ب مختصر منهاج السنة النبوية
ومن آذى الله يوشك أن يأخذه)» وقال: (أفضل الناس القرن الذي بعثت فيهم؛ ثم
أصحاب النبي كله فاعلم أنه زنديق» وذلك أن الرسول حق» والقرآن حق» وإنما أدى
إلينا القرآن والسنن أصحاب رسول الله كَل وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا لييطلوا
الكتاب السنة» والجرح بهم أولى وهم زنادقة).
نسأل الله تعالى أن يحشرنا معهم» وأن يكبت عدوهم.
مختصر متهاج السنة النبوية ب
الحمد لله مظهر الحق ومعليه؛ وقاطع الباطل وذويه» قال الله تعالى: بل تَقَذِفُ بِآحَيٍ
فإن «منهاج السنة النبوية في نقض دعاوى الرافضة والقدرية» من أعظم كتب الإمام
المجاهد الصابر المصابر شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية؛
وشباب الإسلام اليوم بأمس الحاجة إلى قراءة هذا الكتاب؛ ومعرفة محتواه؛ حيث أطل
الرفض على كل بلدٍ من بلاد الإسلام وغيرها بوجهه الكريه؛ وكشر عن أنيابه الكالحة؛
وألقى حبائله أمام من لا يعرف حقيقته؛ مظهرًا غير مبطن ديدن كل منافق مفسد ختال»
فاغتر به من يجهل حقيقته؛ ومن لم يقرأ مثل هذا الكتاب.
والغالب على مذاهب أهل البدع والأهواء؛ أنها تتراجع عن الشطح وعظيم الضلال؛
ماعدا مذهب الرفض فإنه يزداد بمرور الأيام تطرفًا وانحدارًاء وتماديًا في محاربة أولياء الله
وأنصار دينه؛ وقد ملثت كتب الرافضة بالسباب والشتائم واللعنات لخير خلق الله بعد
الأنبياء -أعني: أصحاب رسول الله كَلِق ورضي الله عنهم - وهم لا يتورعون عن تكفير
وإكفار الصحابة ومن يتولاهم في كتبهم المعتمدة عندهم لا يحصره نقل؛ فهم يتعبدون
بلعن صحابة رسول الله كَل ويعتقدون أن الشيعة بأثمتهم هم الناس» وما عداهم همج
للنار وإلى النار» والله لا يقبل من مسلم حسنة مهما بالغ في الإحسان ما لم يكن شيعيًا كما في
كتابهم (الوافي» الباب السابع والثامن بعد الماثة). وفي (الكاني) أحد الكتب الموثوق بها
عن حقدهم الدفين على الإسلام ومن جاء به؛ ومن حمله واعتنقه؛ وهم
يرون أن القرآن نزل لشيئين:
أحدهما: الثناء على علي بن أبي طالب نت ومدحه وإعلاء شأنه وذريته.
والثاني: ثلب أصحاب رسول الله يي وذكر معايبهم» ولهذا قالوا: إنه ضاع من القرآن
أو ثلاثة أرباعه.
وهم يعتمدون في دينهم على الكذب الذي يلصقونه بأثمتهم» والادعاءات الكاذبة؛
وما كان كتاب منهاج السنة مشتملًا على مباحث مطولة وغير مطولة في الرد عل
القدرية والمتكلمين وغيرهم من سائر الطوائف أحببت أن أجرد ما يخص الرافضة من الرد
عليهم فيا يتعلق بالخلافة والصحابة وأمهات المؤمنين وغير ذلك؛ ولم أضف إليه شيئًا من
عنديء لا في أصله؛ ولا تعليقًا؛ لأن كلام الإمام ابن تيمية فيه من القوة والرصانة والمتانة
ما يغني عن كل تعليق؛ وعليه من نور الحق ووضوح البيان وقوة الحجة ما لا يحتاج إلى
فالله بجزيه على جهاده ومتافحته عن الإسلام وأهله خير الجزاء» ونسأله تعالى أن
يشركنا معه في جهاده وجزاثه إنه خير مسئول» وأكرم مأمول» وصل الله وسلم وبارك على
نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وأصحابه.
به أنبياءه؛ وهدى به أولياءه؛ ونعته بقوله
فإنه أحضر إن طائفة من أهل السنة والجماعة كتابًا صنَمُه بعض شيوخ الرافضة في
عصرنا منفقًا لهذه البضاعة؛ يدعو به إلى مذهب الرافضة الإمامية» من أمكنه دعوته من ولاة
وأعانه على ذلك من عادتهم إعانة الرافضة» من المتظاهرين بالإسلام» من أصناف
الباطنية الملحدين؛ الذين هم في الباطن من الصابئة الفلاسفة الخارجين عن حقيقة متابعة
المرسلين. الذين لا يوجبون اتباع دين الإسلام» ولا يجرمون اتباع ما سواه من الأديان» بل
يجعلون الملل بمنزلة المذاهب والسياسات التي يسوغ اتباعهاء وأن النبوة نوع من السياسة
ب مختصرمتهاج السنةالنبوية
العلم بالنبوة والمتابعة لها من يظهر أنوارها الماحية لظلمة الضلال» ويكشف ما في خلافها
من الإفك والشرك والمحال.
تكذيبًا مطلًاء بل هم يؤمنون ببعض أحوالمها؛ ويكفرون
أمرهم بسبب تعظيمهم للنبوات على كثير من أهل الجهالات.
والرافضة والجهمية هم الباب لهؤلاء الملحدين. منهم يدخلون إلى سائر أصناف
الإلحاد في أسماء الله وآيات كتابه المبين؛ كما قرر ذلك رءوس الملحدة من القرامطة الباطنية؛
وذكر من أحضر هذا الكتاب أنه من أعظم الأسباب في تقرير مذاهبهم عند من مال
مني بيان ما في هذا الكتاب من الضلال وباطل الخطاب؛ لما في ذلك من نصر عباد الله
الم ن» وبيان بطلان أقوال المفترين الملحدين؛ فأخبرتهم أن هذا الكتاب وإن كان من أعل
إما نقلية؛ وإما عقلية؛ والقوم من أضل الناس في المنقول والمعقول في المذهب والتقرير»
وهم من أشبه الناس بمن قال الله فيهم: (وَقَالُوا لوكا تمع أو تَمْقِلُ مَاكُنا فى أب
وهم من أكذب الناس في النقليات» ومن أجهل الناس في العقليات؛ يصدّقون من
المنقول بيا يعلم العلماء بالاضطرار أنه من الأباطيل» ويكذّبون بالمعلوم من الاضطرار»
المتوائر أعظم تواتر في الأمة جيلًا بعد جيل.
ولا يميزون في نقلة العلم ورواة الأحاديث والأخبار بين المعروف بالكذب؛ أو الغلط
أو الجهل با ينقل» وبين العدل الحافظ الضابط المعروف بالعلم والآثار» وعمدتهم في نه
يتبعون المجسمة والجبرية.
وهم من أجهل هذه الطوائف با يات؛ ولهذا كانوا عند عامة أهل العلم والدين من
أجهل الطوائف الداخلين في المسلمين» ومنهم من أدخل على الدين من الفساد ما لا بخصيه
إلا رب العباد؛ فملاحدة الإسماعيلية والنصيرية وغيرهم من الباطنية المنافقين من بابهم
دخلواء وأعداء المسلمين من المشركين وأهل الكتاب بطريقهم وصلواء واستولوا بهم على
بمعاونتهم من فساد الدنيا والدين ما لا يعلمه إلا رب العالمين.
إذ كان أصل المذهب من إحداث الزنادقة المنافقين الذين عاقبهم في حياته علي أمير
أنه قال على منبر الكوفة وقد أسمع من حضر: (خير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر ثم
علماء الملة الحنيفية.
يعترف به علماء الشيعة الأكابر من الأوائل والأواخر» حتى ذكر مثل ذلك أبو القاسم
شيعيًاء والله لقد رقى هذه الأعواد علي فقال: ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر» ثم
كتاب تثبيت النبوة» قال: أبو القاسم البلخي في النقض عل ابن الراوندي على
)١( انظر: البخاري (5/ 7) فضائل أصحاب النبي 8 وسنن أي داود (44/4؟): وقين ماجة (4./1؟) وغيرها.
(1) هو القاضي عياد الدين أبو الحسن عبد الخبار بن أحمد الحمداني» شيخ الممتزلة في وقته؛ وكتابه (ثبيت دلائل النبوة) من
أحسن الكتب في هذا الباب. وانظر هذا الأثر فيه (444/9).
في وجوب إظهار العلم لا سيما إذا لعن آخر هذه الا
والله تعالى قد أمر بالصدق والبيان ونهى عن الكذب والكتمان؛ فييا نُحتاج إلى معرفته
وإظهاره؛ كما قال النبي َل في الحديث المتفق عليه: (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا؛ فإن صدقا
أولهاء فمن كان عنده علم فليظهره؛ فإن كاتم العلم يومئذٍ ككاتم ما أنزل الله على محمد)""".
فالطعن فيهم طعن في الدين» موجب للإعراض عما بعث الله به النبيين»
وهذا كان مقصود أول من أظهر بدعة التشيع» فإنما كان قصده الصدّ عن سبيل الله
وإبطال ما جاءت به الرسل عن الله ولهذا كانوا يظهرون ذلك بحسب ضعف الملة؛ فظهر
في الملاحدة حقيقة هذه البدع المضلة.
لكن راج كثير منها على من ليس من المنافقين الملحدين» لنوع من الشبهة والجهالة
(1) الحديث في البخاري في أماكن متعددة. انظر: كتاب الببوع (58/7)؛ ومسلم كتاب الببوع ايا (9/ 11764-
[انجم:4-1] فنزه الله رسوله عن الضلال والغي» والضلال: عدم العلب والغي: اتا
غاوٍ؛ والجهول ضال إلا من تاب الله عليه.
وهذا حال أهل البدع المخالفة للكتاب والسنة؛ فإنهم (إن يكُِعُونَ إل لظن وم تَهُوَى
الْأَشْن) [النجم:13] ففيهم جهل وظلم»؛ لا سيا الرافضة؛ فإنهم أعظم ذوي الأهواء جهلًا
وظليًا» يعادون خيار أولياء الله تعالى -من بعد النبيين- من السابقين الأولين من المهاجرين
والأنصارن والذين اتبعوهم بإحسان» رضي الله عنهم ورضوا عنه؛ ويوالون الكفار
والمنافقين؛ من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف الملحدين» كالتصيرية والإسماعيلية
والكفار» واختلف الناس فيا جاءت به الأنبياء؛ فمنهم من آمن ومنهم من كفر» سواء كان
الاختلاف بقول أو عمل» كالحروب التي بين المسلمين وأهل الكتاب والمشركين؛ تجدهم
يعاونون المشركين وأهل الكتاب على المسلمين أهل القرآن؛ كما قد جزَّبه الناس منهم غير
مرة؛ في مثل إعانتهم للمشركين من الترك وغيرهم على أهل الإسلام بخراسان والعراق
وإعانتهم للنصارى على المسلمين بالشام ومصر وغير ذلك في وقائع متعددة من أعظم
الإسلام» وقتل من المسلمين ما لا يحصي عدده إلا رب الأنام؛ كانوا من أعظم الناس عداوة
للمسلمين» ومعاونة للكافرين؛ وهكذا معاونتهم لليهود أمر شهير؛ حتى جعلهم الناس لهم
مشابهة الرافضة لليهود والنصارى من وجوه كثيرة
وهذا المصلف سمّى كتابه: (منهاج الكرامة في معرفة الإمامة) وهو خليق بأن يسمى:
أهل الجبت والطاغوت والنفاق» كان وصفه بالنجاسة والتكدير أولى من وصفه بالتطهير.
ومن أعظم خبث القلوب أن يكون في قلب العبد غلّ لخيار المؤمنين» وسادات أولياء
ولهذا كان بينهم وبين اليهود من المشابهة واتباع الهوى وغير ذلك من أخلاق اليهود.
وبينهم وبين النصارى من المشابهة في الغلو والجهل واتباع الهوى» وغير ذلك من
ومن أخبر الناس بهم الشعبي وأمثاله من علماء الكوفة.
أن أكذب على علي لأعطوني» ووالله ما أكذب عليه أبدًا. وقد روي هذا الكلام عنه مبسوطًاء
لكن الأظهر أن المبسوط من كلام غيره.
كما روى أبو حفص ابن شاهين" في كتاب (اللطف في السنة): حدثنا محمد بن أي
القاسم بن هارون؛ حدثنا أحمد بن الوليد الواسطي» حدثني جعفر بن نصير الطوسي
هذه الأهواء المضلة؛ وشرها الرافضة؛ لم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة؛ ولكن مقنًا
لأهل الإسلام وبغيًا عليهم» وقد حرقهم علي هب ونفاهم إلى البلدان.
عبد الله بن سبأء يهودي من يهود صنعاء» نفاه إلى ساباط» وعبد الله بن يسار نفاء
وآية ذلك أن محنة الرافضة منة اليهود. قالت اليهود: لا يصلح الملك إلا في
.)1817/9( هو أبو حفص عمر بن أحمد بن عثيان البغدادي توفي سنة (085» انظر: تذكرة الحفاظ )١(