جام ع أخبارالنساء منسيرأعلامالنبلاء
أمابعد
عبدالرحمن الموسوم (أخبار النساء في سير أعلام النبلاء)!'" وأنه لجهد كبير
وعمل جليل وتقريب من موسوعة يشق الاطلاع على كل ما فيها من تراجم
الصالحات العارفات لضعف الهمم والعزائم . فشكر الله سعي أخينا خالد على
هذا العمل المبرور وضاعف له المشوبة ونفع بمثلفه الجليل كل من طالعه من
الرجال الصالحين والنساء الصالحات آمين .
محرره في يوم الخميس المبارك الموافق 17/ 1/7 47١ه الثالث عشر من
شهر ربيع الأول عام واحد وعشرين بعد الأربعمائة والألف من الهجرة
صالح بن عبدالله بن فريج التميمي
القاضي المتقاعد وإمام وخطيب جامع الأمير سلطان بعفيف
)١( كان هذا اسم الكتاب قبل التعديل.
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره» ونعوذ باالله من شرور أنفسناء
وسيثات أعمالناء؛ من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .
[سورة آل عمران الآية -]1١7
©©6 [سورة النساءء الآية 1]..
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه
ضلالة في النار؟.
محدث العصر الشيخ الالبافي رحمه الله؛ رسالة لطبفة جمع فيها طرق أسانيدها إلى النبي في
فإنه لا يخفى على أحد من المنصفين الصادقين مبلغ ما وصل إليه من الرفعة -
الرعيل الأول الذي رباه الرسول محمد »على مكارم الأخلاق
وسمو الأعمال وعظمة الأمجاد» فأيقظ الشرق وهز الغرب» وانطلق لإنقاذ
البشرية كلها من الوثنية والهمجية والانحطاط والذلة والهوان والضيم» وسار
بالمؤمنين والمؤمنات في طريق المجد والعظمة والرفعة والإرتقاء إلى أعلى المنازل
فكان من هذا الارتقاء والسمو إخراجهم من ظلمات الكفر والجهل والشرك
والظلم والطغيان إلى نور الإيمان والعلم والتوحيد والعدل والإنصاف» ولقد
الجندي البطل الذي تخرج في الجامعة الكبرى؛ جامعة محمد كلإ
الحقيقة ويعلو بها صوته في وجه الظلم والطغيان وينطق بها مدوية في معقل
الكفر والإلحاد» فيقول ربعي بن عامر رضي الله عنه لأحد طغاة الكفر
والإلحاد وهو رستم قائد الفرس» عتدما مله هذا الطافية المتغطرس السافر في
عَيّه: ما الذي جاء بكم إلى هنا؟! فرد عليه البطل المغوار والفارس الهمام
والجندي المهاب قال: لقد ابتعثنا الله لتخرج من شاء من الناس من عبادة العباد
إلى عبادة رب العباد وحده لا شريك له» ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام»
)١( ما أصدق هذه الكلمات وما أعظمها ما أبلغها ففيها إشارة واضحة» وحقيقة ناصعة تلن على مدى
الزمان والمكان» في أذن كل سامع وعقل كل مفكر أن غاية الفتح الإسلامي ليس استعماراً للشعوب»
كما هو حال الاستعمار الغربي وغيره؛ ولكن غايته الكبرى إنقاذ البشرية مما هي فيه من ضلالات+
ووثنيات وجهالات» والسير بها إلى ذرى المجد والعز والرفعة والعظمة والفضيلة.
يتصور العقل البشري أن يحدث مثل هذا الإصلاح السريع والتغير الشامل
الجميع نواحي الحياة» وهذا التحول العظيم في أمة كانت تعيش في فوضى
الجاهلية والوثنية؛ وتتيه في ظلمات بعضها فوق بعض» فأصبحت خير أمة
نعم : هذا الحبيب المصطفى كه يعرض نفسه على القبائل في المواسم
وغيرها ويدعو قريش ليلاً ونهاراً سراً وعلانية ويُطرد في شعاب مكة وينتهى به
الأمر وتلجئه الظروف والأوضاع المنتكسة التي كان يعيشها أهل مكة إلى الفرار
يأتي به وبصحبه ولكن تجاه الله سبحانه وتعالى بقدرته”""» ووصل إلى المدينة
حاضتة الإسلام الأولى فأخذ يرسي قواعد هذا الدين ويدعم أركانه؛ فتخرج
على يديه كِةٍ جيلاً ما عرفت ولن تعرف البشرية بمثله وعقمت الدنيا أن تأتي
آلاف مقاتل تخرجوا جميعاً من جامعته الكبرى!".
المشارب وتغيرت الحقائق وتحدتٌ الروييضة وخطب الدجال من على المنبر!
لكن مازال في الأمة بقية .
)١( ارجع في بيان ذلك إلى تفسير قوله تعالى: : كم حر أ ةأخْرِجَت لاس » + . . الآية؛ [صورة
آل عمران: آية )11١(
() انظر في ذلك حادث هجرة النبي ف في كتب السير والمغازي وكيف كانت عناية الله به
©) انظر في ذلك سيرة النبي فَقِةِ في مصادرها من كتب السير والمازي مع الوقوف طويلاً عند كل
مرحلة مرت بها حتى تتحقق لنا الفائدة من مطالعة سيرته قي +
جام أخبارالنساء منسيرأعلام النبلام
المجد التليد» والذكر اللامع» والتاريخ الناصع » أملاً بالاعتبار والنهوض +
وإن كانت نماذج الرجال كشيرة؛ فنماذج النساء لا تقل أهمية من حيث
الكيف فالمرأة المسلمة في صدر الإسلام لم تكن أقل ثباتاً في دينها من الرجل
ولا أقل تضحية وبذلاً في سبيل عقيدتها؛ فقدٍ ضربت أروع الأمثلة في هذا
الملجال» فضحت من أجل إسلامها بكل ما تملك مستهينة بكل ما يصيبها من
ظلم وتعذيب واضطهاد وطرد وتشريد وموت وقتل في سبيل عقيدتها .
هذا من حيث الكيف» أما من حيث الكم؛ فمعلوم أن المرأة تشكل نصف
أهميتها البالغة ودورها العظيم في بناء المجتمع ٠
المرسوم» كانت لبنة صالحة في بناء مجتمع إسلامي متماسك قوي الأخلاق»
متين الدعائم .
ولهذا نجد أن الإسلام قد اهتم بالمرأة اهماما بالغاً وأحاطها بالتربية»
والرعاية وشرع لها من الحقوق بما يلاثم تكوينها وفطرتها ما لم تعهده أمة من
وبهذا الاهتمام العظيم صاغ الإسلام تلك المرأة المسلمة التي كانت وراء
هؤلاء العظام الأفذاذء الذين ملأوا الأرض بالحكمة والعدل» وركزوا ألويتهم
)١( لقد كانت المرأة في عصر ما قبل الإسلام مهضومة الحق كسيرة الجتاح لا يُلتفت
مصون تهنا بحياة طيبة كريمة
«إن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة. ..»
وقد صدق الشاعر حافظ إبراهيم رحمه الله إذ يقول:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباآطيب الأعراق
الأم روض إن تمهده اليا بالري أورق أيما ايراق
الأم أستاذ الأساتذة الأولي شغلت مآئر هم مدى الآفاق
وتبرز بروز الشر» وتنطمس معالم الخير ذ نفسهاء فإنها ستنقلب آنذاك إلى
سلاح فتاك ينذر بتدمير الأأم وانهيارها وتمزيقها شر مزق" .
ومن أجل هذا نجد أن قائد الأمة الأعظم ومعلمها الأول كله قد حذر أمته
من خطر المرأة في حال انحرافها كما حذر من خطر التكالب على الدنياء فعن
النساء» . وفي رواية أخرى «فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)!".
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما - قال: قال النبي
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن رسول الله
)١( إن من طالع تاريخ وحضارات الاسم القديمة ووقف على أسباب تمزقهاء ونزول العقاب الرباني بها
وباهلهاء واصابتهم بالأمراض والأوجاع الفتاكة كما وقع لليبونان؛ والرومان» والفرس والهند ويابل
شرعه المولى جل وعلاء
(1) رواه مسلم في الذكر» باب أكثر أهل الجنة الفقراء برقم (77/47)
(©) جزء من حديث طويل أخرجه مسلم والترمذي» وابن ماجة» انظر جامع الأصول 4/4 80+
جامع أخبارالنساء منسير أ علام النبلاءم
وروى أبونعيم في الحلية بسنده عن حسان بن عطية قال : ما أُتيتٌ أمة قط إلا
من قبل نسائهم!"" َ
وقد أدرك الأبالسة من أعداء الإسلام الدور البارز للمرأة المسلمة في بناء
الأمة المسلمة منذ أن بايعت النبي كَِةٍ حتى اليوم كما عز عليهم أن تجود على
أمتها باالعلماء العاملين» والمجاهدين الصادقين أمثال: «أبي بكر؛ وعمرء
وأم حرام ومعاذة .<< و اع وا ...» و.. .)» ووجد هؤلاء
الأعداء بأن خير وسيلة لهدم الإسلام هي القضاء على عقيدة المرأة المسلمة
وسلب تلك البيعة الكريمة من يدها؛ والزج بها في مهاوي الرذيلة تحت
الشعارات والعناوين الضالة المضلة .
وها نحن أولاء نسمع أحد أقطاب المستعمرين يقول : «كأس وغانية تفعلان
في تحطيم الأمة الإسلامية أو المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع» فأغرقوها
فى حب المادة والشهوات».
971/5 حلية الأولياء: )١(
وجاء في بروتوكولات حكماء صهيون : «يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في
ضوء الشمس لكي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس+ ويصبح همه الأكبر
هو إرواء غريزته الجنسية» وعندئذ تنهار أخلاقه"".
نعم : إن الدارس لتاريخ الشعوب والأنم الإنسانية؛ والباحث في نشوء
عصرنا الحاضر.
الفكرية والسلوكية والعاطفية» بضوابط الحق والخير والإيمان والفضيلة
ووجهت التوجيه السليم إلى العمل النافع والإنجاز الصالح وهداية البشرية
وخيرها وفلاحها في الدنيا والآخرة» وبذلك تغدو كفيلة بالمساهمة في بناء
مجتمع إنساني صالح» ونشوء أمة عريقة راشدة» وتشييد صرح حضارة إنسانية
)١( هذه الأقوال ذكرها الدكتور عبدالله ناصح علوان رحمه الله - في كتابه القيم تربية الأولاد في
الإسلام 383/1 787 ونقلها عنه شيخنا الفاضل محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله
فليراجع هناك ففيه كلام قيم ومفيد في هذا الجال
- جامع أخبارالنساء من سير أعلام النبلام
الرذيلة في أنحائه؛ ودمار الل العليا والقيم الأخلاقية الرفيعة في آفاقه»
فالمرأة في صلاحها واستقامتها من أهم عناصر بناء المجتمع الإنساني الأمثل
ومن أعظم مقومات الحياة الإنسانية الراشدة .
شريكة الرجل في إعمار الكون وبناء الحضارة.
من التدني والانحطاط ما أهلها إلى أن تسوق الأمة إلى مستقع الجاهلية
ومن أجل ذلك وغيره قمنا بوضع هذا المؤلف الذي يحوي بين دفتيه أكثر من
مئة وعشرين ترجمة لنساء الأمة الذي حفظ لهن التاريخ دورهن الرائد في بناء
الأمة الإسلامية منذ بزو فجر الإسلام المشرق وعلى مر العصور المتوالية له.
فهذا الكتاب عبارة عن جمع تراجم النساء اللاتي ترجم لهن الإمام شمس
الدين الذهبي رحمه الله في موسوعته القيمة المسماة بل(سير أعلام النبلاء)
الكتاب الضخم .
فكان الكتاب-المُوَلَفٌ بحق زاداً للمرأة المسلمة على طريق الحق ونبراساً