مستكملة لكل نادرة وفريدة سجلتُّها . فتمثَلَتْ لذهني تساؤلات أخرى أوجّه من
التساؤل الأول » هي :
أليس من أسمى غايات الأعمال العلمية للباحثين أن تكون متكاملة يبدا فيها
اللاحق من حيث ينتهي السابق ؟
أليس في هذا الكم الوافر من انتاجنا العربي المعاصر المصُسم بالتكرار القن
حازمة من النقد والتمحيص ؟
بالغرض فأيٍّ مانع من الاكتفاء بها والإحالة عليها ؟
لذا أسكتُ عنان القلم عن أن ينساق في قول لا يضيف جديداً ؛ وأعرضتُ
عن الجذاذات التي كت جِمتُّها عن الإسام الذهبي » لحيل قراء هذا الكتاب
والمستفيدين به إلى تلك الترجمة العلمية الكاملة الدقيقة التي قدّمها لنا الدكتور بشار
أما الكتاب الذي نقدَمّهُ محفّقاً فهو يحتاج إلى فضل من تعريف ومزيد من
وصف وتوضيح :
لم نعرف من مخطوطات المعجم الكبير للذهبي غير نسختين : إحداهما
محفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (4+ مصطلح ) » والثانية باستنبول في مكتبة
أحمد الثالث برقم 477 .
وقد أمكنني والحمد لله الحصول على مصوّرة من المخطوطة الأولى بتكرم
وعناية من مركز البحث العلمي وإحياء التراث الاسلامي التابع لجامعة ام القرى بمكة
المكرمة . اما النسخة الثانية التركية فقد بِعُدَت بيني وبينها الشّقة وقصرت يدي عن
الوصول إليها . ورغم ما بذلته من جهد فلم أتمكّن من الحصول على مصورة منها +
وهي تقع في مجلدين من نسخة المؤلف التي أنهاها في صفر سنة /7؟لاه عدد
التراجم فيها بلغ 1778 ترجمة د يبدأ المجلد الاول بحرف الألف وينتهي في أثشاء
حرف العين . ويبدأ المجلد الثاني بمن اسمه « علي » من حرف العين وينتهي بنهاية
الكتاب 06 .
أما النسخة التي اعتمدناها في التحقيق فقد كَُبَتُ في سنة 46لاه حيث قال
ناسخها في آخرها وت تم الكتاب بحمد الله وعونه في ضاحي نهار الأحد ثامن جمادى
“توا اسم
وعلى الرغم من تأخر كتابة هذه النسخة عن تاريخ كتابة الأصل الذي نَُلتُ عنه
نسخة استبول فإنها تبر أهم وأعلى قيمة نظراً إلى أن المؤلف أصادر من معجمه
وهو الذي تُقلتٌ عنه نسخة دار الكتب المصرية ؛ والملاحظ أنه أدخل على الأصل
الثاني لي فهي إذن « تمشل آخر نشرة للمعجم من المؤلف :© . ذلك
قر بأكملها على المؤلف في مجالس متعددة آخرها يوم السبت 74
رمضان المعظم سنة 40لاه أي مباشرة بعد كتابتها
وإذا كانت نسخة استنبول تحتوي على ١378 ترجمة فإن نسخة القاهرة تحتوي
على 47 "(٠ ترجمة فقط وهو أمر لا يفر إلا بما ذكره عبد الله الزرندي في ما كتبه في
نهاية الكتاب حيث قال :« وقويل بأصل المخرّج (الذهبي) وأمر بإسقاط ماضن
المكتوبين على حواشي الأصل من أصحاب ابن البخاري فلم يُكتبوا هنا » وهكذا يبدو
أن المؤلف عندما وضع معجمه أولا سنة /11لاه ضمّنه تراجم أصحاب ابن البخاري
1147 الذهبي : المعجم ورقة )(
() بشار عواد : الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الاسلام + .
(1) وقع خطأ في ترقيم التراجم فتكرر رقم 801 ورقم 818 .
ترجمة فأصبح عدد تراجمها ٠١47 فقط .
أنها قرئت على المؤلف سنة 40/اه من طرف أحد تلاميذه المثقفين قبل وفاة الذهبي
(/ه ) بثلاث سنوات .
كل هذا يملأ نفسي اطمثناناً لهذه النسخة .
وصف النسخة') :
عدد أوراقها : 147 ورقة .
تقع في مجلدين الأول يضم 1١ ورقة . يبدأ من حرف الألف وينتهي أثناء
حرف العين . والثاني يضم ٠١ من الورقات يبدأ يمن اسمه علي وينتهي بنهاية
الكنى والمجلدان يقعان في سفر واحد
وقد قُسم الكتاب الى أجزاء ؛ ولكن التجزثة كانت غير مكتملة في هذه النسخة
فلم يُبت الناسخ من عناوين الأجزاء إل خمسة فقط هي :
أول الجزء الرابع (ورقة ١4أ)
أول الجزء الخامس (ورقة 84أ)
أول الجزء السادس (ورقة 18أ) .
أول الجزء الثامن (ورقة 44ب) .
أول الجزء التاسع (ورقة 1117 )
اسم الناسخ : حسين بن محمد سبط الشيخ محمد بن سعد الكاتبا »
تاريخ انسخ : جمادى الآخرة )لاه .
347 : 2/7 وقد وصف النسخة فؤاد السيد في فهرس المخطوطات المصورة )١(
الخط : مشرقي واضح قليل الأخطاء به علامات بدايات التراجم وبدايات
الأسانيد والاخبار والمرويات .
بهامش المخطوط تعاليق وتكملات اكثرها بخط الناسخ وبعضها بخط عبد الله
الزرندي الذي وضع هوامش إصلاحاً لبعض الأخطاء وإكمالاً لبعض النقص إملاءٌ
من المؤلف .
قراءة النسخة على المؤلف :
من أحد تلاميذه عُرف بالطلب والعلم هوعبد الله بن أحمد بن يوسف الزرندي ؛ وقد
التحق بمجالس السماع عمّه المحدث نور الدين علي بن يوسف الزرندي فحضر
قراءة أكثر من ثلثي الكتاب وأصل المؤلف بيده .
وقد كتب القارىء عبد الله الزرندي في نهاية المخطوط ما نصه : « قرأتُ
جميع هذا المعجم على مؤلفه الحجة شيخ الإسلام شمس الدين أبي عبد الله
محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي - أبقاه الله تعالى - في مجالس آخرها يوم
السبت رابع عشر من شهر رمضان المعظم سنة خمس وأربعين وسبعماثة وقوبل بأصل
المخرّج وأشار بإسقاط جماعة من المكتوبين على حواشي الأصل من أصحاب ابن
البخاري فلم يُكنّبوا هنا . وما عليه مكتوب في الحواشي بخطي : وأصله بيد عمي ٠
فيكون سماعه من التبليغ الذي قبله إليه . وأجاز لنا المسمع جميع مروياته .
وكتب عبد الله بن أحمد بن يوسف الرَرّندي مصلياً على محمد وآله
وصلماء .
فَمِمًا كتبه عبد الله الررندي يستبين لناما يلي :
سمّاها ه أصل المخرج » وقُوبلت به بحضور المؤلف .
ب ) أن القارىء هو عبد الله الزُرندي .
ج ) أنّ سماع نور الدين الزرتدي عم القارىء بدأ من حرف الشين ( ورقة
))٠٠8 وكان هو الممسك بأصل المؤلف .
د ) أن القراءة على المؤلف وقعت في مجالس آخرها يوم السبت 34 رمضان
المعظم سنة ]لاه .
ه ) أن المؤلف قرر ان يُشقط عدداً من تراجم النشرة الأولى التي أصدرها سنة
لالالاه .
و ) أن المؤلف أجاز للرجلين جميع مروياته ٠
كتاب الدرر الكامنة لابن حجر فقال : « إن الزرندية بيت حنفية 6( .
والزرندي نسبة إلى زَرَنْد وهي بليدة بنواحي أصبهان ذكرها ياقوت الحموي"»
وضبط اسمها الجزري في اللباب فقال : بفتح الزاي والراء وسكون النون في آخرها
وقد ترجم ابن حجر لعبد الله الزرندي فذكر انه ولد سنة *17ه وقال : « حُبّب
إليه الطلب فسمع بالحرمين وبلاد الشام وقرأ بنفسه الكثير وحفظ ومهر » مات شابا في
شعبان سنة 4إلاه 0 .
أما عَمَّهِ الذي حضر معه مجالس قراءته للمعجم على مؤلفه والذي ذكره ابن
+ * ابن حجر : الدرر الكامنة 7: 347 » الهامش رقم )١(
(9) باقوت : معجم البلدان 178:7 ؛ الحميري : الروض المعطار 787
© الجزري : اللباب13: 13 .
(4) الهندي : المغني 177
(ه) ابن حجر : الدرر الكامئة 3 : 3477 ؛ كما ترجمه الصفدي في الوافي /47-71:11 +
أخيه بهوامش النسخة”') فهو نور الدين علي بن يوسف بن الحسن الزرندي الأنصاري
(ابو الحسن ) المحدث مؤلف كاب مناظرة الحرمين توفي سنة ؟لالاهى
حاجي خليفة في كشف الظنون ص 1874 والبغدادي في هدية العارفين ١ : 170 4
والهندي في المغني ص ١١7 وعمر رضا كحالة في معجم المؤلفين ١ : 0166 .
١ ) مقابلة نص النسخة بأصل المؤلف بحضور الذهبى - حيث كان ب
نص أصل بحضور الذعبي مع
ويُصلح وينفّح ويضيف .
؟ ) إضافة تواريخ وفيات الشيوخ الذين ماتوا بعد سنة 17/اه ( مثلاً في ورقتي
) إضافة بعض التراجم بالهوامش» كترجمة إسماعيل بن علي بن الطبال
(7 اب ) وترجمة عبد الرحمن بن علي الموصلي (77أ) .
) حذف بعض الأحاديث بأسانيدها وذلك في ورقتي 43 و 117 مع
التصريح بأن المؤلف أسقطهما .
* ) ضبط الأعلام والكلئات التي أخطأ الناسخ في كتابتها - وهي كثيرة نهنا
) إضافة الفقرات والجمل والكلمات التي أسقطها الناسخ سهواً وهي عديدة
(1) ذكره عبد الله يوّضْف « عمي » ثماني مرات بهوامش الورقات 110 4 160 هب ؛ ذهب 4 1111
(1) وقد ذكر السخاوي اثنين وعشرين عالماً من عائلة الزرنديين ترجمهم في كتابه الوه اللامع 34 71+
خحتحلاء حداء حثلل ملز تلتحا ع
تاريخ وفاة شيخين كلاهما توفي بعد رمضان سنة 46لاه » أي بعد انتهاء قراءة
النسخة على المؤلف :
أوّلهما في ورقة 4/أ في ترجمة عبد الرحمن بن عبد الحليم ابن تيمية نصه :
وثانيهما في ورقة ]17١ في ترجمة محمد بن جابر الوادي آشي نصه : توفي
محمد بن جابر في ربيع الأول سنة 44لاه .
وكلا التهميشين بخط مغاير لخط عبد الله الزرندي وخط الناسخ حسين بن
المعلومات .
لحيس النسخة :
وانتقلت النسخة بعد ذلك من دمشق الى القاهرة ليحبسها مالكها القاضي عبد
الذي سُجُل في وجه الورقة الأولى من المخطوط . ونصه : « وقف وسيل وحرم هذا
الجزء المبارك على طلبة العلم الشريف ينتفعون بذلك على الوجه الشرعي » العبد
الفقير الى الله تعالى + الراجي عفوربّه الجليل عبد الباسط بن خليل الشافعي ّّ
الكافوري”' بالقرب من حمام نتكز ؛ وشرط الواقف المشار إليه ان لا يخرج من
يدُلونَهُ إن الله سميع عليم 6 بتاريخ ثاني عشر ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين
+ 181 القرآن : البقرة )(
وأسفل نص التحبيس على اليمين شهادة أحد العدلين بما نصه : «شهد بذلك
محمد بن أبي بكر المالكي » . وعلى الشمال شهادة العدل الثاني وهي : « شهد
بذلك عبد العزيز بن سعيد ...996 .
وبهامش التحبيس على الشمال تَمَلُكُ نصه : « في نوبة محمد بن ابراهيم بن
الكوبلة ».
وقد وضع المحبس ختمه وهو صغير ذو شكل داثري بأعالي الورقات ١أ 6
كما وضع على الورقتين الأولى « أ » والأخيرة « ب » ختم بيضوي الشكل هو
ختم الكتبخانة المصرية ( دار الكتب المصرية ) وسُجّل عليه رقم المخطوط بهذه
المكتبة وهو ( نمرة 16 مصطلح ) .
أما المحبّس فهو زين الدين عبد الباسط بن خليل الدمشقي ثم القاهري .
دمشقي انتقل الى القاهرة ب في الوظائفت السامية كنظر الخزانة والكتابة ونظر
الجيش والقضاء وغير ذلك . قال السخاوي : « اشترى في أثنائها بيت تنكز فَاصلَّحَهُ
أواخر سنة ثلاث وعشرين » (8717ه ) .
فنزل فيها رجال العلم كابن الجزري وغيره . ووقف عليها مكتبة منها هذه النسخة من
المعجم الكبير للذهبي التي ربما يكون قد جاء بها معه من دمشق عند قدومه الى
وقضى عبد الباسط بن خليل حياة سياسية صاخبة مليشة بالتقلّبات فأقام
. كلمة غير واضحة )١(
. 974 عبد الرحمن زكي : موسوعة مدينة القاهرة )1(
بالقاهرة ثم بالحرمين الشريفين ودمشق وبيت المقدس . ثم عاد إلى القاهرة في آخر
وأول الشاهدين في وقف نسخة معجم شيوخ الذهبي على الخانقاه الباسطية هو
محمد بن أبي بكر ( شمس الدين ) العندلي ثم القاهري المالكي لازم العزين جماعة
وكتب نحواً من 588 مصحف وكثيراً من نسخ صحيح البخاري وغيره . قال عنه
السخاوي : « تنزّل في صوفية الباسطية أول ما فُبِحَتُ بل كان أحد من شهد عليه
اني ين فلم نعثر له على
ترجمة .
- والله ولي التوفيق -
+ 19 - 34 :4 ترجمة السخاوي ترجمة وافية في الضوه اللامع )١(