« ألم ء "غلبت الروم » في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم
سيغلبون . في بضع سنين ء لله الأمر من قبل ومن بعد ء
ويومئذ يفرح المأمنون : بنصر الله 6
( القرآن لكريم )
لى «(أرض الشام ) 9" مكانة فريدة في تاريخ العام وقد كان فا
ل العالم من الناحيتين الفكرية والروحية أجل" شأناً من فضل أي
بل آخر 1١١
وتاريخ أرض الشام قبل الإسلام يمكن تقسيمه الى : عصر ما قبل التاريخ +
3 الدور السامي الذي بدأ بالأمو بين ( حوالي 1500 قي . م) وانتهى
أو ( الكلدانية ) في ره قام)
الكبير في (*07 قي . م ) وانتهى بالفتح الاسلامي في (17- 46م ) ©
) أدض الثام : غربيها بحر الروم ( البحر الأبيض المتوسط ) » وشرقيها البادية من ( أيلة )١(
أنظر التفاصيل في المسالك والمالك ص (43) + و أرضى الشام تشتمل على سورية و لبنان وفلسطين
دشري الأردن في الوقت الحاضر
(؟) تاريخ سورية و لبنان و فلسطين ( 4/1 )د
(7) تاريخ سورية و لبنان وفلسطين ( 31/1 ).
ساق
وقد شهدت ( أرض الشام ) قبل ظهور الإسلام وانتشاره ثلاث دول
عربية هي : دولة الأنباط في الحتوب ودولة (تدمر) في الشمال ودولة
الغساسنة بينهما !9 .
ولسنا بصدد ذكر تاريخ الروم!"" في أرض الام ومصر ولييا +
أوضاع الروم اللي كانت سائدة في تلك البلاد قبل الفتح الاسلامي وي
أيامه ؛ لإعطاء ( فكرة ) واضحة عن حالتهم السياسية والإجتماعية وال
استهل القرن السابع الميلادي سنواته الاولى بنشوب صراع عنيف بين
أعظم قوتين في العالم يومذاك : دولة الفرس ودولة الروم » وبلغ ذروته
عندما تولى الامبراطور (هرقل) العرش سنة (910م) + وكان سبب
تلك الحروب أطماع أكاسرة الفرس التوسعية الي ساعد على إذكاء أوراها
ما ساد دولة الروم من اضطراب وما تفشى فيها من حوادث القتل والدس
[00)) ايلاد 1 امملكة أولاده الثلاثة . وبعد مدة إنفصلت المبلكة
وكانت حدود المملكة الشرقية في القرن الغامس الميلاد تنتهي في الغرب بالبحر الأدرياتيكي» وفي
كانت الحرب الداثرة بين هاتين الدولتين قد نشبت قبل اعتلاء ( هرقل )
الذي عاصر النبي صلى الله عليه وسلم عرش الروم» فأوغلت جيوش الفرسن
ف بعض أقالم آسيا الصغرى حتى وصلت الى مشارف القسطنطينية على
الشاطىء الآسيوي + كما وصلت قوات فارسية أخرى الى أرجاء الثام
سنة (/01م)
واستمر زخم زحف التيار الفارسي في تقدمه عندما تقلد (هرقل )
منصب الامبراطور على الدولة الرومانية الشرقية ؛ إذ استولى الفرس على
ورأى (هرقل ) أن الأمر يحتاج إلى إعداد وتطهير أجهزة جيوشه
قبل مواجهة الفرس ؛ فأدخل تغييراً جذرياً في قادة جبوش الروم في الميدان
الفارسي © وأخذ بعد الحبوش للاقاة الفرس في جبهتين © إذ بعث جيثا
( برويز ) بجنده على سورية سنة (814 م ) ففتحها واستولى على ( إنطاكية )
و (دنشق) ويت (القدس) ومدن أخرى من سورية وفلسطين + ثم
أباح بلحنده نهب (اورشليم ) فنهبوها وأحرقوا القبر المقدس وكنيسة القيامة
القتل والنهب في أرض الشام الى سنة (14دم ) 0
وفي اسنة بحاام غدا الفرس سادة بجر الشام وأكملوا اسيطرتهم
على مياه البحر الأبيض المتوسط باستيلانيم على مصراء ولم تقف اطماعهم
(+) انظر الدولة الاسلامية وامبراطورية الروم ص (332-31) الطيعةالثانية » والتمدث الاسلامي
(2) الطبعة الثانية .
المغرافي المنيع من التردي في أيدي الفرس ".
ولكن اتساع الخطر الفارسي وابتلاعه ولايات الروم الكبرى ولبديدهة
القسطنطينية نفسها أثار شعور الروم وامتلأوا حماسة اندفاع عن كيانهم .
ووقفت الكنيسة على رأس هذه الحركة نشد أزر الأمبراطور لتخليص الأراضي
له كل ما لديها من ذهب وفضة ليسكها نقوداً على أن يتعهد بردها فيما
بعد ؛ وهكذا وقفت الكنيسة والدولة صفاً واحداً في سبيل تخليص بيت
المقدس وتخليص صليب الصلبوت ؛ وانكب (هرقل ) على إعداد خطتة
وقضى هرقل ثلاث سنين متوالية حتى أوغل في بلاد الفرس واضطر
(برويز ) أن يسحب جنده للدفاع عن قلب مملكته .
وفي سنة (77م) حارب (هرقل) الفرس مرة أخرى + فأجهز
على قوائهم وبلغت جنود الروم الى ( نينوى ) عاصمة الأاشوريين القديمة ؛
وهي أول مرة وطىء الروم تلك المديئة ؛ وكان (برويز ) قد أصبح شيخاً
طاعناً في السن » فأوصى بالملك لإبنه (مردانشاه) وكان له ابن آخر
حتى قبض على من بقي من أولاد ( برويز ) وهم ثمانية عشر ولا ؛ فقتلهم
جميعاً بين يدي أبيه ؛ وزج أباه بالسجن حنى مات .
وبموت كسرى ( برويز ) إنقفضى مجد الدولة الساسانية ؛ ولم بعش ابنه
(شيرويه ) بعده إلا ستة أشهر : فأصبحت حكومة الفرس فوض ١ وادعى
الملك تسعة ملوك خلال أربع سنوات» فساد الفساد والفوضى وتمكن الاختلال
فيها + فجاءها المسلمون وهي في تلك الحال !9 ..
لقد ظفر (هرقل ) على الفرس سنة (2738م) في حرب تخللتها عدة
انتكاسات : فاستعاد أرض الشام بعد أن كانت في أيدي الفرس وبعد أن
كان (خسرو الثاني ) قد اجتاحها سنة (314-311م) ؛ وني ١4 أيلول
سنة دف أعاد امبراطور بيزنطية الظافر الصليب الأعظم الى القدس
فنادوا به محرراً للمسيحبة ومعيداً لمجد الامبراطورية الرومانية الشرقية 01١ .
خرج (هرقل») من الحروب الفارسية شديد الاعتداد بنفسه + يؤمن
بأنه قدير على حل المشاكل المذهبية المزمنة الي بلغت ذروة تعقدها في عهده +؛
فأقبل بكليته بعد انتصاره في الحروب الفارسية على إنباء الحلافات المذهبية
كان الامبراطور وأهل دولته يقولون : إن المسيح طبيعتين ومشيئتين +
وأما رعيته في مصر و (أرض الثام) + فكان أكثرهم يقولون بطبيعة
واحدة ومشيئة واحدة وهم اليعاقبة . وني أيام (هرقل) معى لبطريرك
أتناسيوس ) بطريرك اليعاقبة في (منيج ) في التوفيق بين
أن للمسيح طبيعتين ومشيئة واحدة ؛ فوافقه الامبراطور واستمهله ريثما
يخابر البطريرك القسطنطيي (بيروس) وهو سوري الأصل. وكان
( الناسيوس ) قد اتفق معه على ذلك قبل مناطبة الأمبراطور » فنشر بهذا
به أكثر الأساقفة الشرقيين إلا ( صفرونيوس ) البطريرك
(ه) التدن الاسلامي (81/1) وانظر كتاب : ادق فتح يلاد قارس صن )60(
)٠١( تاريخ سورية ولبنان وفلسطين (؟/»)
الأورشليمي وبعض” الأساقفة وفي مقدتهم أسقف (مماث) وسائر أهل
الكنيسة الملكية ؛ فشق ذلك على الامبراطور وعمل على الانتقام من الذين
لم يقبلوا بمنشوره وفيهم جانب عظع من الروم » فأصبح الانقسام مزدوجاً :
الامبراطور والبطريرك القسطنطبي والامكندري والانطاكي حزب يقول
بطبيعتين ومشيئة واحدة » واليعاقبة ومنهم الأقباط وأهل (حورات) وساثر
أهل سورية الداخلية حزب آخر "١ الخ ..
لقد اعتقد ( هرقل ) ان الحطوة الي أقدم عليها كفيلة بحل المسألة الدينية
المزمنة المعقدة اللي عانت منها دولة الروم كثيراً » فقد داعبه الأمل في قبول
رعاياه لمذهبه الحديد لأنه محاولة للتوفيق وفيه من الآراء والعقائد ما يقبله
كل من الفريقين الم
رسله الى ساثر أقطار دولته لتقهم الناس حقيقة الوضع الديني الحديد وحانهم
على قبوله . غير أن هذا المذهب جاء بنتيجة على غير ما يهوى (هرقل ) +
إذ قال المعاصرون سواء كانوا من الملكانيين أو من أصحاب الطبيعة الواحدة ( الذين
أطلق عليهم أيضاً اسم العاقية نسبة الى زعيمهم يعقوب برادبوس ) : إن
الامبراطور ما أراد بهذا المذهب إلا ليضل" الكثيرين » ورفض كل منهما
التخلي عن مذهبه واتباع مذهب_ ثالث يعدونه زيفاً ويتاناً. واشتدت
وهو (المقوقس ) المبعوث الامبراطوري هناك لحل المسألة المذهبية الى
العنف وجميع وسائل التعذيب لحمل الناس على انّباع المذهب الحديد ؛
فاضطر البطريرك القبطي (بنيامين ) الى الهرب_والقيام بحركة اسرية ©
فأصبح فرار هذا البطريرك ايذاناً باندلاع حركة مقاومة في البلاد؛ وغدا
القبط يتمّون زوال الامبراطورية والامبراطور صاحب المذهب الحديد 0*١ .
فأخذ يدعو الى مذهب (التوحيد) © وبعث
(1) التمدن الاسلامي (43-41/1 )
وكان هذه الانقسامات تأثير شديد في السياسة ؛ لاختلاط السياسة عندهم
القرس ؛ كما حصل بالأرمن مثلا” ؛ فقد شدّد الامبراطور التكبر عليهم
بلادهم الى الفرس 14١ .
كيف كانت الحالة الاجتماعيةفي أرض الشام ومصر وليبيا ؟
كان الرومان في أرض الشام وغيرها يعدون البلاد وأهلها ( وهم العامة )
يُعدّون من توابع العقار فينقل العقار من مالك الى آخر وفلاحوه مع +
وكان بعض مكان البلاد بحاولون التقرب الى الروم بالصناعة أو الأدب
أو التجارة وهم قليلون ؛ فكان الناس طبقتين : طبقة الخاصة وهم الملك
وأهله وأعوانه ورجال الدين » والعامة وهم أهل البلاد الأصليون وأكثرهم
الفلاحو ن والعمال .
وكان (الخاصة) من أهل (أرض الشام) في العصر الرومائي هم
البطارقة . (والبطريق غير البطريرك ) » وكان البطارقة عند الرومائيين
جماعة من أشراف المملكة الرومانية نشأوا مع مدينة روما وكان لهم نفوذ
عظيم في الدولة الرومانية فانحط شأنهم بعد انقسامها الى شرقية وغربية ول
الى البطارقة وولتوهم حكم المستعمرات الشرقية ومنها الشام ومصرء فكانت
(أرض الام ) ولاية واحدة تقسم إلى إحدى عشر إقليماً على كل إقليم
الالات )0
( بطريق ) معه الحند كأنه حاكم مستقل !099
وكان في ( أرض الام ) عند ظهور الإسلام بقايا الآراميين الأصليين
وهم السريان في الشمال والشرق + واليهود والمامريون في الحنوب 6
وبقايا الأنباط أي الغرب والساسنة © يتخلّل هذا المجموع شتات من أمم
أخرى ؛ كالحراجمة في جبل ( انكام !"أ وأخلاط .من مولدي
النسب أو الحنس او اللغة ؛ فأصبحت الطوائف تنسب الى مذاهبها الدينية
كاليهود والتصارى والسامريين + وينقسم النصارى الى ملكيين ويعاقبة
ونساطرة وموارنة وغيرهم : وكانت الديانة والسياسة مرتبطتين؛ والحزب
الديني عبارة عن حزب سياسي يستخدم في تأييد الدولة ؛ وكانت كنيسة
أم الكنائس في المشرق ؛ وشعوب تلك الكنائس تتقاد الى تلك الكنيسة
لتأييد سلطة القيصر صاحب العرش فيها 019 .
أما سكان مصر » فكانوا أقل اختلاطاً من سكان أرض الشام والعراق +
ومع ذلك فقد توالت الم إليها من أقدم أزمنة التاريخ قبل زمن الفراعنة +
والفراعنة أكثرهم من الفاتحين الغرباء ؛ فكانوا إذا احتلوا مصر واستقام
لهم الأمر فيها ٠ هاجر اليها أهل عصبيتهم لاستثمار ذلك الاحتلال » فيأتون
عازمين أن تكون إقامتهم في مصر وفتية ريثما يجتمع هم المال؛ ولكن
أكثرهم لا يرجعون الى مناطقهم الأصلية فلا تمضي بضعة أجيال
عليهم حتى بختلطوا بالسكان وبصيروا جزءاً منهم كما حدث في زمن
(الرعاة !"أ والفرس واليونان والرومان وغسيرهم بمن احتلوا مصر
قبل الأملام .
(1 أ) الرعاة : هم الهيكموس