فهرس
الإسلام في الأمة والفرقة النا. 79١
(4) الأمة بين النزعة النخبوية وحق الاجتهاد والمشاركة السياسية. . 77
* الفصل الرابع: دولة الشريعة. ... بن
1(7) دولة الخلافة أم دولة الشريعة . لا
7( مفهوم الشريعة والسياسة الشرعية. . ١
(©) ارتب مفهوم السياسة الشرعية بمفهوم التوحيد. ... 17
(4) السياسة الشرعية في مجال الاقتصاد. .. 137
(ه) سياسة العقويات. .. 172
7 (1) الخروج على الشرعية . 171
* الفصل الحامس: أثرابن تيمية وصورته في الفكر السياسي الإسلامي. ين
(؟) أساس الإمارة. لا
(4) خروج الحاكم عن الشرعية. .. 77
* قائمة المراجع والمصافر. .............. 1
© المقدمة *
الحمد لله؛ والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين وبعد.
يتمتع ابن تيمية بمكانة بارزة بين العلماء والمفكرين الإسلاميين؛ الأمر
الذي دفع كثيراً من الكتاب والباحثين المعاصرين إلى الكتابة عنه» سواء في
الشرق أو الغرب.
ورغم كشرة وتنوع الدراسات عن ابن تيمية إلا أن فكره السياسي لم
يبحث فكرهالتشياسي ؛ فإن هذاتم في إطار الفهم الغربي ومقولاته؛ لا في
إطار الفهم الموضوعي الوصفي الذي ينطلق من وجهة نظر محايدة» تعمل
على فهم هذا الجانب الهام من خلال البنية الفكرية العامة لمختلف جوانب
ثم فإن غرض الباحث أن يوضح نظرية ابن تيمية السياسية؛ كما هي عليه»
بعيداً عن المنظور الغربي» الذي يتناول كل فكر من خلال مقولات التقدمية
أو الديمقراطية أو الدفاع عن حقوق الإنسان أو المساواة أو غير ذلك .
ومن ثم فإن منهج هذا البحث منهج موضوعي تحليلي؛ يعتمد على
تحليل النصوص والفهم الموضوعي لها في سياقها التي وردت فيه بل وفي
سياق فكر ابن تيمية كله؛ وعبر المنطق المسيطر على هذا الفكر .
ولكن لا يعني استخدامنا للمنهج الموضوعي التحليلي أننا نعزل فكر ابن
البحث الكشف عن خصائص الفكر السياسي لابن تيمية في إطار السياق
التاريخي لتطور الفكر السياسي الإسلامي ؛ بغية الكشف عن تميز مقولات
ابن تيمية وتفردها بالنسبة للفكر السياسي السابق عليه؛ وأثرها الواضح على
الأفكار اللاحقة عليه» وربما لا يكون من المبالغة في شيء القول بأن ابن تيمية
يعتبر من أكثر المفكرين الإسلاا التيارات الإسلامية المعاصرة»
ومن الضروري أن نلفت النظر إلى عديد من الصعوبات التي تواجه
دارسي ابن تيمية. وأول هذه الصعوبات أن ابن تيمية ترك مؤلفات كثيرة
والاستطراد في المسائل الفرعية؛ الأمر الذي يجعل على الباحث أن يبذل
شتات هذه الصورة من مؤلفات كثيرة لا يلتزم فيها ابن تيمية بوحدة
أضيف إلى هذا أن طريقة ابن تيمية في التأليف طريقة جدلية؛ فكثيراً ما
ضياع مقصوده الرئيسي من أمام القارئ أو على الأقل يصبح هذا المقصود
ومن الصعوبات كذلك أن ابن تيمية يزعم أنه ملتزم بالدفاع عن مذهب
أهل الحديث وآرائهم» ومن ثم فإنه لا يعتبر هذه الآراء آراء شخصية له
الأمر الذي نشأ عنه خلط في عديد من الدراسات السابقة بين آراء ابن تيمية
مقدمة
وآراء أهل الحديث» رغم أن الدراسة المتأنية تكشف عن قدر كبير من التمايز
ومثال ذلك : أن هناك خلطاً بين كلامه عن الولاية أو الإمارة في كتابه
الفقهي « السياسة الشرعية » وبين كلامه عن الإمامة أو الخلافة في كتابه
الظن بأنه يشترط المبايعة لانعقاد الإمامة بالمعنى الفقهي؛ كما هو قول
الماوردي وغيره.
وحتى يتبين الفرق بين هذا البحث والأبحاث السابقة؛ فإننا نختار أبرز
بحث فيها وقع في براثن المقولات الغربية ولم يتخلص من الوعي الذاتي+
ومن ثم فهو غير موضوعي» وهو كتاب قمر الدين خان بعنوان « الفكر
السياسي لابن تيمية » وهو الدراسة الوحيدة الملتخصصة عن فكر ابن تيمية
السياسي”'" » وهو في نفس الوقت ليس بحثاً موضوعياً فقط ؛ ولكنه تعبير
عن وعيه الذاتي أيضاً»؛ ومن هنا فجدير بالذكر أن نذكر ملخص ما أورده
تتكلم عنه لأسباب منها:
قلة بحثه عن الفكر السياسي لدى ابن تيمية بالرغم من عنوان كتابه؛ حيث إنه لا يوجد
بحث متعلق بالفكر السياسي بالمعنى المكتمل إلا في فصل واحد من بين ( 17 فصلاً ) من
أيضاً إنما هو عبارة عن عرض فقط لآراء ابن تيمية في ذلك الموضوع» دون تحليل لبنية
فكره؛ وهذا بالإضافة إلى كونه غير مسلم فلا يوجد كلام له يدل على تأثره به. أما
دراسات عن موضوعات أخرى عن اب انظر قائمة المصادر والمراجع +
خان في كتابه من مواضع تأثير ابن تيمية» والتي يوردها باختصار في مقدمة
الطبعة الثانية فيقول:
-١ لقد حاول ابن تيمية تقليل ثقل وقوة الي وقراطية حتى لا تنجح إلا
"رما يكون هو المفكر الوحيد الذي يقول بأن الإسلام لا يعطي أساساً
ولكن في رأيه أيضاً أن الدولة هي ضرورة اجتماعية دينية كما هو
الحال عند أرسطو والفارابي ويقول إن الإنسان حيوان مدني» وبذا لا ييكن
وجود مجتمع إنساني إلا تحت نظام قانوني إداري مشهد باسم « دولة 4.
© - الاهتمام الرئيسي لابن تيمية أن تكون سيادة الشريعة منفذة في
فكرة الديموقراطية تظهر من بين المسلمين إلا أن شبحها الغامض ظهر
في قصة « الشورى » عند ابن تيمية .
7- ولكن حتى هذا الشبح الغامض اختفى في ظل فكرة قاهرة؛ وهي
فكرة ( أهل الشوكة ) الذين يمتلكون القوة الباغية؛ ويحددون نظام الدولة
١ والإسهام العظيم لابن تيمية في الفكر السياسي الإسلامي؛ هو
رفضه لبد إمكانية تحقيق الدولة الإسلامية العالمية الواحدة وضرورة
مقدمة 1
وجودهاء إلا أنه يؤكد على وحدة أمة المسلمين من أجل الدفاع عن الإسلام
8- ويقول ابن تيمية إن المسلمين يجب أن يكون لديهم قوى وقوة
عسكرية قوية يستطيعون بها الدفاع عن أنفسهم ولو ضد العالم أجمع +
4 ولكن العيب الكبير في فكر ابن تيمية يكمن في إمالة للواقع الذي
استغل الدين فيه ولم يقم الدين إلا بدور ثانوي من أجل خدمة الدولة.
٠ _دعا ابن تيمية إلى قبول الوضع الراهن كما فعل ذلك العلماء قبله
مهما كان الحاكم مستبداً وجائراً كي لا يمنع تنفيذ الشريعة ولا يحدث شلل
كما أن قمر الدين يستنتج عصرّية فكر ابن تيمية في خاتمة الكتاب
فيقول : ( تجاه الفوضى التي نشأت عن سقوط الخلا
ابن تيمية بالنظرة الواقعية أن الحاجة ماسة إلى كشف العلاقة الجديدة بين
الأمة والشريعة؛ وهذا من خلال مشاهدته لإنشاء الخلافة اسماً في مصرء
وخوفاً من الاعتداء المسلح الخطير المغولي والصليبي +
ولقد حاول أن يرد لقيم الإسلام وواجباته منزلتها ويحدد الشروط
المطلوبة لإعادة تكوين المجتمع الذي يهتدي بقانون الله وسنة نبيه؛ ورفض
نظرية الخلافة واقترح بدلا عنها مبدأ القانون في سياسة المسلمين على المستوى
المحلي والدولي كأفضل استجابة لتحدي التاريخ. وهو لم يفهم في عصره
ولكن اليوم يجب على المسلمين أن يعيدوا تفسير الشريعة - كما فعل ابن
بغداد» وعقد رأي
لف مقدمة
تيمية تلبية لأوضاع الحضارة المعاصرة وحاجات الحياة الحركية ).!""
وباستعراض كلامه نجد أنه من الواضح أن هناك انعكاساً لوعيه الذاتي
السياسي لابن تيمية.
وذلك مع كونه يفهم جيداً أن الدولة عند ابن تيمية هي وحدة عضوية
يظن أن هذا الاشتراك يتحقق في صيغة الشورى» وبذا يرى عيباً في فهم ابن
عصره» ولكن الأمر ليس كذلك فإن تصور أهل الشوكة عند ابن تيمية هو
امتداد منطقي تابع لفهمه ١ القدرة »٠ ونظريته عن معنى تكليف الإنسان .
فكرة الدولة الإسلامية العالمية الواحدة» وهنا أبرز تصوره عن كيفية تحقيق
وحدة الأمة؛ وهو ما يعتبر إسقاط منه على فكر ابن تي أيضاً '" بصورة
سلبية بحتة أو بصورة خبالية حالمة» بتعبير آخر فهو يرى أن الوحدة لا تتحقق
إلا بالتعاون التطوعي فقط» ولم ينظر قمر الدين إلى النزعة الشورية أو فكرة
الصراع عند ابن تيمية المتمثل في حكمه على من خرج عن الشريعة» مع أن
قمر الدين يكشف عن مفهوم سيادة الشريعة في الفكر السياسي لابن تيمية.
186-184 المصدر السابق ص )١(
() المصدرالسابق ص 187
(©) لا يرفض ابن تيمية وجود الدولة الإسلامية الواحدة صراحة بل ظاهر كلامه يفيد وجوب
تنصيب الرئيس الأعلى للأمة الإسلامية؛ لأنه يقول بوجوب أن يتأمر واحد فقط في كل
مجتمع» وإن كانت شكلية نظام الدولة عنده فهي غير محددة من قبل الشرع +
مقدمة 09
وبالجملة يمكن القول بأن قمر الدين خان يمثل مذهب دراسة السياسة
الإسلامية المعاصرة عند ابن تيمية» يعني أنه يرى في فكر ابن تيمية فكرة
سيادة الشريعة ومشاركة الأمة في السياسة وفق صيغة ديمقراطية متجسدة في
وفي مقابل بحث قمر الدين خانء فإن بحثنا يعمل على قراءة الفكر
السياسي عند ابن تيمية»؛ بعيداً عن المنظور الغربي» وفي إطار الفكر
الإسلامي نفسه» لكن ليس في إطار تمذهبي أو دفاعي أو حجاجي؛ بل في
إطار تاريخي مقارن متركزاً على فكره الإيجابي العملي فقط» ومن ثم لن
نخوض في كلامه الجدلي مثل نقده على حجج الشيعة على إمامة علي
الرئيسي هو تحليل الفكر السياسي عند ابن تيمية؛ وإعادة تركيبه من خلال
تحليل نصوصه تحليلاً كاملاً. ثم نظمها من جديد بترتيب منطقي موضوعي
بغض النظر عن الترتيب الأصلي في مؤلفاته.
» الفصل الأول »
نظرية الإمامة فى الفقه الإسلامي
)١( تأسسيس الإمامةبين الفقه والكلام.
(©) القهر والغلبة كطريق الث لانعقادالإمامة.
(©) نظرية القهر والغلبة وسياسة الأمر الواقع.
(ه) فق الإمامة في العصر الحذيث.