مشيخة ابن رجب
الأعلام» وهذه عادته في الإفضال والكرم في خدمة العلم .
وما تكرم به الأستاذ الشاعر/ عبد الغني الحداد موجه اللغة العربية
بالمدارس الخاصة بوزارة التربية بالكويت بإشارة لطيفة من الشيخ الفاضل/
محمد بن ناصر العجمي بمراجعة الأبيات الواردة في النص.
وأحب أن أختم شكري وتقديري وبالمسك تحتم الصالحات بأن أنوه بما
كنت أستفيده من مراجع من مكتبة المخطوطات بجامعة الكويت وما كنت
ألقاه من سماحة ولطف وحسن أدب + وهو ما يتميز به رئيس قسم
المجموعات الخاصة بها » والتي من ضمنها مكتبة المخطوطات بالجامعة
الأستاذ الفاضل والأخ الكريم أبو عبد الرحمن حسن عبد الرحمن الحيدر.
فشكر الله للجميع + وجعل ذلك في ميزان حسناتهم يوم لقاء ربهم » اللهم
وخلل ؛ فمن نفسي المقصرة والشيطان » وصل اللهم أولا وآخرا على سيد
الأولين والآخرين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
مشيخة ابن رجب
المقدمة
الحمد لله المتعالي في سمائه + المتفضل بآلائه » المتفرد بجميل صفاته
وآياته ٠ وصل اللهم على النور المبين ؛ والرسول الأمين خاتم الأنبياء
الميامين ورثة هذا الدين ؛ وحملة الدين القويم » وعلى من تبعهم بإحسان
واتباع الى يوم الدين » اللهم آمين . آمين ٠
تفنن أهل التراجم والتواريخ في تدوين تراثنا الإسلامي في طريقة
في هذا الفن » فجمع كبير منهم صنف بطريقة التواريخ العامة + ودون من
خلالها التراجم مع حوادث السنين + ومن أمثلة هذه المصنفات الكامل في
التاريخ لابن الأثير والبداية والنهاية لابن كثير وتاريخ الإسلام للذهبي
والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي ؛ وليس هذا موضع ذكرهم فهم أكثر من
يجمعوا في هذه المقدمة .
ويميل كثير من هؤلاء المؤرخين الى إفراد كتب خاصة بالتراجم ؛ كما
صنع الذهبي بأن صنف كتابا خاصا بالتراجم سماه سير أعلام النبلاء » أو مثل
ابن حجر الذي أفرد كتابا لأعلام قرن معين فسماه الدرر الكامئة في أعيان
الماثة الثامئة » والسخاوي في كتابه الضوء اللامع لأهل القرن التاسع والغزي
في كتابه الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة +
وهناك نوع آخر من التصنيف في التراجم بأن يلتزم المصنف بمادة معيئة
مشيخة ابن رجب
حسما ل
يذكر فيها أعلامها ؛ كما صنع الشيخ عبد الغني المقدسي عندما صنف كتابه
الكمال في أسماء الرجال » فقد جمع فيه رواة الكتب الستة وانظر العدد
كتابه إنباه الرواة على أنباه النحاة » وابن أبي أصيبعة في كتابه عيون الأنباء في
طبقات الأطياء . ِ ِ
وبعض المصنفين يجتهد في تدوين تاريخ مدينة معينة ويترجم لأعلامها +
ومن مثل ذلك كتاب تاريخ بغداد للخطيب وتاريخ دمشق لابن عساكر وتاريخغ
جرجان للسهمي + وهذا النوع كثير مشهور في كتب تواريخ الإسلام .
وممن المؤرخين من يفرد كتابا خاصا بترجمة واحدة ؛ ونجده واضحا فيمن
ترجوا لأئمة المذاهب الأربعة أو الملوك والسلاطين » مثل الصيمري الذي
مثل الضياء المقدسي الذي ترجم للشيخ أبي عمر المقدسي ترجمة مفردة +
وابن عبد الهادي في كتابه العقود الدرية في مناقب شيخ الاسلام ابن تيمية +
والمشهور في كتب التراجم الكتب التي تحدثت عن فئات خاصة مثل
الشعراء وأخبارهم في يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر للثعالبي ؛ أو يزيد
في الاختصاص فيصنف تحفة الجلساء في أشعار النساء للسيوطي + ومثل
كتاب البرصان والعرجان والعميان والحولان للجاحظ + ومثل نكت الهميان
في أخبار العميان للصفدي » والبحث في هذا الباب مدخل واسع لا تقوم به
ومن أنواع هذا الفن من التاريخ والتدوين مادة تسمى بالمشيخات ؛ وهو
مشيخة ابن رجب
فن تتميز به حضارتنا الاسلامية دون غيرها من الحضارات ؛ لأن هذا العلم
عنه بأنه أخذ هذا العلم عن طبقة معتمدة موثوقة من المشايخ والعلماء ؛ فنشاً
جميلة في الأداب الرفيعة والعلوم الشريفة؛ في توقير طالب العلم لمشايخه
وترثنا الإسلامي يزخر بعشرات المشيخات والمعاجم والأثبات والرحلات
والبرامج كما يسميها أهل الأندلس ؛ والتي حرص مدونوها على ذكر من
أخذوا عنه العلم وأحوالهم وما استفادوه منهم من علوم وفنون » وأحيانا
يحرص من يدونها على تسميتها باسم معين مثل كتاب الغنية للقاضي عياض ؛
ولطائف المنة في فوائد خدمة السنة للغزي ؛ فهي عبارة عن ذكر المشايخ
الفخر ابن البخاري وسواها كثير .
وبهذه الطريقة من التصنيف بنى الإمام شهاب الدين أحمد بن رجب هذا
الكتاب الذي بين أيدينا والذي سمي باسمه «مشيخة ابن رجب» والذي ذكر
فيه مشايخه الذين أخذ عنهم العلم + متنقلا بين بغداد والشام والقاهرة
والحجاز » يدون ويذاكر ويجالس أهل العلم ليصل بين أيدينا ما جمعه من
فوائد وعلوم بذكر هؤلاء الصالحين وبذكر الصالحين تتنزل الرحمات؛
ليستمر ركب هذه الأمة المباركة جيلا بعد جيل ليصل إلينا + تنهل منه
ونستفيد » فلا ننسى بداية أن نديم الدعاء لهم ونترحم عليهم ؛ ثم نسأل الله
مشيخة ابن رجب
علي بن الحسين رحمه الله : سبقك القوم إلى الجنة » فقال : لا ضير إن
رحمته وفي جوار نبيه صلى الله عليه وسلم ؛ في مقعد صدق عند مليك
اللهم ما كان من صواب وفضل وخير فمن جودك وكرمك وعطائك ؛ وما
كان من خطل وخلل وزلل فمن نفسي المقصرة والشيطان » والحمدلله أولا
وآخرا » وصل اللهم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه أجعين ٠
الخميس : 14 / جادى الآخرة 1473 ه
الموافق : ؟ / أغسطس / 05٠7م
الكويت . الفحاحيل الزاهرة
وكتب : أبو يحيى عبد الله الكندري
ترجة المصنف شهاب الدين بن رجب الحنبلي
هو أبو العباس أحمد بن رجب بن الحسن بن محمد بن مسعود الخالدي
السلامي البغدادي الحنبلي؛ نزيل دمشق + الشيخ الصالح؛ الكبير القدر المقرئ.
ولد ببغداد سنة 338 ه» ونشأ بها وقرأ بالروايات وأناب؛ وسمع على
مشايخهاء ورحل الى دمشق بأولاده فأسمعهم بها وبالحجاز والقدس والخليل
والقاهرة» وجلس للإقراء بدمشق والتفع به؛ وكان ذا خير ودين وعفاف.
فقد تفنن لَكَلَثوُنِي هذه المشيخة بذكر أكثر من أربعمائة وخمسين شيخ
الثامن الهجري» معاصرا فيها أكابر أهل الخير من رواة الأخبار والمحدثين
واللغويين والصالحين» أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية والمزي والبرزالي
الشيرجي رحمهم الله تعالى؛ من أهل مذهبه وغيرهم من أهل المذاهب
والقدس والخليل والقاهرة والحجازء يقرأ فيها عليهم محفوظاتهم ومروياتهم
* الإمام شهاب الدين ابن رجب وعلاقته بمعجم شيوخه:
بعد طول قراءة وتمتع» وصحبة مباركة لهذا الشيخ النبيل والعلامة الجليل
مشيخة ابن رجب
أطراف بغداد الى نواحي الشام؛ مصاحبا لهم في حجهم الى الحجازء
مجالسا لهم في القدس والخليل والقاهرة.
فهو يقول في ترجمة شيخه شافع بن عمر الجيلي «قرأت عليه مختصر
الخرقي بحثاء وحججت صحبته سنة ثمان وعشرين» وفي ترجمة شيخه
ويذكر في ترجمة إبراهيم بن جماعة «سمع عليه ابن رجب بالقدس
والقاهرة»» وعند ذكره لشيخه الحافظ شمس الدين الذهبي يقول: «رحلت
إليه في سنة أربع وأربعين وسبعماثة وسمعت عليه وقرأت أجزاء» وفي دمشق
الأولى الى دمشق سنة أربع وأربعين وسبعماثة من ذلك الشمائل للترمذي»
والمتابع لطريقته في التصنيف» يجده لطيف الحاشية حريصا على الأدب
متمثلا بلطائف الشعر فقد تكرر قوله في عدة تراجم قوله : «وأنشدنا لنفسه» أو
محمد بن الجحيش الحنبلي الكاتب البغدادي يقول: «برع في كتابة المنسوب
كتب عنه أهل بغداد وكتبت عنه».
أما عن اهتمامه بعلم القراءات فهو يقول في ترجة شيخه أحمد بن محمد
ابن الشيرجي الحنبلي البغدادي «وقرأت عليه القرآن برواية عاصم بن أبي
مشيخة ابن رجب
وفي الحديث وروايته وإسناده؛ فإن له الاهتمام البالغ فهو يذكر في ترجمة
تساعيا . . . . . ولا يوجد اليوم على وجه الأرض إسناد صحيح أعلى من هذا»؛
وفي ترجمة شيخه ناصرالدين محمد بن عثمان بن القواس الدمشقي الشافعي
عن عبدالله بن أحمد»؛ ثم يذكر في ترجة شيخه علي بن عثمان بن أسعد بن
المنجا الحنبلي «وختم عليه البخاري ومسلم سنة أربع وأربعين»
ومن اللطائف في ذكر مشايخه مشاركته لابنه زين الدين أبو الفرج
عبدالرحمن في بعض مسموعاته: كما جاء في ترجمة شيخه محمد بن النقيب
ترجمة شيخه سراج الدين عمر بن علي بن البزار البغدادي الحنبلي «"وسمعت
عليه ببلد الحلة ثلاثيات البخاري عند توجهنا للحج بقراءة اب
وفي ترجمة شيخه فخرالدين النويري المالكي يقول : «اجتمعت به في رباط
الجوزي بباب إبراهيم وسمعت عليه بقراءة ولدي عبدالرحمن يوم الأربعاء
سادس الحجة سنة تسع وأربعين تجاه الكعبة».
الإمام زين الدين أبو الفرج عبدالرحمن بن أحمد بن رجب"'؟ وعلاقته
بكتاب والده:
الناظر في النسخة الخطية للكتاب يلحظ وبكل لطف خط الإمام زين الدين
معجم مصنفات الحتابلة: 118/4
ابن رجب المعروف المشهور» ويجد أنه في كل صفحة تقريبا يقيد في
حواشي النسخة هكذا «بخط ولده» وذلك عندما يضيف معلومة أو يعدلهاء
ويزيد على ذلك قوله في عدة مواضع «قال شيخنا شيخ الإسلام؛ حافظ
شيخنا حافظ الوقت مد الله في حياته: والصواب. .00 ثم يذكر تعليقه؛
خاصة في ضبط وفيات المترجم لهم؛ وهو يريد بذلك شيخه وشيخ أبيه؛
الإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية لَكْلَتهُ .
وهذا يشير الى أن الإمام زين الدين بن رجب انتقى من معجم شيوخ والده في
حياته؛ وعرض النسخة المنتقاة على شيخه ابن القيم فعلق عليها؛ خاصة وأنه في
أول النسخة يقول : «هذه تراجم جماعة من مشايخ الشيخ شهاب الدين أحمد بن
رجب. . . . نقلتهم من معجمه»؛ وفي ختامها يقيد ذلك بقوله : «آخر المنتقى
من معجم ابن رجب» ويذكر من خلال إجازة المصنف التي سجلها في آخر
النسخة لمستجيزه جمال الدين أبو حفص عمر بن إدريس الأنباري البغدادي
ومعجمي انحو خمس مثين أتى بعض سماعا وبعضا إذنا كملوا
ويعلق الز
ومن النساء تسع وثلاثين امرأة»» والمذكور في هذا المنتقى (1449) ترجمة
منهم إحدى عشر امرأة» فعسى الرب سبحانه وتعالى أن يتفضل علينا
بالإطلاع على أصل الكتاب كما أكرمنا بالمنتقى» اللهم آمين.
رجب فقد ذكر ابن حجر في الدرر الكامنة جماعة منهم؛ مثل الشيخ محمد بن
ابن رجب في الحاشية بقوله: افيه أربعماثة رجل وعشرة؛