ولكن لم يكن ليخطر على بال أحد أن علماً من أعلامها ورجلا من
رجالانها ؛ محمل قلماً فى يوم من الأيام ؛ ليكتب فى موضوع حساس
يكن يعرف - ولا أظنه يعرف لأنه لا يتصور من أمثاله أن تخاطر بنفسه +
ويقع فى مثل هذه المزالق + الى قد تذهب به وبآثاره المماضية فى مكان سحيق
» ومبدم به ما بناه من أمجاد وما أداه من خدمات إلى حيث
لا يتوقع ال
اسعة وسعه الذى
وإذا كان هذا هو مفهوم تحرى الحقيقة عنده فى هذه الرسالة فلابد أن
تتلاشى الحقائق عند من يقف على كتبه ومنشوراته !
العديد من الأصدقاء حنى دفعتى الشوق إلى لقائه » فإذا أنا أطرق باب مصر
باقتناء طرف من علومها ومعارفهاء متشوقاً إلى آثارها ومعالمهاء وإلى كنها
وكتابها » ومبتغياً طرائفها وتفائسها ؛ وأثناء ترددى على مكتانها باحثاً
المتحدثون ؛ وسمع به السامعون » نحت عنوان : « بين الشيعة وأهل السنة» +
جامعة باريس ؛ وعضوالمجمع الدولى لعل الاجبّاع » وميد كلية العلوم
مجامعة أم درمان » وميد كلية التربية مجامعة الأزهر » ووكيل كلية الآداب »
ورئيس قسم الاجماع مجامعة القاهرة سابقاً عفا الله عما سلف - فاسيت
بشراء نسخين منه » ظا مى أن مثل لا يكتب إلا بعد إلمام
بعاد معرفته ث
من قبل من بعض المحبين له ولى أنه شرع فى كتابة هذا الموضوع ! ٠
فعدت بنسختين من كتابه إلى الفندق الذى نزلت به » عاجلا .. شوقاً إلى
لفياه من خلال كتيبه هذا + الذى يعد بالنسبة لى أول تصنيف له أطالعه وأقرأ
فيه فيا لحسرتى ؛ وأسفاً لشوق ؛ وتسمع بالمعيدى خبر من أن تراه ولقد
خاب أملى فى الاستفادة منه؛ بل انقلبت إلى التأسف والندم + . فيا ليتنى لم أقرأ
ولكن ليس السمع كالمعاينة ؛ وليس من راء اء كن سمعا ؛ ولعل كتب فضيلته
الأخرى لا تكون على شاكلة هذا المؤلف ؛ من بذل الوسع فى البحث تحرياً
مثل هذه الرسالة + والله غافر الديثات ومكفر الحطايا ؛ وإنه لستار
العيوب .
. فقد سمعت
. وإ لعل يقين © بأن فضيلة الدكتور كلف_نفسه عناء لم يستطع
حل أعبائه فى هذا العمر الأخير » حيث تضعف القوى » وتتوائ الهمم +
وتكل العزاثم ؛ وينفات زمام المبادرة من بد الفارس المغوار كا ينفلت
الحير الكليل» وأعياه الزمان » وأقعده الدهر » وخانته الذاكرة »وله العذر.. !
من العجائب والغرائب ؛ ومن المضحكات والمبكيات ؛ من الأخطاء الصربحة
بألا نقول بدون علم + ولا نتكلم بدون معرفة : « ولا تقف ما ليس لك
بهعلم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولثاك كان عنه مسئولا 6)1(0
78 سورة الإسراء الآية )١(
وخاصة فى مثل هذه المباحث الى تسبب تضليل كثير من الناس ؛ وإيقاعهم
فى المتاهات والضلالات » بسبب زلة عالم وهفوة كاتب + اعياداً على
من غلطة عالم وزلته سامحه الله على ما كتب وغفر لنا وله إنه لغفور رح
وعفو كريم-
هذا ولا أدرى ما هى الأسباب اللى دفعت فضيلة الدكتور واق إلى
أصول مذهب الشيعة اللاثى عشرية وأمسه الى قام عليا + وليس عندة
أن يعلم ما جهل ؛ ويعرف مالم يعرف ؛ ثم يصل إلى الحكم فيهماء وف
كتيبه هذا . . لم ينقل عبارة واحدة من كتب القوم أنفسيم رأساً وبلا
ولا تبصر ؛ مع ادعائه بأنه حقق آراءهم من أوثق المصادر لديهم(') ٠
فإنكان قصده النقل المحض عن الآخرين الذبن كتبوا عن الشيعة +
كتاباته إذن » وكنى الله المؤمنن القعال +
ومن غرائب الأشياء أن فضيلته يضع فى آخر هذه الرسالة قائمة لأهم
المراجع عن الشيعة؛ يذكر فها كتباً كثبرة مع أنه حفظه الله - لم ينقل عن
واحدمنها عبارة واحدة بلا واسطة ؛ كالم برد ذكر لكثير منها فى الكتيبه
ولو بواسطة » ولولا حسن ظنى به حسب ما أمرنا النى عليه أفضل الصلاة
والسلام « ظنوا بالمؤمنين خيراً 0(6) لذهب نى الفيال إلى افتراض دواقع
0 'وأهل السئة ص ١ 3 تحت عنوان ه موضوع هذا البحث وأغراضة »+
(*) وقد قيل: إنه من قول عرينالخطاب, انظر: كتاب خطبه ووصاياء الدكتور محمد عاشور»
ما الذى جعل الشيخ
ن الكتب القيمة - حب رجال وماق
وتركه من الآثار الطيبة وما التواقع إلى أن يدم فى ممره الأخير كل
إن ما ذهب إليه فى رسالته كلها + ما صدر منه . . إلا لعدم المعرفة والعلم
بأشياء ؛ هى ثابتة فى كتب اله م وعقائدهم ؛ وإن فضيلة الدكتور لم ييرئ
ساحة الشيعة عن العقائد ااتى يعتقدولها + وعن الآراء الى محماولها + ولم
يدافع عنم إلا عن جهل لا لشىء + آخر - وإنى لأعتذر عن هذه الكلمة
فهى الى تدفع عنه الظنون والشهات . فى زمان كثرت فيه الأقلام المستأجرة
وشاع فيه الكلام المأجور ؛ وإلا فهل بتصور من عالم بعلم أصول مذهب
الشيعة الاثّى عشرية أو الجعفرية كما يسمهم الدكتور واف + وبعلم أمس
شريعة الله الى جاء بها محمد صلوات الله وسلامه عليه ويعتقد بها المسلمون
أى أهل السنة بالذات : ثم يكتب « بأن الحلاف بيننا وبينهم - مهما بدا ق
ظاهره كبيراً لا بخرج فى أهم أوضاعه عندنا وعندم عن حيز الاجباد -
المسموح به :(0)؟ 1
فيا السذاجة والطيبة ويا لمجهل وعدم معرفة الأمور + من رجل ذاع
فهل يمكن لفضيلة الدكتور أو لغيره أن بثبت من كتاب واحد من كتب
الشيعة : الى كتبت لبيان مذهب السنة ؛ وتعريفه لاشيعة : أن يكون الحكم
فيه كهذا أو شييبه فى أهل السمنة ؟
كلا ورب الكعبة لم يصدر مثل هذا الحكم عن أهل السنة فى كتاب
)0 التحل الآية 4١ .
() الرسالة المذكورة ص 4+
شيعى على مر الزمان ومدى التاريخ + حتى ولا فى كتاب دعاية كتب على
التقية والمداراة والمساارة ! !1 .
ما الذى دفم فضيلة الدكتور على عبد الواحد وى عضو المجيع الدولى
لعلم الاجماع » بأن يكون اجماعياً مع الذبن لا يؤمنون بالاجماع © وأن
يدافع عنهم فى بلدة سنية صائها الله وأهلها من النيل من كرامة خلفاء النى
الراشدين » الهداة المهديين » رفاقه الخبرة وأحابه المررة وأزواجه أمهات
فى أسلاف هذه الأمة وقادئها وزعناها ؛ وطعنوا وما يزالون يطعنون فى
خيار خلق الله وصفوته ؛ حملة هذه الشريعة المطهرة ؛ ونقلة هذا الدن
الحنيف » وحفظة القرآن » ورواة امختار صلوات الله وسلامه عليه +
من وقوع التغيير والتحريف فيه ؛ وكفروا جميع من نقلوا أخبار الرسول
وكيف يسوغ له أن ببرئ ساحنهم من الاعتقادات الى محملونها +
ويدينون بها ؛ وهى أساس مذهيهم وديائتهم ؛ بكل سذاجة وبكل طيبة +
المعارر الى لم برضوها لهم ؛ فى بلدة سنية خالية من الشيعة والتشيع بعد
ما ذاقت الأمرين فى عصر من ماضما أيام تسلط طائفة(ا) منهم عليا +
وشهدت مساجدها وجوامعها المجالس العديدة الى كانت توجه فها السباب
والشتاثم إلى سادة أسحاب محمد صل الله عليه وسلم + وزرائه وخلفائه على
ملأمن الأشهاد ؛ وعلى مرأى من المسلمين ومسمعهم ؟
هل عن قصد أو تعمد ؟ لا جعلنا الله نعتقد فيه هذا الاعتقاد - أم عن
كل البعد عن مذاهب أهل المئة ؛ ولم تكن وجوه الغلاف_بينه بيهم لتزيد كثيراً عن وجوه
الخلاف بين أهل السنة بعضهم مع يعس ( م ١١ ) وسياق يبان ذاك قريبًنى محله إن شاء الله +
عدم فهم ومعرفة ؟ وهذا هو الظن الغالب ولكن كان عليه أن يتعقل
قبل الإقدام من عواقبه الوخيمة ؛ ويتبصر فى نتانجها ا
من الشباب الذبن مجهلون التشيع كلياً ؛ ولا يعرفون حقيقته قليلا أو كثراً..
سيقعون فى شراكهم وحبائلهم الممددة والمنصوبة من كل ناحية وف كل
جانب لإيقاعهم فيا ولاصطيادهم : وخاصة فى هذه الأونة الحرجة الى كثرت
السنية المسلمة وأهالها + وكثرت فيا الأقلام المأجورة ؛ وانتشرت فها
الكتب المشبوهة ؛ مثيرة الشبات والشكوك فى عقيدة أهل السنة والجاعة +
نعم ! ماذا يقصد من وراء هذه الكتيبات والرسائل وأمثالها ؟ , . لقد
كان المفروض أن يقنبه المسلمون» وشبابهم بالذات » إلى مفاسد هوؤلاء الناس +
في مختلف العصور والدهور » وإن ما مجرى الآن د المسلمين السنة فى
يران من المظالم والاضطهادات راجع إل انهم لا يؤمنون ما يعتقده القوم +
وعالفم عقائدهم وأفكارم الى بحملولها تجاه القرآن وحفظته ونقلة
سنته ؛ وحاملى رايات الإسلام المظفرة المنصورة .
نعم ! ينبغى أن يكون هذا هو مقصد علاء السنة وكتابهم لينهوا من كان
لما مم من مكان القيادة الفكرية؛ والصدارة العلمية فى العالم العربى بالذات.. أن
يقوموا بتبصير الناس بأمر الشيعة الذين بدأ خطرهم إزداد ويكبر » بعد تربع
التشيع على عرش إبران ووضع جميع الإمكانات والوسائل فى سبيل نشره
وتصديره خارج إبران » وإلى البلدان الإسلامية السنية خاصة + وبعد القداع
اللي المسلم بشورئهم لعدم معرفئهم بحقائق الأمور وخفاياهاء وأنها
ثورة التشيع لا ثورة الإسلام ؛ وأنها ثورة شيعية لا ثورة إسلامية؛ وبتعبير صحيح
وصريح أكثر : إنها ثورة شيعية على الإسلام » تريد ابتلاع المسلمين خارج
ران » وإذابم داخلها + وكل من أحداث إيران اليوم ووقائمها +
والدماء الى "راق فى عربستان ؛ وا لامتقالات الواسعة الى تجرى فى تبريز
وماحولها ؛ ليبت إلا وسيلة لإيادة أهل السنة لهائياً ؛ أو لدمجهم فى صفوف
ولم يأت على أهل السنة من المسلمين فى إبران زمان أشد وطأة وأثقل
ضربة من هذا الزمان » ولا أصعب وأعسر فى الحفاظ على دينهم ومعتقدائيم '
كهذه ؛ كالم يكن سلب الأبناء من الآ بداعهم المدارس الشيعية ومراكز
التشيع من الصغراء كى لا يب عندهم أدنى معرفة والمام مذهيم +
وما أشد بؤاسهم وأسوأ حالم لأن العالم الإسلاى الستى فى غفلة ما يجرئ
لتصرلهم وإغائنهم » وذلك أن القوم اجثرءوا على غزو السنة خارج إبران +
وكتهم المزيفة + رزاد الطين بلة أنهم بدك أن يجدوا مواجهة من قبل علانهم +
لصد تيارهم الجارف ؛ وصد هجومهم السافر ؛ وجدوا ضائر مبيعة +
ساق الجد ؛ واأسفا على تحقيق باطلهم ؛ وتقاعس أهل الح لتثبيت حقهم +
والدفاع عن حوزة حر مانهم وعقائدهم .
فهل من مبصر يتبصر : وعاقل يتعقل » وعالم يعلم أنه لا يوجد فى إبران
كلها شخص واحد يستطيع أن يدعو الناس إلى السنة وعقائدهم ؛ ولا من
يقدر أن بمنع الشيعة عن غلواليم فى القدح والطعن فى القرآن والسئة »
القرآن » بدل أن يدعوهم إلى الت ارب والتحابب إلى أهل السنة ؛ وإظهار
القول بأن مذههم لا بخرج فى أهم أوضاعه عن حيز الاجتهاد المسموح به ؟ !
فياعلاء مصر ! رحكم الله ألا تخيرون الناس بما يكنه القوم فى
من البغضاء والعداء لتعالم شريعها الصحيحة »و إرشادانها المستقيمة ؛ الالية
واب شرا إك والوثنية ؛ والصافية من أدران المحوسية والنهودية ؟ +
فهبوا يا علماء الأزهر . . بالواجب الدينى والعلمى ؛ الذى مم عليكم
تنوبر الرأى العام ؛ وتبصير فكر المسلمين ؛ مقا . طالما خفيت على
ورخص فيه بيع الضمائر والولاء .
أليس من المعقول أن يدعى إلى التقارب قوم جعلوا الشتانم والسباب
ديناً » واللعائن والمطاعن مذهباً » بدل ناس برولها من أفسق الفسوق +
وأفجر الفجور + وخاصة فى أكابرهم وأئمتهم حيث أنهم لا براعون -
أليس من الحم أن تكتب كتب : وينشر بينهم فى بلادهم تبين هم
محمد صلوات الله وسلامه عليه » ومن بعده خلفااه الراشدون المهديون ؟ +
وإنه لمن المؤسف حقاً أنهم بدلا من أن يدعوا إلى ترك السباب والشتائم
الحملة هذا الدبن ورواده وقادة جيوشه المظفرة ؛وعساكره المنصورة الميموئة؛
والاعتقاد بالدستور الإسلاى» والناموس الإفى » ورسالة الله الأخيرة إلى
الناس كافة » والقسك بسئة نبيه المصطنى صلوات الله وسلامه عليه؛ أقواله
امخلصين ؛ وتجنب الإهانة والإساءة والقول الزور - بدلا من هذا كله
يدعى المسلمون أهل السنة إلى ترك عقائدم ومعتقدانهم المستقاة من
كتاب ربهم » وسنة نهم ؛ ورك الدفاع عن أعراض الصحابة وأمهات
لاستقبال التشيع البشع » والشيعة الحاقدين ا ؛ويدفعوا شبابهم و أبتاءم
ولا جعلنا الله من الذين محبون من يبغضون أصحاب حبيب الله صل الله
عليه وسلم القائل فيهم : « من أحهم فبحبى أحيم ؛ ومن أبفضيم فيغقى
أيفضيم :(1)-
والضلالة بالهدى ؛ والعذاب بالمغفرة .
ويفرض علينا علمنا الضئيل »مع قلة حيلتنا ؛ وقصور باعنا »و ضعف إمكانياتناء
وبعدنا عن بلاد العروبة مهد الحضارات » وأيضاً من منزل الرسالة ومهبط
الوحى »وى بلاد أعجمية ؛ رغم المتاعب والمشكلات الى نواجهها فى الحصول
على العلوم والمعارف وكتها وخزائنها » فكتبنا أول كتاب فى هذا الموضوع
بعنوان ( الشيعة والسنة ) عام “1417 م بعد ما ظهرت طلائع الغزو الشيعى
مع صغر حجمه ؛ الرواج والقبول من أمة محمد صلى الله عليه وسلم منقطع
النظير » حيث صدر منه حتى الآن أكثر من نصف مليون نسخة باللغة
العربية » ثم ترجم إلى جميع اللغات الحية اللى ينطق بها المسلمون(") +
ثم لما استولى التشيع المتعصب المحض على عرش إبران » استبشر المسلمون
هذا حديث حسن غريب لا تعرفه إلا من هذا الوجه
والفوسا » ولقد قانت إدارة