وَلِما لكتاب «المحرر» من الأهمية في المذهب الحنبلي» انه العزمٌ إلى إعادة إخراجه
إضافة إلى حاشية ابن مفلح عليه المسماة: «النكت والفوائد السنية»؛ والتي قد طبعت على
هامش «المحرر» في مطبعة السئة المحمدية سنة (1714ه) » وأعادت نشرها مكتبة
المعارف بالرياض سنة (1804ه)» وقد أشرنا إليها آنفاً .
وما كان لهذين الكتابين القيّمين أن يصدرا لولا توفيق الله وعونه؛ ثم تفضّل صاحب
السمو الملكي الأمير الفاضل أحمد بن عبد العزيز آل سعود نائب وزير الداخلية بتحمل
تكاليف طبعه وتوزيعه على طلاب العلم؛ أحسن الله مثوبته؛ وجعل ثواب ما أنفقه في ميزان
حسناته؛ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
وأسال الله تعالى أن ينفع بهذين الكتابين» وأن يجزي كل من شارك في نشرهما أو
بيع
الدكتور
عبد الله بن عبد المحسن التركي
ترجمة صاحب المحرر
علي الحرانئ» ا
علائمٌ النبوغ والذكاء على يُيه وصغر مله فحفظ القرآن العظيم»؛ ثمّ سمعٌ من عمّه الخطيب
فخر الدين» والحافظ عبد القادر الرُّهاوي؛ وحبل الأصافي.
ولا بلغ الث عشرة رحل إلى بغداد بصحبة ابن عمّه سيف الدين» فسمع في بغداد من
الخطيب فخرٍ الدين؛ ثم رجع إلى بغداد فقرأ القراءات على الشيخ عبد الواحد بنٍ سُلطان»
والمقابلةً والفرائض على أبي البقاء العُكبري.
شهاب الدين» والدمياطي» وأمينُ الدين ابن شُقير؛ وعبد الغني بن منصور المؤذّن؛ ومحمدٌ
عبد المحسن الخرّاط» وعدَّة.
حياته العلمية وثناء العلماء عليه:
«الأحكام الكبرى»؛ والمُحَرِرُ» في الفقه وهو هذا الكتاب و «منتهى الغاية في شرح
زفي رحمه الله يومٌ عيد الفطر بعد صلاة الجمعة من سنة اثنتين وخمسين وست مثة
بحرّان»؛ وقد كتب شيخ الإسلام تقي الدين في صباه عن والده شهاب الدين أن والده الشيخ
أبا البركات توفي بعد العصر من يوم الجمعة يوم عيد الفطر سنة ثلاث وخمسين وست مئة؛
وصلّى عليه أبو الفرج عبد القاهر بن أبي محمد عبد الغني بن
مقابر حَرَّان؛ رحمه الله(".
عبد الله ابن تيمية+
() سير أعلام النبلاء» 141/17: و«العير» 79 717؛ ومعرفة القراء الكبار» 194/1 للذهبي؛ ودفرات
الوفيات» لابن شاكر 1/ 717؛ و «ذيل طبقات الحنايلة» لابن رجب 144/1 و «طبقات القراء» لابن
الجزري 88/1
ترجمة صاحب الحاشية
هو الفقيه المحدث شمس الدين أبو عبد الله محمد بن مفلح بن مقَرجٍ الراميني
المقدسي الحنبلي!".
ولد قريباً من سنة (١٠ل1ه)ء قرأ القرآن وهو صغير» وتفقه بالقاضي شمس الدين بن
وتفقه في مذهب الإمام أحمد حتى برع فيه؛ ودرّس وأفتى وصنف وحدِّث» وناب في
الحكم عن قاضي القضاة جمال الدين المرداوي؛ وتزوج ابنته ورزق منها سبعة أولاد.
تفقه ابن مفلح بعلماء عصره في الفقه والأصول والحديث والنحو؛ ومن أشهر مشايخه
الذين أروا فيه وفي تكوين شخصيته العلمية شيخ الإسلام» ونادرة الزمان أحمد بن عبد
الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني؛ الدمشقي المتوفى سنة (718 ه)
لازم ابن مفلح شيخ الإسلام ابن تيمية؛ وانتفع بمنهجه» وكان ابن تيمية يتفرس فيه
وقد أكثر ابن مفلح في نقله عن شيخه في تصانيفه ك «الفروع؛ و«الآداب الشرعية»؛
وغيرهماء
وكذلك تتلمذ ابن مفلح على العلامة جمال الدين يوسف المرداوي المتوفى (165ه)
وكان المرداوي شديد العناية بتلميذه ابن مفلح» كثير التنويه بفضائله.
ومن مشايخ ابن مفلح مسند وقته؛ شرف الدين عيسى بن عبد الرحمن بن معالي+
المعروف بِالمُطُم المتوفى سنة (14لا ها"
وقرأ ابن مفلح النحو والأصول على القاضي برهان الدين الزُرعي؛ وسمع من الحجار
)١( ترجمته في «الدرر الكامنة» لابن حجر الجوهر المنضد» لابن عبد الهادي ص117+
ر«المقصد الأرشدة 517//7» و«السحب الوابلةة 1١4/7
(9) «المقصد الأرشده لابن حميد 814/7.
© «شذرات الذهب» لابن العماد 87/7
وكان ابن مفلح رحمه الله أحفظ الناس لمسائل الشيخ ابن تيمية؛ حتى كان ابن القيم
يراجعه في ذلك» ويقول: وما تحت قبة الفلك أعلم بمذهب الإمام أحمد من ابن مفلح هذا"
صنف ابن مفلح مصنفاتٍ كثيرة؛ اهتم بها علماء المذهب؛ وياتي كتاب «الفروع» في
ابن نيميةا".
وله مصنفٌ في أصول الفقه حذا فيه حذو ابن الحاجب في «مختصره» لكن فيه من
النقول والفوائد ما لا يوجد في غيره.
لقد تمت هذه الحياة الحافلة بالعطاء والمثابرة في العلم بوفاته ليلة الخميس ثاني
رجب سنة ثلاث وستين وسبع مئة بالصالحية؛ وضُلي عليه يوم الخميس بعد الظهر بالجامع
ته حافلة؛ ودفن بالروضة بالقرب من الشيخ موفق الدين» وله بضع
(1) «السحب الرايلقة 146/9 ؟4ف1ء
() «الدور الكامنة» 14/9
© «السحب الوايلق ؟/ 1547
(4) «المقصد الأرشدة 2810/1
وصف النسخ الخطية
توافر من كتاب «المحرر»أربع نسخ خطية :
١ نسخة الأصل؛ وقد كتبت بخط نسخي واضح؛ وهي مذ
ولا يُعلم ناسخها ولا تاريخ نسخهاء وعدد أوراقها (195) ورقة؛ في كل ورقة
لوحتان؛ عدد سطور كل لوحة )١( سطراً.
7 نسخة مصورة من مكتبة الإفتاء بالرياض برقم (87/18) ورمز لها ب (د) وهي نسخة
وتصحيحاً على نسخة قديمة مخطوطة عام 14ا؛ منسوخة على نسخة المصنف المتوفى عام
7 ؛ كتبه عبد الله بن عمر الدهيش؛ وعليها بعض التعليقات والتنبيهات المهمة من
الناسخ. كتبت بخط نسخي سنة (1771) تقريباً؛. عدد أوراقها (318) ورقة؛ في كل ورقة
لوحتان» عدد سطور كل لوحة (17) سطراً.
كل ورقة لوحتان؛ عدد سطور كل لوحة (773) سطراً وعليها تملكات.
6 نسخة مصورة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برقم (1478/ف)؛ ورمز لها ب (ع)
كتبت بخط نسخي؛ وعلى اللوحة الأولى كتب: هذا ما وقفه الوزير المعظم الحاج أسعد باشا
على مدرسة والده المرحوم الحاج إسماعيل باشا طاب ثراه. وعليها ختم الواقف وعليها أيضاً
ختم المكتبة العمومية بدمشق الشام؛ نسخها محمد بن محمد بن عبد الكريم في سنة 7/470
وعدد أوراقها )30١1( ورقة؛ في كل ورقة لوحتان» عدد سطور كل لوحة 170) سطراً.
وأما كتاب «النكت والفوائد السنية»:
فتسخته مصورة عن دار الكتب المصرية تحت رقم (4) فقه حنبلي؛ كتبت بخط
(877 ه) بيد أحمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن الشهير بابن رزيق المقدسي الحنبلي+ وجاءت في
(110) ورقة؛ في كل ورقة لوحتان؛ عدد سطور كل لوحة 170) سطراً؛ وقد وقع فيها تقديم
وتأخير في بعض الأوراق» وأعيدت لمكانها؛ لكي تنوافق مع عبارة «المحرر» وترتييه.
ما في التحقيق
- مقابلة الكتاب على النسخ الخطية المتوافرة لكل من «المحرر» و«النكت السنية»
- إثبات فروق النسخ»
- ضبط النص.
- إثبات علامات الترقيم.
- تخريج الآيات والأحاديث النبوية والآثار؛ وذلك بالرجوع والإحالة على صحيحي
البخاري ومسلم إن وجدت فيهماء؛ وإن لم توجد ففي بقية الكتب الستة ومسند الإمام أحمد؛
فإن لم توجد فبالرجوع إلى بقية مصادر السنة من مصنفات ومسانيد وأجزاء حديثية؛ والحكم
- ترجمة الأعلام الواردة في الكتابين؛ وخاصة غير المشهورة منهاء
- التعريف بالكتب والبلدان والفرق»
- شرح الغريب وذلك بالرجوع إلى المعاجم اللغوية والفقهية
- عزو الأقوال إلى مصادرهاء وفيما يتعلق بكتب المذ؛ 'حالة على المعتمد
و«الفروع» لابن مفلح» و«الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف» للمرداوي؛ وامنتهى
الإرادات» لابن النجار؛ وغيرهاء
- شرح بعض المسائل المشكلة.
- صنع الفهارس العلمية.
الكتابين بعضها مع بعض في الصفحة الواحدة.
ويجدر أن نشير إلى أنه وقع في المطبوع خلل في ربط عبارتي الكتابين في بعض
المواضع؛ فأعيدت لمكانها الصحيح؛ ليتمّ التوافق بين عبارة المجد في «المحرر» وتعليق
ابن مفلح عليها في «النكت السنية».
والجدير بالذكر أن ابنّ مفلح لم يشرح جميعٌ الكتب والأبواب الفقهية؛ بل اختار
تقتصر على شرح بعض العبارات؛ دون الكل كما في الشروح وهي على سبيل الحصر كما
- الأبواب الفقهية: (الشروط في البيع» بيع الزروع والثمار» الرباء حكم قبض المبيع وتلفه
الرهن؛ التصرف في الدين بالحوالة؛ الضمان والكفالة؛ الصلح؛ أحكام الجوار» وهذه جميعها
من كتاب البيوع؛ وباب أدب القاضي؛ طريق الحكم وصفته؛ كتاب القاضي إلى القاضي؛
وعليه وُضعَ الحقل المخصص لعبارة «النكت السنية» فارغاً في الكتب والأبواب التي
لم يعلق عليها ابن مفلح من الجزء الأول والثالث ووضع مكانها نقاط ؛ لثلا يتوهُم القارئ
والذي يؤكّد أن ابن مفلح لم يتعرّض لجميع الأبواب بالتعليق اتصالُ الكتب والأبواب
الفقهية في جميع أوراق المخطوط دون وجود انقطاع ببنها؛ وكما يؤكّد ذلك أن المرداويٌ الذي
يُكير النقل عن «النكت»؛لم يُنقل عن أي من الكتب والأبواب التي مر آنفاً أن ابن مفلح لم يعلّق
الماء
صورة الصفحة الأولى من النسخة الأصل من المحرر