الطبقة الثالثة : ومنهم الصدوق؛ الورع؛ الثبت الذي ييم” أحيانا - وقد قبله الجهابذة النقاد »
يكتب من حديشه الترغيب والترهيب والزهد والآداب . ولا يحتج بحديثة في الحلال والحرام +
أهل الصدق والأمانة » ومن قد ظهر للنقاد العلماء بالرجال أولٍ المعرفة منهم - الكذب +
أئمة النقد للرواة : هذا وقد عرف جماعة من علماء السلف بأنهمأئمة الجرح والتعديل وهم طبقات
أيضاً . ومن أولئك العلماء الجهابذة وهم قدوة في الدين ونقاد لناقلة الآثار .
فمن الطبقة الأولى : بالحجاز » الإمامان مالك بن أنس وسفيان بن عبينة +
وبالعراق الأئمة : سفيان الثوري » وشعبة بن الحجاج وحماد بن زيد .
وبالشام : الإمام عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الأوزاعي وبذلك وردت شهادات الاعلام منهم عبد
الرحمن بن مهدي قال ؛ أئمة الناس في زماننا أربعة :
سفيان الثوري بالكوفة » ومالك بالحجاز » والأوزاعي بالشام وحماد بن زيد بالبصرة +
قاعدة في المورخين
ولماكان تأريخ الرجال وخاصة رواة الحديث منهم يدغل ضمن إطار المباحث التاريخية لذلك كان
لا بد من عرض مقالة أهل الاختصاص بهذا الشأن عنيت ما ذكره الإمام تج الدين السبكي (771) ه
إن أهل التاريخ ريما وضعوا من أناس ورفعوا أناس إما لتعصب » أو لجهل أو جرد اعتاد على نقل
من لا يوثق به أو غير ذلك من الأسباب .
والجهل في المؤرخين أكثر منه في أهل الجرح والتعديل » و كذلك التعصب » قل أن رأيت اريخا
الأئمة - والده - حيث قال يشترط في المؤرخ :
١ - الصدق .
١١ - ١ الرازي ؛ الجرح والتعديل » القدمة - ٠
+ - وأن يكون ذلك الذي نقله أخذه في المذاكرة » وكتبه بعد ذلك ,
؛ - وأن يسمي المنقول عنه فهذه شروط أربعة فياينقه .
ويشترط فيه أيضا : ما يترجه من عند نفسه» وما عساء يطول في التراجم من النقول ويقصرء
١ - أن يكون عارفاً بحال الترجمة » علمآ ودين وغيرهما من الصفات
3 - أن يكون حسن العبارة » عارفا بمدلولات الألفاظ .
© - أن يكون حسن التصور » حقى يتصور حال ترجمته جميع حال ذلك الشخص ويمبر عه
بعبارة لا تزيد عليه » ولا تنقص عنه .
+ - أن لا يغلبه الهوى » فيخيل إليه هواء الاطناب في مدح من يحبه » والتقصير في غيره ,
بل اما أن يكون مجرداً عن الهوى وهو عزيز . واما أن يكون عنده من العدل ما يقهر به هواء »
ويسلك طريق الانصاف .
وأصعب هذه الشروط الاطلاع على حال الشخص في العلم» فإنه يحتاج إلى المشاركة فيعلمه والقرب
عام الجرح والتعديل
نقد لهذا البحث بعبارة ابن دقيق العيد ( اعراض المسلمين حفرة من حفر النار » وقف عليما
المحدثون والحكام )!0 فقول: وعلى الرغم من ذلك فلا بد صيانة لحديث رسول الله كل من الخوض في
هذا اليدان فنقول :
- هو عل يبحث فيه عن جرح الرواة وتعديلهم بألفاظ مخصوصة » وعند مراتب تلك الألفاظ .
رتبتسه : هذا العلم من فروع علم رجال الحديث » والكلام في الرجال جرحاً وتعديل ثابت عن
رسول الله يم ثم عن كثير من الصحابة والتابعين فمن بعدهم » .وز ذلك تورعاً وصوناً الثريمة
لا طعنآ في الناس » وكا جاز الجرح في الشهود جاز في الرواة ' والتثبت في أمر الدين أولى من التثبت
في الحقوق والأموال ".
وقال ابن عبد البر : هذا باب قد غلط فيه كثير من الناس وضلت به ابنة جاهلة لا تدري ماعليها
والعمل فيها من المشاهدة والمعاينة لذلك مما يوجب قوله من جهة الفقه والنظر +
- واما من لم تثبت إمامنه » ولا عرفت عدالته » ولاصحت لعدم الحفظ والإتقان روايته فانه
ينظر فيه إلى ما اتفق أهل العلم عليه » ويجتهد في قبول ما جاء به على حسب ما يؤدي النظر إليهء
والدليل على أنه لا يقبل فيمن اتخذه جمبور من جاهير المسلمين إماماً في الدين - قول أحد من
الطاعنين » أن السلف رضوان الله عليهم قد سبق من بعضهم كلام كثير في حال الغضب » ومنه مامجل
على بعض ف ارون تغاير التيوس في الزريبة +
ومثل هذا القول نقل عن مالك بن دينار وأبي حازم الذي قال : سمعت أبي يقول : العلماء كانوا فيا
وإذا لقي من هو مثله ذاكره .
هونه فهلك الناس +
ولاحجة ترجبه !0
قال العز بن عبد السلام : تحت فصل البدع ما نصه :
البدعة فعل مال يعهد في عصر الرسول كَل ٠
وبعد تقسيمه البدع : إلى بدعة واجبة » وبدعة محرمة » وبدعة مندوبة » وبدعة مكروهة »
وبدعة مباحة ... قال : والبدع الواجبة أمثلة » منها :
الكلام في الجرح والتعديل لتمبيز الصحيح من السقيم » وقد دلت قواعد الشريسة على أن حفظط
الشريعة فرض كفاية فيا زاد على القدر المتعين » ولا يتأتى حفظ الشريعة إلا بما ذكرياه !" .
٠ الجاع اج ع دا » - قواعد الاحكام ج١80 ء
واستدرك السخاوي على هذا القول مما بلي +
وإدراجه لذلك ( الجرح والتعديل ) في البدع ليس بجبد فقد قال بك : نعم الرجل عبد الله »
المسيب عن أبي هريرة رفعه : إذا علم أحدم من أخيه خيراً فلبخبره به فإنه تزداد رغبته في الخير »
وقال : إنه لا يصح عن الزهري » وروى عن ابن المسيب مرسلاً ومنها ما الطبراني بسند ضعيف من
حديث أسامة بن زيد رفعه ( إذا مدح المؤمن را الاجان في قله ) 99
المصنفات التي ألفت في الضعفاء والمجروحين
نال هذا النوع من التاريخ حظه الأوفر من العلماء سلفا وخلفاً وكانللامام البخاري صاحب الصحيح
القدح المعلى في هذا الميدان وتوالى العلماء من بعده ما بين موجز ومسهب . وها نحن نورد طائفة من
اسماء المؤلفين و كتبهم المعروفة :
. ) كتاب الضعفاء الكبير للبخاري ( مخطوط - ١
» - كتاب الضعفاء الصغير له ( طبع ) »
+ - الضعفاء والمتروكون للنسائي ( طبع ) +
+ - الكامل لابن عدي الذي نقدم له » وسبق أن حقق الجزء الأول منه الفاضل الحقق ( السيد
- الضعفاء والمقرو كون لعلاء الدين علي بن عثمان المارديني
+ - كتاب الضعفاء : للحافظ البرقي اي عبدالله مد ين عبدالله المصري (344) م ء
- كتاب الضعفاء لأبيحاتم بن حبان البستي (751) وهو كتاب كبير » والدارقطني حواشعلية.
+ - كتاب الضعفاء العقيلي محمد بن عمرو الحافظ المنوفي سنة (0) ها ء
- كتاب ابي نعم الجرجاني الاستراباذي عبدالملك بن مد (7 )ها
٠ - كتاب الفتح الأزدي مد بن حسين الموصلي نزيل بقداد ( 64 ) ه » ومؤلفه قوي النفس
في الجرح كا ذكره الذهبي في الضعفاء .
١ - كتاب الكامل لابن عدي الذي نقدم له ذكر فيه كل من تكل فيه ولو من رجال الصحيحين
وذكر في ترجمة كل واحد حديثا » أو أكثر من غرائيه ومناكيره وهو من امل كتب الجرح » جمع
أحاديثه اين طاهر » ورتبها على حروف المعجم في مؤلف » وذيل على الكامل اين الروميه أبوالمباس
أحمد ين مد الاندلسي المتوفى سنة 7+ ه بكتاب سياه ( الحافل في تكملة الكامل ) ولابن طاهر
١٠7 - كتاب الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي (547 ) ه وذيل عليه الذهبي واختصره وذكر
ما فاته في ميزان الاعتدال .
١+ - ميزات الاعتدال في نقد الرجال للذهبي ابي عبدالله مد بن أحمد المتوفى سنة (74)ه جمع
فيه كتاب ابن الجوزي وما ذيل عليه » وسلك فيه مسلك الكامل لابن عدي بذكر كل من تكلم فيه
ما عدا الاغة .
ولاين كثير عليه كتاب التكملة » وهو نفيس +
وللعراقي ذيل عليه في مجاد»؛وقد حرره وزاد عليه الحافظ ابن حجر المسقلاني في كتاية ( لمان
الميزان ) ول يذكر فيه من تقدم له ذكر في كتابه ( تهذيب التبذيب ) . ثم اختصره في تقوم الميزات
وتحرير اللسان ) +
ولأبي زيد الفاسي عبد الرحمن العراقي الفاسي المتوفى ( 734؛ ) مختصر الميزات +
وللحافظ برهان الدين اللي كتاب ( نقل الحميان في معبار الميزان ) . قال ابن حجر
النظر فيه +
وللفناوي كتاب انتقاء من اللسان ب
يمن
فيه الموضوع والمشكر والمتروك ورتبه على حروف المعجمء
١٠ - كتاب المفني للذهبي » وهو مختصر يذكر فيه لكل واحد ما صح فيه بكلمةٌ واحدة +
١ - كتاب ( الضعفاء ) والمنسوبون إلى البدعه من الحدثين لأبي يحيى الساجي الفقيهالبصري'!'
+ * تنزيه الشريعة » مقدمة المحقتى ( ي ) ومقدمة الكامل - ١
بيان خطة ابن عدي في هذا الكتاب
( الكامل )
قال اللكنوي ما نصه :
قد اكثر علماء عصرنا من نقل جروح الرواة من ( ميزان الاعتدال ) مع عدم اطلاعهم على أنه
ملخص من ( كأمل ) ابن عدي » وعدم وقوفهم على شرطها فيه في ذكر احوال الرجال فوقعوا في
الزلل » واوقعوا الناس في الجدل . فان كثيراً مما ذكر فيه الفاظ الجرح معدود في الثقات من الجرح »
فليتبصر العاقل » وليتنبه الجاهل » وليتجنب عن المبادرة إلى جرح الرواة بمجرد وجود الفاظ الجرح
وقال الذهبي في ديباجة ميزانه: وفيه من تلكلّم فيه مع ثقته وجلالته بأدنى لين؛وبأقل تجريح
ذكرته لضعف عندي "١
ومن الشواهد على قوله هذا ما جاء في ( ميزانه ) في ترجمة ( جعفر بن إباس الواسطي ) أحد
الثقات أورده اين عدي في ( كامله ) فأساء » وال في ترجمة ( حماد بن أبي سليان الكوفي ) شيخ
الإمام أبي حنيفة:
- سمع من أنس » وتفقه بابراهم النخمي > روى عنه سفيان 6 وشعبة + وأبو حتيفة وخلق +
وقال في ترجة ( حتُميد بن هلال ) أحد الأجله » هو في ( كامل ) ابن عدي مذكور » فلهذا ذكرته
وإلا فالرجل حجة 9 .
وقال في ترجمة ( ثابت البناني ) قلت : ابت ثابت كاسمه » ولولا ذكر ابن عدي له ما ذكرته !*.
وقال في توجمة ( أحمد بن صالح المصري ) قال ابن عدي : لولا أني شرطت في كنابي أن أذكر كل
فيه » لكنت أجل أحمد بن صالح أن أذكر 7١
+ 61١ الرقع والتكميل - ١
د اليزان جايو
- اليزانق حول 2
وقال في ترجمة أشعث بن عبد الملك الجراني » قلت انما أوردته لذكر ابن عدي له في (كامه ) ثم
انه ما ذكر في حقه شيء يدل على تليينه بوجه » وما ذكره أحد في كتب الضعفاء أبداً» نعم ما اخرجا
لذ في الصحيحين فكان ماذا 991
وقال اللكنوي تحت عنوان : فمن المشددين في باب الجرح والتعديل : .. منهم : ابن حبان +
له مبالفة في الجرح في بعض المواضع » قال الذهبي في ( ميزان الاعتدال ) في ترجمة ( أفلح بن معيد
المدني ) بعد أن وثقه ... قلت : ابن حبان ربا قصب [ عاب وشتّ] الثفة حتى كأن لايدري ما
يخرج من رأمة !0 .
وقال السبكي في ( شفاء انسقام ) وأما قولاين حبان ان النعيان بن شبل يأتي عن الثقاتبالطامات
من التاريخ الكبير للبخاري فكانرا نحواً من ( 199 ) رجلا" .
موضوعات الكامل
وقسم ابن عدي كتابة الكامل إلى قسمين :
الأول : مقدمة احتوت على ذكر اساء أئمة الثقاد الذئ يقبل قولهم في رواة الاخبار وصفاتهم
فقال : وهم في المرتبة التي يسمع ذلك منهم » ويقبل قولهم فيهم لمعرفتهم بهم إذهو عل يدق » ولا
وقال : وأنا ذاكر أساميهم ومب فيهم الوجه الذي استحقوا به قبول قوهم في رواة الأخبار .
الثاني : وهو مقسم إلى ثلاثة كتب ينتقل به إلى صلب الكتاب ذكر فيهركل من ذكر بضرب من
الضعف ومن اختلف فيهم فجرحه البعض وعداله البعض الآخر فقال : ومرجح قول أحدهما مبلغعامي
من غير محاباة» وذاكر لكل رجل منهم مما رواه ما يضعف من أجل أو يلحقه بروايته. وقال,» صنة
على حروف المعجم ليكون سلا على من طلب راوياً منهم 4 ولا يبقى من الرواة الذين لم أذكرم إلا من
هو ثقة أو صدوق ول يصنف على حرف المعجم إلا الحرف الأول من الاسم .
بيروت في ٠١ جادى الأول منة وئز1ه.
٠٠ آذار سنة أذح1
البزان ٠ 74 - ١ والأجوبة الفاضلة 174 +
ا ا + - تنزيه الشريعة » المقدمة - ي + م - الكامل : مقدمة المؤلف +
عمل دار الفكر
حين أصدر العالم الفاضل الاستاذ اذ صبحي البدري السامرائي المقدمة من كتاب الكامل في ضعفاء
الرجال ( طبع في بغداد دون ذكر سنة الطبع ) ) انتظرنا طويل أن يقوم الاستاذ الفاضل بإصدار بقية
أجزاء الكتاب . ثم بلغ إلى علمنا أن بقية الأجزاء لن تصدر ونظراً لأحمية الكتاب قمنا بالتفتيش عن
مخطوطات الكتاب فحصلنا على :
أ صورة عن نسخة مكتبة السلطان أحمد الثالك في استانبول ( طاب قبوسراي ) وقد كتبت
من ٠ ه وهي تحت رقم 744 وهي نسخة كام في 1+ ٠ ورقات مكتوبة بخط نسخ جيد في
أولها إلا أن الخط في آخرها لايستمر بنفس الجودة وقد اعتمدناها لكونها كاملة ومرتبة +
ب - صورة عن نسخة المكتبة الظاهرية بدمشتىق وهي أقرب إلى عصر المؤلف وهي من رواية
وهذا يجعلها موثوقة ودقيقة؛ إلا أن الذيحال دون أن تكون النسخة المعتمدة في تحقبقنا هو أنهاناقصة
المقدمة والأجزاء الثلاثة الأول لهذه الأسباب جعلنا هذه النسخة المراجعة والمقابلة ولتصحيح
ج - نسخة أخرى موجودة في استانبول حصلنا على صورة مشهامنبغداد وقدتناوبأكثرمنواحد
كما استفدنا من المقدمة
وبعد مقارنة النسخ قام بها مختصون كلفت بجموعة من الثقاة بنسخ المخطوطة نسخا دقيقاً
ثم كلفنا الاستاذ الشيخ سل يوسف بإعادة التدقيق وقد قام بذلك مشكوراً كي كلفنا الدكتور
سهيل زكار استاذ التاريخ الإسلامي مجامعة دمشق بالمراجعة النهائية والتعريف بالرجال الذين جاء ابن
تصرفنا مما ساعدنا على إمام العمل بشكل مرضي . كما قام الاستاذ يوسف الشيخ مد البقاعي بمراجعة
وقام آخرون بتدقيق
الكتاب وتصحيح بروفات المطبعة وقد قام بتصحيح ما يمكن أن يكون خطاً من الناقل أو النامخ
اما اللحن وهو كثير فقد ترك كما هو للأمانة العلمية » لأن ابن عدي عرف باللحن .
بعد هذا العمل الجاد المضني كان لا بد من تكملة الطريق فلاحقنا الكتاب إلى الطبعة وبقينا مشابرين
ووضعها بين قوسين قرآنيين » أما الأحاديث النبو وضعنا ما فعل الرسول جك ضمن مزدوجين
د » وما قاله ضمن حاصرة [ ] وبذلك نكون قد سهلنا على القارىء الكريم مايحتاج إليه من
ولم نكتف بذلك فقد كلفنا لجنة من الختصين بمراجعة الكتاب حين أصبح في مراحل النهائئية
ناشدين بذلك أن نكون قد قمنا بخدمته با يستحق +
ونقوم بعمل فهرس لأعلام الكتاب وفهرس للأحاديث النبوية وفهرس للأماكن والقبائل في جلدين
وبذلك نكون قد خدمنا الكتاب ما يستأهل .
تحلى بالكمال » لذا نرجو من يجد في الكتاب نقصا أو عيبا أن ينبهنا إليه لنستدرك النقص ونخلص من
العيب في طبعاتنا التالية . والله ولي التوفيق .
دار الفكر - بيروت