الأسانيد والمتون +
فاختص الله - تعالى - ثُلَّ ين أهل العلم لحمل هذا التكليف » فقاموا بواجبهم على
ع وجه » ونقلوا لنا الشنة النبوية المطهرة - علئ صاحبها الصلاة والسلام - خالصة من
كل كدر » سليمة من كل شوب ؛ وبينوا كل صغيرة وكبيرة تتعلق بأدق أحوال الرجال »
العلم » واختصهم الله لحفظ الغنة المطهرة» الإمام يحل بن معين - رحمة الله عليه - +
تتحسر» وقد تتموا وتزدهر في زمن آخرء حَتّى ظهرت في الآونة الأخيرة كتب الكنة
المُطَهَرة باختلاف أشكالها وأصتافها ؛ من مسانيد » ومصنفات » وجوامع ؛ وصحاح +
سن » ومعاجم » وتواريخ » وطبقات » وغيرها » مُكٌوجة علئ أعلئ مستوئ من الخدمة »
أوضح قيمة هذا العلم الغبارك » وأنِن منزلة أهلة » لمن هَوْن من شأنه وشأن أصحابه »
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته . السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين -
أبو عمر محمد بن علي الازهري
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
الخميس ١/شعبان//77؟١ه
دراسةتمهيدية
>- أقوال أهل العلم فيه » وثناؤهم عليه ٠
-١١ مصادر ترجمته .
-١ وصف الكتاب .
-٠ أهمية الكتاب .
*- وصف النسخة الخطية
- تراجم رواة النسخة .
-٠ عملي في تحقيق الكتاب
+- نماذج مصورة من الأصل الخطي المعتمد في التحقيق .
المبحث الأول
ترجمة الإمام ابي زكريا يحيى بن معين لاله
(ا - 1779م) - زدلالا - دهم
مولاهم » البَغْدَاديّ ؛ إمام الجرج والتعديل والعلل .
ولد الإمام يَحْتَى بن معين - رضي الله عنه - سنة ثمان وخمسين ومئة'" » وذلك في
بقداد .
وطاف الأمصار ؛ وحَصّل ؛ وفتش عن الرجال » وكتب أحوالهم » فرحل إلى بلاد العراق
كان توسع الإمام الحافظ يحبى بن معين - رحمة الله عليه - في الرحلة والطلب »
مع ازدهار عصره بالعلم والعلماء سيا في كثرة شيوخه الذين تَلَمٌّ
عنهم واستفاد منهم »
و« تاريخ بغداد» 14/ 1801» و« سير أعلام النبلاء» 15/١ «مقدمة الكامل » لابن عدي )9(
ترجة الإمام يحبى بن معين
وتأثر بهم » وكان - رحمه الله - ينتقي شيوخه .
الفبارك» وحجاج بن محمد الأعور» وحفص بن غِياث» وجرير بن عبد الحميد»
ويحى بن سعيد القطان؛ وعبد الرحمان بن مهدي ؛ وعبد الصمد بن عبد الوارث +
وهشام بن يوسف ؛ وعبد الرزاق بن همام الصنعانيان» وأبو أسامة حماد بن أسامة +
ومحمد بن
غندر» ومروان بن معاوية؛ وعبد السلام بن حرب الملائى ؛ وعمر بن
عبد الرحمان الأبار؛ ومحمد بن يحتى بن أبي عمر العدني » وخلق سواهم لا يحصون
صحب الإمام يحتى بن معين - رحمه الله - في الطلب ؛ وشاركه في الأخذ عن
الشيوخ جماعة كبيرة من أهل العلم؛ قد وصف بعضهم بالحفظ » ومن هؤلاء : الإمام
أحمد بن حنبل» والإمام علي بن عبد الله بن المديني ؛ وأبو خيثمة زهير بن حرب»
وعبد الله بن محمد الممسندي » وماد بن السري» ومَسدّد بن مسرهد » وأحمد بن ألي
الحواري» وأحمد بن منصور الومادي» وأبو بكر بن أبي شيية؛ وعلي بن الجعد»
وسعيد بن منصور المروزي ؛ وأبو الأزهر.
وأخذ عنه العلم جماعة كبيرة من الحفَّاظ الأعلام » وكان أشهرهم : الإمام البخاري
محمد بن إسماعيل » والإمام مسلم بن الحجاج؛ وأبو داود السجستاني ؛ وأبو زرعة +
والعباس بن محمد الذُوري ؛ وحتبل بن إسحاق » وعبد الله بن أحمد الدورقي » وعبد الله
ابن أحمد بن حنبل » ويزيد بن الهيثم بن طهمان الدَّمّاق ؛ والمفضل بن غَشان الغلابي +
- )8231(/1١ » انظر في ذلك : « تهذيب الكمال » 1477(/71)» و« تهذيب التهذيب )١(
٠ سس مؤالات عثمان بن طالوت البصري
وإسحاق بن منصور الكوسج » وأحمد بن محمد بن القاسم بن مُحرز» وصالح بن محمد
جزرة » وإبراهيم بن عبد الله بن المجنيد الحُْلي وجمفر بن محمد الطيالسي » وأبو معين
الحسن بن عبد الجبار الصُوفي الكبير؛ وعبد الخالق بن منصور» ويعقوب بن شيية
السدوسي ؛ وعبد الله بن شعيب الصابوني ؛ ومحمد بن غبيد الله امار ؛ وهو آخر من
محدث عنه .
+- أقوال أهل العلم فيه؛ وتناؤهم عليه :
كان الإمام يحتى بن معين - رضي الله عنه - أمام زمانه في الحديث جرحًا وتعديلًا
ورواية وتعليلًا؛ وشهد له بالعلم والحفظ شيوخه قبل أقرانه وتلاميذه » وأقوال أهل العلم
الكذّين ؛ يني يحى بن معين ؟(" .
2- وقال أيضًا : « كل حديث لا يعرفه يَحْبى بن معين ؛ فليس هو بحديث 6 وفي
رواية : « فليس هو بثابت ؟!" .
3- وقال أبو زرعة الرازي وغيره » عن علي بن المديني : « دار حديث الثقات على
ستة » ثم قال : ما شذ عن هؤلاء يصير إلى أثنى عشر» ثم صار حديث هؤلاء كلهم إلى
ابن معين م(" .
(©) د مقدمة الكامل » لابن عدي /١ 177؛ وتفصيله في « العلل » لابن المديني ١( - 14)+
ترجة الإمام يحى بنمعين ١ رايس ١١٠
4- وقال صالح جزرة : « سمعت ابن المديني يقول : انتهى العلم إلى ابن معين 4(" .
5- وقال أبو بيد القاسم بن سل : انتهى العلم إلى أربعة : أبو بكر بن أبي شيبة
أسردهم له وأحمد أفقههم فيه ؛ وعلي بن المديني أعلمهم به » ويحتى بن معين أكتبهم
له»» وفي رواية : ١ أعلمهم بصحيحه وسقيمه ابن معين 6(" .
6- وقال صالح بن محمد جزرة : « أعلم من أدركت بعلل الحديث ابن المديني »
ويفقهه أحمد بن حنبل» واحفظهم عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيية؛ وأعلمهم
بتصحيف المشايخ يحتى بن معين » » وفي رواية عنه : 3 يحبى أعلم بالرجال والكنى 96 .
7- وقال محمد بن هارون القلأس المخرمي : « إذا رأيت الرنجل يقع في يحى بن
وكان الإمام يحتى بن معين - رضي الله عنه - على عقيدة أهل الكنة في الجملة
والتفصيل » وذلك يظهر ليا من أقواله في رواة الحديث » وأمًا وقوعه في مسألة
)١( « تهذيب التهذيب » )2713/1١ ؛ وسيأني هذا القول مَحٌوجا من طرق أخرى في النص الأول
من هذا الكتاب .
() « تهذيب الكمال » ١1477(/7)؛ ود تهذيب التهذيب » )671(/1١ +
(4) « تقدمة المعرفة» لابن أبي حاتم 313؛ و«تهذيب التهذيب 6 5713/1١
() هذه المسألة تُعرف بمسألة « خلق الْقرآن » وهي من المسائل الكلامية التى ابتدعها المعتزلة +
والجهمية ؛ وأهل الرأي والهوى ؛ وهي مسألة قديمة عندهم ؛ فكان أول من قال بلق القرآن :
أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي » قاله جماعة عنه ؛ منهم : صاحبه أبو يوسف القاضي +
وولده ماد بن أبي حنيفة ؛ « المجروحون » لابن حبان ؟/ 65 وسلمة بن عمرو القاضي ؛ <
2- وقال أيضًا : «القرآن كلام الله ؛ وليس
3- وقال أيضًا : «الإيمان يزيد وينقصٌ قَوْلٌ َعَعَلٌ )©
يَشيم أبا بكر وشعر ونان م .
- «تاريخ أبي زرعة الدمشقي» (1770) .
وهذه المسألة قد وأدها في مهدها أصحاب الحديث ؛ وردوها في نحور ميتدعيها ومروجيها
دهرا ؛ عَنَّى أحياهاء ونفث في نار فتتها» وتولى كبرها : بِشْرًا المرنسِيٌ ؛ وابن أبي دُواد؛
قليلة ؛ كان في مقدمتهم الإمام الفججل أبي عبد اللَه أحمد بن حنبل - رضي الله تعالى عنه - +
وظّلّ امتحان الناس دهرا مذ ُبوع الفتنة أيام الخليفة المأمون » وحن رفع الله المحنة والبلاء
أيام الخليفة المتوكل على الله سنة سبع وثلاثين ومثتين .
وانظر في ذلك : كتاب «محنة الإمام أحمد بن حنبل» للإمام عبد الغني بن عبد الواحد
المقدسي المتوفئ سئة ست مثة - رحمه الله - » ومقدمة تحقيقي ل العلل ومعرفة الرجال ؟
٠١ - و «سؤالات ابن أبي شيية » ا - 8 وكلاهما للإمام علي بن المديني -رحمه الله -.
١1789 تاريخ الدوري» عن ابن معين» (1370 و « )١(
() «تاريخ الدوري» (1318) +
() «تاريخ الدوري؟ (1140 )4477
(4) « تاريخ الدوري» (1740) +
ترجمة الإمام يح ى بنمعين راس ١“
قال ابن الرومي : ما رأيت أحدًا قط يقول الحق في المشايخ غير يحبى !9 .
وقال هارون بن معروف : « قدم علينا بعض الشيوخ من الشام » فكنت أول من بكر
عليه » فسألته أن يملي عل شيا » فأخذ الكتاب يملي ؛ فإذا يإنسان يَدُقُّ الباب . فقال
الشيخ : من هذا ؟ قال : أحمد بن حنبل » فأذن له » والشيخ على حالته » والكتاب في يده
لا بتحرك» فذكر أحمد بن الدورقي » وعبد الله بن الدومي» وُهير بن حرب كلهم
معين . فرأيت الشيخ ارتعدت يده ؛ ثم سقط الكتاب من يده ؛!" .
وقال هارون بن بشير الرازي : « رأيت يحى بن معين استقبل القبلة رافًا يديه يقول :
اللهم إن كنت تكلمت في رجل » وليس هو كذابًا فلا تغفر لي 9 .
وقال الأثرم : «رأى أحمد» ابن معين بصنعاء يكتب صحيفة معمر» عن أَباتَ + عن
أنس ؛ فقال له أحمد : تكتب هذه الصحيفة وتعلم أنها موضوعة » فلو قال لك قائل : أنت
تكلم في أبان» ثم تكتب حديثه على الوجه ؟ فقال يحتى : نعم » اكتبها فأحظها وأعلم
عن أنس » فأقول له : كذبت إنما هو عن معمر؛ عن أبان» لا عن ثابت 96 .
حُبّبٌ إلى الإمام يحتى بن معين - رحمه الله - كتابة الحديث ؛ وكان يشتهي جمع
١ )631(/1١ «تهذيب التهذيب» )١(
(1) «مقدمة الكامل في ضعفاء الرجال » لابن عدي ١/177ء و«تهذيب التهذيب» /١١
(©) «تهذيب التهذيب» ١11(/1ة) .
(4) «تهذيب الكمال » 1977(/71) » و « تهذيب التهذيب 6 )671(/1١ +
وقال أيضًا : «لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجهًا ما عقلناه م .
أ كع على شيخ ثقةٍ
وقال مجاهد بن موسى : « كان ابن معين يكتب الحديث تِقًا وخمسين م 6 .
سفطًا ؛ وسمعته يقول ؛ كل حديث لا يوجد هنا » وأشار بيده إلى الأسفاط فهو كذب م .
وقال علي بن المديني : دما أعلم أحدًا كتب ما كتب يحى بن معين !9 .
ولم يكتف الإمام يحتى بن معين - رحمه الله - بكتابة الحديث عن الثقات
فحسب » بل تعداه » فكتب أحاديث الضعفاء والكذَّين ؛ وذلك لِجَيِن عوارها ؛ ويفضح
أمرراويها » وقد تقدمت قصة كتابته صحيفة أبان بن أبي عَباش » عن أنس » وهو يعلم أنها
موضوعة .
وقال - رحمه الله -: « وأى صاحب حديث لا يكتب عن كذاب ألف حديث 6 .
174/١ «مقدمة الكامل في ضعفاء الرجال » لابن عدي )١(
() «تاريخ بغداد» 174/14: ودتهذيب الكمال» 2)1477(/71 ودسير أعلام النبلاء»
77/١ و«تهذيب التهذيب؟ -)871(/1١
() « تاريخ الدوري» )477١( و« تهذيب التهذيب» )71(/1١ +
(ه) «تهذيب التهذيب؟ )2113/1١ +
() «لسان العرب » لابن منظور 7071/73
(0) « تاريخ بغداد» 0178/14 « تهذيب التهذيب » )671(/1١ +
(8) «مقدمة الكامل في ضعفاء الرجال» ١174/1١