البداد تالقان وَالتَاريِجٌ
في المغرب العرلي حركة مباركة تدعى : حركة التعريب » هدفها إعادة
لغة القرآن الى مكانتها السامية في ربوعه؛ لغة يتخاطب با الناس أي دورهم
لقد حاول المستعمرون أن يفرضوا لفتهم على بلاد المغرب العربي :
ابيا وتونس والحزائر والمغرب وبذلوا من أجل تحقيق مآزهم هذه جهوداً
جبارة ؛ ورافق استعمارهم العسكري والسياءي والإقتصادي امتعمار من
نوع آنخرء هو : الاستعمار الفكري ؛ فتجحوا في استعمارهم الفكري
في بعض أجزاء المغرب العربي ونسي بعض سكانه لفنهم الأصلية » واستعاضوا
عن لفتهم الأم بلغة المستعمر » ولولا المدارس الدينية وبعض الكتائيب الي
بذلت جهودها المشكورة لعليم القرآن الكريم ؛ لتضاعف أثر الإستعمار
الفكري في المغرب العربي ؛ ولازداد عدد الذبن انقطمت صاتهم بالمرية
والإسبانية أضعاف ما هم عليه اليوم +
1 نة 1460 م في طريق عودتي من إنكاثر ا بعد اجتيازي
وزار العراق وفد عسكري من إحدى دول المغرب في سنة 1467م +
فكان في منهجه زيارة قطعات الموصلالعسكرية . وحين زار هولاء وحدات
الموصلالعسكرية » لم نستطع النفاهم مع أعضاء الوفد إلا" بلغة أجنية !1+
وزارت العراق وفود كثيرة من قادة المغرب العربي بعد سنة 1458م 6
فوجدت أكثرهم لا بحسن التفاهم بلغة القرآن ؛ وكنا تكلمهم بلغة أجنية
الكبير الذي زار القطعات العسكرية المرابطة في مديئة الموصل + وفي الزعم
لتعلّم اللغة العربية والتختص نبائياً من بقايا الاستعمار الفكري .
من هنا بدات حركة التعريب المباركة بعد حصول أقطار المغرب العربي
على استقلافاء فأقبل على تعلّم العربية بشوق لا مزيد عليه سكتّان المغرب
العربي » ونم المسؤولون في تلك البلاد المناهج الدراسية لتحقيق هذا التعريب
بأقصر وقت ممكن .
وهذا الكتاب هو جهد المقل معاونة التعريب؛ وكل عربي وكل مسلم
مسؤول عن دعم هذه الحركة الميمونة بما يستطيع من جهد أو مال .
إن هذا الكتاب يذكّر أهل المغرب العربي في أقطاره كافة ؛ كيف دخلت
آباؤهم وأجدادهم بأنفسهم وأموالهم مجاهدين من أجل تحقيق هذه الغابة
وإذا كان سكنان المغرب العربي في هذا القرن» قد ضححّوا بما لامزيد عليه
من الشهداء لإعادة المغرب عرياً إملامياً ؛ فقد ضحى آبلأهم و أجدادهم
من قبل بما لا مزيد عليه من الشهداء في القرن الأول الهجري ليكون المغرب
ولا عجب في ذلك ؛ فهؤلاء الأشبال هم من أبناء أولتك الأصوة ...
وفي هذه المقدمة سأتحد"ث عن بلاد المغرب العربي من الناحيتين الحغرافية
والتاريخية : من الناحية الغرافية لمعرفة معاي أسماء بعض الأماكن الي
تر د” كثيراً في تاريخ القادة الفاتحين » ومن الناحية التاريخية لمعرفة سكثان
المغرّب القدماء والدول ااني كانت تحكمه قبل الإسلام وفي أيام الفتح الإسلامي +
البلاد
أطلى الفينيقيون لفظ أفري ( اتوم ) على أهل البلاد الذين كانوا يسكنون
حول مدينتهم القديمة (عصلانا ) وعاصمتهم فرطاجنة مدينتهم الحديثة ؛
وعنهم أخذه اليونان » فأطلقوه على أهل البلاد الأصليين الذين يسكنون
المغرب من حدود مصر الى المحيط + ومن ثم سميت هذه النطقة: (أفريكا ) ©
أي بلاد الأفشرى ؛ واستعمل هذا الا الدلالة على هذه النطقة . وأخذ
يتمع شيا فشينا كلما اتسع سلطان الرومان في
أما بقية إفريقية الرومانية » فسمي ابزء المقابل منها الجزائر الحالية : نوميديا +
دخل في طاعة الروم من هذه القارة من برقة الى طنجة .
وعن البيزنطيين أخذ العرب لفظ : إفريقية ؛ فأرادوا به في أول الأمر
كل "ما بلي مصر غرباً حتى ساحل المحبط الأطلمي !"© وهذا هو مفهوم إفريقية
() تعريب تنظ ( ولمما؟ةسفلة ) + وهكذا رسها البكري في وصف افريقية ( 91٠ +
العام الذي يكاد يعادل مفهوم المغرب . أما مفهوم إفريقية الخاص فهو يعني
الأجزاء الشرقية من المغرب الي تعادل ولاية إفريقية الرومانية الأصلية +
أي البلاد التونسية الحالية مع بعض الأجزاء الغربية لولاية طرابلس (ومنها
المدينة ) والتخوم الشرقية لبلاد الحزائر الى (بجاية ) في ولاية ( قسطنطينة )099 .
- المغرب :
يلاد المغرب مصطلح يقصد به كل الأناا الواقعة غرب مصر واي تشمل
شمال القارة الإفريقية'"' وتتضمن جالياً البلاد الليبية بولاياتها الثلاث +
(برقة وطرابلس وفران) © وتونس + والجزائر بصحرائبا_الثرامية
الى تخم المودان ؛ وأغيرا لغرب الذي كان يعرف الى عهد قريب يانم
السنغال والنيجر !" .
والمغرب عند الكتاب الأوائل بيدا مما بلي إفريقية غرباً الى سواحل المحيط +
فقد ول يزيد بن عبد الملك يزيد بن أبي مسلم مولى الحجاج بن يوسف التقفي
إفريقية والغرب'"' » وهذا معناه أن المغرب هو غير إفريقية . والمغرب
الأقضى هو بلاد مراكش (الغرب) ؛ والغرب الأوسط © هو بلاد
الخزائر الحالية + وخط التقسيم بين المغربين : الأقمى والأوسط؛ هو مجرى
وادي ملوية أو ما بين تلمسان و (تازا )"'. آما المغرب الأدنى © فهو
سميت باسم شخص سين . النظر معجم البلدان (#00/1) ومنهم من يذكر أنها مشتقة من لفظة +
فر . انظر ابن لفون (44/1) -
)١( تاريغ المغرب العربي (11) +
(©) في المساك والمماقك ( 73 ) وسجم البلدان ( ٠١3/8 ) أن الأندلس من المغرب أيفاً
(؟) تاريخ المغرب العري (3) .
(ه) تثا: سناعا في اقل البربرية: الصخرة العلية + رهي مدينة في المغرب ؛ و تمر مضيقاً ب
السكان
أ- البربر سكان المغرب الأع ليون ؛ ونقصد هنا بالمغرب عن حدود
مصر الفربية الى المحبط الأطلسي » وهم أقدم أمة عرفها التاريخ في الشماله
الإفريقي +
ومن المعقول جداً أن يكون العرب قد أخذوا لفظ (البربر ) عن اللاتينية
على الأهلين!"' .
وقد حاول الكتاب العرب اتفسير الفظة : ( برب ) © فأوردوا في ذلك
عدداً من الآراء يمكن تقسيمها الى قسمين : أوفما ؛ تفسير كلمة (البربر)
لا تفهم » فقيل لهم : «ما أكثر بربرتكم » ! كما يقال : بربر الأسد إذا
زأر بأصوات غير مفهومةا" . أما ثانيهما » فتفسير كلمة : (البربر )©
حب عادة العرب في تقسيم الشعوب على الأمس التعارف عليها غندهم
في علم الأنساب إذ قبل : إن شعب المغرب اخ اسم أحد آباه البعيدين *
وهو بر بن قبس عبْلانا'" ! ولكن ابن حزم يقول عن ذلك : «... وهذا
جلي هادا يربط بين المغرب الشرتي ولمغرب الفربي. وعناك ثلات مدن بهذا الاسم : في المغرب قدعي
المراد هنا + وني الاندلس قرب مدية لوقا وني المراق عل الطريق وين كركوك وجلولاء وبعشوية يداه
+ ) ١3 ( انظر تاريخ المغرب العربي )١(
(5) نمع العرب لغرب (7) +
(©) ابن خلفوة (4/5م) +
(») ابن علدوة (0/1ه) +
بالعربية وأصبحت علماً مثل أساب العرب '"؛ والظاهر أن هؤلاء
النسابة اتخذوا شجرة الأشاب العربية الني تقسم العرب الى قسمين كبيرين
كبيرتين هما : البرانس والبتر وقالوا : إن الجماعة الأولى أبناء برس
ابن بر » وأن الجماعة الثانية أبناء ماداغيلس بن بر الذي لقب بالأبتر١".
وهذة الاصول الكبيرة تنقسم الى فروع صغيرة ؛ فقبيلة هوَارة تتحدر من
تنحدر من هوارة ؛ وقبيلة غمارة تنحدر منمصمودة .
ج- البستر
ومن قبائلهم المشهورة أربعة : أداسة ونفوسة وضريسة وين لا الأكبر .
وبنحدر من (وطاصة )_قبيلة (تبرغاش )ومن (تبرغاش ) تتحدر
(1) جمهرة أنساب العرب ( 446 ) .
(0) أنظر مجمل أتساب البريرني جمهرة أنساب العرب ( 446 00م ),
(©) ابن خليرث ( د/حي) .
(0) جمهرة أنساب العرب (م44) .
() انظر تاريخ المغرب العربي ( 20 ) .
د والذي بلاحظ أنه رغم انقسام البربر الى برانس وبر » وانقسام
هزلاء الى قبائل متلفة فإن القرابة قربية بين الماعتين ؛ كما أن الصلة
فروع كل منهما ؛ فالنسا؛ بختلط عليه الأمر إلى درجة أنهم
(عن طريق الأم) وكذلك الأمر بالنسبة إلى
وابن علدون يحذو حذو من ينفي انتساب البربر الى العرب!"
مثل ابن حزم . والحق أن لنسابة العرب والبربر العذر في جمل شجرة
النسب البربرية أشبه ما تكون بشجرة النسب العربية » بل وفي إلحاق البربر
بالأصل العربي + فمما لا ريب فيه أن الشبه قريب بين العرب والبربرا" ؟
وهذا أمر وليد البيئة » لأن طبيعة بلاد المغرب يغلب عليها الطابع الصحراوي +
وهي أشبه ب ة بلاد العرب مما بيترتب عليه نتاج ذو طبيعة متجانسة في
الاجتماع والعمران ٠ لذلك ينقسم البربر الى طائفتين باينتين ؛ وهما طالفة
الوبر أي سكان اليام) » وسكان الحضر منهم يسكنون النواحي الشمالية
الخصبة والسفوح المزروعة ؛ وسكان الوبر منهم يسكنون الصحارى والواحات
(*) جمهرة أنساب العرب ( 449 )+
(4) جمهرة انساب العرب ( 448 ) +
(ه) من أراد التفاصيل في نسب عليه مراجة : ابن خلدون (4/1م-11) وجهرة
'أنساب العرب ( 146 - يه ) وا : تاريخ المغرب العربي (31- 1ه ) دققع العربع
المغرب ( 7 - 4 ) وتاريخ الفتع العربي ني لبا ( * - ١ ) ...الخ
+ ) 98 ( انظر فت العرب السغرب ( 6 ) وتاريخ المغرب العربي )١(
17 نع المغرب ()
والفوارق بين الطائفتين اجتماعية لا جنسية » إذ أن البربر المستقرين
يتزلون التواحي الخصبة بجبال ( أوراس)؛ أي جنوب ووسط الحزائر الحالية +
وجنوب المغرب_ وبعض أجزاء تونس الغربية ؛ وطبيعي أن يكونوا على
جانب من الحضارة لاتصالهم بالفرطاجنيين واللآتين وحضارات البحر
الأبيض المتوسط + فتناولوا الزراعة والصناعة ؛ وظهر فيهم نفر أخذ بأسباب
الحضارة اللأتينية مثل (يوبا) أمير (نوميديا) الذي درس وتربى في
أما البربر الظواعن + فهم بدو يعيشون على الرعي ويميلون الى الإغارة
على ما يجاورهم من نواحي العمران .
كان هذا الإختلاف في الأحوال الاجتماعية » سبباً في نزاع طويل وحروب
مستمرة بين الفريقين + فكان الرحّل لايتفكنون يغيرون على مزارع المستقرّن
وقراهم © فاضطر هؤلام الى أعذ الحذر منهم والإحتماء من شرُهم +
والإستعانة عليهم باللاثين أو البيزنطيين؛ مما أدى إلى ظهور الفوارق بين
الطائفت, بشكل جلي واضح ؛ كان له أبعد الأثر في مستقبل البلاد النياسي ؛
إذ حال دون إتحاد أهلها ؛ وسهّل غزوها + ومكتن الفاتح الأجني من
أن يستعين بفريق على فريق © وحال دون نشوء دولة بربرية واحدة أو شعب
متكاتف متناسق .
أفاد الرومان من هذه الحال فائدة كبرى » فاستعانوا بفريق على فريق +
(1) ع العرب ترب (+-1).
و - ديانة البرإر :
كانت ديانتهم قبل المسيح المجوسية 6 وبعد ظهور المسيحية !"6
وكانوا في بعض الأحيان يدينون بدين من غلب عليهم من الأمم ؛ وقد أغذ
البربر دين السيجية قبل الإسلام عن الروم » لأنهم كانوا مغلويين لهم!"" +
ولكن السيحية انتشرت بين القبائل_البربرية الي كانت تعيش قرياً
من ساحل البحر الأبيض المتوسط وفي المدن ؛ لأنهم كانوا بتماس شدياد
مع الروم المسبحيين » أما القبائل البربرية البدوية اي كانت تعيش في الصحراء +
فقد كان انتشار الب محدوداً .
وكانت سياسة الروم في إفريقية سيباً في القضاء على ما كان قد انتشر
من المسبحية بين أهلها ؛ إذ وقف الأهلون موقف العدو من الروم وكل ما
يتصل بم من دين وحضارة © بل أخذ بعضهم باجم الأديرة والكنائس
حينما ضعف أمر الإمبراطورية الرومانية في القرن الخامس الميلادي © بل
كادت المسيحية أن تكون خالا" زائلا” إبان الفتح الاسلامي البلاذا" +
ويبدو أن البربر لم تكن لهم أديان ثابنة قبل الإسلام :كانوا وثتيين أو
يهوداً » وكانوا قد اعتثقوا المسيحية في القرون الأولى ثم نسوها حين استعادوا
- الأفارقة :
عن البربر وعن الروم . وعلى ذلك يمكن أن يكون الأفارقة هم أهل البلاد
() جاء الروم آل افريقية مرتين : مرة قبل الوندال © ومرة بمدعم . انظرا تاريخ الفضح
العري في لا (م)-
(©) تاريخ القطع العربي في ليا (3)
(©) نت العرب ترب (180) ١
(0) فح العرب ترب (141)