وبما أن معظم منابر التوجيه وأجهزة الإعلام من صحافة وإذاعة
وتلفاز ومدارس قد أضحت بيد من يجهلون هذه الشريعة ومن
يعادونها ؛ فإن هذه المنابر أصبحت تستخدم للتنفير من شريعة الله
وقد رأيت من واجي التصدي لبعض هذه الحلات الظالملة
بجهدي القليل فنشرت مقالات في صحيفة الوطن الكويتية بوجوب
العودة إلى الشريعة » تطبيقاً وتحكيا وخاصة في قضايا الحدود »
فساد العقوبات الوضعية القائمة الآن والتي أصبحت بديلا من
الشريعة المطهرة ؛ ورددت في هذه المقالات أيضاً على فتوى نشرت
لأحد العلساء بجواز السماح للسجين بمعاشرة زوجته مبيناً أن هذه
الفتوى باطلة لأن الجن أصلا ليس عقوبة شرعية '" ولذلك فلا
يجوز أن يسند بالرأي الشرعي حتى لا رقع القوانين الوضعية
بالشريعة السماوية فنضفي بذلك على قوانين الظلم والجهل القداسة
والطهارة وهي براء من ذلك .
وفقني الله إليها في بيان حكة الشريعة ووجوب الأخذ يا ؛ وذلك
(1) أي منصوصاً عليها . ولفا السجن في الشريعة عقوبة تعزيرية اجتهادية . فيا لا يتمدى الأيام
ندا لهذه القضية الهامة وتحذيراً لأثمة المسامين وعامتهم من الركون
والرضا بالشرائع الباطلة ؛ وتنوبياً إلى وجوب العمل لوضع شريعة
لله موضعها الصحيح حتى تكون كلة الله هي العليا وكلسة الذين
كفروا السفلى والله غالب على أمره ؛ وهنا أداء لبعض الواجب
عل . أسأل الله أن ينفع بها وأن تكون حافزً لا جميماً بأن نعود
إلى شريعة الله نحكها في كل شئوننا وبالله التوفيق وهو حسبنا
ونعم الوكيل ٠
عبد الرحمن عبد الخالق
الكويت في 14 رجب مئة 1084
أولا : فضل إقامة حدود الله في الأرض
أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعى>
"في هذه الآية بيان أن شريعة الله لآدم والرسل من بعمده هي
العامة من الضلال في الدنيا ؛ والشقوة في الآخرة . ولذلك لم
تقتصر شريعة الله للأنبياء على ما يقومون به من فروض تعبدية
نحوالله بل شملت تنظم سائر حياة البشر من زواج وطلاق
حياة طيبة طاهرة على الأرض . ولكن الشيطان الذي أخذ على
عن طريق ربهم ويصرفهم عن ث ائع أخرى اخترعوها
لأنفسهم فوقع بها الشر والفاد 0
5 شريعة الله وشرائع الشيطان فإنها
في زا هذا 7 تراثا ضخاً للإسلام والجاهليات الختلفة عبر
العصور وتستطيع أن تشاهد إلى أي مدى يوجد الفارق الشاسع بين
تطبيق شريعة الله حيث يحل النور والعدل والصلاح وبين تطبيق
شرائع الشيطان حيث ينتشر الفساد والظلم بكل الصور والأشكال .
ولا شك أن شريعة الإسلام المنزلة على محمد صلى الله عليه وسلم
هي أكل شرائع الله ففيها رفع الله الآصار والأغلال والتضييق الذي
لوه . قال تلى ف وما جمل علي في الدين من حرج >
وقد أقها الله لتثمل شئون حياتنا كلها فلا تحتاج بعدها إلى غيرها
ولا نحتاج لمزيد عليها ؟ قال تعالى ف اليوم أكلت لم دينع
بركات الشريعة :
ذلك أن الله سبحانة وتعالى قد أناط خير الدنيا بتطبيق شريعته ٠
قال تعالى عن أهل الكتاب : 3 ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل
وهذه الآية وإن كانت فى أهل الكتاب من اليهود والتصارى إلا أنها
آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا
ذكر قومه أن طاعة الله هي السبيل إلى استدرار رحمته في الدنيا »
السماء عليكم مدرارا » ويمددم بأموال وبنين ويجعل لم جنات
ويجعل لم أنهاراً ". وكذلك قال هود لقومه ث( ويا قوم
شريعة محمد صل الله عليه وسلم حيث استفتح سورة من القرآن
بقوله تعالى * الر كتاب أحكت آياته ثم فصلت من لدن حكم
فضل فضله وإن تولوا ماني أخاف علي عذاب يوم كبيي> " وا
هلك أن الؤمنين يصدقون يوعد الله ويعلون يقيداً أن ا
والآخرة في اتباع مرضاته . وإذا كان ثم من يكذب بهذا الوعد ولا
يرى رابطاً وسبباً بين إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم + وبين
نزول لطر ووفرة الزراعات ورواج التجارات . فإن ثمة روابط
مادية أيضاً يشاهدها كل ذي بصر من مؤمن وكافر بين هذا وذاك +
فالصلاة والصيام تربية وتزكية لضير الفرد وتوجيه له نحو البر
والإحسان ؛ ومحبة الخير للناس » ولا شك أن من هذا صفته أجاد
0 مودلا
موظفاً . وحافظ على الأموال العامة من الضياع ؛ ولا شك أن
والثروة وزيادة الإنتاج . ولا شك أيضاً أن في إخراج الزكاة أعظم
فائدة لناء الأموال والقضاء على الشورات والشحناء التي تشل
الاقتصاد وتوصل البلدان إلى الخراب والدمار . وفضل الحج وهو
قريب بين الشعوب الاسلامية لا ينكر ومع التقريب
وتتبادل اله المنافع التجارية والصناعية والزراعية ؛ والعالم
فيه الفروق بين البشر ولا
الأنها تستهدف أصلا رفع الظلم وإقامة العدل في الأرض » ولا شك
تكون اقامة شريعة الله , تعني انفتاح البركات وزيادة الخيرات .
ولا شك أي عند كل ذي لب من مؤمن وكافر أن إقامة الحدود
أعني العقوبات الشرعية هي من أكبر أسباب زيادة الخيرات
والبركات فقطع يد السارق يعني المحافظة على الأموال وخروجها من
المال جبان كا يقولون - فإذا توفرت له الحاية خرج ؛ وإذا
انتشرت اللصوصية والظلم اختبأً أو هرب ؛ ولا شك أيضاً أن قتل
القاتل ردع عن هذه الجريية المسببة لحراب العمران وتقطيع أوصال
المجتقعات , وناهيك بتنفيذ حد الزنا حيث يقطع دابر البغاء +
وإنشاق الأموال في غير وجههاء ويقطع الطريق على إنجاب أولاد
والمجقع الإسلامي الذي يظهر على هذا النحو من النظافة
والطهر لا شك أنه سيكون مجتع الخير والبركة والغاء . فلماذا تنكر
إذن أن يكون هناك رابط وسبب مباشر تراء كل عين ويفقهه كل
قلب بين تطبيق الشريمة المطهرة وبين الرخاء المادي والسعادة
الدنيوية . وصدق الله القائل 3 من عمل علا صالحاً من ذكر أو
أثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ؛ ولنجزينهم أجرم بأحسن ما
قال : (إقامة حد في الأرض خير من أن يمطروا أربعين مباحاء
رواه النسائي وابن ماجة .
ثانيا : التحذير من ترك إقامة الحدود
ولا يظئن ظان أن الله سبحانه وتعالى قد أنزل شريعته وترك
باب المستحب والمستحسن ؛ بل من باب الفرض والواجب . فكا أن
على تطبيق الشريمة يحصل الفلاح في الدنيا والآخرة ؛ ف
تركها وإهمالها يتوجب الخسار والدسار في الدنيا والآ:
وإليك الأدلة الشرعية والعقلية على ذلك .
( أ ) الأدلة الشرعية :
قال تعالى آمراً رسوله بتنفيذ حدوده ل سورة أنزلتاها
هي مطلع سورة النور وفيها يعلن الله سبحانه وتعالى فرضية هذه
السورة التي شرع فيها حد الزنا » والقذف , وضوابط اللمان »
وكذلك كثياً من آداب الإسلام الأخرى كالحجاب والاستكذان
وطاعة الرسول . وبدأ الله سورة المائدة بقوله ل يأها الذين آمنوا
أوفوا بالعقود > " ؛ وهذا أمر بأن نوفي أي نكل ونقم كل ما
والحتود » ومنها تحريم أنواع من الأطعمة ؛ ووجوب العدل مع
الأعداء » والوضوء والتهم » والقتال » والقصاص » والسرقة » وقال
في هذه السورة سبحانه بعد ذكر طائفة من هذه العقود والحدود +
ومهيناً عليه ؛ فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءم عما جاءك
من الحق 4" . وقال أيضاً ل وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا
تتبع أهواءم » واحذرم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك
من الناس لفاسقون » أفم الجاهلية يبغون . ومن أحسن من الله
)١( الثور (1)
حكاً لقوم يوقنون 5 . وهكذا أوجب على رسوله أن يحم بين
الناس مما أنزل الله إليه ؛ وحذره أن يخرج عن بعض هذا المنزل »
وبالطيع هذا الأمر للرسول أمر للأمة كلها » والتحذير تحذير للأمة
وخاصة من بيدهم الحكم ومن ولام الله شئون المسأمين ٠
وفي هذه السورة أيضاً سورة المائدة حذرنا الله من أن يجل بنا
ما حل باليهود والتصارى الذين بذلوا وتركوا ما أنزله الله عليهم
من التوراة والإنجيل » ولذلك كفرهم سبحانه وتعالى وضقهم بذلك
أساموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب
ومعلوم أن هذا نص عام ؛ فكا كفر اليهود بترك كتابهم فإن هذه
الأمة تكفر بترك كتابها ثم بين سبحانه وتعالى أنه كتب على اليهود
سبحانه ف وكتبنا عليهم فيها أن النفى بالنفس » والعين بالعين +
والأثف بالأنف » والأذن بالأذن » والسن بالسن والجروح قصاص +
فن تصدق به فهو كفارة له ؛ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأواشك مم
الظاللون 4" . وذكر سبحانه وتعالى نحو هذا في النصارى أيضاً
وحم عليهم وعلى أمشالمم ممن تركوا الشريعة بالفسق والمروق من