وح إرشاد القاصي والداني
المبارك إن شاء اللهء ونحن نترقٌّ منه أن يتحفنا بأمثاله من الأعمال التي تذلل
الصّعاب على طلبة العلم»؛ ويبقى له ذخرها إن شاء الله؛ وصل الله وسلم على نبينا
كتبه/ سعد بن عبد الله الحميّد
إلى تراجم شيوخ الطبراني وح-
فضيلة الشيخ/ ابي الحسن السليماني - حفظه الله -
فقد راجعتُ الكتاب القيّم لأخينا أبي الطيب نايف بن صلاح المنصوري -
حفظه الله - والذي أسماه بلإرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني»
وذلك ضمن سلسلة : «تقريب رواة السئة بين يدي الأمة».
يُدرك مادة الكتاب؛ وطب
فمادة الكتاب ترجمة لشيوخ الإمام الطبراني ثلث وهم في طبقة نازلة إذا ما
قورنوا يمن هم أعلى منهم من الرواة؛ ومعلوم أن الراوي كلما نزلت طبقته»
عشر البحث عنه»؛ لعلة من ترجم له؛ أو لكون ذلك في كتب بعيدة إلى حد ماء
ولذا فقد حكم غير المؤلف - حفظه الله - على عدد من الرواة بأنهم لم يوقف لهم
هؤلاء؛ وذلك بتوفيق الله عز وجل له؛ ثم بما عُرف به من حدة ذكاء؛ وطول
تعالى - وقد حرص المؤلف - زاده الله توفيقًا - على استيعاب
إلى طول نفس ؛ وصبر عظيم في البحث.
ومن المعلوم أن هذا الجهد المبذول في هذا الكتاب يقرب بين يدي طلبة العلم
شيوخه؛ ليسد الثغرة كلهاء ولا يبقى إلا من هو مترجم في الكتب العالية
شيوخ الطيراني
+ وهذا يحتاج
إرشاد القاصي والداني
هذاء وقد شرح الله صدري لتلخيص الحكم على الراوي الذي ترجم له أخونا
فإن أقوال أئمة الجرح والتعديل كثيرة؛ وقد يظهر للناظر تعارضهاء ومع الإلمام
بقواعد الأئمة؛ ومعرفة أسلوبهم في الكلام على الرواة؛ يسهل تلخيص هذه الأقوال
يقول واحد يدل على منزلة الراوي : هل هو ممن يحتج به أم لا؟
وقد حرصت عل تعليل حكمي الذي أرتضيه في الراوي - غالبًا - حق
يتسنى لطالب العلم معرفة تلخيص الأقوال في الراوي؛ ومعرفة منزلة
فأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بهذا الكتاب من شاء من خلقه؛ وأن يجعله
في ميزان حسنات أخي أب الطيب»؛ وأن يدفع عنه الشواغل والمشاكل والعوائق
والعلائق التي تحول بن المرء والخير؛ وأن يزيده بصيرة وفهماً وعلمًا وحلمًا؛ إنه
على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
أبو السن مصطفى بن إسماعيل السليياني
على الراوي وتعليله لذلك في آخر كل ترجمة
إلى تراجم شيوخ الطبراني 867
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين»
سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
مُطلقه؛ وتبسّط مُوجزه؛ وتدفع عنه عبث العابثين» ولهو اللاهين» قال الله تعال
تكفل لنا بحفظ هذا الدين» ومنه سنة نبيه الأمين» فلم يذهب منها شي وإن لم
جمع علم عامة أهل العلم بها أتى على السنن» وإذا فرق علم كل واحد منهم ذهب
وإن من أسباب حفظ السنة النبوية المحمدية؛ على صاحبها أفضل الصلاة
الماضية؛ من استعمالها للإسناد في رواية الحديث النبوي» والتاريخ الإسلامي؛
فقد قال ابن المبارك - يرحمه الله - قوله: الإسناد من الدين» ولولا الإسناد لقال
من شاء ما شاء!".
)0 أخرجه مسلم في مقدمة «صحيحه؛ (47/1)؛ والحاكم في «معرفة علوم الحديث»
1 وغيرهما بإسناد صحيح
إرشاد القاصي والداني
وخرج ابن عبدالبر في «مقدمة التمهيده!": من طريق محمد بن خيرون ثنا
سعيد يقول: الإسناد من الدين. قال يحيى : وسمعت شعبة يقول: إنما تعلم صحة
الحديث بصحة الإسناد.
وقال حاتم بن المظفر - رحمه الله تعالى -: إن الله أكرم هذه الأمة وشرفها
وفضلها بالإستادء وليس لأحد من الأمم كلها قديمهم وحديثهم إسناد وإنما هي
من التوراة والإنجيل مما جاء به أنبياؤهم؛ وبين ما الحقوه بكتبهم من أخبارهم
الطائفة له؛ وكثرة مواظبتهم على حفظه؛ لدرس منار الإسلام ولتمكن أهل
الإلحاد والبدع فيه بوضع الأحاديث» وقلب الأسانيد» فإن الأخبار إذا تعرت
وإذا تقرر هذا فليُعلم أن الله 8# قد قيض لحفظ هذا الدين فرسانًّا؛ وهم
أصحاب الأسانيد» فقد روى ابن حبان في «مقدمة المجروحين»"": عن يزيد ابن
زريع - يرحمه الله - قوله: «لكل دين فرسان؛ وفرسان هذا الدين أصحاب
(©) (16/1) وانظر «شرح علل الترمذي» (88/1)
(4) أخرجه الخطيب في «شرف أصحاب الحديث» رقم (11) بإسناد صحيح»
(ه) «معرفة علوم الحديث» (118).
(2) (01/1 ومن طريقه الخطيب في: «شرف أصحاب الحديث» (41) بإسناد حسن.
إلى تراجم شيوخ الطبراني ل
من روات واعتنوا بهم عناية فائقة حت غُذَّ معرفة ذلك عندهم نصف العلم؛ فقد
خرج الرامهرمزي في المحدث الفاصل"" فروى عن إمام المحدثين في زمانه علي بن
المديني - يرحمه الله - قوله: «معرفة الرجال نصف العلم». هذا مع قرب الأسانيد
وقلة الوسائط بينهم وبين رسول الله كل » فما الظن بمن هو دونهم أن يقول؟ قال
شيخنا درة اليمن مقبل بن هادي الوادعي - يرحمه الله -: «وأما نحن فتستطيع أن
نقول علم الرجال تسعة من عشرة لبعدنا عن ممارسة هذا الفن؛ ولنزول بعض
يبقى الباحث يبحث عنه أيامًا؛ ورب راو ينتهي بالباحث ألا
العنت والتعب» في سبيل العثور على تراجم مشايخ أمثال هؤلاء الحفاظ؛ من
أهل القرن الرابع وما بعده» فتراجمهم مبثوثة في تضاعيف كتب الرجال» بخلاف
مشايخ الكتب الستة؛ فإنهم قد حظوا بعناية خاصة بالتعريف بهم؛ حيث يسهل
الوقوف على معرفة أحوالهم عبر كتاب م .يب الكمال؟ وامختصره».
فلما تقدم وغيره أحبيت أن يكون لي قسطٌ من الأجر في إبراز وتقريب تراجم
لرجال بعض هذه الأسانيد النازلة؛ فقمت جمع تراجم بعض شيوخ ة الحديث
أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني - يرحمه الله -؛ فقد قمت بجمع شيوخه من
راويته لأبي نعيم الأصبهاني. و«جامع المسانيد» للحافظ عماد الدين ابن كثير»
(0) «المحدث الفاصل» (777)؛ ومن طريقه أخرجه الخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي
وآداب السامع» (1/ 1344/7173 وإسناده صحيح.
(/) «مقدمة رجال الدارقطني» ص (؟).
إرشاد القاصي والداني
في ثنايا هذا الكتاب - إن شاء الله تعالى -.
وإني لأعلم أن هناك من هو أكثر أهلية مني لهذا العمل الجلل» وأني لست
بأهل لمجاراة الأنمة المصنفين في تاريخ الرواة وأخبارهم» وإنما أردت التشبه بهم
فتشبهوا إنذلم تكونوا مثلهم . إن التشبه بالكرام فلاح
ولما آمل من ثواب ونجاة في اليوم المشهود لمن خدم هذا الدين» تجرأت عل
الشأن الكنود» فأسأل الله أن يتقبله مني في اليوم الموعود.
رب تقبل عملي ولاتخغيبأملي
أصلحأموري كلها | قبل حلوداجلي
قال ابن فهد المالكي: «إن الاشتغال بنشر أخبار الأخيار من أهل العلم
والآثار من علامات سعادة الدنيا وسعادة الآخرة إذهم شهود الله في أرضه»
وهم المراتب الفاخرة”*" وإني لأتمثل في هذا المقام بقول من قال ممن سبقني من
أهل العلم:
ولكنني أرجو من الله عفوه وإني لأهل العلم لا شك خادم
وقد سميته «إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني»؛ وهو أحد
بحوث «سلسلة تقريب رواة السنة» بين يدي الأمة» المحتوية على ستة أبحاث في
والبيهقي؛ رحمهم الله جميعًا؛ ويسر لي تببيضها» إنه على كل شيء قدير .
(4) «مقدمة بلغة القاصي» ص(6)
إلى تراجم شيوخ الطبراني ود
أما طريقتي في هذا البحث فقد رتبته على حروف المعجم ليسهل الوصول إلى
لبحث قد جمع بين دفتيه جميع شيوخه الذين روى عنهم سواء ذكروا في كتب
التراجم أم لاء وهذا القسم بالنسبة إلى الأول قليل جدًا؛ وقد نحوت في القسم
الأول على النحو التالي:
-١ أذكر اسم الشيخ على حسب وقوعه في الإسناد الذي ذكر فيه مصحقًا كان
*- ثم أذكر بعد ذلك كنيته؛ فإن كان له أكثر من كنية ذكرتها أيضًا .
- ثم أذكر نسبته ؛ فإذا كانت إلى قبيلة أو حرفة أو خلقة قدمتها على النسبة إلى
الإمام النووى تلثه: «عادة الأئمة الحذاق المصنفين في الأسماء والأنساب»
أن ينسبوا الرجل النسب العام ثم الخاص ؛ ليحصل في الثاني فائدة لم تكن
بأول شيخ ذكر له في «المعجم الصغير» إن كان ممن ذكر فيه .
بذكر الحافظ الطيراني - يرحمه الله -.
8 أنبه على أن هذا الشيخ روى عنه الإجماعيلي في معجمه وسكت عنه؛ فقد
.)17/1( تهذيب الأسماء واللغات )٠١(
تهت إرشاد القاصي والداني
قال في مقدمة امعجمه» أبين حال من ذممت طريقه في
للجهل به والذهاب عنه؛ فمن كان عندي ظاهر الأمر منهم لم أخرجه فيما
صنعت من حديئ؟ اه
قال الشيخ الحويني - حفظه الله -: «. .. شيخ الإسماعيلي ترجمه الخطيب في
«تاريخ بغداد» ول يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً؛ ولكنه مقبول عند
الإماعيلي» يدل عليه أنه قال في مقدمة «معجم شيوخهة!"؟..
وكذا أنبه على أن ابن عدي روى عنه؛ ولم يذكره في «كامله»» فقد قال في
اختلف فيهم فجرحه البعض وعدله البعض الأخر؛ ومرجح قول أحدهما
مبلغ علمي من غير محاباة .0 ولا يبقى من الرواة الذين لم أذكرهم إلا من
غم ساق
قال ابن دقيق العيد في أثناء رده على ابن حزم تضعيفه أسد بن مومى : للم نر
فيما بين أيدينا من كتب الضعفاء والمتروكين له ذكرًا » وأبو أحمد ابن عدي
شرط أن يذكر في كتابه كل من تكلم فيه متكلم؛ وذكر فيه جماعة من الأكابر
-٠ وكذا أيضًا أنبه على أن ابن حبان روى عنه في صحيحه فقد قال الحافظ في
(1) النافلة (14/7/ )1١7 وانظر إتحاف النيل: (87/7 س8١7).
(14) الإمام (177-1171/1).