4 - إيضاح عقيدة التوحيد صافية نقية بعد تنقيتها من البدع والخرافات التي
علقت بها .
*- لم يقم أحد تتحقيق هذا الكتاب المهم وقد طبع مرة واحدة عام
4ه ضمن مجموعة رسائل لشيخ الإسلام باسم الفتاوى الكبرى»
ولا يوجد أى تعليق أو شرح أو توضيح على مسائل الكتاب بل هو خال
لذلك رأيت أن الكتاب جدير بالتحقيق والدراسة ومن ثم إخراجه
للناس للإنتفاع به
وهي تشتمل على التالي :
أ مقدمة البحث وفيها ذكر أهم الاسباب التي دعت الى دراسة وتحقيق هذا
الكتاب .
ب نبذة عن أسباب ظهور فرق الضلال .
7 - دراسة الكتاب :
وهي تشتمل على المباحث التالية :
-١ ترجمة موجزة عن حياة المؤلف
؟ - السبب في تأليف هذا الكتاب وتاريخه
- عنوان الكتاب وفيه أوضحت اسمه عند المصنف والمؤرخين .
4- موضوع الكتاب ونهج المؤلف فيه
0 - دراسة أهم المواضيع في الكتاب وفيها تعرضت للمواضيع الآتية :
آي وضوع الجمع بين الشريعة والفلسفة ؛ والرد على تلك المحاولة .
اب - العقل وفيه تكلمت عن العناصر الآتية :
معنى العقل لغة
الألفاظ المرادفة للعقل
العقل في القرآن
العقل في السنة
العقل عند الفلاسفة
ج- شخصيات ناقشها شيخ الاسلام في هذا الكتاب وهي :
تقلبه بين المذاهب
مناقشته من خلال بعض مؤلفاته القي حاكى فيها الفلاسفة -
* ابن عربي
نبذة عن حياته
مناقشة بعض أفكاره التي نادى بها في كتابه فصوص الحكم .
* ابن سبعين
نبذة عن حياته
+ - الأهمية العلمية لهذا الكتاب ومكانته بين كتب العقيدة .
: تحقيق الكتاب ٠#
تحقيق نص الكتاب وذلك بمقابلة المخطوطات بعضها مع بعض ثم -١
مقابلتها مع المطبوع وقد تم تحقيق نص هذا الكتاب من مخطوطتين
ومطبوع
المخطوطة الأولى : وجعلتها هي الأصل وجدتها ضمن مخطوطات
جامعة ام القرى برقم 8 وقد أهديت للجامعة من ورثة سماحة الشيخ
عبدالله بن حسن آل الشيخ!') رحمه الله وناسخها هو الشيخ سليمان بن
سحمان"؟ رحمه الله ١ جمادى الأولى من سنة 1707 ه وخطها جميل
وواضح وعدد الاسطر في كل صفحة من 14-77 سطرا وصفحاتها من
القطع المتوسط وتبلغ 8م ورقة .
المخطوطة الشانية ورمزها (س ) : وجدتها ضمن مخطوطات جامعة
الملك سعود تحت رقم 4 وقد درجت اليها من مكتبة الشيخ سليمان
الصنيع رحمه الله . وخطها جيد وصفحاتها من القطع المتوسط وعدد الأسطر
من البياض ليس بها أي مسح في الكتابة ٠
المطبوع ورمزه ( ك ) : وهو ضمن مجموعة الرساشل الكبرى لشيخ
الاسلام ويوجد في الجزء الخامس وعدد صفحاته ١87 وهو خال من التعليق
وتكثر فيه الأخطاء المطبعية .
)١( هو الشيخ عبدلقه بن حسن بن حسين بن علي بن حسين بن محمد بن عبد الوهاب + ولد
في الرياض عام 1787 ه أخذ العلم عن والدم وغيره من العلساء الأجلاء. وتقلب في عدة
مناصب منها تعينه من قبل الملك عبد العزيز اماما وخطييا للمسجد الحرام ثم رئيسا للفضاة
بالحجاز ومشرفاً على الحرمين » توفي سنة 17908 ه عن واحد وتسعين عاماً أمضاها في
نشر العلم ويث الدعود السلفية . انظ كئاب مشاهير علماء نجد ص 177-171
(1) هو سليمان بن سحماه “بن مصلح الختعمي ولد سشة 1335 ه في بلدة السقا من أعمال
أبها وفي سنة +138 ه نزح الى الرياض مع والده فلازم العلساء من أئمة الدعوة وأخذ
عنهم . له مؤلفات كثيرة منها اراد الطالب الى أهم المطالب + كشف غياهب الظلام عن
أوهام جلاء الأوهام؛ تنبيه ذوي الألباب السليمة عن الوقوع في الألفاظ المبتدعة الوخيمة
وقيرها من المؤلفات توفي سنة 1344 ه بمدينة الرياض: انظر: مشاهير علماء نجد
هذه هي النسخ التي استطعت الحصول عليها بعد البحث والتنقيب
في فهارس المكتبات ؛ وقد اعتمدت عليها في تحقيق النص +
واحب أن أنبه الى أنني لم التزم بالأصل دائماً» فعندما يحصل اختلاف
في بعض النصوص أرجح النص الاصح الذي يقتضيه السياق حسب وروده
في إحدى النسخ الأخرى ؛ وأشير الى النص المرجوح في الهامش +
وكذلك الحال بالنسبة للنصوص التي نقلها شيخ الاسلام من كتب
أخرى وهي كثيرة في هذا الكتاب فإني قد أثبت بعض الكلمات حسب
ورودها في أصلها وأشير الى النسخ الثلاث في الهامش اذا تبين لي أنذما
أثبته أصح +
7 - قمت بترقيم الآيات وتخريج الأحاديث والآثار الواردة مع بيان قوة
الحديث وضعفه .
*- عرض النصوص التي نقلها المؤلف على أصولها للتأكد من ذلك .
4 - التعليق على ما يحتاج الى تعليق من مسائل .
- التعريف بالفرق التي تعرض لها المصنف .
8 الترجمة للأعلام الذين ورد ذكرهم في هذا الكتاب .
4- وضعت فهارس للأحاديث الصحيحة والضعيفة والفرق والاعلام
والمراجع والموضوعات هذا هو ما قمت به من جهد في هذا الكتاب
أسال الله أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم » وأن يهديني : الى
الطريق المستقيم .
د. موسى بن سليمان الدويش
أسباب نشأة فرق الضلال
ابتلى العالم الاسلامي وفي صدره الأول بظهور فرق وطوائف ذات عصبية
حادة هدفها النيل من عقيد: التوحيد وتقويضها من أساسها ؛ وكان أول أمر تلك
بدأ أمر تلك الفرق يظهر للعلن عندما توفي رسول الله َي اذ ارتدّت بعض
القبائل العربية عن دين الإسلام » فكان هذا أول نذير لظهور تلك الفرق الضالة +
وقد أخمدت نار تلك الردّة على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه » ثم بدأات
الفتوحات الإسلامية تتوالى في عهده رضي الله عنه ؛ ولما ولى الخلافة بعده عمر
ابن الخطاب رضي الله عنه أكمل المسيرة فَانُسَمَتُ الدولة الاسلامية في عصره
أن الأمور بدأت تتغير في آخر حياته رضي اللاعنه . فقد بدأت تلوح في الأفق بوادر
بين المسلمين وانتهى الأمر بمقتل خليفة الله عثمان بن عفان رضي الله عنه
على يد عصابة طاغية يتزعمها في الخفاء عبدالله بن سبأ اليهودي» وتعتبر
تلك الفتنة نواة لظهور الفرق؛ فعندما ولى الخلافة علي بن أبي طالب رضي
وفي معركة صفين انشقت جماعة من أتباع علي وخرجت علي واستنكرت
قبوله التحكيم بينه وبين معاوية وسمي هؤلاء بالخوارج ومنهم تشعب عدة
طوائف وفرق. وبمقابل هؤلاء ظهرت الشيعة وتشعبت إلى طوائف وفرق
تشعبت كل طائفة إلى فرق ومذاهب كثيرة حتى اتسع الخرق على الراقع
الأسباب كثيرة لا يمكن تقضيهاء ولا يستطيع الباحث استقراءها إذ أن كل
فكرة نبتت؛ وكل فرقة نشات أحيطت نشأتها بأسباب تضافرت على تكوينها
١ مجاورة المسلمين لكثير من أهل الديانات القديمة :
كانت تحيط بالعرب قبل مبعث رسول الله َي عدة ديانات ومذاهب.
فهناك اليهودية والنصرانية. وقد دخل فيها كثير من العرب وهناك أيضاً
في فارس المذاهب المختلفة مثل الزرادشتية!'» والمانوية”؟ والديصانية"»
)١( الزرااشتية : هم أتباع زرادشت وهو رجل من أهل أذربيجان ادعى النبوة ؛ وجاء بكتاب
ادعاه وحيا ؛ وقسم العالم الى قسمين
الروحاني والجسماني » ويقول : إن ما في العالم ينقسم أيضاً الى قسمين : بخشش وكنش
ويريد به التقدير والفعل ؛ وكل واحد مقدر على الثاني » وقسم حركات الانسان الى ثلاثة
اقسام منش وكويش وكتش » يعني الاعتقاد والقول والعمل » وبهذه الثلانة يتم التكليف
انظر اعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي ص 177-174
المانوية : اتباع ماني ظهر في زمن سابورين أزدشير بن بابك » وادعى النبوة وقال إن للعالم
أصلين : نور وظلمة » وكلاهما قديمان فقبل سابور قوله » فلما انتهت ثوبة الملك الى
انظر : اعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي ص 178
(©) الديصانية : أتباع ديصان وكان قبل ماني ومذهب ديصان قريب من مذهب ماني وبينهما
اختلاف ؛ فالديصانية اختلفت على فرقتين : فرقة زعمت أن الشور خالط الظلام باختياره
ليصلها . فلما حصل عليها وأراد أن يخرج امتنع ذلك عليه
يغير اختبار منه ؛ وزعم أن الظلام أعصل النورء وأن الشورحي حساس عالم والظلام فد
والمزدكية!') وغيرها .
حيث تكونت الفرق على غرار ما حصل عند هؤلاء .
قال الشهرستاني عند الكلام عن الغالية الذين غلوا في حق أئمتهم حتى
أخرجوهم من حدود الخلقية وحكموا فيهم بأحكام الإلهية :( وإنما نشأت شبهاتهم
من مذاهب الحلولية ومذاهب التناسخية ومذاهب اليهود والتصارى ؛ إذ اليهود
شبهت الخالق بالخلق » والنصارى شبهت الخلق بالخالق فسرت هذه الشبهات
في أذهان الشيعة الغلاة حتى حكمت بأحكام إلهية في حتى بعض الأثمة )0 .
وقد أخذ اتباع تلك الديانات يكيدون للإسلام وأهله ؛ وكان أكثرهم خطراً
واشدهم بأساً « اليهود » أعداء الله وقتلة الأنبياء فقد كادوا للاسلام كيداً منذ بعث
الله نبيه محمد َل الى يومنا هذا .
لقد عرف اليهود أنه سيبعث نبي تختتم به الرسالات ؛ وسيظهر الله به دينه
ويعلي كلمته وستنقاد له ممالك الدنيا وسيكون مبعث هذا النبي في الحجاز
أرض الجزيرة ؛ المدينة وما حولها . وغلب على ظنهم أن هذا النبي سيكون من
بني اسراثيل » فكانوا يتمنون خروجه ؛ ويستنصرون بمجيشه على أعدائهم من
المشركين اذا قاتلوهم ؛ ويقولون : « سيبعث نبي في آخر الزمان نقتلكم معه
قتل عاد وارم » .
انظر : المرشد الأمين الى اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص ١١ وهو بهامش
اعتقادات فرق المسلمين والمشركين
)١( المزدكية : أتباع مزدك بن تامذان ظهر في زمن قياذ بن فيروز » والد أنوشروان العادل +
ثم ادعى النبوة وأظهر دين الاباحة » وانتهى أمره الى أن ألزم قباذ الى أن يبعث امرأنه ليمتع
() الملل والنحل على هامش الفصل 14/7
(©) تفسير ابن كثير 174/1
ولما بعث الله نبيه محمد َل واستخلصه من بين أشرف قبائل العرب من
تسل اسماعيل عليه السلام ؛حينئذ حسد اليهود رسول الله كَل وأتباعه على تلك
النعمة الكبرى فكفروا به بغياً وحسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق قال
تعالى (") : ف( ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل
الكافرين * +
ومنذ الأيام الأولى التي ظهر فيها رسول الله كيه في المدينة بعد الهجرة إليها
نصب له اليهود العداء » وانطلقوا بمكرهم يكذبونه » ويؤلبون عليه العرب » ولا
إسلوب النفاق ؛ فكانوا يدخلون في الاسلام ظاهراً مع أنهم في الباطن كفارا .
حتى حذا حذوهم بعض العرب . فدخلوا في الاسلام نفاقا وكيدا للمسلمين
وقامت صلة قوية بين اليهود والمنافقين كما عمل اليهود أيضاً على بث ال
أيضا على اثارة الشبهات وطرح الشكوك وأسئلة التعجيز على الرسول وأتباعه .
الاسلام ؛ وانتهى بهم الأمر الى خروجهم من أرض الحجاز في عهد عمر بن
الخطاب رضي الله عنه
ولكن أعداء الله استمروا في مكيدة هذا الدين مستعملين أشد الأساليب
فتكا ؛ وهو بث الفرقة والخلاف بين المسلمين ومحاولة بعثرتهم وتشتيتهم الى
طوائف وفرق وهذا ما حصل ؛ فقد خرج في عهد الخليفة الثالكث عثمان بن عفان
رضي اله عنه رجل يهودي من اليمن هو عبدالله بن سبأً الذي يتمتع بجميع صفات
الخبث فعمل أولا في الخفاء ضد الخليفة . وكان أول اتصال له بأبي ذر الغفاري
رضي الله عنه ؛ وأثار أمامه الاعتراض على معاوية بن أبي سفيان أمير الشام
وخاصة في سياسته الاقتصادية ؛ ثم أتى أبا الدرداء ,. فحدس فيه أنه شخص
يهودي وقال له : ٠ أظنك والله يهوديا » واتصل أيضا بعبادة بن الصامت فشك في
الآية 85
العقائدية أو الاقتصادية أو السياسية بالاتصال بكبار الأعيان ممن لهم نفوذ وتأثير في
حصل لابن سبأ عندما اتصل بكبار الصحابة وأخفق في أمره » اتصل بعد ذلك
بأحد اللصوص وهو حكيم جبلة العبدي أحد لصوص بني عبد القيس ؛ فنزل
عنده بالبصرة واجتمع به وبنفر معه فجعل يطرح عليهم بعض المسائل حتى أعجبوا
به واستعظموه ولكن والى البصرة شك في أمره فطرده منها + فذهب الى الكوفة
واجتمع بعصابة أخرى ثم علم به واليها فطرده أيضا » فذهب الى مصر وهناك
استقر وأخذ في الطعن على عثمان بن عفان زاعماً أنه استولى على الخلافة بدون
حق » كما قام بيث فريتين لتضليل السذج من الناس هما :
-١ القول برجعة محمد َلةِ فكان يقول") : العجب ممن يصدق أن عيسى
يرجع ويكذب أن محمداً يرجع وقد قال الله عزل وجل : ( إن الذي
فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد 6 ؛ محمد أحى بالرجوع من
"- إنه كان لكل نبي وصي وعلي وصي محمد » فمن أظلم ممن لم يجز
وصية رسول الله كَقةِ ووثب على وصيه ؛ وإن عثمان أخذها بغير حق
بالمعروف والنهي عن المنكر تستميلوا به الناس .
وهكذا وضع هذا اليهودي الأساس لظهور الفرقة كما عس على اشعال
ثار الفتنة ضد عثمان بن عفان حتى خرجت العصابات من مصر والكوفة
)١( تاريخ الطبري 387/8 حوادث سنة *؟ ه
(1) الكامل لابن الأثير 1177//7 البداية والنهاية /ا//1797
(©) القصص : فم