استدلال الشيعة بَالثُنَّةِ النبوية في ميزان النقد العلمي
لقد كان لي في هذه الرسالة سعادة وقرة عين وزيادة يقين في صحة
مصادر هذا الدين» وبطلان أوهام من خالفه.
وشبهة تضمحل افتضاحاً .
لقد كانت شبهات القوم حول الأحاديث النبوية وسوء استدلالاتهم
0١ أحاديث صحيحة السند ولكنهم يأتون فيها بفهم خاص بهم مثال ذلك
حديث «إني تارك فيكم الثقلين. .» فحث على كتاب الله ورب فيه ثم
أمر في هذا الحديث بالتمسك بأهل البيت؛ بينما السياق يفرق بين
التمسك بالثقل الأول وهو القرآن وبين اتقاء الله في أهل البيت وعدم
اتخاذهم غرضاًء؛ وقد اتخذهم الشيعة وسيلة لأكل أموال الناس بالباطل
فيأمرون العوام بأداء خمس أموالهم باسم أهل البيتء وهددوهم
وتوعدوهم بعدم قبول أعمالهم إن لم يؤدوا لهم الخمس. ولضمان
استدامة ضخ هذا المصدر ولثلا تكون اجتماعاتهم علمية قد يواجهون
فيها أسثلة المتسائلين جعلوا مواضيع مجالسهم تارة في البكاء على
الظلم الذي تعرض له أهل البيت بزعمهم؛ وتارة بإطرائهم وإلغلو فيهم
حتى التأليه والتقديس .
والتزموا استعداء أصحاب النبي قل وأزواجه: عائشة وحفصة نا
وبهذا لا يعود لهم أي مستمسك في الحديث لأن الحديث يفيد التحذير من
اتخاذ أهل البيت غرضاً لتحقيق المكاسب والمآرب الدنيوية. وأما الطعن في
البعض الآخر من أهل البيت فالمراد منه إثارة العامة وتثبيت الحقد عندهم
بما يحقق تعصبهم للباطل ورد الحق.
المقدمة
أحاديث ضعيفة يوهمون الناس أنها حجة وهي ليست كذلك حتى تكون
على شرطناء وإن صحة سند الحديث هو شرطنا لقبوله ولا نكتفي في
قبوله يمجرد كونه في كتب الحديث» اللهم إلا البخاري ومسلم اللذين
أجمعت الأمة على تلقّيهما بالقبول والتسليم؛ وأكثر رواة هذه
الأحاديث من الشيعة والرافضة» يكذب طائفة من الرافضة أحاديث ثم
يأتي آخرون يحتج على وجودها عندنا وفي كتبناء وقد تكون في كتب
نقد الرواة أوردها النقاد كالذهبي وغيره ليجعلوها نموذجًا على أكاذيب
وتمادوا في ذلك حتى صاروا يأتون بالروايات من كتب الشعراء
والمفكرين المعاصرين كمحمود عباس العقاد وأحمد شوقي؛ ولم
يكتفوا فقط بالرواية من كتب التاريخ ٠
شرطنا في الصحة هذا فلا تقوم لهم به حجة علينا .
أحاديث يوهمون صحتها مثل حديث «من أحب هلين أي الحسن
وقال: «حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث جعفر بن محمد إلا من
هذا الوجه». في حين يكتفون بنقل كلمة واحدة من هذه العبارة (حديث
وقد أكد الحافظ أن الترمذي: «إذا وصف حديثاً بالحسن فلا يلزم عنده
الحسن عن عمران بن الحصين ثم قال بعده: هذا حديث حسن وليس
استدلال الشيعة ببالُتّة النبوية في ميزان النقد العلمي
إسناده بذاك» (سنن الترمذي 178/7 وانظر النكت على ابن الصلاح
لبعض المعروفين بضعفهم مثل عطية العوفي» وقد يتساهل في
التحين. ولهذا صرح جمع من أهل العلم بأنه لا يعتمد على تصحيحه
أحاديث من مصادرهم صححوها وهي حجة عليهم؛ فيحتالون عليها
بأنها مرسلة أو أنها غير متواترة؛ بالرغم من اعترافهم بندرة المتواتر.
قال الطوسي: «ليس جميع الشريعة متواتر بهاء بل التواتر موجود في
مسائل قليلة نزرة» (الاقتصاد ص187). ونقل نور الله تصريح جمهور
علماء الأصول بأن المتواتر قليل جدّاً (الصوارم المهرقة ص/177).
والقوم لا يستطيعون إثبات صحة سند بحسب قوانين الرواية؛ وهم عن
إثبات التواتر أشد عجزاً .
أصحاب الأئمة عليهم السلام وإن بذلوا غاية جهدهم واهتمامهم في
أمر الحديث وحفظه من الضياع والإندراس حسبما أمرهم به الأئمة
عليهم السلام؛ إلا أنهم عاشوا في دور التقية ولم يتمكّنوا من نشر
الأحاديث علناً؛ فكيف بلغت هذه الأحاديث حد التواتر أو قريباً
منه؟!» (معجم رجال الحديث 1/37).
أحاديث صحيحة ولكنها شاذة مخالفة لأحاديث أوثق منها سنداًء؛ مثل
رواية «أني تبيكم مفاتح الغيب إلا الخمس» والتي يحتجون بها لتبرير
معتقدهم في أثمتهم بعلم الغيب»؛ وقد أطال الشيخ الألباني كل ني
تفصيلها وحكم عليها بالشذوذ.
المقدمة
أحاديث الصفات؛ فإنهم ينكرون علينا من الروايات ما قد امتلات به
العظيمة؛ ومع ذلك فالحديث مروي عندهم في كتاب «الكافي؟.
أحاديث مشتهرة ومتعددة الطرق لكنها لم تثبت؛ كحديث «أنا مدينة
كحديث «من كنت مولاه فهذا علي هو مولاء» وهو صحيح ولكن
يخرجه الشيعة عن سياقه المتعلق ببغض بعض الناس لعلي 485؛ فنبه
على أسبقية إمامته. وللحديث تفصيل يمكن الرجوع إليه.
أحاديث يصححونها بمجرد الحدس لعلها الحاسة السادسة! يقول
عبرة بهاء فإنها مبنية على الحدس والاجتهاد جزماً. وذلك: فإن
السلسلة قد انقطعت بعد الشيخ» فأصبح عامة الناس إلا قليلاً متهم
مقلدين يعملون بفتاوى الشيخ ويستدلون بها كما يستدل بالرواية على ما
صرح به الحلي في السرائر وغيره في غيره» (معجم رجال الحديث /١
استدلال الشيعة بِالسُنَّة النبوية في ميزان النقد العلمي
+ شكاية الرافضة من تخبط علم الحديث عندهم
كبارهم تتضمن الشكاية من هذه الفوضى في الحديث التي تجعل من
الأشرف لهم أن يعودوا إلى مذهب الإخبارية بدلاً من هذه الفوضى
وهذا اللف والدوران والتخبط في الحديث.
وبعد هذا الحدس الذي هو في الحقيقة تخمين وظن نجد عبارات من
يقول محمد حسين فضل الله: «إِنّ هناك فوضى أحاطت بالأحاديث
الواردة عن الأئمة من وضاع الحديث الذين كانوا لا يكتفون بنقل
الأحاديث الموضوعة بشكل مباشرء بل كانوا يدسونها في كتب
أصحاب الأثمة الموثوقين كزرارة ومحمد بن مسلم وأمثالهما ليدخل
(مقالة له في مجلة الفكر الجديد ص8).
كتاب الله وعترتي». وجعلها الرافضة بالمثنى (يهما) وهناك فرق بين
قوله (بهما) وقوله (به)ء فإن التمسك ورد مفرداً ويعود على القرآن
عند أحمد «من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية» (مسند أحمد رقم
7). وهي قريبة من معنى الحديث الأخير.
كتب في التشيع والرفض ألفها أناس من الرافضة كانوا يتخفون بالانتماء
إلى مذاهب سنية فصارت كتبهم مصدر الاحتجاج علينا من الروافض
في أكثر كتبهم .
لقد لي من خلال هذه الحوارات مع الشيعة صحة طريق أهل
السنة في نظام الجرح والتعديل عندهم؛ وكانت لي تأملات في الإعجاز
الإلهي في السنة النبوية؛ وكيف أن الله صان هذا المصدر الثاني من مصادر
الإسلام من العبث فيه؛ فقيّد له علماء جهابذة كرّسوا لها حياتهم واكتشفوا
بها كثيراً من المتشيعين والمغرضين .
هذا وقد عجز الرافضة طيلة ثلاث سنوات عن أن يثبتوا حديثاً واحداً
وبينما يدّعي القوم أنهم لا يقبلون بروايات الآحاد لأن الحجة في
العقائد تقوم بالمتواتر؛ فإنك تراهم يغصون بالمكذوب والموضوع من
الروايات ويصححونه إذا كان متوافقاً مع المذهب بل ويدّعون اتفاق الأمة
أقوم بإجراء تعديل عليها بشكل سنوي وأضيف إليها كثيراً من الشبهات التي
يثيرها أعداء السنةء فإن الكتاب يتعرض لتطوير وإدخال للمعلومات بشكل
دائم .
"ف ااا _-امتدلال الشيعة بال النبوية في ميزان النقد العلمي
ولهذا فإنني أتوجه إلى كل من طالب علم التعاون في إسداء النصح
هذا وأسأل الله العلي القدير أن يتقبل مني هذا العمل وأن يجعله
عبد الرحمن بن محمد سعيدذ دمشقية
أصول الرواية والحديث عند الشيعة بن
*» متى ظهرت العناية بالحديث عند الرافضة؟
مسروقة من كتب أهل السنة.
وقد كان التأليف في أصول الحديث وعلومه معدوماً عندهم حتى ظهر
زين الدين العاملي الملقب عندهم بالشهيد الثاني (متوفى سنة 438ه) +
ومن الجدير بالذكر أن كتاب «الدراية» للشهيد الثاني مسروق من كتاب
«علوم الحديث» لابن الصلاح . فقد قال الحاثري: «ومن المعلومات التي لا
يشك فيها أحد أنه لم يصنف في دراية الحديث من علمائثنا قبل الشهيد
الثاني وإنما هو من علوم العامة» (مقتبس الأثر 77/7
العامة (يعني أهل السئة) والاصطلاح الجديد موافق لاعتقاد العامة
واصطلاحهم بل هو مأخوذ من كتبهم كما هو ظاهر بالتتبع» (وسائل الشيعة
فهذا يدل على أن علم الحديث إنما أُلْف عندهم في القرن التاسع من
نِ استدلال الشيعة بالثُنّة النبوية في ميزان النقد العلمي
وهذا يدل على أن الناس كانوا قبل ذلك ضالين يتعبدون الله بأحاديث
+ الجرح والتعديل عند الشيعة
ولم يكن للشيعة كتاب في أحوال الرجال حتى ألف الكاشاني في
فيه أخباراً متعارضة في الجرح والتعديل وليس في كتب رجالهم الموجودة
إلا حال بعض رواتهم؛ كما أنَّ المتتبع لأخبار رجالهم يجد أنه كثيراً يوقم
**» الكليني وتطويل الأسانيد
ومن المعلوم أن الكليني - وهو صاحب كتاب الكافي - كان معاصراً
لثلاثة من الأئمة هم:
الإمام العاشر/ علي الهادي ت ١١أه.
والإمام الحادي عشر/ الحسن العسكريات 1160ه.
والمهدي المنتظر أو سفراؤه الأربعة وهم:
١ - أبو عمر عثمان بن سعيد العمري.
ات أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري ت 4ه
- أبو القاسم الحسين بن علي النوبختي ت 177٠1ه.
؛ - أبو الحسن علي بن محمد السمريات 74٠ه.
غير أن الكليني تكلف إيراد تطويل أسانيد مروياته. حيث أخذ عن غير