ن أننا من الماء قاب قوسين
أو أدنى ... ولابد لي في هذه المقدمة من توضيح النقاط التالية
الحرب اللبنانية التي مضى عليها أكثر من أربعة عشر عاماً
جزء من الصراع العربي الإسرائيلي ؛ فاليهود يحتلون لبنان +
وقوات أسد تحتل جزءاً آخر ؛ ويربط هؤلاء خروجهم بأولتك © ومن
أهداف هذه الحرب وأهداف التعاون الماروني الإسرائيلي خروج قوات
منظمة التحرير من لبنان ومع العمل الفدائي
ولاتخجل إسرائي
لتصريح بأن دولتها المنشودة من النيل
إلى الفرات وسوف تعمل وتخطط من أجل تحقيق هذا الهدف ؛ ولبنان
جزء من هذا الكيان الذي تتطلع إليه إسرا
أما الولايات المتحدة الأميركية فليست بريئة من الجرائم التي
ارتكبت في لبنان ؛ ولم تكن بعيدة عن سياسة تقسيم لبنان واحتلاله +
وم من ثم فهي تصر على ربط الحل النهائي للمسألة اللبنانية بحل مسألة
الأوسط أي الصلح بين العرب وإسرائيل ومن أجل ذلك
فهي تراوغ في سياستها + وتصدر تصريحات متناقضة .
وسواء قالت الدول الكبرى والصغرى : إن لبنان جزء لايتجزاً
من الصراع العربي الإسرائيلي أو لم تقل » فالذي نؤمن به أن بلاد الشام
كيان واحد © وهي جزء مهم من العالم العربي الذي شرف الله بحمل
إسالة الة الإسلام
حول ضفتي الوذ أو
مثل ذلك في بقية المناطق .
وهذه الحدود المصطنعة رسمها الاستعمار ؛ الانكلو فرنسي ١
وهي غير قابلة للاستمرار طال الزمن أو قصر » ولا ينبغي بعد الآن أن
يبقى الفلسطيني وحده في معركته مع العدو الصهيوني ؛ أو يبقى اللبناني
7 توقعت في هذا الكتاب نشوب حرب بين العرب
الأسباب التي ذكرتها بالمسببات + وتابعت التحليلات والدراسات
ومما ينبغي التأكيد عليه أن الإسلاميين غير مقتنعين بسياسة مبادلة
الأرض بالسلام » لأنهم يعرفون جيداً العقلية التي يفكر بها اليهود +
على منح العدو أية قطعة من أرضنا الطاهرة الطيبة +
ويرفضون استمرار دولة أبناء الأفاعي في بلادنا ؛ وماأخذ بالقوة لايعود
إلا بالقوة ؛ وليس بيننا وبين اليهود إلا الجهاد في سبيل
وبين الباطنيين باستدراجنا لمعركة لم
نرفض أن يستدرجنا عملاء اليهود إلى معركة مع اليهود يريدون
من ورائها دمار بلداننا واستباحة بيضتنا ... لا لن نسمح لهم أن يكرروا
أسالييهم التي أصبحت مكشوفة عند العقلاء من أبناء أمتنا .
* تحدثت في هذا الكتاب عن رئيس الحكومة العسكرية في
لبنان العماد ١ ميشال عون » » وأشرت في أكثر من موضع إلى تزايد
شعبيته ؛ وقوة الشعارات التي طرحها ؛ ولم يتراجع عنها رغم التدمير
وأنا فيما قلته عن عون لاأشهد له بالنزاهة والاستقامة ؛ ولا أعتقد
أنه البطل الذي ينتظره أهل لبنان ... وكان دوري هو تحليل الموقف
العام ؛ وحتى لاتلتبس الأمور على القارىء أقول : إن ميشال عون كاذ
قائداً للجيش اللبناني قبل أن يكون رئيس حكومة ... وهذا الجيش كان
ولايزال مطية للموارنة ؛ وكان له دور بشع في حرب المخيمات وفي
الاعتداء على بيروت الغربية وغيرها من المدن والأحياء الإسلامية ٠
وكان يتعاون مع العدو الصهيوني منذ بداية الحرب اللبنانية ؛ وتضاعف
هذا التعاون أيام سركيس وبشير الجميل + وبشير الجميل كان رجل
الموارنة الأول أيام سركيس ؛ ولو كان ميشال عون رجلاً وطنياً كما
يزعم الذين يدافعون عنه لما وافق أصحاب القرار على استمراره
قائداً للجيش ... وهاهو يقول في إحدى المقابلات الصحفية
معه : مستعد أن أتعاون مع الشيطان إذا كان في هذا التعاون مصلحة
لبلدي . وكان بهذا الجواب يرد على الصحفي الذي سأله عن إمكانية
سسة تمثل قمة الظلم الذي لحق
ميشال عون ؛ ويثنون عليه ؛ ويعربون عن استغدادهم المتنسيق معه +
وحرصهم على أن يكونوا وإياه جبهة واحدة ضد الغزاة المحتلين ...
أفلا يتعظ هؤلاء من أخطاء الماضي ... أفلا يكفون عن التصفيق لهذا
أو لذاك ... أفلا يعلمون أن سياسة ؛ عدو عدوي صديقي » لايعمل
عون بالمسلمين في لبنان ... وهل كانوا يشكون أن عراق البعث لو
لم يدعم عون لما تردد هذا الأخير في التعاون مع إسرائيل كما
تعون بدو قومه وقادته الموارنة من قبل .
4 أحلت في أكثر من موضع على الجزء الأول من هذه
السلسلة لان الأجزاء مترابطة في موضوعها ؛ والأول منها جاء والحمد
وسوف تصدر الأجزاء الأخرى في أقرب وقت إن شاء الله ؛ وفي
الجزء الثالث سأتحدث عن الموارنة والدروز » وفي الرابع عن أهل السنة
في لبنان الواقع والبديل ؛ وفي الخامس عن القضية الفلسطينية +
وأرجو الله أن تترجم هذه الكتابات إلى واقع عملي تخطيطي في بلاد
بها مقدمة الجزء الأول +
اللهم لاتعهذب لساناً يخبر عنك ؛ ولا عيناً تنظر إلى علوم تدل
فبعزتك لاتدخلني النار » اللهم آمين + وصلى الله على نينا محمد +
وعلى آله وصحبه وسلم .
١ هناك حرب طاحنة يخطط لها الشعوبيون الباطنيون » ولن تكون
آثارها قاصرة على لبنان وحده .. إنهم يسعون إلى دمار المشرق العربي
منذ بضعة أشهر وأنا أرصد أخبار هذه الخطة الخبيثة + والذين
يخالفوثني كانوا يقولون :
هذه الحرب التي تعنيها سوف تكون بين العرب وإسرائيل ©
وهؤلاء لن ينسوا حرب عام 18/807 م » ومالحق بجيشهم من قتل *
وخطف وتشويه ؛ ومن آثار هذه الحرب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي
« متاحيم بيغن » اضطر إلى التخلي عن منصبه بسبب الفشل الذي لحق
بجيشه وأنهى حياته السياسية ؛ وأجبر المجرم المحترف ١ شارون »
على التخلي عن وزارة الدفاع الصهيونية .. فكيف تتوقع أن تعيد إسرائيل
بطلاب
مثل هذه التجربة ؟!.
قلت : لا لن تنسى إسرائيل ماحل بجيشها في لبنان عام 1887 +
لاتبعد عن دمشق أكثر من أربعة وعشرين كيلو مترأ » وحاصروا مدينة
بيروت الغربية السنية ؛ فبيروت الشر
وقالباً ؛ وجبلاط وقومه لم يطلقوا رصاصة واحدة ضد الغزاة الصهاينة »
تولى حماية بني عمومته والذود عنهم » ونظم لقاءات بين وليد وكبار
المسؤولين اليهود [ وتفصيل ذلك سيأتي في جزء قادم من هذه السلسلة
إذ شاء الله ع .
ب المارونية كانت معهم قلباً
يستخدمون النقية ؛ وهدفهم كان هو نفسه هدف اليهود إخراج
اليهود قبل الحرب وبعدها مستمرة مكشوفة ؛ والمجازر التي ارتكبوها
ضد سكان المخيمات الفلسطينية أبشع من المجازر التي ارتكبها
الموارنة واليهود وأشباه اليهود .
فالمسلمون السنة هم الذين خاضوا غمار هذه الحرب + وهم
الذين قدموا مواكب الشهداء ؛ ولا ننكر مشاركة بعض العناصر الوطنية
من هذه الجهة أو تلك في المعركة غير أن المقاومة بقيت إسلامية
سوف تشهد إن شاء الله مزيداً من هذه المشاركة الفعالة بين الذين
وحدت بين قلوبهم رابطة العقيدة ٠
واليهود يعرفون أصدقاءهم من أعدائهم ؛ فبعد تدخل الأمم
المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية اشترطت إسرائيل إخراج قوات
منظمة التحرير الفلسطينية وقوات ١ المرابطين ؛ من لبنان مقابل عدم
اجتياح بيروت الغربية وفك الحصار عنها ؛ ولم يشترطوا إخراج قوات
جنبلاط ؛ أو قوات أمل ؛ أو قوات مايسمى_ بحزب الله ؛ أو قوات
المردة » أو قوات الجبهة اللبنانية ... الخ . فلماذا المرابطون ()
وحدهم ؛ وهم لبنانيون ؟'
والجواب : لأن أعضاء هذه المنظمة من أهل السنة ؛ وأهل السنة
حاربوا مع الفلسطينيين أبناء دينهم وعقيدتهم ؛ وعندما عجز
اليهود عن إخراجهم جاءت قوات جنبلاط وأمل لتنفذ ماأراده اليهود .
يتحدثون من خلال وسائل إعلامهم عن نضال وبطولات أحزابهم
وحركاتهم ؛ وأهل السنة لايملكون وسائل إعلام ؛ وأكثرهم يصدقون
هذه الأكاذيب ؛ ولايعرفون دور إخوانهم الإيجابي في لبنان وفلسطين
قيادة المرابطين علمانية » وموقفهم من الدعاة إلى الله غير جيد ؛ وكانوا أيام عبد الناصر
أو خطيب مسجذ ينقد سياسة عبد لناصر ؛ ومع ذلك هود والصليبون
إن بأي حزب أو حركة إذا كان جمهورها من المنسيين لأهل
السنة ؛ وحال قيادة منظمة التحزير كحال المرابطين
المحتلة ,
عندما يتمكنون من قتال اليهود وغير اليهود فلن يهزموا إن شاء الله »
لقد ولبوا على قوات العدو الصهيوني في بيروت الغربية والبقاع وصيدا
بشجاعة لاتقهر » وكان الأعداء يرتجفون خوفاً عندما يدلهم الظلام لأن
الرصاص ينهال عليهم من وراء القلاع والأشجار ومن التقرك
والجبال + وأجبروهم أخيراً على الانسحاب وهم يجرون أذيال الخيبة
والهزيمة .
حفاً إن اليهود لايرغبون تكرار تجربة عام 1887 م 6 غير أنهم
قد يضطرون إلى تفجير حرب جديدة ؛ ومن أهم الأسباب التي تدعو
أولاً : تجاوز الخطوط الحمراء المتفق عليها : ومن هذه الخطوط :
١ اجتياح القوات الأسدية لبيروت الشرقية .
في بيروث أو بالقرب منها + ؛ لأذ مدن فلسطين المحتلة سوف تصبح
مهددة .
عودة النشاط الفدائي إلى جنوب لبنان أو إلى إحدى دول
المواجهة العربية : كسورية والأردن ومصر
اختراق القوات الأسدية للخط الأحمر المتفق عليه في جنوب
لبنان .
ه استخدام الطيران السوري العسكري للأجواء اللبنانية » وبشكل
أخص مناطق الجنوب .
وللولايات النتحدة الأمريكية خطوط حمراء في لبنان منها :
تهديد أمن إسرائيل ٠
اجتياح بيروت الشرقية ؛ وهذا خط أحمر عند اليهود والأمريكان
والفرنسيين والفاتيكان .
تهديد مصالح الولايات المتحدة الأساسية في الشرق الأوسط +
أذ يصبح الاتحاد السوفييتي بديلاً للولايات المتحدة في الشرق
وهذه الخطوط متفق عليها بين الدول المعنية بالمسألة اللبنانية »
فعندما تزداد حوادث التسلل في جنوب لبنان ترد إسرائيل الصاع
صاعين » وتتوتر الأجواء ثم يقوم مساعد وزير الخارجية الأمريكية بزيارة
القدس ودمشق .. ثم تتوقف الأعمال الفدائية في الجنوب البناني .
ولنفترض أن الأعمال الفدائية لم تتوقف وألحقت أطراراً بالأنفس أو
ال بين الموارنة والقوات الأسدية 6 وتهدد
الأخيرة باجتياح بيررت الشرقية تتدخل جهات كثيرة كفرنسا أو
الولايات المتحدة أو إسرائيل » وقد تتحرك سفن بحرية أجنبية وترابط
قبالة الساحل اللبناني » وينذر هذا التحرك بحرب واسعة النطاق +