مستقبلنا على أسس حضارية وطيدة الأركان » والأهم الى تملك الماضى
وتعرف حقيقته » وتستطيع أن تستخلص منه أسباب رقها 6 وأن
تتلافى أسباب انحلاها تلك هى الأم الحية اللى كتبت لنفسها الخلود
ولانكاد جد باحثاً(١) منصفاً أو غير منصف أنكر على الإسلام هذا
الاتجاه الانظيمى فى تبيان المبادىء الدستورية الى رم صورة صادقة
ذات الطابع السيامى + منذ وضع محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه
عايه النواة الأولى الدولة الإسلامية » ومنذ انبثقت الخلافة مع الخليفة
الأول أنى بكر الصديق ؛ ونلمس فى كل هذا الخط الطويل - الذى
يصلنا برجال المجتمع الإسلاى الأول - أن الروح الإسلامية + هى
لتى كانت نبيمن على هذه المبادىء والنظم ؛ ويصدر عنها اللشريع
الأصيل .
أو غيرهم يدعون عن جهل أو عمد » أن بعض هذه النظم قد وقع علها
المسلمون فى البلدان النى افتتحها الإسلام » ونحن لاننكر ذلك » ولكن
علها هذا المظهر الحضارى » وما هو الجديد الذى أدخله الإسلام عليها
من التطوير والتركيب والانسجام بيبا وبين غيرها من الأصول .
+ اقرأ فى هذا لطائفة من المستشرقين والكتاب الأجانب تذكر مهم )١(
اعالم الإسلاى ) + وسيدير فى كتابه ( تاريخ العرب العام ) 6 وكال بروكليانة
(©) انظر : حضارة الإسلام الجروتياوم 6 187 +
سبيل المخال ( معالم الخلافة القلقشتدى ) و ( صناعة الكتابة لأى جعفر
النحاس ) و ( تحفة الوزراء التعالي ) وسوف يستبين القارىء أصالة
أوضح البراهين والحجج + وسيجد تمحيصاً ونقداً لكثير من الآزاء »
سواء أكانت لكتاب عرب أم لمستشرقين » لأن النقد العلمى فى وقتنا
الراهن - والحق أقول - هو سبيل التطور والبوض ٠
وقد قرأت لأكثر من باحث من الكتاب(١) المحدئين » آراء غريبة
حول أحقية الكاتب الذى يجب أن يتصدى للكتابة فى هذا الميدان :
أهو أستاذ القانون الدستورى + لأنه يتوفر على بحث مسألة من المسائل
الدستورية © أم أستاذ التاريخ الإسلاى + الأنه يدرس وجهاً من
له هذه الصفة .
ولا أدرى كيف سولت لكل هؤلاء الكتاب أنقسيم بمثل هذه
فقط ؛ بل أعاظمهم كالإمام محمد عبد + ورشيد رضا » وحسن البناء
وعبد الرهاب خلاف ؛ ومحمد يوسف موسى » وأنى زهرة » ومصطاة
ويطالب بعض هؤلاء الكتاب بأن نجرى تعديلا على الألقاب الى
)0 انار : نقدة مبادىء نظام النكم فى الإسلام لعيد الحميد مثولة +
بجب أن خلعها على رجال الشربعة الإسلامية ؛ فتقول : أستاذ الأحوال
الشخصية - أستاذ اتفسير - أستاذ تاريخ الشريع . . . لآن هذا
الصنف فى زمه ليس له أن يطرق باب الكتابة فى ( الدئ والدولة )
ويؤكد الكاتب وجهة نظره بأننا فى عصر التحديد العلمى الدقيق +
وأنا معك يا سيدى بأننا فى عصر التخصصات + ولكن الدين الإسلاى
المسلم الحق ) الجدبر بهذا اللقب هو المحتبد المطلق » إلى جاتب تخصصه
فى وجه من وجوه الدراسات الإسلامية
وهذا صديقنا الدكتور المهدى بن عبود طبيب الأمراض الجلدية
بالمغرب » وأحد دعاة الفكرة الإسلامية الموهوبين ؛ يسخر من مثل هذه
التخصصات فى مجال الشريعة الإسلامية بالذات » لأنه بريد من الداعية
الإسلاى أن يكون محيطا بدقائق الشريعة + ولديه من القدرة على
التحليل والاستتباط + وإبداء الرأى + والمحاجة الشىء الكثير +
الأمريكى المتخصص فى الجهة المنى من الأنف © ولا يعرف شا
عن الجهة اليسرى منه(١) .
ولا أدرى ماذا سيقول هؤلاء الدارسون فى كتاب مثل كتاب
رجال القانون الدستوريين وقد ظل مرتبطاً بالمحاماة طوال حياته +
ولما أحيل التقاعد طلبت إليه الجامعة البنانية لعجز فى هيئة الندريس
أن يقوم بتدريس مادة ( النظم الإسلامية ) وعلى حد تعبير ( اعتماد
(ا) فى محداسرة له يجا الترول والمسادن فى الأمسبوع الثقاق المتري
فىالسنة الأولى على كتب من سبقه ىالتأليف .. ثم بدا له أن يلف كتابه
السابق ) وقد واجهت الكتاب حملة من النقد ؛ من حيث بعض إلثغرات
الموجودة فى ثنايا كتابه » ولا سيا فى ( منج البحث ) الذى يعاد
سمة الأستاذ الجامعى +
ولأن ارنياد الحقيقة العلمية واخضاعها لمناهج البحث الحديث +
من حيث حسن العرض » وإبراز الخصائص ؛ والقحيص والتحليل +
والتقسم الدقيق المرتب وتحرى الحقيقة فى مظانها ؛ وتوثيق المصادر
والمراجع + شىء جديد على باحث لم بمارس مهنة التأليف إلا بعاد
قاعدة من قواعد العمل البناء فى الجامعة » وإعداد العياء ذوى المستويات
الكاملة فى الدراسات العليا ذات الطابع الأكادى .
منبجى فى لتأليف » . ثم يضع رأياً غريباً فى مقدمة الطبعة الثانية
لكتابه ؛ أبعد ما يكون عن الممهجية وعن طريقة الدراسة ؛ ولكنه
يذكر شيا آخر هو بيان المؤهلات الى ينبغى أن تتوافر فى الدارس
لمادة أصول الحكم فى الإسلام + ولا أدرى هل سيرضى الدكتور
عبد الحميد متولى أستاذ القانون الدستورى مجامعة الإمكندرية ( سابقاً )
لدراسة موضوع ( الخلافة الإسلامية ) وذاك حيث يقول - أى ظافر
القاسمى فى مقدمته : « لا أجد مانعاً من بيان طريقتى فى مقدمة الطبعة
الثانية . . + فقد وقر عندى أن هذه المادة العلدية ( نظام الحكم )
يجب أن يتوافر من يتصدى للتأليف فيا حمسة أمور "٠" :
كتب الأقدمون عنها فى موضرع السيادة الشرعية» والأحكام السلطانية +
الموضوع » ورابعها : أن يكون المتصدى لتأليف عالماً بالمبادىء
الدستورية والقوانين الوضعية الحديثة .. ؛ وخامسها : أن يكون المتصدى
للتأليف قد مارس السياسة العملية واكتوى بنارها(ا) . . »
وكنت أحب أن ينى الدكتور عبد الحميد متولى للرد على المستشر قن
الذبن تعرضوا لنظام الحكم فى الإسلام © وليسوا أمائذة شربعة
إملامية » أو أساتذة قانون دستورى + ولكنه احتضن كلامهم +
وأخذ به . وإنى أسائله : من أحق بالولاء ؟ ومن أجدر بأن نأخذ
والسنة » والواقفون على صور التاريخ الإسلاى + والأدب العرنى '
وشم إلمام بالمبادىء الدستورية ؛ أم المستشرقون والأجانب ؛ الذى
من خلال حديثهم الجهل بأصول الإسلام وسوء النية +
لانريد اليوم مجرد معالجة النظم والحضارة الإسلامية + بل تريد
أن نصحح الأخطاء الى تناوها بعض الحاقدين سواء من مستشرقين »
أو عرب مضللين» نريد أن نتسلم الزمام » وآن يسعى بذمتنا أدنانا مادام
المشرقة التى تشع. نوراً فى مختاف المحالات » لأنها لم تعرض بعد
العرض الصحيح » ولم تُجعل الجلاء القوى لعيون أبنائنا وشبابنا » بل
خيرة كبار متقفينا . ّ
وكتابنا من ب'. هذا يده ر على مقدمة وخخسة أبواب : الباب الأول
عرضت فيه لملامح العصر الجاهل الأخبر . وجعلته فى فصلين : الفصل
فيه بذور التنظم السيادى الذى أخذ يتشكل مع فجر الإسلام وقيام
حكومة الى + وتدت مقارنة بينه وبين النظم الجاهلية +
الباب الثانى بحثت فيه أسس المبادىء الدستورية فى الإسلام +
وجعلته فى أربعة فصول : الفصل الأول : كشفت فيه عن ميدأ
الشورى فى الحكومة الإسلامية وتأصيل الإسلام هذا المبدأ ؛ والفصل
الثانى حددت فيه معطيات الحريات العامة فى الإسلام + وقوانينها
وآداءها » والفصل الثالث توقفت فيه عند أبعاد العدل الى شرعها
الإسلام وطبقها المسلمون + والفصل الرابع أبنت فيه جوانب مبدأ
المساواة فى الإملام .
الباب الثالث ناقشت فيه نظرية الحكم فى الإسلام » وجعلته فى
ستة فصول : الفصل الأول سرت فيه مع نشأة الخلافة وتبيان معالمها +
والفصل الثانى يقوم على التعريف بمناهج ألوان الحكم » وبيان مقومات
عقد الإمامة وشروطها ١ والفصل الثالث تطرقت فيه إلى أشكال نظام
الحكم » وبيان المبادىء العامة لولاية العهد + وحقيقة أهل الحل والعقاء +
قام على نصور كل حزب من الأحزاب السياسية والدينية لخلافة *
والفصل السادس دراسة مقارنة بين النظام الإسلاىق والنظم الأخرى ٠
والباب الرابع أوجزت فيه تا خ الخلافة من عهد الراشدين حتى
نهايئها على يد الأتراك وجعلته فى ثمانية فصول : الفصل الأول عن
أزمة الحكم بعد ابي » والفصل الثانى عن خلافة أى بكر الصديق ©
والفصل الثالث عن خلافة عمر بن الحطاب ؛ والفصل الرابع عن
خلافة عبان بن عفان ؛ والفصل الخامس عن خلافة على بن أنى طالب +
والفصل السادس عن خلافة الأمرين » والفصل السابع عن خلافة
العباسيين ؛ والفصل الثامن عن خلافة الفاطميين والمانين .
والباب الحامس عرضت فيه للوزارة والكتابة والحجابة ؛ وجعلته
فى ثلالة فصول : الفصل الأول أفضت فيه الحديث عن الززارة من
وببان الآداب والأعراف الى كانت متبعة » والفصل الاانى أوجزت
فيه القول عن الكتابة باعتبارها كانت منصباً من المناصب المرموقة
فى المجتمعات الإسلامية » والفصل الثالث أنحت فيه إلى منصب الحجابة
فى المتمع الإسلاق .
ولقد نسقت المادة على نحو يجمع بين السياق الموضوعى » والتسلمل
التاريى » وإلى جانب العرض والتحليل أنحت إلى بعض الشبات الى
وقدمت من ذلك لوناً جديداً من التعريف بكتب التراث القدعة
اتى أفاضت:فى طرق جوانب النظم الإسلامية » لتكون بثابة الطريق
للباحث الى يتطلبه المزيد + وترويضاً لنفسه على الثبت مما جاء فى
درس موضوع وهم لابعرفون مظانه .
والله أسأل أن أكون قد وفقت إلى تقديم صورة صحيحة عن نظام
المؤلف
الباب اسيك
مرح النصراجا هاف اع
الفسل الؤعكك
النظام السياسى فى الجاهلية
(أ) القبيلة :
هى الوحدة السياسية والاجماعية والاقتصادية الى يقوم على أساسم:
النظام العشائرى عند العرب فى الجاهلية ؛ وتتحدر فى الأصل من جد واحد
مشترك ؛ مما أشاع روح التضامن والعصبية بم ؛ وقد مر المجتمع العرنى
القديم بتلك المرحلة التارمخية » مرحلة ( النظام الأبوى ) التى عاشنها طلائع
الجماعات الإنسانية فى جميع أنحاء الأرض منذ أقدم العصور )١( +
رتسمى فى الغالب بامم الأب كربيعة ومضر ؛ والأوس والفزرج ©
فهذه كلها أسماء رجال(؟ ؛ قسل كل واحد مهم أولاداً وأحفاداً فانتسبوا
يتيسر لا الأصل الواحد » والسيادة ؛ ولكن أبن الدستور
؛ كيلل وكونالدث + المادة التادينية 6 164 ؛ وقارن بصبح الأعلى
» » وتاريخ العرب فى العصر الجاهل لعيد العزيز سالم د 418
القبيلة إلى الأم + وقد تسمى باسم حادث وقم لما +
(©) انظر : المخير لابن حبيب : 258 » ومحاضرات فى تاريخ العرب لعل 8 189 +
والقرابة والزو اج عند العرب لروبر تسن ميث ( الفصل الأول ) 3 +