تعقلون » ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتى هى أحسن حتى يبلغ أشده وأفوا الكيل
والميزان بالقسط لا تكلف نفساً إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد
تبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تنقون 6 ؛ 1 سورة
الأنعام : 15١ -157] » وقال تعالى : ف( قل أمر ربى بالقسط وأقيموا وجوهكم
عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون * فريقاً هدى وفيقاً
حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم
مهتدون » يابنى آدم خذوازيتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرقوا إنه لا
يحب المسرفين * قل من حرم زينة الله القى أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هى
للذين آمنوا فى الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون *
قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغى بغير الحق وأن تشركوا
بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله مالا تعلمون » » [سورة الأعراف :
أعلم بما فى نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفوراً » وآت ذا القربى
حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيراً » إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين
وكان الشيطان لربه كفوراً * وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل
ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا بالعهد إن العهد كان
مسولا . وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا
» ولا تمش فى الأرض مرحاً إنك ان تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا » كل ذلك
الله إلهاً آخر فتلقى فى جهنم ملوماً مدحوراً)» [ سورة الإسراء : 4-17 ؟]
فدين الأنبياء والمرسلين دين واحد » وإن كان لكل من التوراة والإنجيل شرعة
هريرة عن النبى صلى الله عليه وصلم : () « إنا معشر الأنبياء ديننا واحد » وأنا أولى
فدين المرسلين يخالف دين المشركين المبتدعين » الذين فرقوا ديتهم وكانوا شيعاً :
قال تعالى : ل فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التى قطر الناس عليها لا
تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون » . منييين إليه وأتقوه
حزب بما لديهم فرحون » [ سورة الروم : 27-1٠ ] » قال تعالى : ف وجلنا ابن
)١( « متفق عليه » بلفظ أنا أولى الناس بعيسى بن مريم » » رواه اليخارى فى كتاب « أحاديث
الأنبياء » باب قوله تعالى : « واذكر فى الكتاب مريم » (0/1 08 © #81 ح 7447 7447 السلفية )
وراه مسلم فى كتاب « الفضائل » باب » فضائل عيسى عليه السلام (4 //1871ح17716)
ورواه أبو داود فى كتاب و السنة » باب « فى التخيير بين الأنبياء » ٠ /د مح 1716 1 عو )
بلفظ « أنا أولى الناس باين مريم » الأنبياء أولاد علأت وليس بينى ويينه فى 6
ميم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين . ياأيها الرسل كلوا من الطيبات
فاتقون » [ سورة المؤمنون : ٠ - 1ه ع وقال فى الآية الأخرى : لإ فاعبدون »
ف( فتقطعوا أمرهم بينهم زبراً كل حزب يما لديهم فرحون » [صورة
المؤمنون : 67 .
وقال تعالى : م شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما
ما تدعوهم إليه الله يجتبى إليه من يشاء ويهدى إليه من ينيب 6 ؛ [ سورة الشورى
وقد خص الله تعالى محمد أصلى الله عليه وسلم بخصائص ميزه الله بها على
جميع الأنبياء والمرسلين ؛ وجعل له شرعة ومتهاجاً » أنضل شرعة وأكمل منهاج
مبين » كما جعل أمته خير أمة أخرجت للداس » فهم يوفون سبعين أمة هم خيرها
وأكرمها على الله من جميع الأجناس ؛ هداهم الله بكتابه ورسوله لما اختلفوا فيه من
الحق قبلهم ؛ وجعلهم وسطاً عدلا خياراً ؛ فهم وسط فى توحيد الله وأسمائه
وصفاته » وفى الإيمان برسله وكتبه وشرائع دينه من الأمر والنهى والحلال والحرام »
فأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر » وأحل لهم الطيبات وحرم عليه الحبائث ؛ لم
الخبائث كما استحلتها النصارى » ولم يضيق عليهم باب الطهارة والنجاسة كما
ضيق على اليهود » ولم يرفع عنهم طهارة الحدث والخبث كما رفعته النصارى فلا
يوجبون الطهارة من الجنابة ولا الوضوء للصصلاة ولا اجتناب النجاسة فى الصلاة »
بل يعد كثير من عبادهم مباشرة التتجاسات من أنواع القرب والطاعات ؛ حتى يقال
فى فضائل الراهب : 3 له أربعون سنة ما مس الماء » ولهذا تركوا الحنتان مع أنه شرع
إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام وأتباعه
في بيت واحد » والنصارى لا يحرمون وطء الحائض .
وكان اليهود لا يرون إزالة النجاسة . بل إذا أصاب ثوب أحد منهم قرضه
بالمقراض » والنصارى ليس عندهم شئ نجس يحرم أكله أو تحرم الصلاة معه +
وكذلك المسلمون وسط فى الشريعة ؛ فلم يجحدوا شرعه الناسخ لأجل شرعه
ولا بخسوهم حقوقهم كفعل اليهود » ولا جعلوا الخالق سبحانه وتعالى متصفاً
بخصائص المخلوق ونقائصه ومعاييه من الفقر والبخل والعجز ؛ كفعل اليهود - ولا
وأهل السنة والجماعة فى الإسلام كأهل الإسلام في أهل الملل : فهم وسط فى باب
صفات الله عز وجل . بين أهل الجحد والتعطيل » وبين أهل العشبيه والتمشيل +
إثبااً لصفات الكمال وتتزيهاً له عن أن يكون له فيها أنداد وأمثال » إباتاً بلا ثيل +
وتنزيه بلا تعطسيل ؛ كما قال تعالى : ليس كمثله شئ » [سورة الشورى :
]١١ » وهو رد على الممثلة ؛ ف( وهو السميع البصير 6 ؛ [سورة الشورى : 17] رد
على المعطلة .
أحد » [ سورة الإخلاص بأكبلهاع .
فالصمد: السيد المسستوجب لصفات الكمال » والأحد الذى ليس له كفو ولا
مال .
صولات
وهم وسط فى باب أفمال الله عز وجل ؛ بين المعجزلة المكذيين بالقدر + والجبرية
وفى باب الوعد الوعيد » بين الوعيدية الذين يقولون بتخليد عصاة المسلمين فى
النار » وبين المرجعة الذين يجحدون بعض الوعيد ؛ وما فضل الله به الأبرار على
الفجار .
وهم وسط فى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ بين الغالى فى
بعضهم » الذى يقول فيه بالهية أو نبوة أو عصمة ؛ والجافى فيهم : الذى يكفر
بعضهم أو يفسقه . وهم خيار هذه الأمة +
والله سبحانه وتعالى أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم للناس رحمة ؛ وأنعم به
نعمة يالها من نعمة . قال تعالي : ف وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين » . [ سورة
الأنبياء : ٠١ . وقال تعالى : ف ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً » ؟ [صورة
إبراهيم : 17] . وهم الذين لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم » فإرساله أعظم
نعمة أنعم الله بها على عياده . فجمع الله لأمته بخاتم النبيين وإمام المتقين وسيد ولد
آدم أجمعين ما فرقه فى غيرهم من الفضائل » وزادهم من فضله أنواع الفواضل » بل
برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور
رحيم » لفلا يعلم أهل الكتاب آلا يقدرون على شئ من فضل الله وأن الفضل بيد الله
يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم [ سورة الحديد : 18 6 14 ] +
وفى الصحيحين عن ابن عمر وأبو موسى » عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال : )١( « إما أجلكم فى أجل من خلا من الأم ما بين صلاة العصر إلى مغرب
» صحيح » رواية أبن عمر 3 )١(
رواه البخارى فى كتاب « مواقيت الصلاة » باب « من أدرك ركمة من المصر قبل الغفرب
الشمس » ونم مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا فقال : من يعمل
قيراط » ثم قال : من يعمل لى نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ؟ »
فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط » ثم قال : من
يعمل من صلاة العصر إلى مغرب الشسمس على قيراطين قيراطين ؟ ألا فأنتم الذين
تعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس » ألا لكم الأجر مرتين » فغفضبت اليهود
أما بعد : فإن الله تبارك وتعالى جعل محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين +
وأكمل له ولأمته الدين » وبعشه على حين فترة من الرسل وظهور الكثر وانطماس
السبل » فأحيا به مادرس من معالم الايمان » وقمع به أهل الشرك والكفر من عبدة
الأوثان والنيران والصلبان » وأذل به كفار أهل الكتاب » أهل الشرك والارتياب »
وأقام به منار دينه الذى ارتضاه » وشساد به ذكر من اجتباه من عياده واصطفاه »
وأظهر به ما كان مخفياً عند أهل الكتاب ؛ وأبان به ما عدلوا فيه عن منهج الصواب
وحقق به صدق التوارة والزبور والإنجيل » وأماط به عنها ما ليس بحقها من باطل
ولفظ الحديث عند البخارى فى كتاب « أحاديث الأنبياء » باب « ما ذكر عن بنى اسرائيل 6 (
/ لاف الام ح 1م
ورواه الترسذى فى كتاب « الأمشال » باب « ما جاء فى مثل اين آدم (// 11/2 لال اح 76+ تحفة )
وقال : 3 هذا حديث حسن صحيح +
وحديث أبى مومى :
وراه البخارى فى كتابو مواقيت الصلاة » باب « من أدرك ركمة من العصر قبل المغرب 6 (47/1 ح
ورواه أيضًا فى كتاب « الإجارة » باب « الإجارة من العصر إلى الليل 6 ( 517/4 4 فح ١ل179)
٠. التحريف والتبديل
وكان من سنة الله تبارك وتعالى مواترة الرسل وتعميم الخلق بهم ؛ بحيث ,بعث
رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت 6 » [ سورة التحل : 37] . وقال تعالي :
وكلم الله موسى تكليما » رسلا مبشرين ومنذرين لفلا يكون للناس على الله حجة
بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً» » [ سورة النساء : 168-157] +
هدى فمن تبع هداى فلا خرف عليهم ولاهم يحزنون 6 » [ سورة اله :م7
يشقى * ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال
وأبقى * » [ سورة طه : ١77-177 ] +
وقال تعالي عن أهل النار . ف كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأنكم نذير
وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير » ؛ [ سورة الملك :
٠١-8 . وقال تعالى : ف وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا » ؛ [ سورة الإسراء
:1 . وقال تعالى : يا معشر الجن والإنس ألم يأنكم رسل منكم يقصوة
الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين * ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى
بظلم وأهلها غافلون »» . [ سورة الأنعام : دا فل
فصل
وكان ديته الذى ارتضاه لنفسه هو دين الإسلام » الذى بعث الله به الأولين
والآخرين من الرسل » ولا يقبل من أحد ديا غيره » لا من الأولين » ولا من الآخرين »
قال تعالي : م وائل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه ياقوم إن كان كبر عليكم مقامى
وقال تعالى عن إبراهيم : هم ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد
اصطفيناه فى الدنيا وإنه فى الآخرة لمن الصالحين * إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت
لرب العلمين * ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقرب يا بنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا
تموتن إلا وانتم مسلمون 6 [ سورة البقرة : 131-182 ] .
وقال تعالى عن يوسف الصديق : ف رب قد آتيتنى من املك وعلمتنى من تأويل
الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت ولي فى الدنيا والآخرة توفتى مسلماً وألحقنى
بالصالحين » ؛ 1 سورة يوسف 10٠: ] .
وقال تعالى عن أنبياء بنى إسرائيل : ف إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم
وقال تعالى عن المسيح : ف فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصارى إلى
أنزلت وانبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين 6 » [ سورة آل عمران : 81 "01 ]
بأننا مسلمون » [ سورة المائدة : 111 ] +
فهذا دين الأولين والآخرين من الأنبياء وأنباعهم هو دين الإسلام » وهو عيادة الله
وحده لا شريك له ؛ وعبادته تعالى فى كل زمان ومكان » بطاعة رسله عليهم
السلام . فلا يكون عابداً من عباده بخلاف ما جاءت به رسله . كالذين قال تعالى
فيهم : ف[ أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله * [صورة الشورى :
إلا من آمن بجميع رسله وأطاع من أرسل إليه ؛ فيطاع كل رصول إلى أن يأتى الذى
بعده ؛ فتكون الطاعة للرسول الثانى » ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ؛ قال تعالى :
وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله سورة النساء : 74 ]
ومن فرق بين رسله قآمن ببعض وكفر ببعض كان كافرا » كما قال تعالى : إن