علم الحديث بين أصالة أهل السنة وانتحال الشيعة.
وصوماء وأنه حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن؛ ونهى عن الزناء والخمر» وأكل
ومنه : ما أحكم فرضه بكتابه وبيّن كيف هو على لسان نبيه ؟ مثل عدد الصلاة
والزكاة ووقتهاء وغير ذلك من فرائضه التي أنزل من كتابه
كتابه طاعة رسوله في والانتهاء إلى حكمه» فمّن قبل عن رسول الله فِقَرْضٍ الله
وهذا حق فالنبي َيه بسنته بين أحكام القرآن وشرح وفضَّل معانيه ومبانيه؛ كما
الله عز وجل جهابذة السنة وفرسانهاء وأهل العلم بهاء فحفظوا سنة النبي فَقَةِ بأسلم
الطرق» وأدق طرق الحفظ من العناية بالرواية والرواة؛ وما يتعلق بعلم الحديث بصورة
عامة؛ وظهر علم الجرح والتعديل؛ وسائر علوم السنة كما هو معلوم لدى طلبة العلم؛
وكان كل هذا الاهتمام بسبب مكانة السنة من الدين» وأهل السنة والجماعة هم الذين
ولكن الرافضة أفحموا أنفسهم في هذا العلم؛ ووضعوا له أصولاً على قواعدهم
طريق أثمتهم؛ فلم يروا لكتب الصحاح والسنن والمسانيد التي اعتنى بها أئمة الحديث
معلوم عنهم - لم يأخذوا بأقوالهم» وهم الذين رووا لنا الحديث عن النبي كَقة؛ وفي
)١( الرسالة لص +7١ 7؟).
مقدمة
مقابل ذلك رووا عن كثير من الكذابين الهالكين الذين لا يؤتمنون على دنيا فضلاً عن
دين» وقد صدق فيهم قول الإمام الشعبي رحمه الله: «ما رأيت أحمق من الخشبية ©
لو كانوا من الطير لكانوا رما *"» ولو كانوا من البهائم لكانوا حمراء والله لو طلبت
منهم أن يملثوا لي هذا البيت ذهيًا على أن أكذب على علي لأعطوني» ووالله ما أكذب
عليه أبناه !9
وقال فيهم شيخ الإسلام ابن تيمية: «وقد اتفق أهل العلم بالتقل والرواية والإستاد
على أن الرافضة أكذب الطوائف والكذب فيهم قديم؛ ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون
قال أشهب بن عبد العزيز: سثل مالك عن الرافضة ؟ فقال: لا تكلمهم؛ ولا ترو
أر أحدًا أشهد بالزور من الرافضة» !©
وهذا الكتاب الذي كتبه الشيخ/ أشرف محمد الجيزاوي كتاب نافع في هذا
الموضوع» حيث تطرق فيه إلى موقف الرافضة من السنة من حيث النشأة؛ والتدوين+
والكتب المعتمدة عندهم» ومراتب الحديث؛ والإستاد؛ وموقفهم من الصحابة»
ومنهجهم في الجرح والتعديل والتصحيح والتضعيف؛ وغير ذلك مما ناقشهم فيه
المؤلف بأسلوب علمي رصين» وقد وُفْقَ - حفظه الله في مناقشتهم» وبيان فساد
طريقتهم» وتعاملهم مع السنة النبوية؛ وفضح موقفهم من كتب الحديث المعتمدة عند
عموم الأمة.
)١( الخشبية: فرقة نسبت إلى الخشب» لأنهم كانوا يرفضون القتال بالسيف ويقاتلون بالخشب.
() نوع من الطير يوصف بالغدر والقذر. وهو من لثام الطيرء
(©) منهاج السنة النبوية 77/10 7173
علم الحديث بين أصالة أهل السئة وانتحال الشيعة
الأستاذ الدكتور
عبد الله شاكر الجنيدي
نائب الرئيس العام الجماعة أنصار السنة المحمدية
مقدمة المؤلف
الحمد لله الذي رفع منار الحق وأوضحه؛ وخفض الكذب والزور وفضحه؛
وعصم شريعة الإسلام من التزييف والبهتان؛ وجعل الذكر الحكيم مصونًا من التبديل
والتحريف» والزيادة والنقصان؛ بما حفظه في أوعية العلم؛ وصدور أهل الحفظ
والإنقان» وبما عظم من شأن الكذب على رسوله كيه المبعوث بواضحات الصدق
فإن الله تعالى قد جعل الأمة الإسلامية هادية مهتدية؛ تحمل لواء العلم؛ وتجلو
ظلمات الجهل» وقد قام ورثة الأنبياء فيها من أئمة الدين بإضاءة منار العلم بما بحثوه
في حلقاتهم العلمية؛ وما صنفوه من المصادر الجليلة التي خلدها التاريخ» مفخرة
للمسلمين؛ ونبراسًا لمن بعدهم يهتدون به في تجديد ما درس من حضارتهم» وإحياء
ما غطى عليه الجهل من معارف كتاب ربهم وسنة نبيهم كَل .
ولما كان الحديث النبوي هو المصدر الثاني للتشريع الإسلامي» فقد أعطاه
علماء أهل السنة غاية اهتمامهم» وبذلوا من أجل الحديث وأسانيده كل ما في وسعهم+
علم الحديث بين أصالة أهل السنة وانتحال الشيعة
فطوفوا في البلاد؛ ونقلوا العلم حديثًا وأثرًاء من أحاديث النبي َيه ومن آثار أقوال
أصحابه الكرام رضي الله عنهم .
وإن المرء ليعجب لما سطره التاريخ عن علماء أهل السنة عامة والمحدثين خاصة
من أنباء رحلاتهم المضنية التي قاموا بها من أجل العلم» رغم أبعاد المسافات الشاسعة
والمشاق العظيمة؛ يجتازون العقبات؛ ويستهينون الصعوبات في سبيل العلم؛
وبحثًا عن أسانيده؛ بل ربما عن إسناد حديث واحدء وأخبار العلماء ورحلاتهم في
على سنة رسول الله كل من أن تنالها يد العابثين» أو تتطرق إليها أهواء المغرضين »
وكان من ثمار تلك الجهود المباركة نشوء مصطلح الحديث وعلومه؛ فَفُعْدَتِ
القواعد» وأَسْلَتٍ الأصول لتصحيح الأخبار ونقدها نقدًا علميًاء حتى عُذّت هذه
القواعد من أصح قواعد البحث العلمي المتعلق بتوثيق الأخبار والنصوص» وهي مزية
مشخرة من مفاخر هته الأمة من جهة السبق أولاً» ومن جهة الشمولية والموضوعية
ودقة النتائج ثانيًّاء وهذا ما شهد به أهل الإنصاف من غير المسلمين حثى قال
مرجليوث: اليفتخر المسلمون ما شاءوا بعلم حديثهم»
)١( انظر على سبيل المثال: الرحلة في طلب الحديث» للخطيب البغدادي.
مقدمة المؤلف
فعلم الحديث مخصوص بأهل السنة وحدهم» لا يلحقهم فيه أحد؛ ولا يدانيهم
في الاهتمام به أحد. . حتى نهجوا لهذه الأمة سبيل المجد بين الأمم؛ فلا توجد أمة
يمتد إسنادها من الأرض إلى السماء أبيض ناصعًا صحيحا ماجدًا إلا هذه الأمة المباركة
الميمونة؛ وكان هذا ببركة اتباع هؤلاء النفر المباركين لخطا نبيهم صلى الله عليه
ولما رأى الروافض سبق أهل السنة في ميدان الحديث رواية ودراية؛ وسمعوا
عن رحلات العلماء والمحدثين في كل أفق ما وسعهم المدى من أجل إصلاح لفظة+
أو إقامة سند؛ أو سماع حديث» أو التثبت من رواية. . هاجت في نفوسهم الِرَّةٌ
مطعون فيهم؛ بمنهج مسروق» وتطبيتي ملفق؛ وعقول لم يبق فيها أثر لتفكير منطقي
سليم؛ محاولين ضبط الروايات التي تموج بها كتبهم مثل (الكافي) و (الاستبصار) و
وكل ما فعلوه أنهم قلَّبوا صفحات كتب أهل السنة القي سطرت في علم مصطلح
فجاء هذا البحث ليبين أصالة أهل السنة في علم الحديث وانتحال الروافض له
ويبين أيضًا قواعد منهج - مع التجوز في هذا اللفظ - الرافضة» وآياتهم ! '؟ في
مروياتهم؛ وقواعد الحديث عندهم» وقانون مروياتهم التي تقفز قفزات عبثية من أجل
علم الحديث بين أصالة أهل السئة وانتحال الشيعة
الظفر - ولا تسأل كيف ؟! - بقول المعصوم من أثمتهم» الذي حديثه حديث أبيه؛
عش مجبرًا أوغير مجبر فالخلق مربوب مقدر
الخيريهمسبينهم وتقام للسوآت متنبر
عوار الباطل ليعلم استقامة الحق؛ ورفع اللثام عن الزور لتستبين الحقيقة ناصعة لا يزيغ
أشرف محمد الجيزاوي
خطة البحث
جاء البحث في عشرة فصول تتقدمهم المقدمة والتمهيد » وفيما يلي عرض
موجز لما تضمنه البحث :
أولاً: المقدمة
وقد وضحت فيها شيئًا من سبب كتابة البحث +
ثانيًا: التمهيد
وجاء فيه التعريف بالروافض +
ثالنًا: فصول البحث
وهي كالتالي:
الفصل الأول : نشأة علم الحديث بين أهل السنة والروافض
المبحث الأول: نشأة علم الحديث عند أهل السنة
علم الحديث عند الروافض.
الفصل الثاني : مفهوم السنة عند الروافض
الفصل الثالث: تدوين السنة عند الروافض
المبحث الثاني : :
المبحث الأول: التدوين عند أهل السئة
علم الحديث بين أصالة أهل السنة وانتحال الشيعة
المبحث الثاني : التدوين عند الروافض
الفصل الرابع : الكتب المعتمدة عند الروافض
وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: الجوامع الثمانية
ويشمل ما يلي:
أولاً: الجوامع المتقدمة ؛ وهي :
- ( الكافي ) لأبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني
- ( من لا يحضره الفقيه ) لابن بابويه القمي
- ( تهذيب الأحكام في شرح المقنعة ) لأبي جعفر الطوسي
- ( الاستبصار فيما اختلف فيه من الأخبار ) له أيضًا
ثانيا: الجوامع المتأخرة ؛ وهي:
- ( بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ) لمحمد باقر المجلسي
- ( وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ) لمحمد بن الحسن الحر العاملي
- ( الوافي ) لمحسن الكاشاني
- ( مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ) لحسين الثوري الطبرسي
المبحث الثاني : ملاحظات عامة مختصرة على الجوامع الثمانية
المبحث الثالث: دراسة مختصرة لكتاب ( الكافي ) أعظم كتب الروافض
ويشمل ما يلي:
أولاً: ما يتعلق بأحوال الروايات
ثانيا : ما يتعلق بأحوال الرواة