ولا يتجاوز عدد مؤلفاتهن ال ٠٠١ كتاب بأية
وقد أرفني؛ - من بعد - تحديد سنة (1700ه)
مؤلفات من النساء كثيرات. وقد شكّل هذا التحديد
مصادر تراجم النساء بعد هذا التاريخ وقلنهاء فحْشث ألا
من بعد؛ وتوقفت عن متابعته أو تكملته. وكان الأولى
في تحديد الفترة هو عام 47 1ه تاريخ سقوط الخلافة
الإسلامية. أعزّ الله الإسلام والمسلمين.
محمد خير يوسف
كان المخطط لهذا الموضوع أن يكون طويلًا
متشعباً؛ ثم أخذ يتقلص شيئاً فشيئاًء إلى أذ وصل إلى
وستعرف عزيزي القارىء - أن هذا الموضوع ليس
الكبرى إعداد وترتيب هذه الترجمات» وبيان بعض
المؤلفات. .. بل تبقى الأهمية للسؤال المطروح أثناء هذه
ولا ريب أن المكتبة الإسلامية على مدى التاريخ
الإسلامي حفلت بكتب في شتى فنون العلم. .
وهي تحكي قصة العلماء الذين ملؤوا أرض الإسلام
بتخصصاتهم المختلفة؛ وتنقل أخبارهم وأعمالهم
وجهودهم العظيمة»؛ وتورد مؤلفاتهم؛ وتذكر شيوخهم
وتلامذتهم؛ وتبين المدارس التي دَرّسوا فيهاء والحضارة
تخور أو تبور!
على مدى هذا التاريخ شاركت المرأة المسلمة في
الحياة العلمية. .
فقد عرف التاريخ منهن قارثات» ومحدّثات؛
ولكن هل عرف من بينهن مصلفات ومؤلفات؟!
الكتب الموسوعية للتراجم؛ لأتلمّس الطريق إلى
حدود الموضوع:
وقبل أن أتوجه إليهاء وضعت «حدوداً» للموضوع»
ليكون الطريق «سالكاً»؛ ولكي لا تأخذني التفريعات
أ- فالزمن المحدود له من بداية عصر التأليف حتى
ب - أن يكون المؤلف بالعربية.
جد - والمقصود بالتأليف ما استُهدف جمعُ موضوعاته
وضمُها بين غلافين. أو أن يقوم رارٍ أر كاتب
ولم أعدُ من عرف عنها قو الشعر أو نظم بعض
القصائد مؤلفة دون أن تستهدف ذلك؛ فإن جَمَعَتُ
كمال الدين التي جمعت شعرها وبعض مجموعاتها
في كراريس في حياتها. .
والخنساء رضي الله عنها - لها ديوان شعر» ونساء
وسواء رضي بعض الباحثين بهذا «الحده أو لم
يرضٌ؛ فإن هناك من جمع أخبار الشاعرات؛ أو
- نزهة الجلساء في أشمارالنساء: جلال الدين
عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي؛ دراسة وتحقيق
وتعليق عبداللطيف عاشور . القاهرة: مكتبة القرآن؛
الشاعرات من النساء: أعلام وطوائف: سليم التثير.-
دمشق: دار الكتاب العربي+ الكتب العلمية
- معجم النساء الشاعرات في الجاهلية والإسلام: إعداد
فالمشيخات من معنى المعاجمء إلا أن المعاجم
5 المشايخ فيها على حروف المعجم بعينها في
ونقل الكتاني قول صديقه الشيخ أحمد أبي الخير
الشين المعجمة - أي وإسكان الياء جمع شيخ؛
بالفتج. وهو لغةٌ من استبان فيه السن. ويطلق الشيخ
على المعلم والأستاذ لكبره وعظمه؛ وجمعه
يجمع الإنسان فيها شيوخه؛ وهو اصطلاح قديم!".
)١( فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم (المشيخات
والمسلسلات لعبدالحي بن عبدالكبير الكتاني 514/9
(9) المصدر السابق» والصفحة نفسها.
ثم قال الكتاني بعد أن سرد مجموعة من مشيخات
الرجال والنساء: «واعلم أن المشيخات كثير عددها لا يُحصى
عدا . وإنما اقتصرت على هذا المقدار للاختصار»!"؟.
: وقد اقتصرتُ كذلك على مقدار منهاء
وقد أكون متجاوزاً النهج العلمي في اعتبار المشيخة
من مؤلفات المترجم لهاء فإن العلماء يعدّون «المشيخة»
من ضمن مؤلفات المخرّج له لا المخرّج له.
جولة إحصائية بين كتب التراجم:
ثم توجهت إلى بعض مصادر التراجم . .
ترجمات النساء فيه لأخرج جة أن المؤلّفات من
بينهن ثلاث عشرة امرأة؛ بينهن «شهدة الدينورية» لم يذكر
أن لها مشيخة.
() المصدر السابق 286/9
ثم اتجهت إلى «هدية العارفين: أسماء المؤلفين
وآثار المصنئّفين» لإسماعيل الباباني - الذي يعرف
مؤلفتين؛ هما: زيب النساء الهندية ابنة الشاه
محيي الدين أورنك زيب عالمكير صاحبة «زيب
وكتاب «تاج التراجم» المخصص لترجمة مَنْ
صنّف من الحنفية لم أظفر بترجمة امرأة واحدة فيه.
وكذلك الأمر بالنسبة لكتاب «لطف السمر وا
الثمر» للغزي. . ليس من بين من ترجم لهن مؤلفات.
وفي كتاب «معجم المفسرين من صدر الإسلام حتى
القرآن الكريم» وهي التي أوردها الباباني فياهدية
كبار؛ لم أر فيها سوى ترجمة اثنتين من المؤلفات.
«أعلام النساء» لعمر رضا كحالة؛ الذي حوى ترجمة ما
يقرب من ألفي امرأة. . ولكن لم أظفر من بينهن سوى
على عشر أشار إلى إنهن مؤلفات!!
والسؤال المطروح هو: هل حقاً لا توجد مؤلفات
في التاريخ الإسلامي إلا بهذا المقدار - حسب الشروط أو
أليس من الغرابة بمكان أن لا يُحَصَّل بين هذه
التراجم الهائلة إلا على هذا العدد المحدود من المؤلفات؟
أسباب قلة التاليف عند المرأة:
ليس الأمر كما يبدو للذهن لأول وهلة أن السبب
هو أن فرص التعليم كانت متوفرة للرجل أكثر من
المرأة.. لكنني أرجع سبب ذلك الى ثلاثة عوامل
١ - عدم تفرغ المرأة للتأليف؛ بسبب طبيعة عملها في
شؤون البيت الكثيرة. . بالإضافة إلى أيام الحمل»؛
والتأليف يحتاج الى هدوء؛ وصفاء ذهن؛ وإلى تفرع
المنزل في أكثر الأحيان.
وبالمقارنة بين عدد «المؤلفين» وعدد «المؤلفات» في
حياتنا المعاصرة. . تنبين وجهة النظر الصائبة إن ا
الله. ولا يعدم المرء أن يلاحظ هذا الفرق البارز
بنفسه عدد الكتب التي تحمل أسماء المؤلفين»
وعدد التي تحمل أسماء المؤلّفات!
رغبة المرأة في السماع والكلام أكثر من الاتجاه إلى
ولذلك يلاحظ بروز مواهب المرأة في الشعر
والأدب واللغة وفي العلوم الإنسانية والوجدانية أكثر
ولو تجوّل القارىء بين كتب تراجم الرواة من
المحدثين؛ ري النساء يملأ
أمثال الإمام الذهبي؛ وابن حجر العسقلاني»
ولو ضربنا مثالًا أقرب لكان أوضح. . ففي «أعلام
النساء» لكحالة؛ الذي جمع فيه تراجم نساء كثيرات
من العصور القديمة حتى العصر الحاضر في خمسة