شيخ الكل به.
كما أجازني الشيخ الفاضل أبو الطيب محمد عطاء الله الحنيف -
حفظه الله تعالى - عن الشيخ محمد عبد التواب الثاني عن شيخ الكل
وكذا أجازني الشيخ الفاضل أبو تراب الظاهري - حفظه الله تعالى -
عن والده الشيخ أبي محمد عبد الحق الهاشمي إجازة عن شيخ الكل.
وحصلت على إجازة من شيخنا العلامة محمد مالك كاندهلوي -
شيخ الحديث في جامعة الأشرة - لاهورء باكستان - عن شيخه العلامة
شبير أحمد العثماني» عن شيخ مشايخ الهند الشيخ محمود الحسن
الديوبندي» عن الشيخ محمد قاسم النانوتوي. عن الشاه محمد إسحاق
وأجازني فضيلة الشيخ محمد تقي العثماني؛ وأخوه الشيخ محمد
رفيع - حفظهما الله ورعاهما- عن والدهما الشيخ الفاضل محمد شفيع
مفتي باكستان السابق - رحمة الله تعالى عليه عن المفتي الأكبر مولانا
عزيز الرحمن» عن الشاه فضل الرحمن الكنجمرادآبادي؛ عن الشاه عبد
العزيز الدهلوي؛ بسنده إلى الشيخ المُجَيْبِي .
اللهم اغفر لي ولوالدي» ولمشايخي؛ ولجميع المسلمين؛ رحم الله
أبو محمود المياديني
شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن
عبد الله الذهبي . من أسرة تركمانية الاصل» تنتهي بالولاء إلى بني تميم.
كان أبوه يشتغل بصنعة الذهب المدقوق؛ فبرع بهاء وتميزء وعرف
وعرف محمد بابن الذهبي»؛ نسبة إلى صنعة أبيه؛ وكان هو يقيد
اسمه «ابن الذهبي » ويبدو أنه اتخذ صنعة أبيه مهنة له في أول أمره؛ لذلك
عرف عند بعض معاصريه ب «الذهبي؟؛.
ولد الإمام شمس الدين محمد في شهر ربيع الآخر سنة
من الرضاعة: « علاء الدين أبو الحسن علي بن إبراهيم بن داود العطار»
أقام شمس الدين عند أحد المؤدبين؛ وهو «علاء الدين علي بن
محمد الحلبي؛ المعروف بالبصبص» أربعة أعوام. وبدأت عنايته بطلب
أخذ القراءات على شيخ القراء: «جمال الدين أبي إسحاق إبراهيم
«جمال الدين أبي إسحاق إبراهيم بن غالي» المقرىء الدمشقي. وتولى
حلقة شيخه الشيخ «شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد العزيز
/7ه وكانت بالجامع الأموي. وسمع الشاطبية من غير واحد من
في الوقت الذي كان يطلب فيه القراءات؛ مال إلى سماع الحديث؛
وقراءته» ورافقه ذلك طيلة حياته؛. حتى كان يسمع من أناس قد لا يرضى
كان شمس الدين محمد يتحسر على الرحلة إلى البلدان الأخرى؛
لتحصيل علو الإسنادء وقدم السماع؛ ولقاء الحفاظء والمذاكرة لهم
الديار الشامية عام /147/ ه. ماراً بأشهر مدنها: بعلبك. وحلب؛
والرملة؛ والقدس» وتبوك» وأخذ وسمع من جملة من شيوخها آنذاك
منهم: الموفق النصيبي المتوفى سنة /145/ ه. ورحل إلى مصر عام
/ 10 / ه . مار بفلسطين » ورحل إلى الاسكندرية ؛ وإلى بلبيس ؛ وأخذ
عن مشايخها منهم : جمال الدين أبي العباس أحمد بن محمد بن عبدالله
الحلبي المعروف بابن الظاهري المتوفى /143/ ه. كما خرج للحج عام
وملى . ومنهم: شيخ دار الحديث بالمدرسة المستنصرية العالم المسند أبو
عبد الله محمد بن عبد المحسن المعروف بابن الخراط الحنبلي» المتوفى
سنة //14/ ه.
كان الذهبي يجهد نفسه في قراءة أكبر كمية ممكنة على شيوخه؛
فقد قرأ جميع سيرة ابن هشام على شيخه أبي المعالي الأبرقوهي؛ في ستة
تنوع علومة:
تلقى الإمام الذهبي إلى جانب القراءات» والحديث الذي اعتنى به
ودرس على شيخ العربية «ابن النحاس». إضافة إلى سماعه لعدد كبير من
وكتب التراجم الأخرى.
تولى الإمام الذهبي في سنة /703ه/ الخطابة بمسجد «كفر بطناء
وفي هذه القرية الهادثة أنف الذهبي خيرة كتبه؛ وقد ساعده على
وقبيل وفاته كان يتولى مشيخة الحديث في خمسة أماكن من دمشق
وهي :
١ - مشهد عروة. أو دار الحديث العُزُوّة
7 دار الحديث النفيسية.
٠ دار الحديث التنكزية.
4 - دار الحديث الفاضلية بالكلاسة.
* - تربة أم الصالح.
آثار الذهبي :
تنوعت آثار الذهبي بتنوع ثقافته وعلمه؛ وسنذكر بعض الآثار رحسب
*- مصطلح الحديث وآدابه: منها: العذب السلسل في الحديث -
المسلسل؛ والموقظة في علم مصطلح الحديث.
العقائد: أحاديث الصفات» ورؤية الباري» ومسألة دوام الشارء
+- أصول الفقه: مسألة الاجتهاد. ومسألة خبر الواحد. وغيرها.
١ الرقائق: منها: جزء في محبة الصالحين. وكشف الكربة عند فقد
8- التاريخ والتراجم: أخبار قضاة دمشق» وأهل الما فصاعداً» وتذكرة
الحفاظ» وميزان الاعتدال» واشهرها وأكبرها تاريخ الإسلام ووفيات
المشاهير والأاعلام. ومنها: من تكلم فيه وهو موثق - وهو هذا
الكتاب قال الدكتور بشار عواد: وهو غير «الرواة الثقاة المتكلم فيهم
بما لا يوجب ردهم» المطبوع بالقاهرة عام /1405 م/.
حنيفة؛ وترجمة أحمد بن حنبل»
4- السير والتراجم المفردة:
وترجمة مالك بن أنس. . . وغيرها.
١ - المختصرات والمنتقيات: تجريد أسماء الصحابة. والكاشف»
ومختصر تاريخ بغداد للخطيب ومختصر «تقويم البلدان» لأبي القداء.
وغيرها كثير.
مشيخة عزالدين المقدسي؛ وأربعون حديثاً بلدانية من المعجم
الصغير للطبراني» وعوالي الشمس ابن الواسطي» وجزء من حديث
ابن المحب المقدسي؛ وثلاثيات ابن ماجة. وقد بلغ تعداد هذه
الآثار أكثر من مائتي كتاب أو جزء.
كانت وفاته سنة / 1748 / ه ثمان وأربعين وسبعماثة رحمة الله
تعالى عليه وعلى جميع المسلمين 0 .
)١( أغذت هذه الترجمة المختصرة مما كتبه الدكتور بشار عواد معروف أستاذ ورئيس
قسم التاريخ بكلية الآداب - جامعة بغداد- في تقديمه لكتاب «سير أعلام النبلاء»
للإمام الذهبي . الذي أشرف على تحقيقه وخرج أحاديثه الشيخ شعيب الأرنؤوط