الحمد لله رب العالمين ؛ والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين إلى يوم الدين +
فإن السنة النبوية هي حصن القرآن الحصين ؛ ودرعه المتين ؛ وحارسه
الأمين ؛ وشارحه المبين . . تفصل مجمله ؛ وتفسر مشكله ؛ وتوضح
مبهمه ؛ وتقيد مطلقه ؛ وتبسط موجزه ؛ وتدفع عنه عبث العابثين ولهو
وحيث قد تكفل الله تعالى لكتابه الكريم بالحفظ والصيانة والبقاء ٠٠ 0
| فقد حفظ الله السنة النبوية المطهرة لتكون من دواعي حفظ القرآن الكريم - ١
قال تعالى : ث وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم
ولقد حفظ الله تعالى السنة كما حفظ كتابه الكريم . . فلم يذهب منها ا
| شيء وإن لم يستوعبها كل فرد على حدة +
قال الشافعي رحمه الله : " فإذا جمع علم عامة أهل العلم بها أتى
وكما أن الله تعالى قيض للكتاب العزيز العدد الكثير ؛ والجم'
الغفير من ثقات الحفظةفي كل قرن لينقلوه كاملاً من السلف إلى
الخلف كذلك قيض الله سبحانه للسنة الشريفة من ثقات الأمة
والتنقيب عن الصحيح من حديث رسول الله كه . . ينقلون عمن هو
مثلهم في التوثيق والعدالة إلى أن يصلوا إلى رسول الله كَل . . حتى
عن أي شك أو شبهة .
واستقر الأمر ؛ وطلع الصبح لذي عينين ؛ وسارت قافلة السنة
متخطية الحواجز والموانع . . مخلفة وراءها العصور والدهور ؛ ولها مع
كل عصر وقفة ؛ وفي كل مصر لها شئون وأحوال وأئمة رجال +
وفي إقليم الشام ؛ وفي بلدة تسمى ( طبرية ) . . قيض الله لها من
خيرة الشباب الذين شبوا على طاعة الله ومرضاته هو ( أبو القاسم
وكان هذا اللقاء الميمون في النصف الأخير من القرن الثالث الهجري ||
|| ؛ واستمرت هذه الصحبة المباركة الميمونة حتى النصف الأخير من القرن ||
|| الرابع الهجري - أي ماثة سئة بل تزيد - وخلال هذا العمر الميمون + |
[| وهذه السنون المباركة تتلمذ الطبراني على شيوخ يزيدون على الألف + 1
وصنف ما يربو على الماثة مصنف ؛ وشاها وحلى جيدهابمعاجمه ||
|| الثلاثة : ( الصغير والأوسط والكبير) + |
إ وصيائتها والذود عن حياضها حتى نام على البواري (1) ثلاث
ِ هذاما حدثتنا عنه المصادر التي يوثق بها » والمراجع التي يعتمد (
عليها في السير والتاريخ + وتراجم الرجال حول محدث طبرية ؛ وعالها 0
| الجليل الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني ؛ وهي نتف مبعشرة من هنا ||
وشاء الله تعالى أن يكون لي شرف الصحبة للإمام الجليل في رحلة ||
| حديثشية طيبة وذلك خلال العمل في رسالتي لنيل درجة العالمية
|| وكنت خلالها بحاجة ماسة إلى معرفة الكثير عن الحافظ الطبراني
الذي يعتبر بحق علماً من أعلام السنة في القرنين الثالث والرابع الهجريين |
وفحلاً من فحول العلم الذين أنجبتهم بلاد الشام ؛ والذي لم يرمثل نفسه ||
١ كما قال الحافظ أحمد بن عبد الله أبو نعيم الأصبهاني المتوفى سنة 8 7ه ||
وهو من تلامذة الطبراني ٠
وقال ابن العماد الحنبلي عنه : "الحافظ العلم . . مسند العصرأبو
القاسم الطبراني + وكان ثقة صدوقا واسع الحفظ ٠ . بصيرا بالعلل |
والرجال ؛ والأبواب كثير التصانيف "© +
)١( البوري والبوريةوالبورياء والبارية ؛ فارسي معرب . . قيل هو الطريق ؛ وقيل الحصير المنسوج
وفي الصحاح التي من القصب (لسان العرب 787/1
(1) وكانت في القسم الأول من المعجم الكبير للطيراني حسب تقسيم كلية أصول الدين - جامعة
الأزهر - تحقيق وتخريج ودراسة
(©) شذرات الأنساب (70/1)
م ورحم الله السمعاني حيث قال عن الطبراني : " حافظ عصره »
و صاحب الرحلة . . رحل وأدرك الشيوخ » وذاكر الحفاظ +
وسكن أصبهان في آخر عصره ؛ وصنف التصانيف "(1) + ٍ
| مؤلف خاص بهذه الشخصية الفذة ؛ ولا على ترجمة وافية لهذا الإمام ||
1 الجليل قد أعطته حقه من البحث والدراسة في جوانب حياته امختلفة + ||
| وجمع فيها كل ما تفرق وتبعشر في بطون الكتب وأمهات المراجع ٠ ٠٠
بهذا الأمر وفاءٌ بحق هذا المحدث الكبير ؛ وخدمة للسنة المطهرة ورجالها /
ا سائلا الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العمل لبئة قوية أسهم به في
تشييد صرح السنة الشامخ وبنائها الشاهق ؛ وأن يجعلني من جند السنة
|| الوكيل ؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم » وصلى الله على ||
سيدنا محمد ؛ وعلى آله وصحبه أجمعين
دكتو ر/ محمد أحمد رضوان
لقد اشتمل هذا البحث على مقدمة وبابين وخاتمة . .
أما ا مقدمة :
فقد احتوت على السبب الذي دعاني إلى الاهتمام بهذه الدراسة.
وأما الباب الأول :
فيشتمل على فصلين :
- الفصل الأول -
عصر الطبراني والبيئة التي نشأ فيها ؛ ويتناول النقاط التالية +
أ- الحالة السياسية +
ب- الحالة الإقتصادية +
ج- الناحية العلمية والثقافية ٠
د- الحديث في عصر الطبراني +
ه- مدرسة الحديث في بلاد الشام +
و- مدرسة الحديث في طبرية +
- الفصل الثاني -
ويشتمل على ترجمة الحافظ الطبراني ؛ وقد تضمنت ما يلي ؛
9- أولادة .
/ا- طلبه للعلم .
8- منهجه في طلب العلم ٠
4- رحلاته في طلب الحديث ؛ والمدن التي رحل إليها +
+ الطبراني في الميزان -١٠
٠ ثناء الأئمة عليه -١
+ القول الفصل في الإمام الجليل -١
الباب الثاني *
ذخرت بها المكتبة الإسلامية ؛ وهو على النحوالتالي :
- ثانياً : دراسة حول المطبوع منها وهي :
-١ المعجم الكبير .
"- المعجم الأوسط +
©- المعجم الصغير .
- مسند الشاميين .
. كتاب الدعاء -٠
3- كتاب الأوائل .
8- كتاب مكارم الأخلاق .
4- كتاب الطوالات .
. طرق حديث من كذب عل يا متعمياً -١١
- ماقا ؛ الصناعة الحديثية عند الطبراني -
-رايعاً * موارد الطبراني +
ودار الحديث فيها حول استنهاض همم المسلمين ؛ وعزائم أولي الأمر فيهم +
والقائمين على أمر العلم والتعليم والثقافة في البلاد الإسلامية عامة . . حتى
يولوا الثروة العلمية الهائلة التي خلفها لنا المحدث الجليل الإمام الطبراني ٠ ٠ مزيداً
من العناية والرعاية والاهتمام . . مع كلمة مجملة عن مكانة الإمام الجليل
الفصل الأول
: ا حالة السياسية -١
مما يؤسف له أن العالم الإسلامي قد فقد تماسكه ووحدته كدولة مترابطة منذ
القرن الثالث الهجري ؛ وكان ذلك بظهور بوادر الضعف في العباسيين . . حتى
كادت سلتطهم تصبح اسمية ؛ وخلافتهم دينية لا دنيوية » ولم يبق للخليفة في
معظم هذه الفترة إلا المظهر الديني ؛ والمركز الصوري من إقامة الخطبة ؛ ونقش
وكان مما ساعد على ذلك اشتغال الخلفاء بعد المعتز بأنفسهم ؛ وتغلب كثير من
٠ الأمراء على الأطراف ؛ وأصبحت البلاد رهن أيدي المتغلبة من العمال
وقد شهد النصف الثاني من القرن الثالث ( العصر العباسي الثاني ) الذي
هذا الضعف إلى استقلال الولايات الكثيرة ؛ وقيام الدول ؛ ونشوء المذاهب
. والدعوات الفاسدة
. دول المشرق -١
. دول المغرب والأندلس -7
. دول مصر والشام -*