وعلى هذا الهدى سلك الإمام ابن تيمية + وقد منحه الله القدرة على حمل الأمانة -
عبء حياته . : وكان أجدر بتحمل المسئولية الضخمة : بالقول والفعل ٠ ٠ يبصر الناس.
بأمور دينهم الحنيف وتوحيد الله تعالى» وينافح بإخلاص فى الذب عن حياضه » ويجاهد
فى سبيلى الدعوة إلى سلامة شرائعه المهاوية - دون زيف أو تأويل أو تفلسف على مائدة
له ملكوت السموات والأرض +
ة عند حد الدعوة فقط ؛ بل يستعمل عدته العلمية الناضجة
فهم » ومن سعة علمه حجة ومناجاً . .
وتأنى هنا بمثل واحد من مئات الشواهد الى أشاد فهاالمؤرخون والعلماء بعظمة الإمام
وثروته العلمية الى لاتقدر بثمن .
قال العلامة ابن عبد الهادى فيا أفاض فيه م نكتابه ( العقود الذّريّة فى مناقب
ابن قيمية ) : ( ولا أعلم أحداً من متقدى الأمة ولا متأخرييا » جمع تلاجع ولاصنفث
منها صنفه فى الحبس » وليس عنده ما حتاج إليه من الكتب ) +
ونعتقد أن عوامل الزمن والأوضاع المتقلبة » الى كانت نحيط بالإمام » قد أدت
إلا القلة
الغزير » وترك لنا بها ماتفاغر به المكتبة الإسلامية والعربية على مدى العصور . 8 وقاد
كأن هذا العام الفذ ممن قال فيهم الرب جل وعلا : ( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله
بورسوله ثملم برتابوا وجاهدوا بأموالمم وأنفسهم فى سبيل الله » أولئك هم الصادقون ) *
وسنعر فكل مايعنينا عن هذه الشخصية العلمية الكبيرة من خلال حياته المثمرة
ورجو أن نكون قد أدينا بها بعض حقه على العلم الذى عاش له حياتهكلهاء ونذر
الولف
للدينة الثورة مر ول زيم
سبق تم
الانطلاقة الأولى
فى اليوم العاشر من شهر ربيع الأول سنة 3١ ه - الموافقة لسنة 1757م ولد
الإمام تتى الدين أبو العباس ١ مية » واسمه : أحمد بن عيد الحليي بن عبد السلام.
ابن عبد الله بن اللحضر بن محمد بن اللتضر بن على بن عبد الله الحرائى الحنبلى فى بيت
العلم والفضل » ولد . . حيث موطن أجداده اللكرام بمدينة ( حران !) الواقعةفها بين
النبرين شمالى العراق وكانت قاعدة قبيلة بنى مضر © وقد افتتحها العرب بقيادة
القائد عياض بن غنم سنة 74 م ٠ وهى شهيرة برجال العلم والفلسفة » وكانت فىالزمان
القديم أحد مراكز الثقافة البونانية .
وقصدوا بلاد الشام وأقاموا بدمشق » وكان حاكمها يومها : الملك الأشرف مومى بزالملك
العادل الأيونى » بيبا أخوه الملك الكامل سلطان على مصر ©
المهاجرة نش الصغير ابن تيمية +
حفظ القرآن ميكراً . . ثم درس علوم العربية والدين . . هنا تكرّن وتثقف وأنقن
فهم أسراركتاب الله وحديث رسوله عليه الصلاة والسلام » هنا تهذب وتفقه وخاض
فى المذاهب الشتى » وجاهد المنحرفين .
إن ابن تيمية سليل علماء . . وله من الإخوة اثنان هما : شرف للدين عبد الله >
وزين الدبن عبد الرحمن . . وللأول دور طيب فى مجال العلم
هثاق دمشق حيث استقر المقام بالأسرة
ُ الإسلام مجد الدين عبد السلام بنعبد الله ولد بحران سنة كعم
ودرس على عمه الخطيب فخر الدين ؛ وعلى غيره من رجالات العلم + كا سافر إلى خارج
وطنه يتزود العلوم امختلفة » حتى يغدو الإمام المقرى* والنحوى والفقيه المحدث ؛ وقد قال
(؟) كان اللكان .عيلان لمذهب الأشعرية » وهو مذهب الدولة +
عجباً فى حفظ الأحاديث وسردها » وحفظ مذاهب الناس بلا كلفة ) ٠
: ( كان جدنة
وأبوه : شهاب الدين أبو أحمد عبد الحليم بن عبد السلام ولد أيضاً بحران فى سنة
الملذهب الحنبلى ؛ وكان خطيباً الجمعة فى بعض المساجد » وَعُيٌ بعض الوقت شيخاً لدار
الحديث البكرية بدمشق + وبا توق منة اف ه.
وهناك عدد وافر فى أسرة ابن تيمية من العلياء الأجلاء + . وهم معروفون ىكتبد
التاربخ » ولم ذكرى حميدة فى مجالات العلم +
وهم - أحد أخوى الإمام » ذاك الذى لم يعمر طويلا : وهو شرف الدن.
والرياضيات والحديث » وعرف بالورع والتقوى » وقد درس هو أيضاً على مذهبه
صنة 44لاه.
والإمام إن اء ذهنى وفكر ثاقب » وروح مفطورة على حبه
المعرفة » حتى ليروى أنه أفتى وابتدأ التدريس وهو فى العشرين من عمره » وقد اشتهر
بالذكاء والحافظة القوية » كا عرف بالعفاف والتقوى والتقشف فى مأكله وملبسه وزهده.
حتى ىالزواج .
ومن صفاته الجسمية : طلعة مهيبة مع اعتدال فى القامة وامتلاء خفيف . . وهو نفاذ
العينين » أبيض البشرة » شديد سواد شعر الرأس واللحية مع قليل من الشيب فى أواخر
جلاء وفصاحة .
ومن أهم مايتصف به الإمام فى فكره .+ تحكم العقل © استناداً بالدين » بالحجة
القوية والجرأة للحق » مما سبب له العديد من المشاكل فى أكثر مراحل حياته » وأثار عليه
السلطات الحاكة » وتعرض للسجن أكثر من مرة - وهو برىء . . لأنه يأل إلا أنه
تيقاوم التحدى المضْلّل » ولا يتراجع عن شىء من معتقدانه لحساب النهاون فى أمر من
“أمور الدين . . بل كان يواصل جهده العلمى منتصراً لشرائع القرآن والسنة المحمدية .
ولم يشغل نفسه بغير العلم » الذى تفرغ له بمجموعه » يؤدى رسالته على أكمل الوجوه ..
كان من المؤمنين العاملين بعلمهم . . وكان من الأعلام الحالدين ؛ الذين اخخص بهم
التاريخ الإسلاى » فدخلوا من أوسع أبوابه . . رضى الله تعالى عنه ٠ /
ويذكر المؤرخون عن سبب شهرة الأسرة بلقب ( ابن تيمية ) - على الأرجح . بأن
-جدهم ؛ وهو محمد بن الضر جاء إلى أداء نمك الحج بمكة » وله امرأة حامل +
الحاجات » وقدكان يأنيه مال لابحصى .. كا يقول بعض المؤرخين فلا ببتى منه على
شىء » وماكان ليرد أحداً طلب منه حاجة + حتى إنه فومرة لم تسكن عنده فضلة مال »
يصدر ذلك عن مثله ٠٠ وأن يكون هذا الرجل التى المؤمن والعالم المفضال من الذين
يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة . وقد سعد عا آتاه الله من نفس زكية ورفعة
شأن » وحسبه أنكانت حياته كلها كفاحاً فى سبيل العلم والحق » ومن أجل رفعة الإسلام
ومن ثم » كانت انطلاقة إلى أرحب مجال ٠٠ إلى نور القداسات ٠ فكانت حياة
يمان ودعوة وإرشاد ٠٠ وكان الطريق إلى الذرى الشامخة ٠٠ فى بناء أقوى الصروح
وأيقاها لبنى الإنسان 0
الات
فيض النبع القدمى
فى دمشق الشامنة بدعائم الم » أكب الإمام ابن تيمية فى سنه المبكرة على طلب
«المعارف : يدرس التفسير والفقه وكتاب سيبويه ويتقنهم » كا أتقن علوماً أخرى فيا بعد
حما أثار عجب الكثرين :
هنا زود الطالب النييه زاده الكبير» وتففحث له ينابيع المعرفة بوجوهها امختلفة :»
وأقبل ينهل منها ماناقت له نفسه الصافية » وبحث عنه فكره الوامع ٠٠ يقطف تماد
«العلوم الدينية من أصول ثبتها » وبأخذ من أعلام الفشكر ما يشبع هوايته ٠ ويدرس من
الفنون ماببيئه لاستسكال ثقافته وعلمه + حتى أحاط بها وبرّز فهاكأحد أبطالها » وفاق
معلميه . وقد تمكن من شق طريقه فها ب
من الأئمة يغترفون من السواق ٠ فقد ثملت دراساته كل علوم عصره » بل وقد نبغ
م معظمها ؛ واختص بالبحث فى الأمور الشرعية » والرد على الملاحدة » وتنوبر الأذهان
مما جاء به دين الإسلام » وأرشد إليه » والدعوة إلى ماكان عليه السلف الصالح الذين
.هدام الله لاتباع كتابه وسنة نبيه صل الله عليه وسل » بلا تعديل أو تقريط ٠
لقد تشرب ابن تيمية المبادئ القوبمة من القرآن العظيم الذى استظهره وهو فى +
وتفهم معجزه ومعانيه سنة بعد أخرى ٠٠ ومن صحيح الأحاديث النبوية الشريفة الى
"الحنيف وحقائق أهدافه والمعتقدات الإسلامية السليمة من كل عبث أو تدجيل
أو تبديل ٠٠
لهذا فقد تفقه فى هذا الدين يما لاطائل بعده » وجال فيا أراد بعض علاء المذاهب
المتناقضة » إدخاله فى أصوله ؛ من الممذهب والسقسطة » ليرد علهم ويسفه المعتقدات
الخاطئة وامنافية لدين الإسلام » وينير هم الطريق إلى الحقيقة امجردة + حيث لا زندقة
ولا تشيع ولا تفلسف يدقع إلى الشك أو إلى الانحراف عن الصرا اط المستقيم +
ج قوى عجيب »لم يسبق إليه» وانتصر بعقله
ويشهد له معاصر لم ينس شيئاً حفظه من العلوم العديدة الى درسها + وقيل إنه
فاقهم وأصبح قدوتهم الحسنة وقدوة من جاء بعده ٠٠ ولقد انح مكان والده أول.
مادرّس فى تدريس اللذهب الحنبلى عند وفاته وأصبح سيد هذا المذهيد
وهو حدث 2
لقد عاصر ألوان الثقافات » وتمرس بشنى الذاهب» وإذا به يجد الكثبر من الزيغ
اوري + ٠ فحمل نفسه على أن يجاهد للحقوبدافع عن حياض
بن الله الخالد » ولقد تعرض إلى ما يتعرض لهكل مصلح يأني لتقيم المعوج وتغير
عادات الناس السيئة ؛ وتجابيه الصيحات والانتقادات م نكل صوب خالف ٠
إن ابن تيمية الثابت القدم فيا تفرغ له » قد فرض مكانته العلمية عن جدارة +
فاتخذت لما فيا بعد دور القيادة والنوعية والنقد والتوجيه
ولقد عكف أيضاً على دراسة الفلسفة من 0 اليونان والقدماء .
واستشهد بأقوال ان رشد!!؟ حتى فى رده على أهل اللكلام +
وهذا هو سبيله فى الحوض فىأى محال بتحدث فيه + أن يتقن دراسته ويتفهم أ. أسرارم
ودواعيه ٠ ثم يشكل با يجب وما ينفع للبقاء ٠٠
ولا يستشكثر على ابن تيمية ماقد بلغه من نبوغ واعتداد بأوجه ثقافته وسعة علمه
وله من المكانة والاستعداد ما ذكرنا ٠٠ وهو قد نشأ فى بيت له جذور حميقة فى العم
نشر هذا العلم والدعوة إلى الحياة الأفضل » والتخاص من العادات
وله فروع عريضة
الدخيلة ٠
كان يفسر القرآن التكريم فى الجامع منحفظه صباح كل جمعة »فلا يتلم أو يتوقف
ويقول تلميذه الفقيه اللغوى العلامة ابن الوردى!؟ عن ذلك : ( وأما التفسير فسلم إليه »
وله فى استحضار الآيات للاستدلال بها قوة عجيبة . ولفرط إمامته فى التفسير وعظمة
اطلاعه بين خطأكثبر من أقوال المفسرين . . ) إلى أن يقول : ( وله معرفة برواة الحديث
-وطبقاتهم » كا أنه يحفظ متونه وما يصح منه وما هو دخيل أو ضعيف ) +
أصبح لابن تيمية منالشأن فى الفنون العلمية والدينية مالفت إليه الأنظار خاصة
كبار الفضلاء والمفشكرين والفقهاء » وقد كتب عنه المؤرخ العلامة الذهبى !" يقول :
ل وفاق الناس فى معرفة الفقه واختلاف المذاهب وفتاوى الصحابة والتابعين © بحيث
إذا أفتى لم يلتزم بمذهب » بل يقول بما عنده » ونظر فى العقليات وعرف آراء المتكلمين
بورد عليهم ونبه على خطئهم وحذر منهم » ونصر السئة بأوضح حجج وأبهر البراهين ٠
وجمع قلوب أهل النقوى على محبته والدعاء له وكبت أعداءه » وهدّى به رجالا من أهل
الملل والنحل ) +
وهذاكله نستنتجه من كتب الإمام وجهاده العظيم
كبيراً بما وصل إليه من كمال علمى وانتصار روحى ٠٠
نيمية قد أصاب خيراً
وهذى نتيجة حتمية للسعى المخلص إلى النبع الصاق المقدس + وقد قال رسول الله
المائتين كا بروى المؤرخون فأفاد منهم فى دراماته الأولى الكثير + وفيهم من
عاصروه ومن سبقوه ببعض الوقت : مثل النجد بن عساكر » المتوق سنة لاه ها ء
(ات 170) . والشيخ ابن صلاح ( ات 643 ) . والعلامة
والمؤرخ ابن
(1) من تلاميذ الإمام واسمه زين الدين مر بثالوردى » ولد بمرة النيان سئة 184 * + وثوق
لاه
() هو شمس الدين الركاتى الذهى » وأ بدمشقأسئة 397 م وتوق سه معلا هاء
عز الدين بن عبد السلام !0 ات 130 ) . ومحبى الدين النووى (ات 176 ) والقاضى.
, ذقيق العيد المتونى سنة 7لا ه » قاضى مصر » الذ ىكتب عن الإمام فى مؤلفاته بثثى
عليه ويغبطه على حسن توفيقه ويذكر أفضاله التى أشاد بها الكثيرون +
ومن تلامذة الإمام الكبار ابن قي الجوزية"" العلم الذى طلا
والحافظ الحقق أبى عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادى » وقد وضع عن الإمام كتابه
المشهور ( العقود الدرية من مناقب شيسخ الإسلام أحمد بن تيمية ) حيث أرخ له وذكر
عديداً من الأحداث التى مرت به ٠٠ وجميل بنا أن نستشهد هنا بطرفة بديعة مماجاء
الشعر فى مطلع حياته + ويتفأن فى بديعه وهو دون العشرين +
وقد نظم قصيدا نحو مان فى حل لغز لامم » نظمه الشيخ العلامة رشيد
الدين أيو حفص حمر بن مسعود الفارتى . قال فى مطلعها :
شهرته الآفاق »
وهو الثلث »در مثل له وإذا يُرَبّم بان فى تربع )
( العم لفظ ذو ثلاثة أحرف وهجاء كل » مِثْلَّمَا مجبوع
لمامات وحرت جنازته أمام قصر الملك الظاهر بيدس » ورأى أمواج الناس تتدفق حولها قال ابعض.
() هوشمس الد.ن أبوعبد الله دين بكر(
وتوق اسنة ١5لا . لازم الإمام وأ
عن رب العالين » الدواعق المرسلة علىالم.
المسافرين ) » وغيرها . وله قصيدة
بض أنيات ملها في مكان لخر -
يوبا سعد 6 الزرعى م الامشق 6 ولد سة341 م
عن » ومن مؤلفاته الكبار : ( زاد العاد » أعلام الوفين
والمعلة » كتاب الروح ؛ نقد المنقول » الكلم الطيب وزاد
الإسلامية والرد على الملحدين 6 وسنورد