فقد كان جمعه للأخبار والأقوال جع العالم الفاهم الذي يسبر
الروايات؛ ويميز الخبيث من الطيب؛ ويبين الراجح من المرجوح» وم
يكن كُخْطَابٍ الليل الذين جعلوا همتهم تكثير الأوراق» وتسويد
الصحائف بالرواية عمن درج وعرج ما هب ودب
وكانز ف تأريخه مثال المؤرخ الصدوق الذي يستوعب ما قيل في
فالإنصاف شعاره. والنصح للمسلمين مناره.
وكان - :رجمه الله - متجرداً للحق فييا.يكتب» يسير في ركب
الدليل أين سار» ولا يتعصب لمذهب على مذهب» بل الوصول إلى
الحق الحقيق غاية مقضده ومراده» وكتبه بذلك شاهدة على ما أقول»
وصادعة بالنقول تلو النقول.
تضاعيفه؛ يوجه بها الطالب المبتدي؛ ويذكر بها العالم المنتهي» فيخلع
بذلك على كتبه التي تضح ب (قال وقلت)؛ وكثرة النقول وبسط
الخلاف مسحة روحانية ترقق قلب قارثها وتهذب سلوكه» وتكون
كواحة وارفة الظلال يلجأ إليها بعد الكد في القراءة والعناء في الفهم.
لذا فإنني أتشرف بتحقيق بعض رسائل هذا البحر الخْضّم الذي
لا قرار له وأستعين الله في خدمتها با ينبغي أن تخدم؛ ومن الله
)١( لم أترجم للمصنف لشهرته؛ وكثير من كتبه الي نشرت
التعريف
بالرسائل وأصوها
الرسالة الأولى: (المعجم اللطيف):
هو معجم لشيوخه خرّجه لنفسه؛ واكتفى فيه بذكر رواية واحدة
الكبيرا")؛ وحاول فيه أن يتب شيوخه على حروف المعجم» لكن تعذر
رواية الخبر.
وجُلّ المرويات أحاديث وآثار» وفيها بعض النقول وختنها
بقصيدة شيخه الحافظ أحمد بن فرح الإشبيلي في أنواع الحديث؛
المشهورة ب (غرامي صحيح).
واعتمدت في تحقيقها على نسخة دار الكتب الظاهرية برقم
ورقة ( )٠ سطراً تقريباء وهي نسخة قيّمة تقلت من أصل لصتف
وناسخها من أهل الضبط والإتقان وهو الحافظ محمد بن أي
() انظر التعريف به في كتاب «الذهبي ومتهجه» (ص 171
(©) انظر السماعات: ص 51+
بكر بن زريق الحنبل من أعيان الماثة التاسعة (9)400-817)» وتاريخ
النسخ سنة (/877)؛ والأخطاء نادرة». وقد قمت بتفصيلها إلى فقرات
وهي في هذه الرسائل كواسطة العقد الثمينة. والموجود من
الكتاب هو الجزء الأول فقط» ويحتوي على اثني عشر حديثاء فبالتقدير
يظهر أن ما بأيدينا يمثل ثلث الكتاب.
و «الأرد ات الحديثة» تشغل مكانة مهمة في التراث الحديثي»
في الأحكام والفضائل. إلى غير ذلك من أبواب الشريعة المختلفة.
وقد اختار الحافظ الذهبي أن يجمع أربعين حديثا في صفات
الباري - عز وجل - يسوقها بسنده إلى النبي كَيةِ ثم يتكلم عليها سنداً
ومتناء وعزز ذلك بروايات أخرى. وبأثار الصحابة» وأقاويل السلف»
وقد قال في مقدمتها: «. . . فإني أكتب إن شاء الله - في هذا الكتاب
أربعين حديثاً في صفات الله - عز وجل -. وأورد فيها بعض ما نقل
عن السلف من القول فيها. . .
وأجاد في ذلك غاية ١
جادة. فحرّر الكلام على الأخبان
واستوفى ما قيل فيها من النقول» ورد فيها على المخالفين لعقيدة
السلف - أهل السنة والجماعة - وفنّد شبههم أحسن تفنيد.
(4) له ترجمة في «الضوء اللامع» للسخاوي (171-134/7؛ وشذرات الذهب لابن العياد
ويتكون الجزء الأول من اثني عشر باباً. يصدّر كل باب بآيات
قرآنية تتعلق بإئبات صفة من صفات الله العى؛ ثم يسوق الحافظ
بسنده الحديث. ثم يتكلم عليها با ينبغي مع إيراد أقاويل السلف
البصي) وبين فيه أن إثبات الصفات على طريقة السلف لا يقتفي
التشبيه والتجسيم لا من قريب ولا من بعيد.
والنسخة العتمدة في التحقيق هي نسخة الظاهرية برقم
(١/عام 7/4/8) ق (141-179)؛ وتقع ف )١( ورقة. ويتراوح
عدد الأسطر في كل ورقة ما بين (19-78) سطرا.
وكتب على طرّتها: (وهي منقولة من خط المصنف. نقلها حسن
من أهل العلم» له عناية بالحديث وروايته؛ مات عن بضع وستينه
اسنة (880) بصالحية دمشق(*).
والنسخة جيدة مقرؤة في غالبهاء وقد قوبلت بأصل المصنف كما
هو ظاهر من الحواشي(7)؛ وقد واجهت عند شروعي في نسخ الكتاب
الأولى: أن الكتاب مشوش الترتيب. قد
وأخرت عن موضعها السليم» ولكني بتوفيق من الله ثم بشيء من
راغ
(ه) له ترجمة في الضوء (©/41) والشذرات (74-773/70*) أرخ ابن العياد وفاته سئة
(+) انظر مثلا التعليق (171ء 168).
الجهد استطعت أن أرتب الأوراق كما وضعها مصنفها واستقام الأمر
بحمد الله.
الثانية: أن مواضع كثيرة من الكتاب قد أصابها طمس أو رطوبة
بحيث لا تخلو صفحة واحدة من ذلك وقد حاولت إصلاح هذه
المواضع بالرجوع إلى مصادر الكتاب الأصلية أو التي تنقل متهاء
ا - بفضل الله - إصلاحهاء وبقيت مواضع معدودة در عل
إصلاحها لكونها من كلام الذهبي نفسه؛ وقد جعلت هذة المواضع
بين حاصرتين» ونبهت على ما عملت في التعليق.
ولناسخ الكتاب طريقة غريبة في الإملاء فهو يتعمد إسقاط
الهمزة من أوائل الكلمات» فيكتب مثلا: (الأخبان الالباب)؛ هكذا:
أما عن عملي في تحقيق الكتاب:
الأحاديث والآثار والنصوص قدر استطاعتي» وقمت بتفصيل الكتاب
اقتضاها الحال» ثم ختمت الكتاب ببعض الفهارس المساعدة.
الرسالة الثالثة: (مختصر الجهر بالبسملة للخطيب):
مسئلة الجهر بالبسملة في الصلاة من المسائل التي اختلف فيها
العلماء. وقد أفردها البعض بتأليف مفرد كالدارقطني والخطيب وأي
شامة وغيرهم؛ وقد عمد المصنف إلى كتاب الخطيب فاختصره» وحيث
إن أصل الكتاب لا يعرف مكان وجوده. فإننا لن نتمكن من الحكم
دكن
العصريين قد وصف اختصار الذهبي هذا بالإخلال» وقلل من
لكن عند دراسة اختصار الذهبي سنجد أنه قد سلك فيه مسلكا
قوبيا. فقد اشتمل المختصر على بابين:
الأول: ذكر الجهر بالبسملة غصراً. وأورد الذهبي فيه أقوى
ما استدل به الخطيب ثم تعقبه في ذلك تعقباً علمياً مفيداً» وأشار -
على سبيل الإجال للروايات الواهية التي استدل بها الخطيب» واكتفى
الذهبي بتضعيفها دون بيان علة كل رواية» لأن الكلام عليها معروف
في كتب أهل العلم» كما أنه سيؤدي إلى تضخيم الكتاب وهوما يخالف
الغرض من الاختصار.
أما الباب الثاني: فر بابد ترك الجهر بالبسملة وأورد الخطيب
تصّدي للرد عليه وبينٌ أنها روايات ! ثابتة لا غبار عليهاء وأجاد في" هذا
با لم يُسبق إليه.
واعتمدت في تحقق هذا الكتاب على نسخة المؤلف نفسه وهي
نسخة الظاهرية (مجموع: : 8#) قى )17٠- -١78( ويقع في أربع أوراق
في كل ورقة (14) سطراء ويظهر أنها مسؤّدة المؤلف فقد ملأ هامشها
بتعليقات كثيرة. وقد واجهتٌ بعض الصعوبات في إدخال هذه
التعليقات في مكانها المناسب من الكتاب» كما أن النسخة كتبت
بخط مستعجلء وبعد نسخهاء خرّجت الأحاذيث والآثار المذكورة مع
التعليق با يلزم .
ويل هذه الرسالة في المجموع «مختصر الجهر لأبي شامة» للذهبي
«الذهبي ومنهجه».
الرسالة الرابعة: (مسائل في طلب العلم وأقسامه):
وقد بينّ فيها الذهبي أن العلوم الشرعية تُصنف بحسب الأحكام
التكليفية الخمسة؛ وبين ما ينبغي على طالب العلم أن يهتم يه وا
ينبغي أن يجتنبه في كل علم.
كل ورقة (1) سطراء _
الرسالة الخامسة: (المجرّد في أسماء رجال ابن ماجه):
اشتمل هذا الكتاب على ذكر الرواة الذين انفرد ابن ماجه
بإخراج حديثهم عن الشيخين: البخاري ومسلم.
وقد رتبّه الذهبي على حسب الطبقات بدءاً بطبقة الصحابة
حروف المعجم؛ وتكلم على الكثير منهم جرحاً وتعديلا.
الظاهرية (رقم 57١ - حديث) وتقع ف عشرين ورقة؛ في كل ورقة
)٠١ سطراء وقد كتب على كل راوٍ رموز الكتب الستة بمداد أحمر»
للذهبي «والتقريب» لابن حجر (بتحقيق الشيخ محمد عوامة) وأثبت
الرموز منهيا.
وأوراق الكتاب مشرّشة الترتيب» وبعدما أصلحتها كما ينبغي
ظهر لي أن في الكتاب سقطاً يشمل آخر (طبقة الأعمش وابن عون)
و (طبقة الثوري ومالك) إلى أوائل حرف العين منها.
وفي أثناء عملي في تحقيق الكتاب ظهرت نسخة مطبوعة منه
بتحقيق محمد المنتقى الكشناوي. وهممت بعد ذلك أن أتوقف عن
تحقيق الكتاب. لكن لما رأيت ما في طبعته من أخطاء وتحريفات فاحشة
له وعدم
وهو كتاب في المشهورين بالكنى اقتصر على تعريف موجز
بالمذكورين. لأذ المصنف قصد منه أن يجعله تذكرة لطالب العلم
وقد رتب المصنف الكنى على حروف المعجم. لكنه لم يلتزم
هذا الترتيب في كل حرف» وبدأ في كل كنية بأشهر من عرف بهاء
وسار وفق الترتيب الزمني لمن اشتهروا بها بدءاً من الصحابة - رضوان
الله عليهم - وانتهاء بمشايخ المصنف.
وتقع في )١8( ورقة؛ في كل ورقة (30) سطراً. وقد نُقِلتَ من أصل
اللصنف؛ وتاريخ نسخها سنة (817).
وحيث إن النسخة وحيدة ولا تخلو من أخطاء فقد قمت بمراجعة
أسماء الرجال اسما اسما في كتب التراجم والتواريخ مع ضبط ما يحتاج
إلى ضبطء والتنبيه على الأوهام.
وأرجو الله تعالى أن أكون قد زُثْقْت في خدمة هذه الرسائل با
يرضي الله عز وجل -؛ ثم يرضي أهل العلم» والله المسئول أن يتقبل
العلي العظيم.
المفتقر إلى عفو ربه/ أبو سلييان جاسم بن سليمان بن حمد الفهيد
الدوسري
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين -
لإحدى عشرة ليلةٌ خلت من ربيع الأول
اسئة سبع بعد الأربعياثة والألف
_أحسن الله ختامها -
- بمديئة الجهراء -
الكويت