واصلاً كل حكم بقاعدته الأصولية؛ وميُناً القصد الشرعي من كل حكم من جلب
مصلحة؛ أو دفع مفسدة؛ ذاكراً أسباب وأسرار كل ما أذكره من الأحكام على
حسب القدرة؛ وأسميته: «تيسير مسائل الفقه شرح الروض المربع, وتنزيل الأحكام على
قواعدها الأصولية, وبيان مقاصدها ومصالحها وأسرارها وأسباب الاختلاف فيها» .
وقمت بتاليف هذا الكتاب للأسباب التالية؛
يُكررون سؤالاً مفاده: 1 لا يُكثر اساتذة أصول الفقه من الأمثلة على القاعدة
يسال عن مصلحة هذا الحكم أو ذاك؟ وما الفرق بينه وبين غيره؟ وما سبب
الأحكام الموجودة في «الروض المربع» لم ربط بقواعدها الأصولية» وم يُستدل
أولا: أكتب نص «الروض المربع» في أعلى الصفحة؛ ثم اضع خطأء ثم اشرح
السطر؛ ثم أقول: «وفيه مسائل» وأذكر عددهاء ثم اضع رقماً في نهاية عبارة وجملة
من نص «الروض المربع»؛ ثم اضع نفس هذا الرقم في أول السطر - في الشرح - ثم
أقول بعد ذلك «مسالة» هكذا: [(1) مسألة: ...] ثالثاً؛ أذكر في أول المسألة القول
الراجح فيهاء مُصوْراً إياها بأسلوب عصري مفهوم؛ ثم أذكر القواعد الأصولية
المستدل بها لهاء ثم أبن المقصد الشرعي من الحكم المذكور في المسالة موضحاً
الصلحة أو دفع المفسدة التي تضمّنها ذلك الحكم بصيغة السؤال والجواب هكذا:
للمصلحة وهي كذا وكذا...]؛ ثم بعد ذلك أذكر القول المرجوح وما اعتمد فيه من
عنه؛ ثم أفرق بين مسالتين متشابهتين إن لزم الأمرء ثم أذكر سبب الخلاف الخاص
بهذه المسألة وهذا كله بصيغة السؤال والجواب كما سبق» ثم أذكر تتبيهات أنبّه
فيها على ما وقع من كلام المصنف من سهو أو خطأ إن وُجد شيء من ذلك في
تلك المسألة ثم أذكر فوائد في بيان لفظة؛ أو اشتقاق كلمة أو نحو ذلك إن لزم
فافعل فيها كذلك. رابعاً: زدتُ بعض المسائل والفروع التي يحتاجها الناس اليوم
وإقلالاً للألفاظ مع تكثير المعاني والمقاصد؛ لتيسير الاستفادة منه. وقديماً قيل «خير
في آخر كل مجلد؛ ثم وضعتُ فهارس عامة في آخر المجلد الأخير» ومنها فهرس
للقواعد الأصولية المستدل بها؛ ليسهل أخذ أمثلة كل قاعدة من الفروع.
هذا ما عملته في هذا الكتاب فارجو من الله العلي القدير أن يجعله إل يوم
بصيرة؛ ويقوموا بتوجيه الآخرين بذلك» لعلّي بذلك أنال الأجر والثواب من الواسع
فصيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: عبدالكريم بن علي بن محمد النملة
الاستاذ بكلية الشريعة بالرياض جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم؛ الحمد لله الذي شرح صدر من أراد هدايته للإسلام»؛
خير أمة اخرجت للناس» وخلع علينا خلعة الإسلام خير لباس» وشرع لنا من الذين»
ما وص به نوحاً وإبراهيم وموسى وعيسى» واوحاه إلى محمد عليه وعليهم افضل
الصلاة والسلام؛ وأشكره وشكر المنعم واجب على الأنام واشهد أن لا إله إلا الله
وتابعيهم الكرام» بعد: فهذا شرح لطيف على ١مختصر المقنع» للشيخ الإمام العلامة
والعمدة القدوة الفهامة هو شرف الدين أبوالنجا موسى بن أحمد بن موسى بن سالم
وفوائد يُحتاج إليهاء مع العجز وعدم الأهلية لسلوك تلك المسالك؛ لكن ضرورة كونه
الموصوف بكمال الإنعام وما دونه» أو بإرادة ذلك: الف مستعيناً أو ملابساً على
وجه البرك '" » وفي إيثار هذين الوصفين المفيدين للمبالغة في الرحمة: إشارة
الافتتاحية والديباجة
للقياس؛ بيانه: كما أن كتاب الله قد بُديء بالبسملة فكذلك الكتب الأخرى
قات
حيث إنه لا يُوصف به غيره تعالى؛ لأن معناه: المنعم الحقيقي البالغ في الرحمة
بحديث «كل أمر ذي بال لا يدا ف ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر» أي: ناقص
فهو يستعين بهذا الاسم على إنجاز أي عمل يبدا به؛ و «الباء» هنا هما معام
لتقدير: «بسم الله حال كوني بذكره متبركاً باسمه». وقد تكلمت عن
هذا بالتفصيل في مقدمة كتاب: «الإتحاف».
: ذكَرَ «الرحمن» و «الرحيم» المشتقين من «رحمة واحدة» بعد ذكر اسم
حوائجهم؛ ورحمته؛ تتكرر ولا تنقطع عن أي عبد حيث إن الله أرحم بالعبد
شرع هذا؟ قلتً: للمصلحة وهي: بيان أن رحمة الله وسعت كل شيء وأن العبد لا
يمكنه العيش في الدنيا والآخرة بلا رحمة الله؛ فيجب أن يسألها منه سبحانه.
الوصف بالجميل» أو كل فرد منه مملوك أو مستحق للمعبود بالحق التُصف بكل
كمال على الكمال» و «الحمد»: الثناء بالصفات الجميلة؛ والأفعال الحسئة: سواء
كان في مقابلة نعمة أم لاء وفي الاصطلاح: فعل يُنيء عن تعظيم المنعم بسبب كونه
صرف العبد جميع ما انعم الله به عليه لما خُلق لأجله. قال الله تعالى #وقليل من
عبادي الشكور» . وآثر لفظة الجلالة دون باقي الأسماء كالرحمن والخالق؛
استدلال المصنف بما روي عنه كي أنه قال: «كلٌ أمر ذي بال لا بيدا فيه بيسم
الألباني في بيان ضعفهما في الإرواء (4/1١و 11)-
(4) مسالة : يُستحب للمصنفين وغيرهم أن يحمدوا الله بعد البسملة - في بداية
للمصلحة؛ حيث إن في الحمد في بداية أي عمل زيادة في نفع هذا العمل وبركة
الله تعالى بسبب كل إنعام سواء كان على الحامد أو على غيره؛ فهو تصرّف
منصوب على أنه بدل من «حمداً» أو صفته؛ أو حال منه؛ و «ما؛ موصول اسمي»
أو نكرة موصوفة؛ أي: أفضل الحَمْد الذي ينبغي» أو أفضل حَمْدٍ ينبغي حمده به ©
هو»؛ ويكون بالجوارح؛ وهو: أن ياتي بأفعال دالة على ذلك كالتصدق؛ وعمل
فيكون بناء على ما سبق : «الحمد» أعم من «الشكره حيث يكون «الحمد» مع
الإنعام عليك وعدمه؛ آم «الشكر» فلا يكون إلا مع ما أنعم الله عليك فقط» وقد
أطال ابن القيم في «مدارج السالكين» (147/1) والتفتازاني في «شرح التلخيص؟
/١( 77 الكلام عن ذلك.
ونحو ذلك؛ للقلازم؛ حيث إن «الله» اخص أسماء الله تعالى؛ وَهُو الاسم
الأعظم من أسمائه؛ لعدم مشاركة غيره له فيه وأن الحمد لذاته سبحانه مستمر
له لا ينقطع؛ لعدم انقطاع نعمه وأفضاله التي نقد ولا تفرغ فلزم من ذلك
السلامة من النقائص والرذائل» أو الأمان؛ والصلاة عليه كيةٍ مُستحبة تتأكد يوم
الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب» '" وأتى ب «الحَمْد» بالجملة
بالرحمة أو الخلق أو نحوهماء لذا قرّر أهل السنة والجماعة: وجوب حمد المسلم
المسلم من مصائب في الظاهر فقط»ء وهي مصالح؛ ولكن العبد عجز أن يُدرك
تلك المصالح؛ فيجب أن يجمد المسلم الله على كل شيء؛ وسيجد الخير بين
يديه؛ وهذا التقرير يكون صحيحاً على اختلاف إعراب «حمداً» و «افضل»
والحمدله - وأن يفعلوا ذلك في كل وقت؛ لكن تتاكد هذه الصلاة والسلام
عليه في أوقات ثلاثة هي: «يوم الجمعة» و «ليلة الجمعة؛ و «كلما ذكر اسم
الات
وأبداً " وب«الصلاة» بالفعلية الدالة على التجدد؛ أي: الحدوث؛ لحدوث المسؤول
وهو: الصلاة أي: الرحمة من الله *" (على أفضل المصطفين محمد) بلا شك؛ لقوله
صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرأ» وهذا عام في الأوقات
حيث لا يلزم منه الوجوب. ثالثها؛ قوله :دفلا أذكر عند مسلم فيصلي علي
الصلاة على النني سبب لحصول البركة في العمل؛ ولاستجابة الدعاء؛ ولإزالة
الهموم والغموم؛ ولجلب الرزق» وتكثير الحسنات كما ورد. تتبية: استدلال
ضعيف وقيل: إنه موضوع. فائدة: المراد ب «السلام» هو: إلقاء التحية المعروفة أو
الدعاء له بالسلامة من التقائص والرذائل» وطلب الأمان من الله له؛ وإبعاد ا خرف
كما ورد ذلك في «الصحاح» (1401/8) وتفسير القرطي (1791//14).
(0) مسالة : ذكّر «الحمد» بالقرآن بالجملة الاسمية دون الفعلية في الفاتحة فقال:
الدوام مستحقه قدياً وحديثاً؛ ومستقبلاً؛ لاستمرار النعم على عبيده: فناسب
قبل حمد الحامدين.
(8) مسالة : ذكرت «الصلاة على الني» بالقرآن بالجملة الفعلية دون الاسمية»
الحميدة؛ سمي به قبله سبعة عشر شخصاً على ما قاله ابن الهائم عن بعض
الشيء المدعو والمطلوب تجدُّده وهو: «الصلاة» التي هي: الرحمة من الله المقرونة
بالتعظيم : أن يُعبر عنه بالجملة الفعلية؛ لكون الفعل يدل على حدوث شيء لم
(4) مسالة : الني كي افضل الأنبياء والمرسلين المصطفين والمختارين من قبل الله
المُظمى» وهو: المقام المحمود الذي يحمده فيه الأولون والآخرون. وكون
من حروف الإطباق وهو: إطباق اللسان على اللهاة فلا يستطيع الناطق أن
)٠١( مسالة :الحم الله 388 عبدالمطلب جد الني كي يُسمّيه محمّداً؛ للتلازم؛