تتشوه يذ العراق لخدمة مواقف إسلامية أكثر إلحاحًا يخ نظرها! والبعض رأى أن
المداخلات المخالفة تقطع الشخصيات المستضافة ذات اتجاه واحد غالبًا!
التقارير والحوارات تصب يخ مرامي أبعد من المواجهة! الصيفة والعبارات والصور
المنتقاة خارج السياق! وكل شيء على غير المألوف!
لقد عودتنا الجزيرة طرح الرأي والرأي الآخر كشعار تتمسك به وهي فيما
يبدو أرادت أن تنحاز إلى الشارع العربي وهواه! الأمر الذي جعل هذه القناة الأكثر
متابعة وانتشارًا يخ العالم العربي والإسلامي خلال الحرب تفقد المهنية والحيادية لخ
بالطبع! ولكن الحرب الأخيرة كانت بحاجة إلى تسليط الضوء حول خلفيات هذه
أغلب القنوات الرسمية عودتنا على عدم الموضوعية لي طرحها وانجرارها وراء
فأصبح الإعلام العربي للأسف غير قادر على تجلية حقيقة هذه الحرب؛
وقراءتها القراءة الصحيحة بعيدًا عن التأثر بالمواقف السياسية أو سطحية الشارع
العربي الذي طالما صفق لكثير من الحروب التي كان الخاسر الأكبرفيها هو
بمختلف تياراته وشرائحه وقواء!!
ومستهجنًا موقف الدول الغربية! ومألوفًا عداء اليهود وبغيهم وإجرامهم! وقد كان
متوقمًا حجم الإحرام الذي مارسته إسرائيل على مرأى ومسمع العالم والنظام الدولي
وكان مفرحًا يخ الوقت ذاته ما أصاب اليهود من «ألم» ودخوف» وسمارة
إلا أن الصورة لم تكن مكتملة؛ والمشهد لم يعرض بشمولية تامة! والآراء
والمواقف من حدث خطيركهذا لم تاخذ حظها من الدراسة والعرض والنقاش! لأن
الإعلام العربي مارس موقفين متناقضين ب آن مما «مع وضد»! وكأن الأمور لا تقرأ
وبعيدًا عن هذا المقص وبعد انقشاع الغبار وي مساحة من الفكر والنظر
والتأمل أحببت أن أضع هذا الحدث ب طاولة القراءة والمراجعة والتأمل! لا لشيء
نا كأمة إسلامية تريد التحرر من ريقة الاحتلال الإسرائيلي
نصف قرن من الزمان!
لأهداف لا تخدم
ما يزيد من
وقد طرحت ب إطار الجدل الذي دار على الساحة العربية والإسلامية - فضنًا
عن الدولية- عددًا من الأسئلة المهمة التي لا ينبغي إهمالبا يخ سبيل البحث عن
الحقيقة؛ وإدراك الجوانب غير الظاهرة يخ هذه الأزمة؛ وما قد يتبعها من نتائج قد
تغير واقع الداخل اللبناني والمعادلة الإقليمية يخ المنطقة
الأطراف المتصارعة؟ وهل الحرب الدائرة بين حزب الله وإسرائيل منذ عام (1487م)
ولماذا يحتكر حزب الله المقاومة يي جنوب لبنان بالطائفة الشيعية يخ حين يحرم على
السنة يا لبنان - لبنانيين وفلسطينيين- المشاركة يذ عمليات المقاومة منذ أكثر
من )١9( عامًا؟ وأين سورية من كل ما يجري ب لبنان؟ وهل ولاء حزب الله طائفي؟
الحجم من الحضور العسكري والتنظيمي والإعلامي والمالي؟ حتى أصبح الحزب
الوحيد يخ العالم العربي والإسلامي الذي يجمع بين هذه الطاقات التي تفقدها أعرق
قراءة في إستراتيجية حزب الله
الذي يقوم به ا جنوب لبنان؟ ولماذا لم تستطع إسرائيل وأمريكا من ورائها القضاء
على حزب الله رغم كل ما توجه إليه من تهم وما يقوم به من عمليات؟ وهل تمثل
(حرب تموز) آخر الحروب بين الطرفين ولماذا؟ وما هي مكاسب هذه الأطراف من
وأخيرًا وليس آخرً: ما علاقة ما جرى يذ لبنان بما يجري بي عموم المنطقة
أسئلة كثيرة! لكنها لي واقع الأمر ضرورية وبحاجة إلى إجابات شافية غير
مستمجلة أو سطحية!
الحروف» وأن أحرك ذهن القارئ العربي والمسلم لكي يبحث معي عن الإجابة
والحل؛ لتصل معًا إلى إدراك جمعي يعزز من قدرتنا على فهم ما يجري وإجراء ما
القيام به(
أنورقاسم الغضري
قراءة في إستراتيجية حزب الآ حصسسسسسسته «١
التحليل السياسي.. خطوة للفهم!
التحليل السياسي بحث .يا العوامل المؤثرة على الحراك السياسي والتفاعل
الاجتماعي والثابت والمتغير يخ طبيمة العلاقات القائمة لتفسير مجريات الأحداث
والمواقف وفق منهج علمي؛ واستشراف لكافة الاحتمالات المتوقعة ل ضوء تلك
المعطيات. فهو محاولة لفهم الماذا؟) ومعرفة (ماذا قد يكون؟).
وبممنى آخر. التحليل السياسي فكفكة الظاهرة السياسية أو الحدث أو
فاول سؤال ننطلق منه للتحليل السياسي هو الماذا؟)؛ فليس التحليل السياسي
معرفة (ماذا؟) ١ فمعرفة ماهية الظاهرة أو الحدث السياسي وحجمها لا تعد تحليلاً
وتكمن أهمية التحليل السياسي .يذ كونه يحاول تفسير الظواهر السياسية
التي أصبحنا جماعات وأفرادًا نتأثر بها بصورة مباشرة وغير مباشرة؛ فلم يعد
الأفراد والجماعات يخ العصر الحديث وبي ضوء طبيعة الدولة المدئية الحديشة
يملكون استقلالية مصيرهم الشخصي والجمعي؛ وإدارة حياتهم اليومية بشكل
يلا كثير من جوانبه بالسياسة؛ وعليه أصبح من الضروري على كل فرد من الأمة
اليوم أن يكون على معرفة واطلاع ومتابعة للأوضاع والمجريات السياسية
وجماعات أصبحنا مؤثرين .يخ توجيه السياسة العامة وتشكيلها والتأثير عليها؛ عبر
وسائل مختلفة؛ بعضها مباشر وكثيرمنها غير مباشر.. وبحسب فهمنا الجيد
قراءة في إستراتيجية حزب الله
ويكفي أن البجرة الأولى للرعيل الأول للصحابة إلى أرض الحبشة كانت قائمة
على إدراك واع لطبيعة النظام السياسي القائم وطبيعة أدائه؛ (ففيها ملك لا يظلم
عادل لا يظلم عنده أحد! هذا التحليل السياسي لبذا الوضع أتاح لأصحاب محمد
عليه الصلاة والسلام خيارًا آمنّا للحفاظ على دينهم وأداء شعائره بأمان!
ويهدف التحليل السياسي إلى معالجة القضايا والمواقف بشكل أكثر وعيًا
وَسَطلاءْ والبعد عن المعالجة العاطفية؛ أو السطحية + أو المجتزاة؛ أو الظنية التي لا
تستند إلى أدلة واضحة وبراهين قوية؛ وعن الأحكام المطلقة جزافًا؛ مع البحث ني
كافة الاحتمالات الممكنة؛ والتفضيل فيما بينها ؛ ومن ثم ترتيب الأولويات وانتقاء
الخيارات الأفضل مستقبئًا
فالتحليل السياسي السليم والعميق يكشف عما ستكون عليه الأمورل
المستقبل؛ لأن وسائل التعامل مع المستقبل ثلاثة:
التخمين.. وهي طريقة لا تقوم على أساس علمي أو منطقي أو فلسفي؛ ومثاله:
تخمين أي وجهي العملة لأعلى١
يتوقع سقوط المطر؛ وكل من يرى نارًا موقدة يخ مفا
رقع وجود حي من الناس!
التنبؤ.. وهي طريقة خواص الناس ا استشراف المستقبل حيث تعتمد على
الخبرة والمعرفة العميقة والحدس ونوع من الإلبام؛ ومثاله: تنبؤ يعقوب بجريمة إخوة
خروجه معهم توقع لحاق الأذى به ((وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون)).
فالتحليل السياسي يدعم صوابية «التوقع»؛ ويبعث على ملكة «التنبؤ»! ويقطع
قراءة في إستراتيجية حزب الله صصسسسته ١١ 2
ومن أهم مرتكزات التحليل السياسي التمييز بين الثوابت والمتغيرات؛ والعوامل
المؤثرة بشكل مباشر والعوامل المؤثرة بشكل غير مباشر» والشخوص والقوى
والمبادئ التي تحكم الظاهرة أو الحدث والمصالح التي تتقاطع معهاء
السياسة والاجتماع.
والاختلاف يي التمييز بين هذه القضايا يؤدي إلى الاختلاف يخ التحليل
السياسي؛ كما أن الاختلاف يذ التحليل السياسي بين شخص وآخر يعود إلى
اختلاف منطلقات الرؤية الفكرية؛ ومنهجية التعاطي؛ وطبيعة الشخص (التي توجه
ميوله وزاوية نظره)؛ وبعد أو قرب الشخص من الحدث أو الموقف أو الظاهرة»؛
وبالرغم من أن لكل حدث سياسي أو ظاهرة سياسية مدخل مغاير لتحليله
وتفسيره عن غيره؛ وفقًا لطبيعة زمان الحدث ومكانه وأشخاصه؛ إلا أن منهج
التعاطي ب جميع الأحوال يجب ألا يخرج عن الموضوعية والعلمية.
وهنا التأكيد على أن الموجه الأكبر لميول الأفراد والجماعات وولاءاتهم
والمؤثر على مواقفهم وسياساتهم هو تصورهم الذهني المسبق للأمور والقضايا؛ وأن
هذا التصور (أو ما يعبر عنه بالأيديولوجيات والمعتقدات) غالبًّا ما يتشكل ني ضوء
العقائد الدينية والأفكار المطلقة التي يسلم لبا الشخص؛ وكذلك الخبرات
والأفكار تآتي يخ المرتبة الأولى يخ اهتمامات علماء النفس والاجتماع والتربية
والاتصال؛ فهي مدخل للفهم ومنطلق للتأثير والتغييرا
قراءة في إستراتيجية حزب الله "١
وغالبًا ما تستثار الحمية الدينية أو المذهبية لأغراض سياسية ومصالح قومية! فنشوء
دولة إسرائيل - كمثال واضح- كان على أساس ديني بالدرجة الأولى! وقيام
الاتحاد السوفييتي كان على أساس أفكار إلحادية ومنحلة مثلت رؤية للحيا
والإنسان والمجتمع صيفت فيما عرف بالمذهب الشيوعي الاشتراكي!
ويعتمد التحليل السياسي على الأدوات التالية:
أولاً: خبرة القائم بالتحليل السياسي؛ سواءً كانت هذه الخبرة تاريخية أو
حالية؛ مع توفر المعلومات بشكل مسبق عن الموضوع المطروح للتحليل.
ثانيًا: معطيات الواقع بكافة تفاصيله وتشعيباته؛ أشخاصًا وأحداثًا ومواقف
وبيانات.. إلخ؛ فالمعطيات أداة مهمة للتحليل الأعمق والتفسير الأقرب للأحداث
ثالكًا: المعرفة والفهم الدقيق لطبيعة العلاقات المتبادلة والقوانين والمؤثرات التي
رابعًا: الاطلاع على نوايا ومقاصد الأطراف المشكلة لواقع ما ؛ من خلال رصد
أو تتبع أو اطلاع مباشر أو إعلان مسبق لهال
خامسًا: الخيال؛ فإن تصور كثير من القضايا خارج إطار المشاهدة لا يتأتى إلا
بقدر من الخيال الذي يصور أبعاد الأمور زمانًا ومكانًا وشخوصًا وفكرا.. مع تمييز
بعضها عن بعض بصورة تجلي خصائص الذوات والماهيات والمسارات.
وبدون هذه الأدوات لا يتوفر تحليل سياسي بل نوع من الخطاب الانفهالي
أما لغة التحليل السياسي فهي لغة علمية تستند إلى معطيات ثابتة أو وقائع
ملموسة أو بيانات واضحة أو مزيج مما ذكر. وهي بعيدة عن الانفعال العاطفي أو
الحكم المسبق (المطرد يذ أحكامه.. دون علة(0 أو المتطرف (قربًا أو بعدًا) أو
قراءة في إستراتيجية حزب الله جمس ١١ 2
التحليل المصلحي!(
وهي لفة تعتمد بالدرجة الأولى على مصطلحات دقيقة ومحددة وذات نسق
فكري وسياسي متحد ؛ كما تعتمد على المنطق العقلي المتسلسل والمترابط؛ لا على
الشواهد المنقطعة والشاذة وغير المألوفة يذ السنن الاجتماعية والسياسية.
ومع ذلك فإنه من الصعب أن يكون القائم بالتحليل السياسي محايدا؛ لأنه لخ
ومصلحته من وراء هذا التحليل؛ فإذا التزم بالموضوعية والمنهج العلمي والرؤية
النقدية يخ تناول قضية أو حدث ما حقق بدون شك قدرًا من الحيادية يق تحليله
السياسي للأمور.
حزب الله والتحليل السياسي؛
وعودًا إلى مناسبة حديثنا عن التحليل السياسي مع عنوان البحث: «قراءة ب
المختلفة؛ والمواقف المتباينة منهاء فإن إخضاع الصراع القائم اليوم بين «حزب الله
و«إسرائيل» للمنهجية الموضوعية والعلمية للتحليل السياسي يتطلب منا إدراك
المنطلقات الفكرية والثقافية والحضارية التي ينطلق منها كل طرف ب الصراع»
وإدراك رؤية كل من الطرفين للحدث وللآخر يا سياسته وخططه الإستراتيجية
والتكتيكية؛ واستقراء طبيعة العلاقة القائمة بينهما عبر التاريخ؛ وطبيعة تقدير
كل من الطرفين للمصالح الخاصة به يذ ميزان الريح والخسارة!
إن التمايز القائم اليوم يستند - شئنا أم أبينا- على أسس عقائدية وخلفية
فكرية وثقافية ومنهجية سارت عليها الأجيال تلو الأجيال؛ حتى آلت الأمور إلى ما
آلت إليه. كما تستند على طبيعة العلاقات والمصالح التي أصبحت اليوم متداخلة
ومتشابكة بين أطراف التنازع والصراع!! كما أنه حقيقة قائمة وفاعلة يه
قراءة في إستراتيجية حزب الله
إن «التفسير التآمري» للأحداث والوقائع السياسية المختلفة؛ عند القائلين بهذا
التفسير أو المنكرين له؛ جزء من التحليل السياسي؛ وقبوله مطلقًا أو رفضه مطلقًا
بعيدًا عن التناول العلمي والموضوعي والدراسات الجادة والقراءات المتعمقة؛ دفع
بالكثير إلى مجانبة الصواب يذ الأحكام يمنة ويسرة!
فالمؤامرة طبيعة بشرية وسلوك إنساني قديم؛ ولبا يخ العديد من الأيديولوجيا؛
و«استبطان منهج التحليل ودراسة المعطيات لاستقراء صيرورة الأحداث خدمة
للجانب السياسي لا يصادم الإسلام؛ ولا يناقض مقتضيات الإيمان بنفاذ مشيئة الله
إن أي تحليل لا يصدر عن التصوير الرياني للحقائق ولا يستلهم السنن الربانية
الآفاق والأنفس والمجتمعات؛ ينبغي الحذر والتحذير منه؛ كونه سيكون قرين
البوى وصريع الظنون مهما تلبس به من الثياب؛ وقدم بين يديه من عذب الخطاب(
فللحق أحيانًا مرارة سرعان ما تزول إذا وقر ب القلب وسلم له العقل.
ومن المؤسف أن يكون بعض المنتسبين للفكر والعلم هم أول من يجتزء
الأحداث من نسقها التاريخي والحضاري والواقعي؛ ويسلبها طبيعتها المتسلسلة
صحيح أن الاعتماد على عامل واحد يق التحليل السياسي مهما كانت أهميته؛
ومتشابكة .يخ تكوينها؛ وبالتالي فإن النظرة الأحادية لفهم ظاهرة ما يضطرنا
المعالجة الأحادية؛ الأمر الذي يغلق سبل الحل والعلاج.
الثلاثة لي الاعتبار.