ومصداقاً لما ورد على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم فى قوله ( لا تزال
بل لقد جعل الله كثيراً من المحن التى مرت على الاسلام والمسلمين
نعما ؛ اسقطت فى تصفيتها الحسابية ؛ كثيراً من أدعياء الاسلام من خلال
الحوادث ٠ وتركتهم يهيمون فى متاهات الضلالة » بينما متحت الصادقين
جائزة الخلود +
وليعلمن الكاذبين )١( +
ولئن كان التطور الفكرى فى العصر الحاضر قد رافقه تطور فى تصور
الأشياء ؛وتطور فى ادراك الحقائق ؛ وتطور فى نظرة الانسان الى أخيه
عقول زعماء الطائفة التى تنتحل التشيع ( لأهل البيت ) كذباً وزوراً » أو أن
تتسع له ضمائرهم ؛ بل على العكس من ذلك +
لقد أملت عليهم مصالحهم الشخصية والمصير المحتوم لكل مفاهيمهم
( اللا انسانية ) أن يقوموا بمحاولة جديدة ؛ وأن يخترعوا بدعة منكرة
قوامها الدعوة الى وحدة اسلامية مزيفة + وتقريب بين المذاهب الاسلامية +
ولا يخفى على ذوى البصر الناقد ما تنطوى عليه هذه المحاولة ؛ من
ودهاء اذ أن كل من لديه أدنى المام بالأسس التى قام عليها دين هذه
المفضوحة ؛ والمحاولة التى لا يمكن أن تسوى بغيرها من المستحيلات وهكذا
( وبسحر ساحر ) تنقلب الذكاب الشرسة الى أحمال وديعة والبقية تأتى : -
لو أنها كانت صادرة من أناس يعنون ما يقولون ؛ وبدوافع خالصة من كل
شائبة ٠ ولكن الواقع يثبت ( ويا للاسف ) ان زعماء هذه الطائفة انما حاولوا
بهذا البدعة المنكرة أن ينقذوا مصالحهم الشخصية ؛ وما اكتسبوه باحتراف
الدين + من جاه ونفوذ ومال حرام ؛ وأن يوقفوا ولو الى أجل ؛ زحف الآفاعى
ولو الى حين ما تكفلت بروتوكولات حكماء صهيون بهتكه من حقيقة التشيع
وأهدافه » وهم يريدون منا ( بكل صفاقة ) أن نتنازل لهم عن كل شىء مقابل
( بابا شجاع الدين ) ( أبو لؤْلوة الذى قتل عمر بن الخطاب ) ( وابن فضلون
بأن تكون رعاعا تسمع لكل ناعق وتتبع كل مارق +
ومن المؤسف حقاً أن ينخدع بمثل هذه المهزلة رجال من ذوى المكانة
العلمية فى العالم الاسلامى ٠ فينزلقوا فى مجارف التقية ٠ وأوحالها +
ويقعوا فى ورطة التجاوب مع الناعقين بحجة جمع الكلمة » ووحدة الصف +
ولا أدرى ٠ أى كلمة تستطيع أن تجمع بين الحق والباطل ٠ وبين
الهدى والضلال ؛ وبين من يدعون للوفاق ٠ ومن مردوا على النفاق +
ولو كان المستجيبون اليهم أناس جهلة لالتصستا لهم العذر ولكتهم
( ويا للأسف ) ممن تصدروا للفتوى ونصبوا أنفسهم حماة للاسلام +
ومنهم من يحمل الشهادات العالمية ؛ ويحاول ان يوفق بين مصالحه
الأثر من قبل ومن بعد فى وقاية المبادى» الهدامة من كل ما يحد من خطزها »
للجميم )#1
هذه القاعدة التى لوثت كل دساتير الحكم النافذة فى البلاد الاسلامية؛
والتى ورثناها من بين الرواسب ؛ والأوزار التى خلفتها العهود الاستعمارية
يتمدد ؛ وينتشر ؛ والتى ستقضى ولا شك على كل ما تضافرت الأديان على
تأكيده من فضائل وقيم انسانية ؛ ومثل علياً +
وكان أول ما حملنى على كتابة هذه الرسائل كلمة القاءا سماحة الشيخ
محمود شلتوت » شيخ الجامع الأزهر » من محطة صوت العرب ٠ قال فى
واحدة موردا وانه يجوز التعبد بالفقه الشيعى ) الى آخر ما جادت به قريحته
المشلولة ٠ وكانت هذه الكلمة بمثابة ناقوس الخطر » فقد تبهتثى الى أن
( وراء الأكمة ما وراءها ) )١( +
ومن ثم قررت أن أنسج أكفانى » وأن أواجه الواقع بكل جرأة وصراحة
أموت فاننى لن أموت الا بعد أن أحفر بيدى قبور الظلم والظاللين +
ت هناك أمور لا بد أن تخطر على بال القارىء » عند قراءة هذه
الرسائل ولابد أنه فى حاجة الى ازالة الالتباس عنها وهى :
الدين لله والوطن
أولا قول بعضهم انه لا ب ير أحد من أهل القبلة ؛ وجوابنا
على ذلك أن القبلة ليست معياراً للتدين ٠ فان اليهود والنصارى يتجهون
)١( ممن اعترضوا على شلتوت الشيخ محمد الساكت والشيخ محمد
عرفة . والشيخ عبد اللطيف السبكى . وكثيرون من جماعة كبار العلماء
الى قبلة واحدة ٠ وال يقول فيهم ( وقالت اليهود ليست النصارى على
أعد الله لشركائنا فى القبلة من المنافقين +
ثانيا قول بعضهم : أنه لا يجوز تكفير من نطق بالشهادتين ؛ وجوابنا
على ذلك ان النطق بالشهادتين لا يعصم الا دم من عمل بحقها بدليل قوله
كلمة التوحيد أن يصدق القول العمل ؛ وان لا يخرج المتكلم بها من باب
الوثنية ؛ ليعود اليها من النافذة » ومن أراد مزيداً من الايضاح فليرجع الى
كتب اافقه المعتبرة » كما وان عقيدة التوحيد مشتركة بيننا وبين اليهود قهل
ثالثا اننى لم اتعرض فى هذه الرسائل الى الاختلافات الفقهية بين
المسلمين » وبين طائفة الشيعة لأننى أرى الخوض فى الفروع عبث لا طائل
رابعا لقد قرنت اسم ( جعفر بن محمد ) بعلامة استفهام فى غير
موضع تصحيحآ للخطا الشائع الذى وقع فيه كثير من أرباب التصانيف
بالصاقهم كلمة الصادق باسم المذكور ؛ وجعلها لقب له » وعلمآ عليه +
والواقع أن هذه التسمية أو بالأصح هذه التزكية ما كان ينبغى ان تطلق
على شخص حامت حوله الشبهات » وكثرت فيه الأقاويل ونسبت اليه أقوال
ذلك ) فتسميته بالصادق تعنى ضما ؛ تصديق كل ما جاء به من الافك +
لها من الاعراب ٠ وتركها أحوط +
: آلف دينار عدا ما كان ينفقه على الدعاة والمبشرين +
وما قيل عن معارشته لأبى الخطاب الأسدى » وبراءته من غلوه +
أما الخرافة التى تقول بأن ( المنصور ) قد استقدمه ؛ ووجه اليه اتهاماً
بأخذ الخراج من شيعته » قانها ان صحت ٠ فائما تؤيد رآينا فى المذكور ٠ اذ
ها بأن بير من حول الله وقوته » وهل يجرؤٌ على قول تلك الكلمة » أو املائها +
أو سماعها الا جاهل بالاسلام أو متحامل عليه +
زد على ذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( من كان حالفا فليحلف
بالله أو ليسكت ) +
من حلف بالبراءةٌ من الاسلام فما حال من حلف بالبراءة من حول الله وقوته +
وما حكم من أملى هذا اليمين ؛ ورضى بسماعها ٠ ولزيد من الحقائق تراجع
ترجمة المذكور فى ميزان الاعتدال +
تفرع عنها من أمامية ؛ واسماعيلية ؛ وشيخية ؛ وقرمطية ؛ ونصيرية
الاختلاف واقع فى الشكليا والفروع + ولأن انقسامها على انفسها
لا يعنى تنكر أحدها للأصل الذى انبثقت عنه ؛ وهو الألحاد المتستر ببدعة
التشيم +
سادسا من الجائز ان تقوم ضجة مفتعلة بعد نشر هذه الرسائل
وتتعالى صيحات الاتكار والاستتكار لما ة هذه الرسائل من حقائق +
فضائح ومخازى +
واننى ارجو من القارىء الكريم ؛ أن لا ينخدع بردود الفعل مهما كان
ثوفها
وان لا يندفم فى التفاؤل الى أبعد الحدود فان كل تصريح لا يمثل
الا رأى قائله ؛ وللتقية عندهم فى مثل هذه المواقف حقها من الاعتبار +
الى الوحدة فهو كافر حلال الدم ؛ لأنه يحاول أن يساوى بين الحق والباطل) +
كما سمعت من عبد الرزاق البصير المقيم حالياً فى الكويت ؛ وهو أحد
من يشار اليهم ( بالعصا ) عندهم ٠ قوله : ( أتريدون منا ان نتحد على قرآن
يتضمن حكاية عن بقرة ؛ وقصة غرامية كقصة يوسف ؟ وهل مثل هذه
الحكايات العجائزية تسمى قرآناً ) +
التقريب وأنتم المتحسون لها كان جوابه : وستظل مثابرين عليها حتى
نخلصكم من شعوذة الدجالين +
فكان جوابى له : ( يظهر ان البقر الحلوب قد تناقص عدده عندكم وتريدون
تعويض النقص من الطرف المقابل ) ثم تركته بعد أن آليت على نفسى ان
أجاهدهم فى السر والعلانية ؛ وفى السراء والضراء ؛ حتى يأذن الله بالتصر
أو أمر من عنده ٠ وحسبى اذا مت دون ذلك ان أكون قد فتحت عليهم باباً
وأزيد ايضاحاً على ما سبق ؛ تأكيدى بأنه لا يوجد ولن يوجد من بينهم
من يستطيع التصريح بأن كلما ورد فى الكافى والوافى وغيرهما من مطاعن
فى القرآن الكريم ؛ ومن غلو يضع مرتبة على فوق مرتبة النبى صلى الله
عليه وسلم ومن تكفير للصحابة » ولأمهات المؤمنين ؛ ومن مطاعن مكشوفة
أقول : لا يوجد فيهم من يستطيع اعلان براءته من كل هذه المطاعن
وتُكشسهاء
كما لا يوجد فيهم من يستطيع التصريح بأن كل ما تضمنته أسفار
التشيم من زندقة والحاد » مكذوبة ومفتراة » على ( على وذريته ) واذا وجد
واننى أوصى كل من ساقته المصادفات الى مناقشة أحد من أفراد هذه
الطائفة ان لا يقبل الدخول معه فى أى مناقشة الا بعد ان يحدد القواعد التى
يتفق الطرفان على صحتها ٠ فاذا قبل الشيعى أن يكون القرآن الكريم +
الذى بأيدى المسلمين الآن ؛ واحدا من القواعد المتفق على صحتها ؛ فقد
عليهم واسقاط شبهاتهم +
وأخيراً » وقبل أن أختتم هذه المقدمة ٠ أحب أن ألفت أنظار جميم
المسئولين فى البلاد العربية الى أن هذه الطائفة لا يمكن أن تضمر الولاء
والاخلاص ؛ لأى نظام حكم تعيش فى خله » بل انها تتربص به الدوائر +
وتتحين الفرص للانقضاض عليه ٠ أملا منها فى أن تتمكن من السيطرة على
جزء من البلاد الإسلامية تمميدا للسيطرة عليها كلما » ولتجمل من آحد
الأصتام الذى تضع فى يده مقاليد الأمور ( مهدياً ) يحقق لها خرافة
الرجمة +
ونؤكد رأينا هذا بما حدث فى العراق ؛ بعد ثورة ( ١4 تموز سنة
١8 ) فقد وجدت هذه الطغمة الحاقدة على الاسلام والمسلمين فى صتمها
الأوحد ( عبد الكريم قاسم ) ضالتها المنشودة ٠ فقررت أن تلتف حوله +
وان تتستر خلفه ( بعد ان تلفعت بالمبدا الشيوعى امعاناً منها فى مراغمة
المساسونى الييودى ان تبدا بفكرة الانعزال ؛ والتفرقة » وضرب الحركات
التحررية وان تنتهى بتوحيد البلاد التى تحتوى على نسبة كبيرة من هذه
الطائفة فى دولة واحدة ؛ لتكون اسرائيل رقم (») وشوكة ذن جح العا
الفرات +
ولقد جعلت من العراق نواة لهذا المخطط اللثيم ٠ ومن مجرمها الأوحد
رائد لحماقتها المسعورة ٠ ومن مناداتها بالوحدة الاسلامية ستاراً تخفى
وراءه مخالبها » وأنيابها ؛ ومن التسلط اليهودى على مقدرات
ولقد عرف العالم طرف من هذه المؤامرة ؛ عندما نادى طاغوتهم الأوحد
بأن الكويت قضاء عراقى سليب ؛ وأن جزءا من شرقى الملكة العربية
السعودية هو أيضاً قضاء عراقى سليب ؛ وانكشف جانب آخر من هذه
المؤامرة فى الأحكام ( القراقوشية ) التى أصدرتها محكمة المهداوى +
للابرياء بالجملة وبالقطاعى كما
ازدادت هذه المؤامرة وضوحاً فى اعتراف ايران بالكيان اليهودى ؛ فى
فلسطين المحظة ؛ وفى التزلف الذى كانت تبديه الأوساط الشيعية فى العراق
ز مظاهره ؛ انشاء
وما رافقها من ازهاب وسجن
لاخوانهم فى العقيدة من شيعة ايران ؛ والذى كان من أ
المدارس والمعاهد فى طهران ء وغيرها من المدن الايرانية على نفقة حكومة
العراق ؛ فى حين أن تسعة أعشار الشعب العراقى أميون لايقرأون
ولايكتبون وهم أحوج الى هذه المدارس والمعاهد من أهل ايران ٠ ولكن
المخطط الماسونى اليهودى يأبى الا أن يكون كما أراد له حكماء صهيون +
أما آخر ستار بقى يحجب هذا المخطط ؛ فقد تكفلت ثورة ( ١4 رمضان
العراق ٠ قد قاوموا هذه الثورة وحاولوا احباطها ؛ فى الساعات الأولى من
اعلانها وقد ساعد كل واحد منهم بما استطاعه قمنهم من شهر السلاح +
ومنهم من شهر اللسان وتكفل بنشر الأراجيف والشائعات ٠ ولكن الله
سبحانه وتعالى ؛ كان أرحم بعباده فقد رد كيدهم الى تحورهم ؛ واحبط