الجد لله رب العالمين » والصلاة والسلام على أشرف المرسلين 6 سيدا حمد
الشريعة الإسلامية » . أقدمه كنجبود متواضع لعالم الإسلامي © كي يتعرّف
المسامون على أحكام شريعتهم الغراء في العلاقات بين الدولة الإسلامية وغيرها
من الدول أثناء السلم والحرب © فهي أحكام سمحة عادلة تهدف الى السلام
ولا تحض" على الحرب ابتغاء التوسع والاستيلاء 5
غير أنها وإن كان السلام رائدها » إلا أننا نجدها تحض” على قتال الممتدين
الظالمين المبتدثين بالاعتداء » فإن كف المعتدون عن عدوائم » نجد شريمتنا
بالكفة عن القتال والعودة إلى الملام +
فشريعتنا الإسلامية تسالم المسالمين ؛ وتعادي المعتدين » فلا عدوان إلا
على الظالمين +
أما هؤلاء الذين يسّون أنفسهم بالمستشرقين الباحثين في أحكام الإملام >
فقد فنّدنا مزاعمهم القائلة بأن الإسلام دين الحرب» وأنه قام على حد السيف.
هذه المزاعم رددا عليبا في كتابنا هذا بالأدلة والبراهين الي تخرس
ألسننهم . ولا يسعني في هذا اللقام إلا أن أقول لهم : "قصفت أقلامع »
وجفت تايرك » يا من تصمون الإملام ما ليس فيه +
كا تناولنا في هذا الكتاب موضوع نظم القضاء في الإسلام » وقسمنا هذا
المبحث إلى عدة أبراب وفصول تناولنا فيبا بالتفصيل كيف نشاً القضاء
وكيف استقر ؛ والمبادىء والأحكام التي نظمته +
وإني أعيب هنا طالب في أمور الإسلام أنهم قد أهاوا موضوع القضاء
إهمالاً لا أقول متعمداً وإنما أقول تقصيراً ورغبة منهم في البعد عن الكتابة
ن : العلاقات الدولية والنظم
القضائية في الإملام وها من حمد السياسة الشرعية » وسأحاول جاهداً
بإذن الله أن أكمل بحث باقي مواضيع السياسة الشرعبة » وعلى سبيل المثال >
نظم الحكم » والنظم المالبة في الإملام +
وهذا الكتاب يبحث في موضوعين أسا.
نطلب من الله الهداية والتوفيق +
ربيع الأول : 1784 هجرية
نيسات : 1474 ميلادية
القاهرة الولف
تعددت آراء الفلاسفة والمفكرين حول النظرية السياسية للدولة وتحديد
السند الشرعي للسلطة أو تبرير وجوب طاعة الحكومين الحكام . وأشهر
هذه النظريات هي النظرية الدينية » وهذه النظرية تعرف في التفكير الغربي
« بح الملوك الإلهي » » وقد نشأت هذه ية بشكل واضح في القرت
السادس عر وإن كانت ترجع في أصولها الى العصور القديمة . وكان الداقع
الى نشأة هذه النظرية هو بحث كثير من الدول الأوربية عن وسائل تكفل
النظام والثبات السبامي ضد أخطار الحروب الدينية وضد تسلط رجال الدين
في شئون الحم +
إحساس بعض الشعوب بالاستقلال الوطني والوحدة الوطنية +
وكانت هذه النظرية في منتهى الضعف والصعوبة فيبا هي أن الجانب
البقاء على أساس الاقتباس من الكتاب المقدس بعد أن بطل استخدام النصوص
الد الحجج السياسبة عند المشكرين السياسيين الغربيين +
وليس معنى هذه النظرية أن الملك مطلق الحرية في أن يفعل ما يشاء +
فحيث أنه في مكان أعلى من الآخرين فسئوليته أعلى من الآخرين > فقانون الله
وقانون الطبيعة مازم له » ولكن هذا لا يعني أنه مسثول أمام الناس بل
أمام الل » فالقانون في « صدر الملك » وهذه نقطة الخلاف الأماسية بين
نظرية الحتى الإلهي للماوك والأنظمة البرلما؛
السادس عشر فإنها ظهرت أيضاً في سكوتلندا في نفس الوقت على يد شخص
هو الملك نفسه “وهو الأمير الامكتلندي الذي أصبح فيا بعد الملك جيمس الأول
وهذه النظرية ا قلنا لا تثبت أمام البراهين العقلية ول يقل ببسا أحد من
م المسامين أو مفكريم إلا ما يستفاد مما ذهب إليه بعض علماء الشيعة من
أن الإمامة لا تثبت إلا بالنص*أي بأن ينص على شخص الإمام أو على الأسرة
بوصية من الرسول َلثم » ولذا قالوا إن الإمام في مرتبة بين مرتبة الني
ومرتبة سائر الناس © وهذا قول تفرد به الشبعة وحدم +
وتفسير نصوصه » وليست له سلطة دينبة على أحد » بل هو رجل وثقت
الاين
هذه النظرية مؤداها أن الناس كانرا قبل ذ
على الفطرة + متمتعين بحقوقهم وحرياتهم المطلقة + فا تبيّنوا استحالة
استمراريم على هذه الحالة » اجتمعوا وقرروا تكوين جماعة منظمة يعيشون.
فيها بدون عدوان » وعلى ذلك يكون التراضي أساساً لنشأة الججاعة» وتكون
السلطة السياسية وليدة التعاقد ومردها الى إرادة الأمة ولا تكون امتيازاً
أو حقا شخصيا الحا
وقد ظهرت أمس هذه النظرية ابتداء من القرن السابع عشر على يد
بعض الفلاسفة والفكرين السياسيين أهمهم هويز واوك الإنجليزيان +
أما هوبز فقد اعتبر جماعة البشر مكونة من ذرات سابحة فيعالم الاجعاع»
الرغبات والشبوات المتعارضة» وكان الناس لذلك في عراك مستمر . والإنسان
الفطري في نظره مخلوق شرس لا تنقطع الحروب بينه وبين أخيه + والعيش
الآمن مستحيل مع تلك ال ب الدائمة بل لا بد من السلام +
وقد بحث كل فرد عن السلام فلم يجده إلا في الكف عن القتال » غير أن
إلقاء السلاح قبل التأكد من المبول غير اليسارية في صدور الناس إنما هو ضرب
من الحق
معد في الجاعة أو خارجبا . ولكي يكون ذلك الشخص قادراً على منع
حالة الحرب المزعومة + لا يجوز أن يكون لسلطثه حد » وإلا تعددت
السلطات وفسد النظام » فلا يصح أن أيعزل أو 'يؤذى أو 'يجام أو 'يقتل
مها اققرف ؛ لأن السلطة لكي تكون فعا ألا تحد . وهذا الحد يكرة
حالة واحدة »6 وهو عجزه عن إقرار السلام والأمن بين أفراد الججاعة .
وفي نظره أن أحسن نوع من الحكم هو الملكبة » ولكنه لا يمائع من قيام أي
نظام آخر من الحك القوي الذي يحفظ الأمن والسلام 6 وهو لا يعترف إلا
بالحكومة المدنية » والكنيسة ما هي إلا أسها الحام » فالحكومة
المدنية والزمنية مترادفان » والدين تحت سيطرة القانون والحكومة .
أما القبلسوف الإنجليزي لوك © فقد أبرز نظرية العقد في صورة أخرى +
حبناً من الدهر في سلام دون أن يجد سبياً الخصام . فقد كانت الخيرات
كثيرة » وأسباب العيش سهلة موفورة » ولم تكن هناك حاجة الى الادخار »
بل ولا سبيل إلبه لأن ما قد يدخر لا يس من العطب والتلف والفساد +
لكن لسوء الحظ كا يقول لوك اختشرع التعامل بالنقود وهذه يمكن ادخارها
دون أن يتطرق الفساد إليها » قابتداً الإنسان يفكر في الادخار © وابتداً
مع هذا التزاحم والتنافر » وأصبح من اللازم أن يوجد حكم قوي تافذ الكامة
في كل جماعة مع شخص اختاروه ليكون الحكم ولبحمي حريتهم وأنفسيم
وأموالهم من عبث العابثين مقابل وضع قوة الأفراد تحت تصرفه . فإذا
ما خالف شروط العقد القائمة على مصلحة الجاعة حتى للغالبية عزله .
ّ الدولة 4 بل عزا كل القم التي يكتسبها الإنسان الى وجوده في
. وقد أخذ روسو من الفيلسوف البوناني أفلاطون فكرته القائلة
إن « الجاعة » هي المحركد الخلقي الأول » وهي لذلك تمثل أعلى القم الخلقية +
وبوجود الفرد في جماعة نستطيع أن نصفه بأنه متمامح. أو متعصب يسعى
لمصلحته الذاتية » أو يحترم حقوق الآخرين » حر أو مقيد » أما الفرد خارج
الججاعة فلا يمكن أن يتصف بصفة خلقية . والجاعة هي المصدر الذي يستمد
منه الأفراد ميزاتهم الخلقية والشكرية» والوحدة الأساسية في الأخلاق والدولة
في نظر روسو ليس « الرجل » بل د المواطن » +
تعيسآء ولم تكن له ملكية » لأن الملكية تنتج من الأفكار والرغبات والمعرفة
والصناعة وكلها أمور غير غريزية بالطبع . ويقول : إن حب النفس؛والذوىق»
واحترام أفكار الآخرين » واحترام الفن » والحروب + والرق © والرذيلة
والعواطف الأبوية » كلبا لا توجد في الإنسان » إلا عندما يكون اجباعياً
يعيش في جاعات صغيرة أو كبيرة . والسبيل لتكوين جماعات هو مبيل
عالمي » وحيها وجد أفراد لهم اهتامات مشتركة فإنهم يكونون جماعة سواء